النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي المجلس والدعوة ... حكايات مريرة (1)

    المجلس والدعوة ... حكايات مريرة (1)

    سليمان الفهد

    كاتب وسياسي عراقي

    Sulaiman_alfahd@hotmail.com



    منذ سقوط بغداد ولازلت أترقب العلاقة المفاجئة بين حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بعد أن عايشت كل سنين الصراع بينهما . فالسنوات الثلاث للسقوط كشفت زيف تلك العلاقة بعد أن تصور أصحاب نظرية استشهاد محمد باقر الحكيم أنهت الخلاف وبدون رجعة , وها نحن نشهد من جديد ظهور الصراع على القيادة من جهة والسلطة من جهة أخرى , فلعبة جر الحبل أرجعتنا لما كنا نؤكد عليه منذ سنوات . حينما ابلغ محمد باقر الحكيم الدعوة رسميا بأن الخطين متوازيين لا يلتقيان أبدا . فاستشهد الرجل وحمل الوصية أخيه عبد العزيز الحكيم ( طبعا ألشغله وراثة). وكم كنت مترددا أيضا في الكتابة حول الموضوع لما فيه من محاذير متشعبة اضعف الإيمان فيها هي رصاصة رحمة في رأس الكاتب . وقد حاولوا ذلك منذ حوالي الثلاث أشهر حيث نحتفظ بأسماء الجناة ولكنهم لم يفلحوا , فالكلمة يجب أن تقال للتاريخ والتاريخ فقط , ولا أخفيكم سرا أن احد قادة حزب الدعوة الإسلامية كتب مسودة كتاب بهذا الخصوص منذ سنين ولكنه اخبرني شخصيا انه يحتفظ به ويرغب نشرة بعد موته وان الكتاب في مكان امن . لذا وجدت من واجبي الشرعي والأخلاقي أن اكتب بعض الشيء عن الموضوع للأمانة والتاريخ ليس إلا . محاولا قدر الإمكان الابتعاد عن ذكر الأسماء والتواريخ وتسلسل الإحداث , وقد اضطر بعض الأحيان لإخفاء مالا يستوجب ذكره في هذه المرحلة . كما إني سوف لن التزم تسلسل الأحداث إطلاقا .

    البداية :

    حزب الدعوة الإسلامية بدأ نشاطه الفعلي والعلني في الساحة العراقية في بداية السبعينيات وان حزب البعث لم يك قد اشتد عوده بعد على الساحة العراقية وهو في طور البناء وكسب الشارع كي يبرر أفعاله التي اقترفها في انقلاب شباط الأسود 1963 ( اقرأ كتاب المنحرفون – مكتبة الغري – النجف الاشرف 1964 ) .

    قيادي الدعوة آنذاك مؤسسه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر وتلامذته السيد العسكري والحائري والاصفي وقد يستغرب البعض حتى محمد حسين فضل الله وعلي التسخيري والهاشمي ومهدي الحكيم ومحمد باقر وقبضة الهدى وآخرين لايسعنا المجال لذكرهم في هذه النظرة المتواضعة .

    اشتد الصراع بين السلطة العراقية التي أعدت للحرب مع إيران قبل سقوط الشاة وقيام الثورة الإسلامية في إيران كما يتصور خطأ بعض المحليين السياسيين أن الحرب وليدة التغيير في إيران ولدينا دراسة مسهبة حول الموضوع نسخة منها في إحدى الجامعات العراقية إن وجدت الآن . كتبناها آنذاك عام 1975 ولم تر النور (تاريخ الحروب بين الجارتين العراق وإيران ) ورفضت وقتها عدة دور نشر , طبعها . لكن ظروف سقوط الشاه وحماس الثورة بالتصدير للخارج قد عجل تلك الحرب .. علما أن العراق كان مرشحا لقيام ثورة شعبية قبل إيران .

    اندلعت الثورة الإسلامية في إيران وحمى وطيس الصراع بين السلطة من جهة وحزب الدعوة الإسلامية من جهة أخرى , حيث زج الكثير من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية في السجون وتشتت بعض الخلايا السرية واخترق قسما منها واعدم آخرون ولكن الحزب رغم الضربة القاسية للسلطة له لازال نشطا يستمد قوته من توجيهات الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ... خرج من خرج من العراق وبقي من بقى يتخفى من عيون السلطة . فكان قرار البعث الشهير بإعدام الدعاة بعد حضر نشاط الحزب سرا أو علنا.

    اتجه قسما من القادة في الحزب إلى سوريا وإيران وبعض أصقاع الأرض . حاول الحزب تجميع قواه من جديد في إيران وسوريا ... شكل حزب الدعوة مجاميع قتالية في إيران عرفت بقوات الشهيد الصدر واحتضنتهم إيران في معسكر اعد خصيصا في جنوب البلاد لسهولة الدخول والخروج لتنفيذ المهمات .

    وصل الخبر إلى السيد الإمام الخميني رضوان الله تعالى عنه والذي بدوره طالب العراقيين في إيران بتجميع قواتهم والعمل من اجل إنقاذ شعبهم من كابوس البعث وتسهيل أمورهم ودعمهم بكل ما يحتاجونه .

    فعلا اجتمع بعض القادة للحزب آنذاك لتدارس الوضع والقيام بزيارة السيد الخميني لتدارس الوضع معه .. وكان الرأي بتجميع كل القوى الإسلامية العراقية الفاعلة بالساحة في تجمع واحد قد يكون مثلا ( مجلس أعلى للثورة ) يظم تحت لوائه حزب الدعوة الإسلامية ومنظمة العمل الإسلامي وحركة المجاهدين العراقيين وآخرين على أن يكون الأمر بينهم شورى ... كانت الفكرة مقبولة من الجميع رغم اختلاف وجهات النظر والحذر من المخاطر التي تحف العمل ...بدأ البحث جديا عن قائد للعمل كبداية , ليس لعدم توفر القيادة . ولكن وضع الساحة العراقية وفهم الشارع العراقي الذي يحتاج قائد له تاريخ في الساحة أو على الأقل من المعروفين عليها دينيا لما للعامل الديني عند العراقيين ركنا مهما في حياتهم .. كان السيد ( .... ) احد قيادي الدعوة حي يرزق خارج التشكيلة التي يعرفها العراقيين ألان , طرح اسم محمد باقر الحكيم المحاصر في داخل العراق وبالإمكان تهريبه لإيران لما للرجل من علاقة حزبية معه وتحمل أعباء الخطة , كان ذلك بداية الثمانينيات . وفعلا تم إعداد خطة تهريب محمد باقر الحكيم من النجف إلى سوريا ومنها إلى إيران ( بالدشداشة واليشماع الأحمر ) كما نوهت في مقالة سابقة . استبشر الجميع خيرا وقدموا السيد محمد باقر الحكيم للإمام الخميني الذي استقبله بحفاوة وفعلا تم إعداد مسودة نظام داخلي للمجلس المقرر الذي سمي رسميا بعد ذلك ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ) وجرت الانتخابات داخل المجلس فاز السيد الهاشمي بقيادة المجلس والناطق الرسمي هو محمد باقر الحكيم الذي من المفترض تمثيله حزب الدعوة داخل المجلس .. لكن الرجل بعد تثبيت أقدامه جيدا بعلاقاته الحميمة مع الجانب الإيراني واستقلالية عمله دون مشورة الآخرين حيث كون له جناحا داخل المجلس بعدد من الأعضاء بعد أن أصبح رئيسا دائما للمجلس منذ تأسيسه وحتى استشهاده خلافا لدستوره .

    المخابرات الإيرانية كان لها دور أبو ناجي خبيث ( فرق تسد ) حيث دعموا محمد باقر الحكيم الذي تنصل من انتمائه لحزب الدعوة الإسلامية بعد أن وفروا له كل الإمكانيات المادية والإعلامية ونقصه الوحيد التأييد الجماهيري وقوة عسكرية عراقية ضاربة .. بدأ البحث عن سبل أخرى .. تحرك الإيرانيين لحزب الدعوة الإسلامية وطالبوهم بقوائم أسماء الأعضاء , فرفض الحزب الذي اعتبر ذلك تدخلا سافرا بشؤونه وخصوصياته ولسرية وحساسية الأسماء والخطورة الأمنية فكان الرفض قاطعا وبدون نقاش . حيث كان يرغب الحزب العمل باستقلالية تامة دون تدخل من أية جهة .

    لقد وجد الإيرانيون مبتغاهم في محمد باقر الحكيم الرجل المطيع لكل الأوامر عكس حزب الدعوة الذي يريد استقلالية عمله عن الجانب الإيراني وهذا حتما لا يحلوا لهم إطلاقا . فاشتدت المؤامرة تلو الأخرى.

    تحرك الإيرانيون على قوات الشهيد الصدر وطالبوهم بالانضواء تحت قيادة محمد باقر الحكيم ولم يفلحوا بداية . حيث قطعوا لقمة العيش عنهم رويدا رويداا وناقش الحزب أمرهم الذي هو أصلا يعتاش على مساعدات أعضاء الحزب في الخارج وعلى مساعدات المتعاطفين معه في الداخل الإيراني وسوف لن ننسى موقف الشهيد الشيخ العطار الذي أطلق عليه فيما بعد خزينة الحزب لدعمه المادي المطلق للحزب . فوصل الأمر بتلك القوات الثلة المؤمنة البحث عن رغيف الخبز . لكنهم بقوا صابرين محتسبين . ( وصلتنا رسائل وقتها نحتفظ بها ألان . إن هؤلاء الرجال وصلوا الى حال يرثى لها !!!!! لا استطيع ذكر المحتويات ) .هكذا وصلت الحالة . تصورا!!! من اجل إيصالهم مرحلة الانهيار والقبول بالأمر الواقع ليكونوا عبيدا للسيد الحكيم.

    تحرك السيد محمد باقر الحكيم داخل إيران وسوريا وبعض الدول الأوربية لتجميع ما يمكن تجميعه من أنصار وتحت أي ذريعة , فكسب قسما من المسفرين ومن بعض العوائل في مخيمات اللاجئين العراقيين الهاربين من بطش النظام العراقي .

    حتى كاتب السطور هذا العبد الفقير تم الاتصال به لفتح مكتب للمجلس في إحدى الدول الأوربية , رفض . رغم سنين من المحاولات اليائسة والوسيط حيا يرزق .

    انظم لركب السيد الحكيم بعض الشخصيات الباحثة عن سلم الشهرة وتسلم المناصب المغرية . الإيرانيون يعملون على قدم وساق لتدمير حزب الدعوة وبشتى الوسائل والطرق يساعدهم في ذلك السيد محمد باقر الحكيم كي يعتلي سلم القيادة الجديدة بكل الوسائل وشتى الطرق.

    في احد الأيام تجمع بعض أنصار السيد محمد باقر الحكيم وهم يحملون الهراوات بهجوم غير طبيعي على مقر حزب الدعوة الإسلامية في طهران وأصابوا الحراس واعتدوا على بعض القيادات وتم إشعال النيران بداخله , أتلفت بعض محتوياته . خلافا لكل الأعراف وأخلاق الضيافة وزج بعض الإخوة الدعاة في السجون لدفاعهم عن النفس ليس إلا . فالحزب يعرف سر هذه الهجمات وجازما بأنها لن تكون الأخيرة .

    طبعا الإيرانيين يشكلون غطاءا لتلك الإعمال رغم تظاهرهم غير ذلك .

    أفضل الطرق شق الحزب من داخله وتجريده من قوته العسكرية في معسكر الشهيد الصدر . هكذا كان يفكر الإيرانيين ومحمد باقر الحكيم وقتها .

    حيث نستطيع تسمية هذه الحقبة , مرحلة المؤامرة .



    وللحديث بقية



    سليمان الفهد

    كاتب وسياسي عراقي

    Sulaiman_alfahd@hotmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    000
    المشاركات
    1,930

    افتراضي

    عزيزي الكاظمي المحترم

    لمادا نحن تفوتنا اشياء في ابسط المعادلات في وقت نحل المتعقدة منها بكل جدارة
    احنة ليش انشيل كبة الجامع على راسنا وبعدين نصيح ثقيلة
    اشو نحن من تطوعنا للمناصب الخدمية حيث كانت مدعات للكرد ان يتمسكو بالسيادية وفرصتنا وحقنا ضيعنا بيدينا ليش ما يكون للكردي واجب وطني ادا هو عراقي له ما لنا وعليه ما علينا نحن يجب ان نتساوى بالحقوق والواجبات ولا نظيع حقنا ونصيح نظلمنا
    يجب تنسيق الامور كي لا نندم ولا نكون بهده الخسارات التي هي حق كفله الدستور

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي

    المجلس والدعوة ... حكايات مريرة (2)

    سليمان الفهد

    كاتب وسياسي عراقي

    Sulaiman_alfahd@hotmail.com





    أفضل الطرق شق الحزب من داخله وتجريده من قوته العسكرية في معسكر الشهيد الصدر . هكذا كان يفكر الإيرانيين ومحمد باقر الحكيم وقتها .

