عبد الكريم ماهود أو ابو حاتم كان في الأهوار قبل الانتفاضة ومعه مجموعة من الناس اتصلت به قوات الحرس الايراني في نهاية الثمانينات ودعمتهم لتأمين بعض التوازن في الأهوار الذي كانت مجاميع حزب الدعوة تتخذها أوكارا آمنة أنذاك , وتكونت خلايا آخر اطلقوا عليه اسم حزب الله انطلاقا من المقولة السابقة (حزب فقط حزب الله ) منها خلية سيد جبار وخليه اخرى لأبي عبود وعن طريق هذه الخلايا انتقلت الخلافات في الساحة الايرانية الى الداخل العراقي.. حدثت الانتفاضة وأثبت خلايا ما يُسمى بحزب الله فشلاً ذريعا في ادارة الأمور وانهماكهم بمقرات السلطة والسيارات الفخمة لبعض كبار الرفاق .. انتهت الانتفاضة وعاد الثوار القدامى ومعهم آلاف الى داخل الاهوار مرة ثانية .. عمل الشهيد ابو ليلى على توحيد هذه المجموعات على اختلاف انتمائاتها واتفقوا على شيئ جوهري وهو أن لا نأخذ القرار والتعليمات من خارج العراق وعلينا نحن أن ندير أمورنا بيننا .. سرعان ما نزل الحاج ابو زينب الخالصي الى الاهوار وبدأ مع ابي حاتم ومزق وثيقة العهد بين فصائل الداخل وكذلك تبعه سيد جبار وصارت الدعوة الى ولاية الفقيه مدعومة بمئات الآلاف من الدولارات من قبل مكتب وزارة الاطلاعات (المخابرات) الايرانية في الاهواز باشراف أبو زينب الخالصي .. طالت الفترة وفشلت هذه الحركة أيضا وانضم ابو حاتم وسيد جبار وآخرون الى تكوين حزب الله العراق من جديد لكن هذه المرة بدعوى الاستقلالية وعدم الميول الى أي طرف وعلى أساس هذه الاستقلالية دعمهم ماليا الدكتور حسين الشهرستاني عالم الذرة المعروف .. أشهر أيضا ولم تفلح المحاولة - طبعا كل هذه الفترات عملهم بالداخل متواصل في الاقتناص من رجالات السلطة ممن هم في سلك الأمن أو الرفاق البعثيين - .. وكان أن ذهب ابو حاتم الى ايران وبقي فترة هناك وآخر المطاف ان اتصلت مجموعة ابو حاتم بالجلبي في شمال العراق على أن يعملوا في أهوار العراق بالتنسيق مع الجلبي مشفوعا بالدعم المادي .. وفي السنوات الثلاث او الاربع الاخيرة انتهت الاهوار تماما وتحولت الى صحراء قاحلة لا يمكن لخلايا الاهوار السابقة أن تمارس العمل فيها . فتحولت في أغلبها الى ايران ..
من الاشخاص الذين انضم الى ابي حاتم هو الشيخ ابو مصطفى العبادي شقيق المرحوم الشيخ أحمد العبادي قائد الانتفاضة الشعبانية في مدينة العمارة والذي توفي في ايران بعد الانتفاضة بشهور وفي طريق عودته للعراق بحادث بين قم والاهواز .. وفي اجتماع بغداد قبل اسبوعين وفي أحد اللقطات لهذا الاجتماع اتصل بي صديق ليخبرني جلوس الشيخ ابو مصطفى العبادي في الاجتماع مما يعني أن المجموعة لا زالت على اتصالها الاخير مع المؤتمر الوطني .. والخبر الآخر المؤكد أن ابو حاتم مع مجموعة معه مسلحة سيطروا على العمارة قبل وصول قوات الحلفاء لها وتفاوض معه ضابط امريكي على ذلك مما أدى الى نزع سلاح المجموعة وبقاء ابو حاتم لتمشية بعض الامور ومنها توزيع الرواتب مما أدى الى حصول نوع احتكاك بينه وبين بعض قوات بدر .
لو كنت الآن مكان ابو حاتم لفعلت ما فعله اذا كان العمل مدني صرف وتقديم الخدمات لابناء مدينتي فالواقع الجديد يفرض عليه هذا لكنه بالوقت ذاته لا يفرض عليه الحماية وغيرها من الأمور .
ومشكلة هذه المجموعات أنها تتغير يوما بعد يوم في توجهاتها فيوم مع القراركاه وآخر مع وزارة الاطلاعات وثالث باسم حزب الله العراق ورابع مع المؤتمر الوطني وهكذا .. لكن المهم في هذه الايام أن يقدم العراقيون ما لديهم من امكانات في مساعدة الشعب في الخدمات المدنية والانتباه الى عدم الوقوع في الفخ المنصوب .
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم