خاتمي يبدأ مهمة "تفكيك حزب الله"
ونصرالله يؤكد أنها أمر غير وارد
الأحد 11 مايو 2003 11:46

إيلاف :تكهن مراقبون لشؤون الشرق الأوسط أن تكون زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي التي سيقوم بها غداً الاثنين إلى لبنان تستهدف "تفكيك" البنية العسكرية لحزب الله سلمياً حتى لا تتعرض للاستهداف الأميركي، وذلك حسب اتفاق مسبق جرى إبرامه سراً بين إيران وسوريا ولبنان بطلب وإلحاح من الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أشار إليه تقرير لوكالة (رويترز) قائلاً إن خاتمي سوف "يصافح قادة حزب الله بيد ويحاول ان يقيد أنشطتهم باليد الاخرى".

ويحظى "حزب الله" بشعبية واسعة في المنطقة العربية خاصة بعد عمليات عسكرية استهدفت إسرائيل وأجبرتها على الانسحاب من جنوب لبنان، في شهر ايار (مايو) من العام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما، غير أن مبرر وجود "حزب الله" أصبح بعد ذلك يتمحور حول منطقة حدودية تشتبك فيها مع القوات الاسرائيلية تعرف بـ "مزارع شبعا".

وتمكن "حزب الله" بفضل مساعدة من ايران وسوريا لأن يتحول من مجرد جماعة من المقاتلين الشيعة اللبنانيين والتي ظهرت بعد غزو اسرائيل للبنان عام 1982 الى مؤسسة تحتل مقاعد في البرلمان، وتمتلك شبكة واسعة من هيئات الخدمات الاجتماعية، فضلاً عن محطة تلفزة ومحطات إذاعة وصحف وغير ذلك من مقومات النظام السياسي.

وقبل أيام صرح السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في مقابلة أجرتها معه فضائية "الجزيرة" القطرية أن مسألة نزع اسلحة "حزب الله" أمر غير وارد، مشيراً إلى أنها تأتي في إطار تنسيق أميركي ـ إسرائيلي ضمن منظومة مطالب واتهامات منها إغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية في دمشق واتهام سوريا بامتلاك اسلحة دمار شامل.

وأضاف أن ذلك يأتي في وقت يستمر فيه الاحتلال الاسرائيلي لأراض لبنانية في الجنوب والجولان السورية والاراضي الفلسطينية, اضافة الى آلاف المعتقلين العرب في السجون الاسرائيلية.وفي تقرير لها نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مراقبين في بيروت قولهم إن مستقبل حزب الله سيكون محور محادثات خاتمي في العاصمة اللبنانية، وهو ما يفسر الإهتمام الأميركي المتزايد والرصد الدبلوماسي لأبعاد وأهداف الزيارة وتفسير الحركة الدؤوبة للسفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل، خلال الأيام الماضية على المسئولين اللبنانيين في ضوء المحاولات الأميركية المستمرة لتحييد إيران عن التدخل في معادلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي عبر بوابة حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية".

وأردفت نقلاً عن ذات المصدر قائلة إن هناك "توقعات بأن تعكس محادثات خاتمي في بيروت فهم طهران للمتغيرات الجديدة في المنطقة التي أفرزتها حرب العراق، انطلاقاً من الحفاظ على مصالح إيران التي إنتهجت خلال الحرب سياسة الحياد الإيجابي حتى تمت الإطاحة بنظام صدام حسين المخلوع عن حكم العراق".

من جانبها نقلت وكالة (رويترز) عن المحلل الإيراني علي رضا نوري زادة قوله "أنا متأكد من ان الايرانيين قرروا انهم سيواصلون دعم حزب الله ولكن ليس عسكريا كما كان الحال من قبل، وأنهم سيقدمون المساعدة المالية من خلال مجالات اخرى"، لافتاً إلى أن خاتمي الذي يعمل على اجراء اصلاحات داخل ايران من الممكن ان يستفيد من المساعدة على كبح جماح "حزب الله" ليعزز موقفه دولياً وإقليمياً، على حد تعبير المحلل الإيراني للوكالة.

وأعرب نوري زادة عن اعتقاده بأن من بين اهداف خاتمي للحضور الى لبنان هو التحدث الى حزب الله واقناعه لانه لم يعد جماعة لا ارادة لها حتى بالرغم من ان ايران هي الجهة الرئيسية التي تدعمه."وتوقع نوري زادة ان يستغل خاتمي علاقته الشخصية مع الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله لاكساب مطلب وقف القتال صورة أفضل وهي خطوة يعتقد اصلاحيون ايرانيون وفي مقدمتهم خاتمي انها من الممكن ان تستغل لتحسين العلاقة مع الولايات المتحدة، غير أن نوري زادة اشار الى ان خاتمي من المحتمل الا يكون في وضع يسمح له باملاء توجيهات على حزب الله.

واختتم نوري زادة قائلا "انا متأكد ايضا من ان الاميركيين يراقبون هذه الرحلة بحماس وقلق في الوقت نفسه، فهم يعلمون الهدف وسيبدون تقديرهم اذا ما نجح خاتمي في اقناع زعماء حزب الله بالقاء السلاح بالنسبة للوقت الراهن".وزيارة خاتمي التي تستغرق ثلاثة ايام هي الاولى على الاطلاق التي يقوم بها زعيم ايراني للبنان منذ الثورة الاسلامية التي اندلعت في العام 1979 وتأتي في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة ممارسة أقصى الضغوط على سوريا ولبنان وإيران للسيطرة على "حزب الله"، ونزع اسلحته.

نبيل شرف الدين