    حيث نستطيع تسمية هذه الحقبة .

    مرحلة المؤامرة :



    فعلا بدأ العمل يسير بهذا الاتجاه حيث فكرت الحكومة الإيرانية جليا للسير قدما لتحقيق هذا الهدف , وكما نعلم جميعا أن أعداد كبيرة من الجيش العراقي والإيراني كانوا أسرى في كلا الجانبين فاستغلت إيران بعض الأسرى العراقيين لتكوين نواة شعبية وعسكرية لمحمد باقر أسمتهم التوابين وأجريت عمليات غسل الأدمغة على اغلبهم طوعا أو كرها فولد نتيجة ذلك ( فيلق بدر ) ... ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض , فحزب الدعوة كان نشطا تنظيميا داخل صفوف الأسرى وكسب الكثير منهم بروحية عالية وبدون إكراه , وان عراقيي الداخل لا يعرفون تنظيما إسلاميا إلا الدعوة وقتها ولازال البعض حتى يوم سقوط الصنم يعتقد أن محمد باقر الحكيم هو قائد الدعوة أو هكذا كان الترويج بقصد انتحال فكر الشهيد السعيد محمد باقر الصدر واللوذ بعباءته من اجل الأهداف المرسومة . على الرغم من براءة محمد باقر الحكيم من حزب الدعوة جملة وتفصيلا . ونطق بعد أن تمكن , بأنه لم ينتمي يوما إلى الحزب إطلاقا بل كانت له مدرسته الخاصة .( سبحان الله )

    تم تجميع التوابين في معسكرات خاصة من اجل تهيئتهم , بقى الدعاة نشطين بكل الاتجاهات عسكريا وتنظيميا إيديولوجيا داخل الجماهير الوافدة عبر الحدود , توابين وهاربين من البطش , العمل في الجانب الآخر من المعسكر المعادي للدعوة يتنفس بصعوبة ويجب كسرة شوكة الدعاة بأي صورة ممكنة من اجل اعتلا كرسي الرئاسة , فحملت التجويع بدأت فعلا , رافقتها عمليات اغتيال جبانة لبعض الدعاة المخلصين واختراق داخل القيادة للحزب بشكل أو بأخر , فالدعوة كانت تحارب على جبهتين . الجبهة العراقية والجبهة الإيرانية .

    بدأ الحزب تدارس أمر معسكر الشهيد الصدر المهدد بالموت جوعا وليس من قنابل وصواريخ صدام حسين أبدا . فقوات الشهيد الصدر كانت اكبر حجر عثرة بطريق محمد باقر ويجب القضاء عليها أو ترويضها , فلم ينجح الترويض إطلاقا . إلا على عدد قليل جدا لا يحتسب له أمرا .. اتفق القادة في الدعوة إعطاء الضوء الأخضر للقوات بعد أن عجزوا من توفير ما يمكن توفيره لقواتهم الفتية , بالموافقة على أي طرح يقدمه لهم محمد باقر من اجل الحصول على سبل البقاء حيث لايستطيع حزب الدعوة توفير تلك المستلزمات الضرورية لهم . وأصبحت بيد السيد محمد باقر . بعد أن لعب الإيرانيين دورا لا يحسدون عليه إطلاقا بتفجير الوضع الذي وصل إليه حزب الدعوة . تسليم الأسرى التوابين كما يسمونهم , لا تذهب أي شاردة أو واردة عنهم إلا عن طريق محمد باقر الحكيم . ووصلت المرحلة بأن اكبر وزير بالحكومة الإيرانية لا يستطيع التدخل بشؤون السيد حتى أوصلوا الرجل لمرحلة العظمة والجنون المطلق . ( كان لي بعض الأخوة والأصدقاء بين الأسرى واتصلت بوزير الداخلية آنذاك عندما كنت احضر مؤتمرا إسلاميا في طهران , لأجل زيارتهم اعتذر الوزير وقال : انه لا يملك أية صلاحية على الأسرى العراقيين ويجب أن اذهب إلى محمد باقر ليتدبر المهمة , عندها رفضت ولم أزر أخوتي وأصدقائي هناك منذ ذلك الحين حتى يوم سقوط صنم بغداد .) اسرد هذه الحادثة للتوضيح فقط . وتبين مدى عمق المعاناة للعراقيين بصورة عامة وليس أصحاب المبادئ والخط الرسالي فقط .

    فعلا تم الاستيلاء على معسكر الشهيد الصدر بالقوة ودمجه بقوات بدر التائبة( لا اعلم تائبة عن ماذا ) بعد أن رفض اغلب المنتسبين للرضوخ للأمر الواقع وانتقل قسما منهم على هيئة مجاميع صغيرة في شمال العراق ( هم خلف الله على الأكراد لفوهم ) . لتكمل مشوار العمل من هناك بعد أن ضاقت بهم الدنيا بما وسعت .

    حزب الدعوة الإسلامية , مورس على أعضاءه في إيران أشرس الضغوط رغم وجود التعاطف من هنا وهناك . برز خلاف حاد داخل الحزب نفسه قاد هذا الخلاف الشهيد عز الدين سليم والسيد على خان رحمه الله . سأفرد مقالا خاصا لهذا الموضوع قريبا حول خلافات حزب الدعوة , لكني سأذكر هنا ما يخص بحثنا حول حكايات الدعوة والمجلس وليس خلافات الدعوة – الدعوة ... أجج الخلاف وأبرزه للوجود الإيرانيين أنفسهم بعد أن التزموا الشهيد عز الدين والسيد علي خان وفتحوا لهم مكتبا ثقافيا ( مخابراتي ) وأصبحت لهم جريدة خاصة بهم تصدر في طهران ودمشق وقليلا من الأنصار . هنا دفع الإيرانيين السيد محمد باقر نحو عز الدين سليم لغرض التنسيق والتعاون بالمجالات كافة على أن يمثل عز الدين ( حزب دعوة جديد ) اسمه ( حركة الدعوة الإسلامية ) . وينضم تحت مظلة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق .

    وهكذا ظل يعمل الشهيد عز الدين سليم مع الشهيد محمد باقر منذ ذلك الحين سوية وبخطى ثابتة حتى سقوط بغداد ( طبعا الجماعة بالأخير وصلوا للحكم مبروك ) .

    حادثة طارئة من آلاف الحوادث رغبت سردها في هذا المجال : كان احد رجال السيد محمد باقر الحكيم (.....) في قم وشى للمخابرات الإيرانية الشيخ حسين علي ألبشيري الذي يعارض توجهات السيد الحكيم وسياسته آنذاك , فأودع الرجل السجن لأسبوع كامل دون ذنب اقترفه , كونه اعترض ليس إلا . وحرم من ابسط حقوق الإنسان داخل السجن . كما وشى الرجل نفسه (.....) قصة ملفقة ضد الشيخ الاصفي احد قيادي الدعوة آنذاك بأنه ضد ولاية الفقيه ويجمع الأسلحة في بيته للأعمال التخريبية ضد الثورة الإسلامية , وفعلا قامت المخابرات الإيرانية بتفتيش البيت وانتهاك حرمته دون رادع .. هذا غيض من فيض ليس إلا .

    فاشتد الصراع ذروته بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى بعد أن أكلت طاحونة الحرب أكلها . اتجه الحزب للعمل بعمق في الداخل العراقي وخارج إيران وبالذات سوريا ولبنان واستخدم شمال العراق لتحركاته أيضا وهذا ما يفقده محمد باقر الحكيم . حيث أن مجاميعه كلهم من الأسرى ولا يسمح لهم بهذه العجالة القيام بعمليات في داخل العراق ضد النظام العراقي لعدم توفر الثقة المطلقة وان توفرت سوف لن يوافق الإيرانيين على هذا التحرك كونهم يعيشوا حالة حرب وقد يستخدم الأسرى لعمليات تجسس ضد قواتهم . وفعلا ( التوابين ) لم يشاركوا بعمليات ضد النظام العراقي إلا في وقت متأخر جدا وبعد نهاية الحرب , أواخر الثمانينيات تقريبا .

