في ذاكرة الخلود !
في شـفـاهِ ألاهِ صــوتٌ وانـيــن
خالـداً يــبقى على مرِّ السنـيــن
صيحةٌ دوّت صدىً فيهِ صَــدى
وجراحاتٌ أَبـــت أن تَسـتـكــيـن
كـانَ لحنــا ًعــبقرياً ساخـــــــنا ً
ونشـــيداً يعـتـلي ثغـرَ الجَنـيــن
يـا أبـيُّ الــضيـمِ للـــــذّلِ أَبــــى
يا مــناراً يا شهـــيداً يا حُسيــن
هَل سَتكفي الروحُ لو تُفدى بها
فليكـن وعداً ووعـدُ الـحرِّ دَيــن
ثابتٌ في الـروحِ والقــلب ِمعـــاً
نحنُ لا ننسى ولَو غمضةَ عَـين
تــنــطوي فيــكَ مداراتُ المــَدى
مــركزُ الكــونِ وأمُّ الثُــقــلــــيـن
مطلع ُالشمسِ وأنــتَ ضوئُـــهــا
غربُك الغربُ وأنـتَ المشرقَــيـن
صحــوةُ التاريخِ مَن يَصحو لَهــا
يعــتـلي العــزَّ برغــمِ الحـاقـديــن
كَـــم ذبــيحـاً ثـار بالأمـسِ مَــضى
وانـطــوى بـيــنَ جمـوعِ الغابــريـن
وبقَـت ذكــراكَ ســـيفـاً من لَـظـى
يرســـم ُالـــدربَ لـكلِّ الثـائــريــن
سـادةُ الأســمــاءِ انــتُــم كــلُّــهــا
قَد ملكـــتُم شرقَــها والمغـربـيـــن
يأبى فـينا القــولُ لو قــلـنا نَــعــم
إن نطيعَ الصـبرَ صبراً طائعــيــن
أنما الصبرُ على شُــربِ الصَـــدى
فــيــهِ ذلٌّ يســتــبــيحُ العـابـديــن
خــيّبوا الــظــنَّ وما خـــابَ بـنــا
ثـــائــرٌ إلا بـــذلِّ الخـــانــعــيـــن
مـاتَ هل مـاتَ ومَـن رادَ بِـهـــــا
ميــتةً تُحـيي ضمــيرَ المــيتــيـن
يا مــهــيـباً هابــهُ الــكــونُ فــلا
يـــستقــرُّ الكـــونُ إلا بـيــــقــيـن
أنــتَ يا ســبــطَ الـذي ذا قــولــه
هوَ ذا منــّي و مــنهُ فاستــبـيــن
شاءَ مــا شاءوا وقَــد شـاء َلـنـا
أن تـكونَ الــنورَ أنتَ والمَعـيــن
في صــراطٍ من مَشى فيهِ نَـجــى
من عــذابٍ يشتَكي منهُ الأنـيــن
أنــتَ يا أنــورَ نــورٍ في السَــما
وابـــاءاً في عـــيونِ الحالـميــن
صــرتَ خـبزاً ورغـيفــاً حاضـراً
شـابعــاً كـــُلَّ بطــــونِ الجائعـين
ومــزاراً زادَ فــي الــنفسِ هَـــوى
واشتـياقــاً فاقَ شوقَ العاشـقـيـن
مَن لـجُرحي غــيــرُكم لَو ارتَـجـي
أنتَ في الصومِ فطــورُ الصائميـن
يا لحــالي فــي فَــنائـي لَيـــتـــنـا
ما جــمعــنا المالَ فيهـا والبنـيــن
ذرةُ الـمـثـــقــالِ ثـــقــلٌ ثـــاقــــلٌ
ما تَرانـــا لو ذَهــبنا مُـثــقـلــيــن
إن مــن حثَّ الخُـطى فيمَـن خطـى
في دروبِ الحــقِّ لو تَسعى أَمـيـن
أنــنـا فــــي عـــــدلِ ربٍّ عـــــادلٍ
فيهِ ما ضاعَت أجورُ المُحسنــيـن
ضاعــفَ الأجـــرَ بعــشرٍ مثـــلــهُ
ســادَ فــينا السـوءُ لو كانَ قريــن
أبـــداً ما خــابَ يــومـاً من رَعــى
حــرمــةً للهِ صـــانَ الحــَرمـــيـــن
أو أتـــى اللهَ بـــــقــلـــبٍ مـسلــــمٍ
ماســكاً بالـــدينِ والحـــبلِ المَتـين
فاطــلبَ الفـــضـلَ بحـــبِّ حــيـــدر
وبـــنيــهِ الطَــيـبـيـن الطــاهريــــن
يا الــهي مـــنـكَ نَــرجـــو تــوبـــةً
شافــعــاً فــيها شــفيــعُ الشافعـيـن
كريم خلف جبر الناصري