النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي قردتنا الحكيمة اثلاثة

    [align=center][/align]

    هنالك نحت يزين مدخل معبد توشوغو البوذي في مدينة نيكو اليابانية. الرمز يبين ثلاثة قردة يضع أحدها يديه على عينيه والآخر يديه على فمه والثالث يديه على أذنيه. والرمزية في هذا الرسم هي أن هذه القردة لا يرى أحدها الشر ولا يقول أو يأكل الثاني الشر ولا يسمع الثالث الشر. قد تكون حكمة بوذية مضحكة لكنني اكتشفت أن لها مصداقية في واقعنا العراقي الذي يبدو أنه ينزلق إلى الحضيض بحيث أصبح الناس لا يميزون بين الشر والخير. وأصبح سياسيو الواقع العراقي كالقردة البوذية، فيما أصيب الناس عندنا بالصمم والعمى والخرس في نفس الوقت، وبينما تمطر السماء في العراق جثثاً للعراقيين في كل مكان، يتحدث البعض عن مشاريع تعمير وإعمار وملايين تصرف على مبنى هنا أو معبد هناك. بينما الإستثمار الحقيقي يتحرك في تحكيم البنية التحتية لواقع دموي جديد يعمل فيه الألوف من المتعطشين للدماء والسفاحين والسراق.

    الإستثمار الذي يؤسس النسف والتخريب والقتل الجماعي والأرض المحروقة. بينما تتحول الدولة إلى مجرد موقع للهواة والسرّاق يمارسون هواياتهم المكلفة جداً، وبينما يتحرك القتلة والسفاحون بمهنية وانضباط عاليين. وبينما يبني الإرهابي مؤسساته الدموية وبقو،ة يدمر من يجلسون في مواقع المسؤولية كل ما يستطيعون تدميره بلا شعور بمسؤولية أو ضمير أو حتى شجاعة.

    اين الشر وأين الخير. فمن يريد أن يقاوم ويمتلك ذرة شرف لا يضرب طائرة العدو من فوق سطح الدور الآمنة. ومن يريد أن يحمي الأمن لا يوظف سفاحاً بعثياً في مواقع حفظ الأمن والنظام، ومن يريد بناء مستشفى لا يعطي بناء المستشفى لمقاول بني لحمه من الحرام، والنظام الذي يريد تأسيس حرية لا يعطي الحرية لأعضاء المافيا والسفاحين كي تكون لهم الغلبة، ومن يريد أن يفرض النظام لا يعطي السلاح للقتلة والمأجورين، ومن يريد أن يؤسس عدالة لا يعطي المسؤولية لقطاع الطرق والمجرمين. متابعة سنوات ثلاث من العراق ما بعد إنتهاء النظام، تبرز أن نظام صدام لم يسقط. وأن سياسيينا الذين قاوموه في قمة قوته، تحولوا إلى مدجنين سياسياً، يتحالفون مع البعثي الذي يشتم مقدساتهم، ويتفاهمون مع الطائفي الذي ينسف مقدساتهم، ويتقاتلون كالأطفال فيما بينهم على ما تحويه الأضرحة، ويمارسون الحرفية في كيفية نهش ما يمكن نهشه من ثروات وقوت الفقراء.

    قردنا الأول لا يرى الحرام، ومادام لا يرى السيارات المفخخة، والذبح، والإبتزاز، وكل أمر حرام، فليس مهماً عنده أن يسمع صوت المفخخات وهي تقطع أوصال البشر، والذباحين وهم يضحكون (صوت القرد ضحك) قبل ذبحهم الأبرياء، وليس حراماً عندهم أن يشجعوا ويكافئوا ويشكروا كل من يفعل من لا يرونه من حرام وبالطبع ليس حراماً أن يمضغوا أوصال الأبرياء، فالحرام هو النظر فقط.

    قردنا الثاني لا يقول الحرام ولا يأكل الحرام (فهو شريف عفيف في لسانه) وفيما أيديه تنشغل بتكميم الفم، ينظر إلى السماء وهي تمطر جثثاً ويسمع صراخ البشر قبل أن يتحولوا إلى جثث. فالقرد قرر فقط وفقط ألا يقول أو يأكل الحرام.

    قردنا الثالث لا يسمع الحرام، فهو عفيف في سمعه، شريف من أذنه، لكنه ينظر إلى الحرام كله دون أن يؤنبه ضميره أو توخزه نفسه، وفي نفس الوقت فهو يكذب وينافق ويدلس ويستهتر ويذل ويفتن، بل ويأكل الحرام ومن أي صوب أتى وباي شكل كان، فقردنا الثاني قرر فقط ألا يسمع الحرام.



    أترك الأمرللقارئ أن يحدد أي من القردة يمثل النخب السياسية وأطيافها في واقعنا العراقي الذي لا يرى ولا يقول ولا يأكل ولا يسمع الحرام. أقترح أن يكون هذا الرمز هو شعار العراق الجديد!
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    404

    افتراضي

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ------------------ ولكن لا حياه لمن تنادي

  3. #3

    افتراضي

    تبا للقرد الثاني ...

    ...
    اتكالية ... قدرية ... و ضعف ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    542

    افتراضي

    أقول الى الأستاذ العقيلي ولو هو غايب عنا منذ مدة أقول له :

    أن الحالة القردوية قد كثرت في العراق وعلى جميع الأصعدة .

    تحياتي لك ولكل شريف يحب العراق .
    العراق أولا ً وأخيرا ً



    [align=center][/align]






    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    اذا كان شبابنا يفكر بطريقة القرود اليابانية فعفى الله عن قيمنا ومبادئنا وفكرنا وتضحياتنا ...

    ما اسهل كتابة كلمات خالية من اي نظرة واقعية على ما يجري .. كتابة بطريقة سرد وقائع اليمة نعيشها ولا نحتاج لمن يتحفنا باسلوب مستورد من الحضارة اليابانية لاخراج قراءة جديدة لحاضرنا المتخم بالجراح ونتاج عقود طويلة من الظلم والاستبداد والتآمر من دول الاستكبار التي كانت وما زالت وستبقى تتمنى ان ترانا كما نرى هذه الحيونات .. واذا ما يئسنا وقلدنا القرود فالافضل لنا الالتفات الى دنيانا وملذاتها بانتظار الموت وبالتالي لاداعي حتى لعبادة الله لان من يغمض عينيه لن يرى شيئا ومن يغلق فمه لن ينطق شيئا ومن يصم اذنيه لن يسمع شيئا .. لا حق ولا باطل .. حينئذ هو لا يقلد القرود فحسب وانما يصبح منهم .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني