ايران توجه دعوات الى احزاب وشخصيات سنية عراقية
بغداد الحياة - 10/04/06//
علمت «الحياة» ان ايران وجهت دعوة الى «الحزب الاسلامي العراقي»، أكبر الاحزاب السنية في البلاد، والى شخصيات سنية دينية وسياسية لزيارتها، في وقت طالب «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» بخطوات .
ويأتي هذا التطور في ظل اتهامات وجهتها قيادات سنية عراقية الى ايران بتأجيج العنف الطائفي في العراق، وخصوصاً دورها في اغتيال رجال دين وعلماء وضباط من الجيش السابق من السنة.
واتهم الزعيم السني صالح المطلك الاميركيين بمأسسة العنف الطائفي في بلاده، وقال لـ «الحياة» ان «الاميركيين أسسوا للمحاصصة الطائفية في توزيع السلطة في العراق، وقبلت ذلك القوى السياسية العراقية التي جاءت مع الاحتلال». واضاف: «نحن جاهزون للحوار العميق مع القوى الشيعية، وقد حاولت خمس مرات التحدث مع القيادات الشيعية عن ضرورة الاتفاق على مبادرة وطنية لتطويق العنف الطائفي، الا ان الموضوع لم يلق تجاوباً».
واكد المطلك ان «تشكيل حكومة وحدة وطنية بلا استحقاقات حزبية ولا محاصصة طائفية هو المخرج الوحيد من اعمال العنف الطائفي المتصاعد في الوقت الحاضر». واشار الى «ان القيادات السنية السياسية نفسها تواجه حرباً من اولئك الذين يقتلون الشيعة، وهذا مدعاة للتوحد والتصدي للعصابات الارهابية الاجرامية».
الى ذلك، برّأ الرجل الثاني في «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية» عمار الحكيم، السنة العرب من قتل الشيعة، وقال لـ «الحياة» ان السنة ليسوا من يمارس العنف ضد الشيعة، بل هناك قوى ارهابية تكفيرية تقوم بذلك». واضاف «نحن نعتبر السنة شركاء حقيقيين لنا في الوطن لكننا نعتب عليهم لانهم لم يتخذوا مواقف حاسمة ترقى الى مستوى الجريمة التي ترتكب».
وتابع ان «القيادات السياسية والدينية الشيعية في البلاد تمعنت في تحليل الموضوع، فوجدت ان هناك مؤسسات اعلامية وسياسية في الداخل العراقي ومن الطرف الاقليمي وفي العالم العربي تشكل دعماً للخط الخوارجي التكفيري في المنطقة».
وقال ان هدف قوى العنف ضرب الشيعة، موضحاً: «ليس هناك ضربات موجهة الى الأكراد رغم انهم جزء من العملية السياسية والوضع الجديد في العراق، وهذا معناه انه لا حرب قومية بين العراقيين بل هناك عنف طائفي يستند الى عقائدية تكفر الشيعة وتبرر قتلهم».
واشار الحكيم الى ان «المشكلة لا تقتصر على الداخل العراقي بل ان الكثير من العرب يعتقدون بأن شيعة العراق اتباع لايران وهذا مبرر لشن الحرب عليهم»، وشدد في هذا الصدد على ان القيادات والمرجعيات الشيعية على ادراك تام بان هدف الارهابيين من ضرب الشيعة بهذه الطريقة الوحشية جرّ العراق كله الى حرب طائفية دامية ولذلك يجري التعاطي مع الموضوع بحكمة.
ورأى ان «المطلوب من الجميع في داخل العراق وخارجه عزل الخط الخوارجي التكفيري في المنطقة العربية بأسرها وهو ما قد ينعكس ايجاباً على الوضع العراقي».