أصدقائي
لستُ أدري لماذا أشعرُ أننا بدأنا نسأمُ بعضاً , و لستُ أدري لماذا تجفّ مودّاتـُنا, و لماذا تتقلبُ آراؤُنا وتتغيرُ اتجاهاتُ قلوبِنا , هناكَ قولٌ جميلٌ للإمامِ علي عليهِ السلامُ (خالِطوا الناسَ مُخالَطة ً , إنْ متّمْ معها بكوْا عليكمْ , وإنْ عشتم حنوا إليكم ) واللهُ يشهدُ أنني عامِلٌ بذلكَ منذُ طفولتي , ومع ذلكَ فأنا في هذه الايامِ لم أحْـظ َ بالجزءِ الاخير من تلكَ العبارةِ

أعرفُ أنّ الكواكبَ والنجومَ اختلطتْ مداراتـُها وصارتْ تسلطُ أضواءَها علينا عشوائيّا , حتى بدا الصديقُ لنا عدوّا والعدوّ صديقا لكنني استطعتُ تصفية َ الأضواءِ , واتخذتُ الجميعَ أصدقاء
وحيد خيون




يا أيها الهدهدُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وحيد خيون

[poem=font="Simplified Arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا أيّها الهدهدُ الزَوّارُ مَنـْزِلـَها =

قل لي بربِّـكَ من أينَ الطريقُ لها

غابتْ حياتي على عيني بعاصِفـَةٍ =

كادَ التـُرابُ يُغـطـّيني لها وَلها

أقلـِّـبُ البِيضَ ظنـّاً أنها فصَلـَتْ =

ما بينـَنا وبها هذا الحُطامُ لـَها

طارتْ لبغدادَ عني غيرَ راجعَةٍ =

وما استقرّتْ بعنوانٍ لأسْألـَها

حاولتُ أُحْيي مَواقيتَ الهوى بيَدي =

أعْـمَـيْـتُها ورجــائي أنْ أُكحِّـلـَها

يا أيّها الهدهدُ الماضي الى وطني =

الى العِراق ِ.. رسالاتٌ لِتـَحْـمِلـَها

قلْ للأحِبّـةِ مازالــوا لنا وطناً =

وللــذي سَـــدّ أبوابي وأقـْـفـَـلـَها

ما ودّعَتْ قطَعاتُ الشـّمس ِ آخِرَها =

إلاّ وقـَـلـّـبَتْ الأشــــواقُ أوّ لـَـها

لمْ نَلـْـقَ من بعدِهِم دِفـْـئاً ولا سَكَناً =

ولم نجِدْ بعدَهم أرضاً لِنـَنـْـزِلـَها

مقطوعة ٌ بيننا الأسبابُ لا رُسُلٌ =

ولا طيورٌ لنا تأتي لِـنُرْسِلـَها

قضيْتُ عُمْـري معَ الدنيا مصارَعَة ً =

متى إذنْ تفتحُ الأيامُ أرجُـلـَها

تختارُ منْ بينِ كلِّ الناس ِ أجهَلـَها =

وتزدري من جميع ِ الناس ِ أعقلـَها

لا يستوي حالُنا والأهلُ في طرَفٍ =

الى فـَراغ ٍ ولا شُـغـْلٌ لِنشـْغـَلـَها

طويلة ً أصْبَحَتْ نرجو لها عَدَماً =

وحاسِدُونا عليْها حاسِدونَ لها

حتى الرياحُ هنا تأتي مُبَـلـّـلـَة ً =

كأنما حالـُنا بالدَمع ِ حَـمّـلـَها

منسوخة ٌ في منافينا مصائِبُـنا =

ومُرغمونَ على رَفـْـض ٍ لِنـَقـْبَلـَها

يا أيها الهدهدُ الأيامُ عاذِلـَتي =

وصِرتُ أُ قـْـصِي من الأيّام ِ أجْمَـلـَها

أنا السّـحابة ُ لم تبْخـَلْ على أحدٍ =

انظرْ اليها لكي تـُعطيكَ وابلـَها [/poem]