علي الأسدي


[align=justify]تحتفي دول وشعوب العالم بشهدائها وتختلف طرق الاحتفاء والتكريم وتتنوع حسب المكان والزمان فقد تكون عن طريق اقامة الاحتفالات التى تكرم الشهداء وتثني على دورهم وقد تكون عن طريق تسميه المؤسسات والشوارع والاماكن باسمائهم و قد تكون عن طريق اقامه الجداريات والنصب او تكون عن طريق تكريم عوائلهم من خلال توفير حياة كريمه تليق بهم عرفانا ووفاءًا لدور الشهداء الذين شاركوا في رسم مسيره الامم والشعوب ,,في الشأن العراقي ترتبط قضيه الشهاده بتاريخ طويل يمتد لقرون طويله حتى اصبحت الشهاده سمه بارزه في تاريخ العراق وحتى كاد ان يكون مسيل الدم العراقي نهرا ثالثا يمتد الى جانب نهري دجله والفرات ليروي ارض العراق بالحياه والتضحيه والفداء وتتعلم منه الاجيال المعاني والدروس والعبر ,,والشهيد ابو جاسم العبادي واحد ممن روى بدمه تلك الارض المباركه ,,تعرفه مدن جنوب العراق واهوارها وعشائرها ومقرات الجهاد التى تتخذ من ارض الاهوار ملاذا وحصنا لها اثناء فتره الحكم البعثي ,, يعرفه الا صدقاء كما يعرف الاعداء ,,وكم رصدوا من الجوائز لمن يدلي بمعلومه ضده اويدل على مكانه الا ان يد المنون اختطفته من خلال كمين نصب له في احدى مناطق سوق الشيوخ والتحق بركب الشهداء ,,وكما رثاه اصدقاءه ومن سمع عن سيرته واخلاقه فانهم امنوا بالخط الذي سار عليه ,,بعدما تحمل الظروف الصعبه هو وعائلته حيث الجوع والخوف وغيرها لكنه ابى ان يتنازل او يخضع للبعثيين كغيره من الذين اختطوا لانفسهم هذا الطريق ,,,بعد ان نال الشهيد ابو جاسم العبادي وسام الشهاده لف الغموض عائلته الا من القلائل من ابناء الداخل الذين يذكرونها بتفقد على عجل او من ابناء الخارج الذين يرسلون الشيء المقدور عليه عن طريق بعض المؤتمنين وهؤلاء ربما يكون بمقدورهم ايصاله لهم وربما لا!!! قبل ايام التقيت بصديق لي فتطرقنا الى امور ومواضيع تخص الساحه العراقيه الى ان ارست مراكب احاديثنا على ضفاف الشهاده وحينها تذكرنا شهداءنا ومنهم الشهيد ابو جاسم وكان صديقي تربطه علاقه حميمه بعائله الشهيد وحين عودته للعراق كان من بين من فكر بزيارتهم عائله الشهيد وبعد السؤال والتجوال وصل الى المقصود لم يتمالك صاحبنا نفسه يقول خرجت اليه امراه هي زوجه اخ الشهيد وحينها سال عن عائله الشهيد فقالت سأناديها لك وحينما سمعت المرأه بهويه القادم شهقت ثم قالت :ليش خويه نسيتونه تعال وشوف بنات الشهيد واذا بطفلتين تلبسان رث الثياب وتفترشان حصيره باليه في كوخ مبني من القصب قال صاحبي لها :اني لم انسكم لحظه وكنت ارسل لكم الحوالات عن طريق فلان الم يمر بكم ؟؟ اجابت هذه المراه بالنفي علما ان فلان من اصحاب الشهيد ابي جاسم ومن المؤمنين !!وربما يقرأمقالتي هذا ليرد الامانه الى اصحابها او يجدا عذرا لذلك .. الغريب ان مدينه سوق الشيوخ وضعت جداريه كبيره للشهيد البطل ابي جاسم العبادي طرزت بها وجه المدينه لكنها لم تكلف نفسها عناء السؤال عن بنات الشهيد وزوجته التى تسكن في كوخ قصبي بالي في احدى مناطق الحله ليس لهم من معيل سوى اخ الشهيد الذي يمتهن بيع القصب في تلك المدينه ,, كيف لاينتفض الشهداء من قبورهم حينما يسمعون هذه المأساه التى تمر بعوائلهم الذي قدموا دماءهم صونا لتلك العوائل ....انصفوا شهداءنا من خلال اكرام عوائلهم بعد ذلك علقوا الصور والجداريات وربما يجهل من علق جداريه الشهيد شخصيه ذلك الشهيد او يجهل عائلته وظروفها والماساه التي تعيش بها ..رساله موجهه للمعنيين في الحكومه انصفوا عوائل الشهداء من خلال تكريم ذويهم انصافا لدمائهم التى روت ارض الوطن ....

[/align][/align]