حفيد أبو المحاسن رئيسا لوزراء العراق

أرض السواد : جعفر الموسوي



almosawi888@yahoo.com

هو نوري كامل محمد حسن المالكي المعروف ب"جواد المالكي" والمكنى بأبي إسراء ،المولود في عام 1950 في قضاء ابي غرق الواقع غرب مدينة الحلة العراقية،من عائلة دينية وأدبية معروفة بأنتمائها الوطني، جده هو الشاعر العالم الديني الشيخ محمد حسن، المعروف بأبي المحاسن،وزير المعارف في العهد الملكي، والملقب بشاعر كربلاء الاول ،وهو من أبرز شعراء عصره نتاجا في الكم والكيف،فقد جمع بين الموهبة والتعليم،فكان شاعر ثورة العشرين بلا منازع كما يراه الشيخ محمد علي اليعقوبي عميد الرابطة الأدبية في النجف الأشرف آنذاك.

ابوإسراء، هو أصغر الاخوة الثلاث للحاج كامل المالكي،الذي يعتبر من ابرز الوجوه الاجتماعية المعروفة في قرية جناجة بقضاء طويريج ) الهندية ( التي قضى فيها رئيس الوزراء العراقي الجديد طفولته وشبابه وتعرض والده للاعتقال لميوله للتنظيمات الإسلامية وتوفي عام 1973 أما والدته فقد شاءت الأقدار أن يلتقي بها بعد 15 سنة من الفراق في عام 1995 في سوريا ومكثت معه عاما واحد ثم أنتقلت إلى رحمة الله ودفنت في مقبرة الغرباء بمنطقة السيدة زينب، وفي طويريج أكمل المالكي تعليمه الثانوي ، حتى أنتقل إلى بغداد لأكمال دراسته الجامعية في كلية أصول الدين ببغداد، وهناك توفرت له الفرصة للتعرف على الكثير من قيادات حزب الدعوة الإسلامية أمثال الشهيد عبد الصاحب دخيل والشهيد نوري طعمة وذلك عام 1986، وظل يعمل على تنشيط عمل حزب الدعوة الأسلامية في مدينته طويريج مع مجموعة من زملائه الدعاة الذين أستشهدوا فيما بعد وهم الشيخ حسين معن والشهيد حسن سيلاوي، والشهيد سهيل طاهر العلي، والشهيد عودة أبو السودة.

أنخرط في سلك التعليم بعد تخرجه، حيث عين مدرسا في مدينة الرمادي ذات الأغلبية السنية، ثم عمل موظقا في مديرية تربية بابل، وفي تلك الفترة بدأت حملة الأعتقالات التي شنها نظام صدام ضد أعضاء حزب الدعوة واعدام مؤسس ومرشد الحزب الأمام محمد باقر الصدر عام 1980 بعدها قرر المالكي الهجرة خارج العراق مع مجموعة من زملائه لمواصلة النشاط السياسي المعارض للنظام الحاكم في بغداد، وأتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا له وهناك عمل من خلال مكتب حزب الدعوة في دمشق على تأسيس شبكة واسعة من دوائر العمل العراقي المعارض حتى تحول هذا المكتب إلى قبلة يحج إليها السياسيون العراقيون أذا ما زاروا دمشق.

خلال فترة الثمانينات تنقل المالكي بين إيران وشمال العراق وسوريا وتسلم مسؤولية الخط الجهادي لحزب الدعوة فعمل على فتح أكثر من مقر للدعوة في شمال العراق ومنها يرتبط بخلايا وتنظيمات الدعوة في داخل العراق وهناك ربطته علاقة طيبة بالقادة الأكراد، وكان ممثلا للدعوة في لجنة العمل المشترك للمعارضة العراقية التي تأسست بداية التسعينات وجمعت أطياف مختلفة من فصائل المعارضة العراقية وترأس لجنة مؤتمر المعارضة في بيروت عام 1991 وكان ضمن وفد الدعوة المشارك في مؤتمر صلاح الدين عام 1993 في أربيل وواصل عمله السياسي في دمشق مشرفا على صحيفة الموقف التابعة لحزب الدعوة في دمشق.

حزبيا، يحظى المالكي بأحترام وتقدير العديد من القواعد والقيادات في الحزب، فهو يملك روحا ترابية، وتواضع جم وبساطة في العيش حيث عاش مع اللاجئين العراقيين في سوريا كواحد منهم، يتنقل بين الجامع والمكتب والبقال ويشارك الوسط الشعبي العراقي أفراحه وأحزانه، وبلاغته بالشعر والأدب لم تمنعه من الحديث بأسلوب ( الحسجة ) العراقية، وفي تلك النقطة فهو معروف بروح الدعابة والنكتة، محبوب من كافة أعضاء الحزب حتى المنشقين ويمثل حلقة الوصل بين تنظيمات الدعوة ويعرف عنه حرصه على البيت الدعوتي، حتى وصفه أحد المقربين له بأنه ( ستالين الدعوة )، كما يحظى بأحتضان التيارات السياسية الأخرى سيما التيار الصدري الذي قام ( أبو إسراء ) بأحتضان العديد من رموزه عند هجرتهم إلى سوريا بما فيهم السيد حازم الأعرجي والشيخ أسعد الناصري وغيرهم الكثير.

نال شهادة الماجستير في أداب اللغة العربية من جامعة صلاح الدين في أربيل عن رسالته عن شعر جده ( أبو المحاسن ) التي طبعت فيما بعد على شكل كتاب عن دار العارف للمطبوعات في بيروت وللمالكي العديد من البحوث الثقافية والفكرية والسياسية التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات العربية ويمتلك أسلوب مباشرا في الحديث ووضوحا في الفكرة، معروف بشخصيته الصارمة والحاسمة في الكثير من الأزمات السياسية.

عاد إلى بغداد في 9 / 4 / 2003 بعد سقوط نظام صدام وكان نائبا لأول مجلس وطني تشكل بعد الأحتلال وعضوا نشطا في الجمعية الوطنية ترأس فيها لجنة الأم والدفاع والسيادة وكان عضوا بارزا في لجنة كتابة الدستور وشغل منصب رئيس الهيئة العليا لأجتثاث البعث والناطق الرسمي للأئتلاف العراقي الموحد.

وقف مع الجعفري في أزمته الأخيرة وكان يدفع بأتجاه إعادة أنتخاب الجعفري رئيسا للوزراء إلا أن القدر السياسي أستقر على أختيار حفيد ( أبو المحاسن ) رئيسا لوزراء العراق أنهاء لأزمة سياسية طال أمدها.

بقي أن نعرف أن المالكي متزوج ولديه ولد واحد وأربعة بنات ويواصل ولده أحمد دراسة القانون في أحد الجامعات العراقية

إعلامي عراقي / الولايات المتحدة