    كان احد قادة الدعوة وبين فترة وأخرى يقوم بزيارة السيد محمد باقر يخبره بإيقاف الحملة المسعورة ضد حزب الدعوة والتخفيف من حدة الصراع كون ذلك لم يخدم مصلحة العراق ويشتت القوى الإسلامية التي تنشد التغيير في عراقنا الحبيب مذكرا إياه بأن إيران لا تدعمه حبا وإنما لغاية في قلب يعقوب , ولمصلحة خاصة بسياسة الدولة . وان العراق بالنسبة لها ما هو إلا جواز مرور لتنفيذ سياستها التي رسمتها , رغم اشتراك الطرفين بمذهب واحد , لكن السياسة لا تؤخذ وفق التصور المذهبي . استمرت تلك الاتصالات منذ نشوب الخلاف سرا وعلنا حتى قبيل سقوط النظام الفاشي في العراقي . لكنه لم يثمر أبدا , وسألت يوما هذا القائد ذو الصبر الطويل ما سر كل هذه الاتصالات وعلى مرور سنوات طويلة لإقناع محمد باقر الحكيم بتنسيق العمل ولم تفلح ولكنك تعيد تكرارها مرات ومرات ومرات .. أجابني : ( أني القي حجتي الشرعية على الرجل وأكون أمام الله قد بلغت الرسالة واعذر يومها أثناء الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى ... إضافة كوني احد المسببين والمشجعين لتقديمه كقائد للدعوة قبل خروجه من العراق.) طبعا كان آخر لقاء مكاشفة مع السيد محمد باقر على ما اعتقد سلم هذا القيادي من حزب الدعوة نصائح من 17 نقطة ناقشها سوية في بيت السيد محمد باقر بطهران أواخر الألفين . وفي النهاية ابلغ السيد الحكيم مفاوضه وصديقه القديم : ( شوف سيد ....... المجلس والدعوة خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا ) .

    كان لحزب الدعوة جريدته الناطقة بأسمه ( الجهاد ) وكان للمجلس صحيفته أيضا ( الشهادة ) عندما تتصفح الصحيفتين تلتمس الهوة الكبيرة بين الخطين وصراع خفي عميق لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال إلا بقدرة قادر أو معجزة إلهية , هكذا كنت أتحسس الوضع واستقرأه منذ تشكيل المجلس في بداية الثمانينيات . لكن حزب الدعوة لا يفقد الأمل بجمع الشمل رغم وضوح الرؤيا له بتلك الخلافات وإرهاصات المرحلة. فنقرا في صحيفة الجهاد , الإرشاد والنصح والتروي بنشر الغسيل وفي الجانب الآخر نجد الهجوم الشرس على غريمهم الدعوة بحق أو بدونه , يترقبون أتفه الأخطاء ليعظموها ويعتبروها نقطة ضعف وعدم قدرة في القيادة , لكن المتطلع لخفايا الأمور يرى غير ذلك إطلاقا . وصلت الحالة بأنساب عمليات حزب الدعوة داخل العراق لأعضاء المجلس وعندما لم يفلحوا بتلك الحملة . اخذ الإخوة الأعداء بتسريب أخبار العمليات قبل وقوعها لمخابرات النظام العراقي , ولنا شواهد كثيرة في هذا المجال . راح ضحيتها دعاة رسا ليون عملوا قصارى جهدهم من اجل حلم العراق المحرر من الفاشية ولازالت عوائلهم مغيبة مهمشة ومنسية حتى يومنا هذا .

    ولقد استفاد كثيرا النظام الفاشي بالعراق من هذه الخلافات فزج بعناصر مخابراته لاختراق الطرفين حتى وصل بعض عناصر المخابرات العراقية في قيادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ولنا شواهد حية يعرفها القاصي والداني سنتحدث عنه في الحلقات القادمة.

    لم يتوقف الصراع عند هذا الحد , تقدم في العمق ودخلت مرحلة الكر والفر بين الطرفين وهي مرحلة تصفية الحسابات :

    وللحديث بقية

    ( ملاحظة : اشكر كل الذين أغرقوني برسائل من كل الاتجاهات . واحذر كل الذين وعدوا وهددوا . بأني سأغير اتجاه كتابتي مستقبلا إذا لم يكفوا عن تهديداتهم وسأضطر لتسمية كل شيء بالأسماء والوثائق والصور بعد أن وعدت نفسي في الحلقة الأولى غير ذلك ... ويجب عليهم التحلي بروح الحوار والقيم الإسلامية المثلى واعذر من انذر . )





    سليمان الفهد

    كاتب وسياسي عراقي

    Sulaiman_alfahd@hotmail.com

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني