صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 24
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي الهزة الشيوعية وتاثيرها في الفكر الشيعي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    أهم الإتجاهات التي تبلورت أو تكونت بسبب الهزة الشيوعية


    يتوقف فهم نشوء الإتجاهات الفكرية والسياسية الحديثة في كل مجتمعاتنا الشيعية ، على فهم تأثير الموجة الشيوعية في العراق(1377-1381هـ.1958ـ1962م.) على الحوزة العلمية في النجف الأشرف .
    وقد حدثت تلك الموجة بسبب أن زعيم الثورة عبد الكريم قاسم تحالف مع الحزب الشيوعي العراقي ، وكان أقوى حزب شيوعي في البلاد العربية ، واعتمد عليهم في تشكيل حرس الثورة (المقاومة الشعبية) ، وأطلق يدهم في العمل الإجتماعي والسياسي ، فاستغلوا فرصتهم أوسع استغلال ، وساعدتهم على ذلك عوامل داخلية وخارجية ، لايدخل في غرضنا الحديث عنها .

    بدأت الموجة الشيوعية في العراق بشعار (الدين أفيون الشعوب) ، ونشطوا في نشر هذا المفهوم القنبلة بكل ما استطاعوا من وسائل ! ولك أن تقدر فعل الدعوة الى الإلحاد ورفض الدين من أساسه ، في شعب مسلم كالعراق !

    كانت تحدياً للجميع ، لأصل وجود دين ! وتحدياً خاصاً لأصل وجود الحوزة العلمية في النجف ، ووجود العتبات المقدسة ، والعلماء السنيين ومراكزهم العلمية في بغداد والموصل ، ومشاهد أئمتهم !!
    كان المسلم المتدين في تلك الفترة ذليلاً ، كأنه ارتكب بإيمانه بالدين ذنباً يعوق تقدم كل المجتمع !
    أما طالب العلم من أمثالنا فكان حسب تهريجهم من بقايا وجود الإقطاع الرأسمالي ، وبقايا الدين الذي يخدر الشعوب عن الثورة والتقدم والرقي !
    كنا نعيش الخوف في النهار ، فلا نخرج من مدارسنا وبيوتنا إلا مجموعات وإلى مسافات قصيرة ! أما في الليل فنعيش الرعب من أن تدخل علينا بعض المنظمات الشيوعية المسلحة فتقتلنا ، أو تقتادنا الى السجن !
    وكان بعضنا ينتظر أن تصدر أوامر بمنع الدراسات الدينية وحل الحوزات العلمية ، ومنع زيارة المشاهد المشرفة ، لولا أن عبد الكريم قاسم قام بوضع حدوداً لحلفائه الشيوعيين ، بعد أن ضاقت بهم ذرعاً تركيبة المجتمع العراقي الإسلامية القبلية ، التي لا تتحمل هذا النوع من التطرف !

    لقد بلغ الأمر أن صاحب دكان في سوق العمارة اسمه محمد أبو اللبن مجاور لمنزل السيد محسن الحكيم قدس سره المرجع العام للشيعة في العالم ، كان إذا رأى السيد خرج الى صلاة الجماعة في الصحن الحيدري الشريف ، رفع صوت المذياع في دكانه بأناشيد الشيوعيين ، فإذا وصل السيد الى أمام دكانه رفع صوته: (عفلقي عفلقي) ! وكان السيد رحمه الله يأمر بعدم جوابه والصبر عليه !!
    ومعنى عفلقي: بعثي ، نسبة الى ميشيل عفلق ، فقد كان البعثيون والقوميون حزبيْن ناشئيْن مؤيديْن لجمال عبد الناصر ، يعملان ضد نظام عبد الكريم قاسم ، وكان الشيوعيين يطاردونهم ويتهمون من عارضهم بأنه ضد الثورة والزعيم الأوحد ويصفونه بأنه عفلقي ، وكان من شعاراتهم:
    (والمايصفق عفلقي ، والحبال موجودة) أي: من لم يصفق للزعيم الأوحد فهو بعثي جزاؤه القتل ، والحبال حاضرة لسحله في الشوارع !

    ******
    لقد انتهت الموجة الشيوعية الى غير رجعة ، لكن لك أن تقدر ما أحدثته من هزة وتحدٍّ في الحوزة والأمة ، وما نتج عنها من اتجاهات في العمل الديني ، في حوزاتنا ومجتمعاتنا !

    كان وما زال لتلك السنوات الأربع أوسع التأثير الفكري ، على الحوزة العلمية والعمل الإسلامي ، ليس في العراق فحسب ، بل في امتدادات الحوزة حيثما يوجد شيعة في البلاد العربية وإيران والعالم !
    وبذلك صح أن نسميها: سنوات الهزة ، والتنظير ، والتأسيس لأهم الإتجاهات الفكرية والسياسية الموجودة في حوزاتنا وعالمنا الشيعي الى اليوم .

    وما أسهل على من واكب تلك الفترة أن يعرف أصول أكثر الإتجاهات والأفكار ، والكتب والمقالات ، التي يراها اليوم في بيروت أو القطيف أو طهران أو كراتشي..لأنها ليست إلا رشحاً من تلك الينابيع التي نبعت وأخذت مجراها بعد الهزة الشيوعية ، في آخر الخمسينات وأوائل الستينات !

    فعلى صعيد المرجعية والحوزة ومشاريع تطوير هيكليتها ومناهجها ، نجد أن الأفكار المطروحة كلها ترجع الى الإتجاهين التقليدي والإصلاحي اللذين احتدم النقاش حولهما ، وطرحت لهما المشاريع المتعددة في تلك السنوات .

    وعلى صعيد فهم الإسلام والعمل الإسلامي، فالإتجاهات الثلاثة التقليدي ، والحركي ، والعصري.. ترجع الى تلك الفترة أو تتغذى من فكرها ونتاجها !

    لقد تجمعت الأسباب والعوامل يومها لتكوين تلك الإتجاهات في الفكر الشيعي والعمل الشيعي ، وأهمها العوامل الأربعة التالية:
    المحفز القوي الذي هو الموجة الشيوعية ، والفراغ الديني ، ووجود نابغين مؤسسين ، ووجود نماذج تحتذى لهم من الفكر والأعمال والتنظيمات .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي تتمة الموضوع

    أما الإتجاهات التي تبلورت أو ولدت في تلك السنوات الأربع التاريخية، فهي:

    1-المرجعية التي تعتقد بوجوب الإنكماش الحضاري:

    2- المرجعية التي تعتقد بوجوب الإصلاح المطلبي:

    تعايشت المرجعية الشيعية عبر التاريخ مع الحكومات المختلفة ، من زمن العباسيين الى الخلافة العثمانية وحكم القاجاريين في إيران ، لكن مع اتفاق المراجع على مشروعية التعايش ، كان يوجد فيهم اتجاهان:
    اتجاه إصلاحي ، يرى وجوب قيام المرجعية بحركة مطلبية من السلطة لأخذ حقوق الشيعة في الحرية المذهبية ، والشؤون الإجتماعية والمعيشية.
    واتجاه آخر ، يتخوف من دخول المرجعية في الأمور السياسية سواء كانت من نوع الثورة على السلطة ، أو من نوع الحركة المطلبية ، ويرى أن واجب المرجعية ينحصر في تبليغ الدين وحفظ معالمه ، وأن هذا هو الطريق الوحيد لحفظ التشيع ومواجهة الإنحرافات الداخلية ، والغزو الثقافي الغربي .

    وكان هذا الإتجاه الذي سميناه(الإنكماش الحضاري)هو الغالب على تاريخ مراجعنا رضوان الله عليهم ، وحجتهم فيه أنه لايمكن إقامة حكم إسلامي فلا يجب علينا ذلك ، بل يجب علينا المحافظة على هويتنا وهوية من يسمع كلامنا من الموالين المتدينين، وأن ننكمش عن الذوبان في المحيط المخالف والثقافات الغازية ، ونكون فئة مسالمة تتعايش مع الأنظمة المختلفة ، لكنها تصر على ثقافتها وخصوصيتها ، الى أن يشاء الله ، ويظهر حجته عليه السلام .
    لكن مراجعنا أصحاب نظرية الإنكماش الحضاري كان يتنازلون عنها في الهزات التي تواجه الأمة ، ومنها الغزو الغربي لبلاد الخلافة العثمانية ، حيث غلب منطق الدفاع عن بلاد المسلمين وبيضة الإسلام، فأفتوا بالجهاد الدفاعي، وخرجوا مع جمهورهم وعشائرهم الى ساحات الجهاد ، وقاتلوا الإنكليز الى جنب جيش الخلافة العثمانية ، وسطروا بطولات فيما سمي بـ(ثورة العشرين).

    وعندما غلبهم الإنكليز ورتبوا الأمر مع رؤساء العشائر(القادة الحقيقيين لثورة العشرين) واتفقوا معهم أن ينصبوا على العراق ملكاً من أولاد الشريف حسين، عاد المراجع الى حوزاتهم وسيرتهم في اعتزال العمل السياسي ، ومواصلة عملهم الأصلي في التدريس والتبليغ وحفظ معالم الدين، والتعايش مع الحكومة الجديدة ، كما كانوا يتعايشون مع الوالي العثماني !

    في تلك الفترة توجهت سهام النقد الى المرجعية لماذا لم يواصلوا العمل حتى يفرضوا الحكم الإسلامي في العراق ، أو لماذا لم يشاركوا في الحكومة ويفرضوا على الملك والإنكليز شخصيات كفوءة ، فقد تسبب رفضهم المشاركة في أن يعتمد الإنكليز والملك على موظفي الدولة العثمانية ويسلموهم مقدرات البلد ، وقد كان أحدهم مثلاً نوري السعيد !

    لكن المراجع كانوا يسرون بحجتهم الى خاصتهم بأننا قد غُلبنا ولاجمهور لنا ، ولا أدوات ضغط بأيدينا ، ومشاركتنا في الحكم لن تكون إلا شهادة زور وإعطاء شرعية لغير الشرعي ، وهذا ليس شغلنا !

    عادت المرجعية الى تقليديتها الإنكماشيةحتى كانت مرجعية السيد الحكيم فانتهج قدس سره التقليدية الإصلاحية ، واغتنم فرصة زيارة الملك فيصل الى النجف حيث كان عُرْف المرجعية يقضي بأن يلتقي المرجع مع الملك في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ، فالتقى به وقدم له مجموعة مطالب تتعلق بالحرية المذهبية ، وإنصاف المناطق المحرومة .

    وعندما نجحت ثورة عبد الكريم قاسم أرسل اليه السيد قدس سره رسالة تهنئة تضمنت عدداً من المطالب المشابهة .

    كما كان يرسل مطالبه المشابهة الى عبد السلام عارف وأخيه عبد الرحمن عارف ، ثم الى البعثيين .
    أما اصطدامه في آخر حياته قدس سره مع البعثيين فكانت له عوامل أجبرته على تجاوز الخط الإصلاحي المطلبي الذي يؤمن به . وللحديث عنها مجال آخر .


    3- المرجعية الموضوعية:

    وهي مشروع طرحه أستاذنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره ، مقابل النوعين الأولين من المرجعية ، على أساس أنهما مرجعية ذاتية تتمحور حول شخص المرجع ومعتمديه من أولاده ووكلائه ، وتموت مشاريعها بموته.
    وسمهاها أيضاً المرجعية الرشيدة ، في مقابل المرجعة غير الرشيدة ، ويسميها بعضهم المرجعية المؤسساتية ، في مقابل المرجعية غير المنظمة !
    وقد بقي هذا المشروع في ذهنه قدس سره ولم يشهد التطبيق !
    وقد تبنت مشروعها حركة الدعوة الإسلامية في الستينات ، وكتب الأستاذ محمد عبد الساعدي تصوراً للمرجعية ومجلس الفقهاء ونشره في كتاب ، وخلاصته أن تكون المرجعية مؤسسة مجلس فقهاء شبيهة بالفاتيكان ، تقدم المشورة والفتاوى الفقهية للحاكم المسلم ، ليختار أصلحها في نظره .
    كما تبنى بعضهم مشروع المرجعية الرشيدة أخيراً ، ولم ينجح في تطبيقها ، وقد ناقشنا هذا الموضوع في كتاب: (نظرات في المرجعية)


    4- الإتجاه العصري العلماني:

    وهو اتجاه يتبناه مثقفون من أنواع متعددة ، ففيهم علماء دين ومتدينون ، وفيهم غير متدينين ، وملحدون . ذلك أن مصطلح العلمانية في بلادنا كان وما زال عاماً عائماً ، يشمل الملحدين واليساريين والقوميين ، وبعض المتدين التقليديين الذين يعتقدون بأن الحكم بالدين لغير النبي صلى الله عليه وآله والإمام المعصوم عليه السلام عملٌ يضر بالدين ، ويبعد الناس عنه أكثر مما يقربهم اليه !
    ويدَّعون أن مشروعهم يمنع الصراعات الدينية التي تنشأ من تبني الدولة للدين ، كما ينزه الدين من أن يستغله نظام حكم فيمارس الظلم والقتل والإضطهاد باسمه وينفر الناس منه !

    والمقولة المشتركة بينهم: أن الدولة يجب أن تكون دنيوية على أساس العلم والقانون والعدالة.. الى آخر المبادئ الإنسانية بتعبيرهم .
    ويقول المتدينون منهم: نحن لانتبنى تعطيل أحكام الإسلام، بل يجب علينا أن نعمل بكل وسعنا لبلوغ هذا الهدف العظيم ، لكنا نعتقد عدم إمكان تطبيقها إلا على يد المعصوم عليه السلام !
    ويقولون إنهم لايتبنون العلمانية التي تعادي الدين كعلمانية تركيا وروسيا ، بل العلمانية التي تعطي الحرية للسلوك الفردي ، وتضمن حرية ممارسة شعائر الدين ومؤسساته القانونية ، كما في أكثر البلاد الغربية .


    وكان غالبية السياسيين الشيعة والسنة في الستينات ، في العراق وغيره ، من هؤلاء العلمانيين، وكان عدد قليل من طلبة الحوزة يتأثرون بهم ، ويميلون الى القومية وأفكار التجديد الغربي .

    5- الإتجاه الحركي الحزبي:

    ما أن انتشرت فتوى المرجع الحكيم قدس سره ضد الشيوعية ، حتى أحدثت موجة ضد الشيوعيين في أنحاء المجتمع العراقي ، وبدأت الوفود الشعبية من المحافظات تتقاطر على النجف مؤيدة للسيد المرجع قدس سره ، وتحولت الحوزة العلمية وبيوت علماء الشيعة والسنة ومراكزهم ، الى خلية عمل لنشر البيانات والكتب ، وعقد المجالس لإدانة الشيوعيين وتأييد الإسلام وعلمائه .

    وفي أيام الشعور بالنصر على موجة الإلحاد ، انفتح سوق العمل الحركي والإصلاحي على مصراعيه ، وبدأ التداول في النجف وبغداد وكربلاء وغيرها بين علماء ومثقفين ، في مشاريع العمل الإسلامي .

    لم يكن يوجد عند الشيعة إلا تنظيم إيراني(فدائيان خلق)وهو تنظيم فدائي يتبنىالعنف والإغتيال للتوصل الى إقامة نظام إسلامي ، ولم يكن معروفاً في البلاد العربية ، إلا في بعض الأوساط المتصلة بالإير انيين كالنجف .

    وكان تنظيم آخر نشأ في النجف ، اسمه(الشباب المسلم)وكان تنظيماً سرياً بقيادة المرحوم الشيخ عز الدين الجزائري ، وهو شبيه بتنظيم الشباب المسلم الذي نشأ قبل سنوات في سوريا ، بعد أن ضرب جمال عبد الناصر تنظيم الإخوان المسلمين في مصر ، وحظر فروعه في سوريا وغيرها .

    وكان عند السنة في العراق تنظيم الإخوان المسلمين ، وكان تنظيماً قوياً خاصة في الموصل وبغداد . وقد نافسه تنظيم حزب التحرير ، وكان بعض الشيعة في هذين التنظيمين ، فخرجوا منهما وشاركوا في أطروحات العمل الإسلامي ، والمداولات التي استمرت شهوراً حولها .
    واستقرت مداولات المتشاورين والمنظِّرين على تأسيس عدة حركات ، أهمها الدعوة الإسلامية ، كمشروع لإقامة الدولة الإسلامية العالمية ، وكان بعض مؤسسيها متأثرين بأفكار التنظيمات التي كانوا فيها أو أعجبوا بها ، وقد أخذوا موقعاً قيادياً في الدعوة فكانوا أصحاب التأثير في أفكارها وقرارها .
    في مقابل ذلك تأسست حركات شيعية أخرى ، كانت أقرب الى المرجعية والحوزة من حركة الدعوة ، لأنها تتبنى قيادة المرجعية ، بينما تتبنى الدعوة قيادة شورى الحزب ، وأغلب أعضاء تلك الشورى لم يكونوا من الحوزة .

    وللحديث عن ذلك مجال آخر .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    17- و من كلام له (ع) في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة و ليس لذلك بأهل :

    إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلائِقِ إِلَى اللهِ رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَةٍ ، وَدُعَاءِ ضَلاَلَةٍ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ . الصنف الثاني : وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً ، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الْأُمَّةِ ، عَادٍ في أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ، عِمٍ بِمَا في عَقْدِ الْهُدْنَةِ ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَ لَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ ، وَاكْتَثَرَ مِن غَيْرِ طَائِلٍ ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غيْرِهِ ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثّاً مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ. جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهلات، عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ ، لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ. يُذْرِو الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ ، لاَ مَلِيٌّ ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ أَهْلٌ لِمَا قُرْظَ بِهِ ، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وَتَعَجُّ مِنْهُ المَوَارِيثُ . إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً، وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ المُنكَرِ!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    احسنت يا عقيلي
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    المرجعية انكماشية واجب الشيعة القضاء عليها معنويا لا جسديا ومحاربتها بتثقيف المجتمع ان لا يتبعها

    المرجعية المطلبية واجب الشيعة ان لا يلتفتوا اليها

    المرجعية الرشيدة أو الناطقة او الحركية على الشيعة الالتفاف حولها واذا لم توجد هذه المرجعية على المثقفين الاسلاميين تولي الحكم والسلطة .

    آية الله العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي صاحب نظرة ثاقبة أشار الى هذا في لقاء نشر اليوم


    عبدالهادي الفضلي متحدثا إلى الوسط
    لا مانع من تصدي غير علماء الدين للقضايا الدينية

    2003 - 5 - 2
    الدمام - علي الموسى
    في اول حديث صحافي اختصت به "الوسط" مع المفكر الاسلامي والشخصية السعودية البارزة عبدالهادي الفضلي أشار إلى أن على عالم الدين أن يتجاوب مع متطلبات العصر لأن الدين صالح لكل زمان ومكان، وفهمنا ينبغي ان يتحرك مع الزمن.
    وكان الفضلي يشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وله الكثير من المؤلفات وهو من الحائزين على مرتبة الاجتهاد في الفقه الاسلامي، وهو من تلامذة السيد محمد باقر الصدر وزميل لعلماء كبار مثل السيد محمد حسين فضل الله والمرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين... وفيما يلي نص الحوار...
    يثار في الفكر المعاصر موضوع القراءات المتعددة للدين، وتطرح اشكالية أن قداسة وثبات الدين باعتباره امرا سماويا الهيا، يختلف عن المعرفة الدينية المتغيرة، وبالتالي هي فهم بشري وليست لها القداسة الالهية ومن هذا المنطلق يمكننا نقدها، فما تعليقكم؟
    - أخال انك تشير إلى النظرية التفكيكية المطروحة الآن على الساحة العلمية الدينية، والتي كتب فيها اكثر من بحث والف فيها اكثر من كتاب، وفحواها التفكيك في مجال الفكر الاسلامي بين ما هو إلهى المصدر، وبين ما هو نتاج تفكير العلماء المسلمين، فالقرآن الكريم لانه وحي منزل من الله تعالى، وكذلك السنة الشريفة القطعية الصدور عن المعصوم "وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى" "النجم: 3-4" هما من المعرفة الالهية المقدسة.
    اما الانتاج الفكري للعلماء المسلمين الذي وضع لتفسير وشرح ودراسة تلك المعرفة الالهية الخالصة المتمثلة بالقرآن الكريم والسنة القطعية وجميع ما لابس ذلك وارتبط به ودار حوله وتمحور فيه فهو من المعرفة البشرية التي لم ترق إلى مستوى العصمة والتسامي عن ان يطولها النقد.
    ويرجع هذا إلى انها جاءت نتائج جتهادات العلماء المسلمين وفق قواعد وضوابط الدرس الاسلامي المتعارف عليها والمتداولة في المراكز الفكرية الاسلامية.
    ومن الطبيعي ان تختلف نتائج الاجتهاد ويخالف بعضها الآخر، ومن الطبيعي ان يصل بعضها إلى الحقيقة ويخطئ الآخر الطريق اليها.
    ومن هنا، او قل من الطبيعي ايضا ان تقع في معرض النقد، وهذا هو ما فعله العلماء المسلمون إذ ينقد بعضهم الآخر، في المنهج والمادة.
    ولا يمنع هذا من ان يتصدى الآخرون من غير علماء الشريعة لنقد هذه المعرفة البشرية اذا كانوا يمتلكون آليات ووسائل وشروط النقد العلمي في هذا المجال إذ ترتفع بهم إلى المستوى المطلوب في المعرفة الموضوعية والامانة والغاية النبيلة التي يهدف اليها الناقد، ورأيي ان الاسلام اقوى من ان يخاف عليه من النقد، كما انه قد يأتي هذا النقد بالشيء الجديد المفيد، وفي الوقت نفسه قد يهبط فيفقد صدقيته، وفي كلا الحالين لا مانع منه مع توافره على ماذكرت.
    يلاحظ في مناهج الدراسة الحوزوية قصورها في عدم تعاطيها مع مقتضيات الزمان والمكان، من قبيل دراسة المتون الفقهية التي تناقش موضوعات غير موجودة في هذا العصر، وبالتالي تعتبر ترفا فكريا، وحتى الآن لا توجد خطوة جادة لتجديد المادة الفقهية الا من خلال مبادرات شخصية، كما هو مشروعكم في كتابة المناهج الدراسية، علما بأن موضوع تطوير وتجديد المناهج يحتاج جهدا مؤسساتيا ولجان عمل، فما وجهة نظركم في هذا المجال؟
    - علينا ان ننطلق هنا إلى الاجابة عن سؤالك من ايماننا بان على الحوزات العلمية مسئولية محددة ورسالة معينة، افدناها وآمنا بها من القرآن الكريم ومن واقع تاريخ الحوزات العلمية، فاننا نقرأ في القرآن الكريم قول الله تعالى "فلولا نفرمن كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليه لعلهم يحذرون" "التوبة: 122".
    تفيد الآية الكريمة بأن هناك مؤسسات لتعليم الدين انشئت من قبل المسلمين، وعلى المسلمين - وعلى نحو الوجوب الكفائي - الذهاب إلى تلكم المؤسسات وتعلم الدين فيها.
    كما ان الآية تفيد بان الغاية والهدف من تعلم الدين ليقوم المتفقهون بانذار قومهم اذا رجعوا اليهم، وذلك بتعليمهم احكام الدين.
    وباختصار: إن دور المؤسسة الدينية كالحوزات العلمية هو تعليم الدين للمنتسبين اليها، والغاية من التعليم هي تبليغ الخريجين من هذه المؤسسة احكام الدين لمن يتوجهون اليهم من المسلمين.
    وهكذا كان واقع تاريخ الحوزات العلمية منذ عهود الائمة "ع"، ومن بعدهم في عهود مراجع الدين كالشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي، وفي العهود التي تلت عهودهم. ونحن نعلم ان التعليم يتألف من المناهج والمواد والوسائل واساليب التعليم وكل هذا - لكي يكون التعليم ناجحا في تكوين شخصية الطالب الحوزوي تكوينا علميا يؤهله للقيام بمهمة التبليغ المؤثر - يتطلب من ناحية فنية على الاقل مسايرة التطورات المفيدة ذات العلاقة الوثيقة بالمتطلبات المعاصرة.
    ومن هنا أرانا بحاجة إلى اعادة النظر في كل ذلك، لنكون ونحن في اصالتنا في الوقت نفسه مع المعاصرة وهذا يتطلب منا وعلى نحو الاختصار:
    1- ان نستفيد من النظريات والدراسات اللغوية الحديثة، وخصوصا فيما يرتبط منها بفهم النص.
    2- ان نستفيد للتطوير في مجال علوم البلاغة من جديد علم الاسلوب لاسيما في فهم الجمل والتراكيب.
    3- ان ننأى عن المنهج الفلسفي في دراسة علم اصول الفقه، وان نضع له منهجا علميا خاصا.
    4- ان ننظر إلى الفقه في تعاطينا وتعاملنا معه على انه نظام حياة الانسان المسلم ننطلق فيه من محاولة فهم حياة الناس بكل شئونها وتفصيلاتها فردية واجتماعية ومن مسايرتنا لمختلف تطورات حياة الانسان في جميع انماط سلوكه الفكرية والعملية فمثلا إذا اردنا او طلب منا ان نلتمس الاحكام الشرعية للمصارف التجارية التي يتعامل معها الناس.
    اقول اذا اردنا ذلك فإن علينا ان ندرس المصرف كمؤسسة مالية حديثة من خلال ما كتبه المختصون ومن خلال اوراق المعاملات المالية بين المصرف وعملائه ومن خلال الدراسة الميدانية لعمليات "اعمال" المصارف.
    وقد لا يتأتى هذا لكل فقيه لاسباب ما، فعليه والحالة هذه ان يوكل امثال هذه الدراسة إلى لجان متخصصة في هذا المجال لتعد له التقرير الكافي الوافي عن المطلوب.
    ويحز في نفسي - هنا - ان اقول اني رأيت بعض ما كتب في فقه المصارف وليس في قائمة مصادره ومراجعه حتى اسم كتاب واحد مما ألفه المختصون والمعنيون باقتصادات المصارف.
    اضف ان التأليف في المقررات الدراسية في المؤسسات العلمية العالية والعليا اخذ ينحو الآن إلى الاهتمام بالامور الآتية:
    1- تنظيم المادة العلمية في الكتاب تنظيما عضويا يساعد الدارس على فهم المادة فهما لا عسر فيه.
    2- تبسيط وتوضيح العبارة وباسلوب جميل مشوق يشد الدارس إلى الموضوع شدا يعينه على فهم المطلب فهما ميسرا.
    وايضا مما يؤسف له ان ارى الآن بعض مؤلفي الكتب الحوزوية المؤلفة حديثا من يحاول ادخالها عالم الدرس الحوزوي مع افتقادها لما المحت اليه من خلوها من العنصر التربوي الذي يساعد على تكوين الذهنية العلمية عند الدارس.
    وكنت قد كتبت مقالا عن المؤلفات الفقهية قبل اكثر من عقدين من الزمن ونشرته في احدى المجلات التي كانت تصدر في النجف الاشرف ثم نشر في كتاب قضايا وآراء من اصدار دار الزهراء في بيروت، يستحسن الرجوع اليه لانه يلقي بعض الضوء هنا.
    من الاشكالات التي تسجل على الخطاب الشيعي بأنه يركز ويؤكد القضايا التاريخية ذات الطابع المذهبي الخلافي، على رغم ما تسببه من عزلة لحملة هذا الفكر في اوساط بقية المسلمين، وبالتالي عدم الفاعلية للخطاب الشيعي في المتغيرات الجديدة على الساحة الفكرية، والسؤال المطروح هل بالامكان تأسيس خطاب شيعي معتدل بعيدا عن الطرح التاريخي المذهبي؟
    - ما تذكره من تركيز الخطاب الشيعي على القضايا التاريخية ذات الطابع المذهبي الخلافي هو استصحاب لحال سابقة تمتد جذورها إلى عهود التناحر الطائفي كالذي كان من السلاجقة تجاه البويهيين والذي كان بين الصفويين والعثمانيين، واستمراريته ترجع إلى تغذية الامبريالية العالمية له.
    والامر - فيما اقدر - يحتاج من كلا الطرفين او الاطراف إلى مراعاة شعور الآخر، والحرص والمحافظة على ألا تمس الرابطة الاسلامية القائمة بين الطرفين او الاطراف، ومنه يكون الخطاب بمستوى الاحساس بالمسئولية وتقدير اهميتها، وخصوصا في مثل هذه الظروف السياسية التي دخل فيها المسلمون معترك الصراع الفكري مع الحضارة الغربية عن قصد وعن غير قصد.
    ولا يتأتى الارتفاع بالجميع إلى مستوى المسئولية الدينية في هذا المجال الا بموقف موحد يتفق فيه رأي الاطراف على كلمة سواء بينهم وخصوصا من العلماء المفكرين وذوي الرأي.
    وبالتوجه وبشكل جماعي إلى ادخال الدراسات المقارنة في مجالات التشريع الاسلامي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وسواها إلى معاهد وكليات الشريعة والدراسات الاسلامية.
    وقد بدأنا هذا منذ أمد في جانب من الانتاجات الفكرية في الحوزة العلمية بالنجف كمؤلفات الشهيد السيد محمد باقر الصدر، ومحاضرات المرجع الديني السيد ابي القاسم الخوئي شرحا لكتاب مكاسب الشيخ الانصاري، التي دونت بقلم تلميذه المرحوم السيد علي الشاهرودي وعلق عليها من قبل المرحوم السيد عبدالرزاق المقرم وكالذي قامت به كلية الفقه في النجف الاشرف متمثلا بالكتاب القيم الذي الفه استاذنا المرحوم السيد محمد تقي الحكيم، ومن كلية الفقه انتشرت الفكرة إلى معهد الدراسات الاسلامية العليا بكلية الآداب - جامعة بغداد، فكان تدريس الفقه فيها وفق المذاهب الثمانية المعاصرة وصدرت عنه اكثر من اطروحة ماجستير ورسالة دكتوراه في الفقه الاسلامي واصوله، بحث مؤلفوها موضوعات رسائلهم الاصولية والفقهية وفق المذاهب الفقهية الاسلامية القائمة الآن وهي: الجعفري والحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي والزيدي والظاهري والاباضي، وفي التاريخ تناولت اكثر من رسالة شخصيات علمية شيعية كالشيخ ابي جعفر الطوسي والعلامة الحلي.
    وبعد الثورة الاسلامية في ايران في اكثر من جامعة من جامعات ايران ادخلت الدراسات الاسلامية في مقرراتها وبرامجها وصدر عنها اكثر من كتاب في هذا المجال.
    ان مثل هذه الدراسات الفقهية والتاريخية الاسلامية كفيلة بان تقوم بدور التقريب بين المذاهب وتغير نظرة كل منها عن الآخر بما يغير الخطاب إلى الشكل المطلوب.
    الحوار المذهبي السني الشيعي كانت له في السابق ادبياته واساليبه، وتحفل الكتب بتلك المناظرات التاريخية، ولكننا الآن نجد ان الحوار تحول إلى مهاترات وجدل واصطياد نقاط الضعف عند كل طرف، والهدف منه التشنيع بدل أن يكون البحث العلمي والوصول إلى الحقيقة، ومع هذا نجد أن نخب الشيعة المثقفة تنجر وتنساق إلى هذه المهاترات عبر الفضائيات والانترنت ما يكون له المردود السلبي على الحالة الاسلامية العامة، فما تعليقكم؟
    - إن المثقفين وعلماء الدين الذين هم بمستوى الحوار محتوى واداء لايشتركون في مثل ما جرى من لقاءات قيل عنها انها حوار وما هي بحوار، لأننا - بعد - لما نصل إلى الظرف الذي يمكن للحوار ان يوصل إلى النتائج الحميدة المطلوبة.
    ويرجع هذا - فيما أرى - إلى الحال النفسية عند كل من ابناء الطرفين التي تعيش تحت ضغوط التراكمات المفرقة والممتدة لاكثر من الف سنة، كرست التعصب وركزته وكثرت الاوهام عند كل طرف عن الآخر، بما لم يعد للحوار معها أي جدوى، إذا - والحال هذه - لابد من التمهيد للتخفيف من غلواء التعصب ولتبديد الاوهام ومن بعد لتغيير النظرة، ولا يتم هذا الا بما اشرت اليه انفا من الأخذ بالدراسات المقارنة.
    طرحت في الصحافة العربية مقالات عن المرجعية الفقهية عند الشيعة، بعضها يؤكد الصراع بين المرجعية العربية والمرجعية الايرانية، وان المرجعية الايرانية هي المؤهلة للتصدي بحسب السيرة، وتطرح انه ستبرز مشكلة بين حوزة قم والنجف في مرحلة ما بعد سقوط صدام، فهل هذه الاثارات الصحافية لها شيء من الصدقية؟
    - إن الذي ينشر في الصحف ليس هو الواقع، وانما قد يكون كلاما يطرحه المنتفعون لاغراض شخصية، ذلك لأن المرجعية عندنا - نحن الشيعة - تتكون تلقائيا، ينقل عن المرجع الزعيم السيد ابي الحسن الاصفهاني "ت 1945م " أنه سئل قبيل وفاته عمن يخلفه في المرجعية، فقال "الله اعلم حيث يجعل رسالته" "الانعام:124".
    وقد رأيت بعد وفاة المرجع محسن الحكيم "ت 1970م" - ويومها كنت في النجف - اكثر من عشر رسائل عملية طبعت ترشيحا لاصحابها للمرجعية، ولكن المرجعية وبشكل تلقائي ألقت قيادتها إلى ابي القاسم الخوئي "ت 1915م".
    وكان في السبعينات الهجرية زعيمان كبيران احدهما في قم والآخر في النجف وهما آغا حسين البروجردي "ت 1960م" في قم والسيد محسن الحكيم في النجف، وقد تشاطرا حمل رسالة التشيع وادارة شئون الشيعة الدينية على افضل ما يرام.
    ومن بعدهما كان في قم الامام روح الله الخميني "ت 1988م وكان في النجف المرجع الشهيد ابوالقاسم الخوئي، وقام كل منهما بمسئوليته الدينية خير قيام.
    فوجود مرجعية في النجف واخرى في قم ليس بالامر الجديد، والتجربة التي اشرت اليها تفيد ان ليس في ذلك ما يخاف منه أو عليه، بل ان هذا من الظواهر الصحية والمفيدة.
    وفيما اقدر - من خلال معرفتنا بمراجعنا من لزوم الورع والالتزام بالتقوى ستستمر التلقائية في وصول الفقيه إلى المرجعية، وتبقى النجف وقم تتعاونان على حمل المسئولية المنوطة بهما والقيام بها خير قيام.
    ورأيي ان سقوط صدام لا يغير في واقع ما ذكرته. نعم، ان الكل يتوقع من الفقهاء من الاسر العلمية في النجف امثال آل بحر العلوم وآل الحكيم وآل الخرسان وآل الجواهري وآل الشيخ راضي وآل كاشف الغطاء وسواهم - ممن لم تحضرني اسماؤهم الآن - ان ينهضوا بالحوزة كمؤسسة علمية دينية وبالنجف كمدينة اسلامية مقدسة فيسترجعوا مكانتهما اللتين كانتا لهما قبل العدوان البعثي، وانهم من غير شك سيفعلون، اخذ الله تعالى بايديهم إلى تحقيق ذلك.
    في هذا الصدد اثار احد الكتاب السعوديين تساؤلا صحافيا عن امكان تشجيع وبروز مرجعية فقهية محلية تتفهم الظروف الاجتماعية والسياسية للمنطقة، وتستثمر موارد الخمس المالية في المنطقة نفسها التي يوجد فيها بدل ان ترسل إلى الخارج لتأسيس وتمويل المشروعات الاجتماعية والخدمية، هل نحظى بجواب منكم على هذا السؤال باعتباركم من علماء المنطقة ولكم مكانتكم في الاوساط العلمية؟
    - استطيع ان استخلص من سؤالك ان المحور الذي يدور حول السؤال هو توزيع الخمس للاستفادة منه في تغطية احتياجات ابناء الشيعة في المنطقة.
    ان الذي اعرفه ان المراجع المعاصرين - حفظهم الله - قدروا هذا واخذوه في الاعتبار إذ اجاز بعضهم لوكلائه التصرف في النصف، واجاز آخر لوكلائه التصرف بالثلث، وثالث بالربع، وان هذه النسب - في تقديري - كافية لسد كل متطلبات واحتياجات ابناء الشيعة في المنطقة.

    http://www.alwasatnews.com/topic.asp?tID=33312

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أرض السواد
    المرجعية انكماشية واجب الشيعة القضاء عليها معنويا لا جسديا ومحاربتها بتثقيف المجتمع ان لا يتبعها .
    المرجعية المطلبية واجب الشيعة ان لا يلتفتوا اليها .
    المرجعية الرشيدة أو الناطقة او الحركية على الشيعة الالتفاف حولها واذا لم توجد هذه المرجعية على المثقفين الاسلاميين تولي الحكم والسلطة .
    الأخ أرض السواد: هل هذه فتوى لمرجع أو لعالم ؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    - و من كلام له (ع) في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة و ليس لذلك بأهل :

    إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلائِقِ إِلَى اللهِ رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَةٍ ، وَدُعَاءِ ضَلاَلَةٍ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ . وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً ، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الْأُمَّةِ ، عَادٍ في أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ، عِمٍ بِمَا في عَقْدِ الْهُدْنَةِ ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَ لَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ ، وَاكْتَثَرَ مِن غَيْرِ طَائِلٍ ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غيْرِهِ ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثّاً مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ. جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهلات، عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ ، لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ. يُذْرِو الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ ، لاَ مَلِيٌّ ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ أَهْلٌ لِمَا قُرْظَ بِهِ ، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وَتَعَجُّ مِنْهُ المَوَارِيثُ . إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً، وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ المُنكَرِ

    المصدر نهج البلاغة

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    لا أخي العاملي هذا رأيي

    وواقع المرجعية المزري يؤيده فالسيد السيستاني حانق نفسه بسرداب ومحتجب والامة مقلوبة ومنكوبة .
    أنا أحكي عن العراقيين لانهم دفعو ضريبة مرجعيات الخيرة والدرس وشبهة ابن كمونة .
    ويمكن ان يُستفاد ذلك من كلمات الامام الشهيد محمد صادق الصدر .
    فنحن لا نقدس مرجعا انكماشيا ولا كلاسيكيا لانه ببساطة رأيه غير مقدس فالانكماشي رأيه انكماشي والمطلبي او الكلاسيكي رأيه كلاسيكي وخائف مقياسه التقية فهؤلاء لا يأتي الخير منهم .
    والمسائل العملية تكفينا واحدة من بين الآلاف المتراكمة .
    نريد اسلام رسول الله واسلام علي واسلام الحسن والحسين واسلام المعصومين .
    نحن نريد مرجعية محمد باقر الصدر ومرجعية محمد صادق الصدر ومرجعية الامام الخميني ونريد مرجعية السيد فضل الله ولا نريد مرجعية تقبيل الايادي .
    لنا الخيار في من نريد
    واذا كان لا اكراه في الدين
    هل عندكم اكراه في اختيار المرجع

    بصراحة لا نريدكم يا انكماشيين فأنتم بلاء التشيع

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ أرض السواد ،

    أنت حر .. لكن المتدين لابد أن يكون خبيراً بأحكام الإسلام ،

    أو يرجع الى خبير جامع الشروط ، أي يقلد .. وإلا لايعد متديناً ،

    وحينئذ .. لايحق له أن يعطي آراء وفتاوى في قضايا الإسلام .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    132

    افتراضي

    الإختلاف -وهو سنة الحياة- مع الشيخ العاملي -وغيره- حول هذا الموضوع -وهلم جرا- موجود من هذه الناحية مع ذلك ما هكذا يكون النقاش بالتطاول عليه وعلى غيره سواء كانوا من العوام أو المراجع

    وجهات النظر -عند العلماء- حول المسائل السياسية تختلف -وهذا أمر حاصل منذ زمن بعيد- واتهام عالم بأنه منكمش أو خامل -وما شابه ذلك- ليس من أدب الحوار

    فالأولى -عقلا ونقلا وشرعا وعرفا- مناقشة الفكر -لا الشخصنة-

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    لم اتجاوز ادب الحوار يا اخ كويتي ولا توجد اساءة
    لاني وجهت خطابي للانكماشيين كمفهوم
    والاخ العاملي صاحب الموضوع لم يعطي رايه لنعرف هل هو انكماشي ام لا .
    ولو قال أنا انكماشي
    سأقول له هذا رأيك وحقك ولنا رأينا وراينا اننا لا نريد الانكماشيين
    انت تريد الانكماشيين اخي الكويتي فهو رأيك

    لك علي حق اذا اسأت الادب

    الانكماشية سلبيه وعار على التشيع وهذا رأيي ايضا ولا اقبل بالسلبي ولا اريد السلبيات فكيف يكون هذا شخصنة ؟
    انا لا اعرف الاخ العاملي ومن هو وهذه حقيقة ولشخصه كائن من كان الاحترام الكامل ورأيه له احترام
    ورأيي وانا اقول لا نريدكم ايها الانكماشيين لا افرضه على احد

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    179

    افتراضي السلام عليكم

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العاملي

    المتدين لابد أن يكون خبيراً بأحكام الإسلام ،

    أو يرجع الى خبير جامع الشروط ، أي يقلد .. وإلا لايعد متديناً ،

    وحينئذ .. لايحق له أن يعطي آراء وفتاوى في قضايا الإسلام .
    يعني ذلك هل يحق للمقلِد ان يفتي في قضايا الاسلام؟؟؟

    اما من لا يعد متدينا، لا يحق له ان يعطي فتاوى في قضايا الاسلام نعم، لكن اعتقد بانه لديه الاحقية في ان يعبر عن رأيه.

    على كل حال ... الاقتباس يحصر المتدين بين المُقلِد والمُقلَد، ولا غيرهما.
    وتندرج امة المتدينين بين هذين الصنفين، اما غيرهم فهم من غير المتدينين في عصرنا هذا، والعصور التي تلي، والتي سبقت، وحسب علمي فان المتدينين في العصور السالفة هم القلة ومرتبط عددهم بظهور اول رسالة عملية في العالم الشيعي قد يرجع تاريخها الى زمن ليس بالبعيد، او قل بظهور مصطلح التقليد على الادق الانسب على اكثر الاحتمالات، فعلى الارجح كان قبل ذلك اتٌباع وليس تقليدا في الفترة التي تلت تلك الحقبة من الزمن والاتٌباع غير ماخوذا به حاليا، لذلك فالذين عاشوا في تلك الحقبة من غير الخبراء لن يكونوا ضمن ترتيب المتدينين، اي ان جميعهم باستثناء العلماء كانوا من غير المتدينين.

    هل هذا هو المقصود ؟ ام ان معلوماتي خاطئة ؟
    افتونا مأجورين ...
    ابو نورس العراقي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ bonawrs ،

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة abonawrs
    يعني ذلك هل يحق للمقلِد ان يفتي في قضايا الاسلام؟؟؟
    اما من لا يعد متدينا، لا يحق له ان يعطي فتاوى في قضايا الاسلام نعم، لكن اعتقد بانه لديه الاحقية في ان يعبر عن رأيه.
    على كل حال ... الاقتباس يحصر المتدين بين المُقلِد والمُقلَد، ولا غيرهما. وتندرج امة المتدينين بين هذين الصنفين، اما غيرهم فهم من غير المتدينين في عصرنا هذا، والعصور التي تلي، والتي سبقت، وحسب علمي فان المتدينين في العصور السالفة هم القلة ومرتبط عددهم بظهور اول رسالة عملية في العالم الشيعي قد يرجع تاريخها الى زمن ليس بالبعيد، او قل بظهور مصطلح التقليد على الادق الانسب على اكثر الاحتمالات، فعلى الارجح كان قبل ذلك اتٌباع وليس تقليدا في الفترة التي تلت تلك الحقبة من الزمن والاتٌباع غير ماخوذا به حاليا، لذلك فالذين عاشوا في تلك الحقبة من غير الخبراء لن يكونوا ضمن ترتيب المتدينين، اي ان جميعهم باستثناء العلماء كانوا من غير المتدينين.
    هل هذا هو المقصود ؟ ام ان معلوماتي خاطئة ؟افتونا مأجورين ...
    في مناقشتك مسألتان ،
    الأولى: هل يُحرم غير المتدين أي غير المجتهد أو المقلد أو المحتاط ، من إظهار رأيه في مسائل الدين ؟

    والثانية: هل صحيح من الناحية الإسلامية والتاريخية حصر المتدينين بالمجتهدين والمقلدين ؟

    * أما المسألة الأولى ، فليس موضوعنا الحرمان شبيهاً بالحرمان الكنسي أو حرمان الدولة ، بل هو الصحة والخطأ ، والتخصص والتطفل .

    وأصل الفكرة أن الدين هو القرآن والسنة ، وإعطاء الرأي في عقائده ومفاهيمه وأهدافه وطريقة التدين به.. يحتاج الى تخصص .
    وعلى مذهبنا قرر الإسلام طريقة تلقيه والعمل به وحصرها بعد النبي صلى الله عليه وآله ، بأهل البيت والمتلقين منهم أي الرواة عنهم .
    فهؤلاء هم الخبراء المتخصصون الذين يحق لهم أن يقولوا قصد الله بقوله كذا المعنى الفلاني ، ولم يقصد المعنى الفلاني ، وأراد الإسلام كذا ولم يرد كذا .. وهذه الطريقة في التدين يضاها الإسلام أو لايرضاها.. الخ.

    فالدين تخصص ، وهو أعمق من الطب وأصعب ، وكما أنه لايصح لمن شاء أن يعطي رأيه في مسائل الطب ، فكذلك الدين ،
    بل إن تعويم الإجتهاد في مسائل الدين أخطر منه في مسائل الطب ، لأن تأثيره على الناس أكثر .

    وعليه ، فعندما نقول لايجوز أن يعطي شخص رأيه في الدين إلا أن يكون مجتهداً أو مقلداً (والمحتاط مقلد) فمعناه أنا نقول لايجوز لغير الطبيب وطالب الطب الذي يأخذ منه أن يعطوا آراء في الطب ،
    وهو كلام منطقي متين ، يقره العقل والعلم واحترام التخصص الذي وصلت اليه البشرية .

    *أما غير المتدين فهو حر لا نمنعه أن يعبر عن رأيه ، لكن نقول إن رأيه ليست له قيمة دينية ولا علمية ، فلا يمكن لأحد أن يأخذ به ، بل هو يوجب التشويش وخلط المفاهيم الدينية ، كما حصل في مجتمعاتنا ، وفتح بابه المضر الإخوان المسلمون في مصر .
    ومثل ذلك الشخص مثل المتطفل على الطب الذي يعطي الناس وصفات للأمراض ، وهو ليس طبيباً ولا طالب طب !
    بل رأيه لايكون له قيمة في عمله هو إلا أن يكون قطعاً جازماً فيصح له شخصياً الإعتماد عليه ، لكن هؤلا ءيندر عندهم القطع وآراؤهم عادة ظنون واستحساناتواحتمالات مجردة !

    * وأما المسألة الثانية ، فإن رجوع المسلمين الى النبي صلى الله عليه وآله وتقيدهم بشرحه لمفاهيم الوحي والقرآن ، أمر واضح ،
    وكذلك رجوع أتباع الأئمة عليهم السلام اليهم ، بل كانوا يرجعون شيعتهم الى الفقهاء المعتمدين عندهم ليأخذوا منهم معالم الدين :
    ففي خبر صحيح في كتاب من لايحضره الفقيه: 4/470:
    (قال علي بن المسيب الهمداني : قلت للرضا عليه السلام :
    شقتي بعيدة فلست أصل اليك في كل وقت ، ممن آخذ معالم ديني ؟ قال : من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا ).

    وقد استمرت هذه السيرة بعد غيبة الإمام عليه السلام ،
    ولو أنك قرأت تاريخ الشيعة وعلمائهم لوجدت أنها مسألة واضحة ،
    وحبذا لو تقرأ رسائل الشريف المرتضى التي هي أجوبة استفتاءات ومسائل عقائدية كانت تأتيه من بلاد الشيعة ،
    أو قرأت قصيدة محمد حسن الصوري اللبناني في رثاء الشيخ المفيد البغدادي بصفته مرجعاً للشيعة ،
    أو قرأت رسائل المحقق الكركي التي هي أجوبة استفتاءات من بلاد الشيعة المختلفة ..
    فالتقليد بمعى الرجوع الى الخبراء في الشريعة والعقيدة ، كان أمراً مفروغاً عنه عند الجميع ، بل هو سيرة عقلائية في كل دين ،
    ولم يخرج عنها إلا أتباع التحرر من التقليد الذين قلدوا الغربيين في عبادة الإنسان لنفسه ، أو قلدوا الإخوان المسلمين في فتح باب الإجتهاد في الدين لمن هب ودب بدون شروط ولا أصول ..

    أما الخلاف بين الشيعة الأصولية والأخبارية ، فهو خلاف على تسمية هؤلاء العلماء بمجتهدين ، أو على طريقة استنباط المرجع ، وليست على أصل الرجوع الى العلماء .
    أرجو أن تقرأ مسألو تعويم الإجتهاد في مقدمة الحق المبين - الطبعة الثانية ، وشكرا .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    ثقافة الخوف والرعب. الأنسان الذي يخاف نهارا ويرعب ليلا لا يستطيع ان يقول عن نفسه انه يريد اقامة امر الدين او التحرك لنشر تعاليم الدين الأسلامي.
    لاحظ ما يقوله كوراني

    "كنا نعيش الخوف في النهار ، فلا نخرج من مدارسنا وبيوتنا إلا مجموعات وإلى مسافات قصيرة ! أما في الليل فنعيش الرعب من أن تدخل علينا بعض المنظمات الشيوعية المسلحة فتقتلنا ، أو تقتادنا الى السجن"
    الذي يقوله صحيح وحقيقي ويمثل ثقافة تربى عليها هو وامثاله ونقلوها الى المجتهدين. وما رأيناه ونراه من مرجعيات صامتة خائفة مرعوبة هو تأكيد لما يثبته كوراني للناس وللتاريخ. كلامه ذكرني بلقاء آية الله خوئي مع صدام حسين بعد الأنتفاضة والذي عرض على التلفزيون.

    كوراني وغيره يخافون نهارا, فبالتالي يمتلكون مشروعية الا ينتقدوا نظاما او حركة معادية قد تكون عنيفة في ردها. وهم يرعبون ليلا فيتحولون الى هياكل صامتة كما هي الهياكل الصامتة على مدى طويل في تاريخنا المرجعي.
    كوراني وغيره كان يسمع كلمات الكفر تنطلق مع ضحكات عالية في الشارع العراقي في تلك الفترة وبدلا ان يطبق فتاوى مجتهده التي تحل دم من يفعل ذلك كان يخاف نهارا ويرعب ليلا. يخملون ويصمتون ويحتجبون في وقت احساسهم بالخوف نهارا والرعب ليلا.
    ابرز اثبات على نجاح هذه الأستراتيجية هو بقاء ابو الهول الى اليوم دون ان يتغير شيئ كثير فيه.

    عزيزنا كوراني وغيره يمثلون ظاهرة الأتجاه الكنسي في الحركة المرجعية المعاصرة ان سمح لي ان اطلق هذا المصطلح ومن ميزات هذا االأتجاه

    محاربة كل انتقاد يوجه الى الأيات ووكلائهم بحجة معارضة التشيع.
    الحس الطائفي القوي في الخطاب والممارسة
    الحس الشعوبي الحاقد المميز لمدرسة قم الحديثة في الفكر الشيعي.
    احتكار توزيع الناس الى الجنة والنار بسبب لبس العمة
    صكوك الغفران والعلاقات العامة
    والخافي اعظم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    لست معنياً بالكذب والإفتراء ،

    فالذي لايستطيع مناقشة الفكر بلا شخصنته ،

    فلا فكر عنده ، وعليه أن يدرس ويتعلم عند معلم .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني