اين السيادة ياقيادة
اصدر December 24, 2005 5:41:00 AM

منذ فترة ليست بالقصيرة والحكومة العراقية بكافة رموزها تحاول التأكيد على انها حكومة مستقلة ذات سيادة وانها قد تسّلمت فعلا السيادة في حزيران 2004 عندما تم حل مجلس الحكم وتشكيل اول وزارة بعد سقوط النظام البائد برئاسة اياد علاوي وان القوات الاجنبية المتواجدة في العراق ما هي إلا قوات صديقة مهمتها اسناد الحكومة العراقية بقواتها الثلاث " الشرطة والجيش والحرس الوطني" اولا وتدريب وتأهيل هذه القوات ثانيا , بل حتى الحكومات المشاركة بتلك القوات بقيادة الولايات المتحدة الاميركية تأكد ذلك المضمون ايضا, حتى ان الكثير من الناس سواء كانوا عراقيين ام غيرهم صدّق او كاد يصّدق تلك الادعاءات مع ان هنالك الكثير من الافعال التي قامت بها القوات التي يسميّها البعض بالصديقة والتي تدّل على انها ليست بقوات اسناد ودعم للقوات العراقية , كعمليات الاجتياح التي تقوم بها على بعض المدن العراقية مع ان الحكومتان العراقية والاميركية كانتا تؤكدان اثناء وبعد كل عملية عسكرية ان من قام بالتخطيط والتنفيذ لتلك العمليات هم العراقيون وان قوات متعددة الجنسيات " كما يسمونها" كانت قوات اسناد وقوات ساعدت القوات العراقية بناءا على طلب من الحكومة العراقية !! ولكن ماحدث مؤخرا من قيام القوات الاميركية بأطلاق سراح تسعة من قادة ورموز الحكم العفلقي المباد بدون اذن او موافقة بل وحتى علم الحكومة العراقية اثبتت زيف تلك الادعاءات واوضحت للقاصي والداني بأن لاسيادة ولا قيادة للحكومة العراقية وكأن الحكومة العراقية قد تزوجت الحكومة الاميركية وان الحكومة العراقية كانت هي الرجل والحكومة الاميركية هي المرأة , ولكن بشروط اولها ان تكون العصمة بيد الزوجة وثانيها ان تكون ادارة وقيادة المنزل بيد الزوجة ايضا ويبقى دور الزوج هو الاعتناء بالمنزل من نظافة وطبخ واتكيت وكذلك الاعتناء بالاولاد من ناحية تربيتهم وتنظيفهم وغيرها من الامور المنزلية , وقد تذكّرت في هذا السياق احد المسلسلات العراقية الذي كان يعرض قبل حوالي عشرة سنوات وكان يؤدي ادوار البطولة كل من محمد حسين عبد الرحيم وانعام الربيعي حيث اتفق الزوج"محمد حسين عبد الرحيم" مع الزوجة" انعام الربيعي" ان يقوموا بتبادل الادوار والمواقع فيما بينهم , فكانت الزوجة تدير العمل خارج المنزل بينما كان الزوج يدير شؤون البيت وتربية الاطفال داخل المنزل , هذه التمثيلية هو ما حصل فعلا بين بين الحكومة العراقية والحكومة الاميركية ولكن الفرق بين محمد حسين عبد الرحيم وانعام الربيعي وبين الحكومة العراقية والاميركية ان الفريق الاول عندما كان يّمثل تلك المسلسلة كا يعلم بان من يشاهدهم من المشاهدين يعلمون علم اليقين بأن الاحداث التي تجري امامهم هي حركات تمثيلية درامية لاحقيقة لها على ارض الواقع , بينما يعتقد الفريق الثاني او ربما هكذا يتصّور ان الشعوب التي تشاهدهم وخاصة الشعب العراقي يصّدق مايرىويسمع من ان الحكومة العراقية ذات سيادة وان القرار " اي قرار " يتعّلق بالعراق فهو قرار عراقي ولا تتدخل الحكومة والقوات الاميركية من قريب ولا من بعيد بذلك القرار, ولكن شاءت الاقدار وشاء الله ان تنكشف اكاذيب وزيف الحكومتين معا عندما اطلقت القوات الاميركية تسعة من جزاري ومعاوني صدام اولهم من فريق الرجال همام عبد الخالق وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومن فريق النساء هدى صالح مهدي عماش عضو القيادة القطرية لحزب البعث المنّحل , هؤلاء الاشخاص الذين لم تنشف ايديهم من دماءنا بعد , هؤلاء الاشخاص الذين كانوا السيف القاطع بيد المقبور صدام, هؤلاء الاشخاص الذين لم يعملوا حسنة تجاه العراقيين طوال حياتهم إلا فضيحة الحكومة العراقية الحالية اثر اطلاق سراحهم مع انهم لم يكونوا يملكوا القرار ولكن على الاقل فانه وبإطلاق سراحهم انكشف زيف ادعاءات قادتنا وقادتهم.




تنويه/ترددت كثيرا قبل كتابة ونشر هذا المقال وفكرّت في عدم نشره لإن العراق يمر الان بمرحلة صراعات وتجاذبات وطعون سياسية كبيرة بعد الانتخابات البرلمانية وإعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الاولية وبدء بعض القوائم اتهام قوائم اخرى ابرزها قائمة الائتلاف العراقي الموحد واتهام حتى المفوضية نفسها بالتزوير والتلاعب بالنتائج , لذلك خشيت ان يحسب مقالي هذا من الاصوات المناهضة لقائمةالائتلاف العراقي الموحد باعتبار ان رئيس الحكومة الحالة ابراهيم الجعفري من قائمة الائتلاف العراقي الموحد , لذلك احببت التنويه ان مقالي هذا هو نقد للحكومة المنتهية ولايتها بأشخاصها لا بكياناتها وقوائمها.


عنوان التتبعات على الشبكة: http://ah.friendsofdemocracy.net/utility/tb/?id=121923
ارتباط دائم: http://ah.friendsofdemocracy.net/def...sp?item=121923