المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصير المهدي
كنا قد كتبنا في الموضوع التالي :
http://www.bashaer.org/vb/showthread.php?t=2152
عودنا أساطين المشروع الدموي الطائفي بإمتثال المثل الشائع .. ضربني وبكى .. وسبقني واشتكى .. منذ ثلاثة أعوام بل وبعد ان انتظر البعثيون في مخابئهم إنتقام اهالي الضحايا منهم .. وحين لم يأتهم أحد خرجوا يحملون سكاكين فدائيي صدام وسيوفهم ليعملوا النحر في الناس ويستكملوا مسيرة المقابر الجماعية .. والبعثيون يحاولون بكل الجهد جر البلاد الى حرب طائفية قذرة .. بأدوات طائفية أقذر .. العدوان على الشيعة كي يردوا بفعل غريزي على السنة .. كي يُجر السنة الى محرقة الثنائي البعثي الوهابي .. لأن الطرفين كليهما لا أمل لهما بالحياة والاستمرار الا في أحضان طائفة ومقعد حاضنة طائفية .. ولأن الطرف الآخر في منتهى الغباء وقد قدم من الذرائع والمبررات والحجج ما يكفي ويزيد فقد نجح تحالف القتلة والمجرمين في جر البلاد الى حربهم الطائفية التي تجري على قدم وساق .. وهي حرب مهم قيل ومهما زقت الدعاية المنظمة والضخمة من روايات وتصريحات وأسماء وتواريخ وحكايات هي حرب من طرف واحد .. لا يعني هذا اننا ننزه الطرف الآخر من لوثة الطائفية أعني الأطراف التي في الحكم .. فهي لا تختلف في جوهرها عن الآخرين ولكنهم لا يستهدفون الآخر بحسب لونه المذهبي والطائفي ولا يستبيحون دمه .. ولو تمعن الباحث والمتابع لسلوكيات الأحزاب الحاكمة ومليشياتها لوجدها لا تتعدى إطار المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ولا تعنى الا بمريديها .. فالحزب الفلاني لا يحرم المواطن السني من إمتياز معين بسبب مذهبه .. وإنما يحرمه ومعه الشيعي لأنه لا ينتمي لحزبه .. وقد يجد السني نصيبا أوفر من الشيعي في هذا المكسب أو ذاك لأن من في الحكم يحسب للمجاملات وحسابات السياسة وكسب الود وإثبات انه للجميع اكثر مما يحسب للإنتماء الطائفي او المذهبي .. ومع ان ماكينة الدعاية الضخمة التي تضخ يوميا مئات الروايات والقصص عما يتعرض له السنة في العراق .. وهو في الغالب ملفق او مبالغ به .. فإن المقصود بهذا الموضوع ليس سلوك الحكومة تجاه المواطنين .. أو بالأحرى سلوك أجهزة الأمن التي لا تملك الحكومة زمامها أصلا .. فلا يمكن الحديث عن هذه الأجهزة او المليشيات الحزبية دون الحديث عن إنتهاكات واسعة لحقوق الإنسان .. وحالات إعدام خارج القضاء .. وتعذيب يتوسع ويزداد يوما بعد آخر .. إنما لا احد يمكنه ان يثبت بأن هذه الأجهزة او المليشيات تستهدف السني لأنه سني وانما لأسباب أخرى والسني لا يمتلك حصانة تمنع من معاقبته او ملاحقته .. كما هو حال الشيعي في بلد تقول الإشاعات بأن الشيعة يحكمونه .. فقد تحدث الملاحقة بتهمة الإرهاب او الاجرام في عهد النظام السابق او الإنخراط في الجريمة المنظمة وما الى ذلك من تهم يمكن ان يكون الشيعي ايضا واقعا تحت سيفها .. وأجهزة الشحن الطائفي المنظم لا تنظر الى مثل هذه الأمور جميعها الا بالمنظار الطائفي الضيق لأسباب عديدة منها انها تستثمر هذا الوضع في تأجيج التخندق على أمل نيل أكبر عدد من الاصوات في الانتخابات القادمة .. وفي حالات عديدة يتعرض المواطنون من شيعة وسنة الى خطر واحد كخطر عصابات الجريمة المنظمة فتحرص القوى الطائفية الى إغفال الضحايا الشيعة والتركيز على الضحايا السنة وتجيير الموضوع الى الخندق الطائفي مع ان عصابات الإجرام لا دين لها ولا مذهب وانما تبحث عن المغانم والمكاسب .. وهناك على سبيل المثال أثرياء شيعة وسنة غادروا العراق هربا من إبتزاز هذه العصابات .. ومثلهم الأطباء والتجار وغيرهم .. بل وأكثر من ذلك فقوى طائفية كالحزب الاسلامي مثلا لا يفوته ان يحصي حتى ضحايا حوادث السير والمرور من السنة في هذه المحافظة التي غالبيتها من الشيعة او تلك ليضيف أرقاما الى الهولو كوست السني المزعوم .. ومع كل الروايات والقصص والأفلام الهندية ودون المرور على الحكومة وأجهزتها ومليشياتها التي لا يعنينا أمرها ولا أمر تبرير خطاياها .. فإنه من المؤكد ومن أقصى زاوية في شمال العراق الى جنوبه .. لم يحدث ان تعرض مواطن سني واحد لأي إعتداء من مواطن شيعي .. بينما يتعرض الشيعة ومنذ ثلاثة أعوام لحرب تصفية ضروس .. ونعني بهذا المواطنين الشيعة وليس رجالات الدولة وأزلامها .. وضحايا هذه الحرب هم المواطنون الأبرياء العزل الذين لا ناقة لهم في الذي يجري في العراق ولا جمل .. وذنبهم الوحيد انهم نجوا من مجازر صدام ومذابحه إبان سلطته لتتلاقفهم مجازر بقاياه المتحالفين مع الوهابية الوافدة .. وهذه الحرب لم تقتصر على أفراد او مناطق معينة دون سواها .. ومع ان وسائل الإعلام لا تستطيع ان تنكر ان للسيارات المفخخة والعمليات الإنتحارية ضحاياها فإنها في الغالب لا تتحدث عن أمور كثيرة تحدث في مناطق عديدة من العراق ولكنها لا تحدث الدوي الذي يحدثه إنفجار إنتحاري مع ان ضحاياها قد يكونون أكثر من ضحايا التفجيرات الإنتحارية .. ودوما تسارع القوى الطائفية التي تستخدم الإرهاب ورقة في الضغط على قوات الإحتلال والحكومات المتعاقبة في ظلها .. الى اللطم والنواح والصراخ كلما تعرضت مكامن الجريمة الى ضربة ما .. حدث هذا في المدائن واللطيفية .. وتلعفر التي تحولت بقدرة الصخب الإعلامي من مدينة شيعية تركمانية خالصة الى مدينة سنية تتعرض لهجمة طائفية من الحكومة .. وفي كل مرة يتبارى أركان الحرب الطائفية في الصراخ حول الهجمة التي يتعرض لها سنة العراق .. والتطهير الطائفي الذي يعانون منه .. مع انه لم تشهد اي منطقة في العراق تطهيرا للسنة الا في مخيلة الطائفيين العفنة .. ومنذ أشهر يتعرض الشيعة في الدورة ببغداد لحملة تطهير واسعة النطاق .. فيكاد لا يخلو شارع من شعار على الجدران من قبيل على الرافضة مغادرة الدورة بأمر الأمير الزرقاوي .. او لا شيعة بعد اليوم في الدورة .. وغيرها .. وقد إتخذت هذه الحملة طابعا دمويا بشعا في الشهر الأخير ذهب ضحيته العشرات من المواطنين الابرياء العزل الذين لم يمتثلوا لأوامر الإرهابيين القتلة وكثيرون منهم قتلوا أمام عوائلهم .. بل وفي النصف الأخير من هذا الشهر منع هؤلاء الإرهابيون المواطنين من بيع دورهم وممتلكاتهم واستولوا عليها عنوة .. وقوات الإحتلال لا تحرك ساكنا لأنها غير معنية الا بما تتعرض له .. والحكومة صامته لا تفعل شيئا لأنها لا تستطيع ان تقول بأنها ضعيفة وان عمليات البرق وعنترياتها لم يمنع حقيقة ان المسلحين يسيطرون على أحياء كاملة من بغداد .. والأنكى من ذلك ان زعماء الحملة الطائفية من أمثال الضاري وعدنان الدليمي ومحمد بشار الفيضي وعبد السلام الكبيسي وهيئة موظفي أوقاف صدام سابقا ومؤتمر الحوار ومؤتمر أهل السنة الذين يملؤون الدنيا ضجيجا وصراخا عما يقولون انه تهميش للسنة او تصفية لهم .. صامتون عما يجري في الدورة .. ولا شك انهم يباركونه من طرف خفي .. وغدا عندما يحدث اي شئ في الدورة .. وتتم ملاحقة القتلة والمجرمين .. سنسمع الاسطوانة المشروخة إياها عن ملاحقة السنة وتصفيتهم والتطهير الطائفي ضدهم .. لأن المجرم القاتل والإرهابي البشع يجب ان يبقيان في حصانة عن اي عقاب لأنهم من السنة ..