 |
-
الثقافة العراقية تحلق عاليا
الثقافة العراقية تحلق عاليا
صباح محسن كاظم sabah_ 1960@yahoo.com مهرجانات الثقافة العراقية الجديدة انطلقت في نيسان من النجف الاشرف والبصرة الفيحاء واربيل السلام,,,,فقد اقيم في النجف الاشرف عن دائرة الاداب والفنون في دار التبليغ في مؤسسة شهيد المحراب المؤتمر الثاني للفكر والادب والفن من 1-2 نيسان 2006 في النجف الاشرف بحضور عدد كبير من العلماء والكتاب والمفكرين والمسرحين والتشكيلين وكانت محاور المؤتمر الدراسات الفكرية والدراسات الادبية والدراسات الفنية وبعد الافتتاح بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم والترحيب بالحضور القى السيد عمار عبد العزيز الحكيم كلمة مهمة في الحضور تطرق فيها إلى اهمية الفكر والادب والثقافة في العهد الجديد وتحويل المشهد الادبي المبدع إلى واقع متحرك على الارض وتوظيف الفن لخدمة الشعب وقضاياه واكد ان العراق حاضنة الفكر والادب في مختلف العصور والازمنة ثم عرج على الظروف الصعبة التى يمر بها شعبنا النبيل من الارهاب وثقافة العنف والتهجير القسري الذي طال اكثر من اربعة الاف عائلة بلا ذنب وقال لو هجر اربعين عائلة في أي بقعة في العالم لسلطت الفضائيات الاضواء لكنها تلتزم الصمت حيال مأساة وطننا واكد على اهمية تشكيل حكومة بعد اكثر من اربعة اشهر من الانتخابات لتطبق الدستور مطالبا الحكومة با لخدمات وتجفيف منابع الارهاب والقضاء على البطالة وتحقيق الفدرالية ملتمسا من الادباء والفنانين ايجاد ثقافة بديلة من العنف تولي الابداع والتجديد اولوياتها ثم تم تكريم الرواد من مفكري النجف ومبدعيها د حسن الحكيم ود محمد حسين الصغير و الشيخ عبد العزيز الحلفي وفي مجال الفن التشكيلي عبد الاله السياف بعد ذكر السيرة والمنجز الابداعي لكل مبدع منهم ثم تلى الاستاذ(مظفر الربيعي) ممثل وزارة الثقافة كلمة الوزارة مؤكدا على اهمية المؤتمر في الثقافة العراقي وناقلا الثناء على تنظيم المؤتمروالحضور من قبل وزير الثقافة ثم استعرض منجز الوزارة في دعم المنتديات والمؤتمرات الثقافية وبعدها قدم العلامة د عماد عبد السلام رؤوف بحثه الرائع والثري في تناوله لعلم الرجال مؤكدا ان هناك ترابطا وثيقا بين النجف الاشرف والتاريخ حيث ان النجف بيئة تاريخية ظلت امينة لاحداث فوق اديمها فضلا عن ان المدينةبيئة علمية مشرقة واستعرض الباحث اهم رجالات البحث التاريخي ورواة الحديث وعلم الرجال ثم شارك الحضور في طرح الاسئلة والنقاش فذكر د محمد حسين الصغير ان اهم دراسة تاريخية شاهدها هي بحث د عماد عبد السلام وحياه بكلمات بليغة جدا ثم تداخل الشيخ الشاعر ابراهيم العامري عن بطائح الجزائرفي جنوب العراق واستفسرت منه بعد ذكرته انه اهم اساتذتي في جامعة بغداد 1980 كيف اغفل الامام الخوئي اهم الباحثيسن في علم الرجال وكذلك موسوعة الغدير للعلامة الاميني وكيف الترحال للحصول على الرواية وتدقيقها في بحوثه وعن الوضع عند سيف في الطبري وقدمت الدكتورة ناهضة ستار الباحث ثم قدم الاستاذ طالب علي الشرقي بحثا جميلا عن الشاعر نعمة الله الجزائري ومنجزه في حقل الابداع الادبي والفكري ثم استمرت الابحاث عصرا السيدة عالية طالب قدمت بحثا مهما في ثقافة العنف وثقافة القتل اليومي الاسباب والدوافع ودور الاعلام ومنظمات المجتمع المدني في تطويق هذة الماساة في وطننا الجريح وقد تداخلت معها عن عدم فهم النصوص المقدسة والحيث والسيرة لهؤلاء القتلة الذين عاثوا في ارض الرافدين فساداوكذلك الشاعر حازم عجيل من الناصرية تداخل عن التخلف التاريخي منذ معاوية الى الان وقدم حسام الصفار بحثا عن الاعلام العراقي مصنفا ذلك الخطاب الجديد والذي اتسم بالتعددية في الاعلام المسموع والمقروء والمرئي ثم قدمت الدكتورة ناهضة ستار بحثها النقد الادبي موضحة بشكل رائع المدارس الحديثة في
تناول النص الابداعي ورؤيتها الخاصة في ذلك مؤكدة الاجترار المخطوء المكرر في النقد الاكاديمي والاعلامي وقدمت امسية شعرية رائعة في الجلسة الليلية من شعراء العراقالذين تغنوا بحب الوطن ونبذ الارهاب وكانت قصائدهم تمثل الهاجس الوطني وفي اليوم الثاني مع نزول المطر الجميل تتصاعد الحروف والكلمات المتألقة لمبدعي العراق فقدم الاستاذ جواد المنتفجي بحثا مهما عن التربية في فكر محمد باقر الصدر ومستعرضا تطوير التعليم في العراق والاهوار نموذجا ثم قدم ياسر البراك بحثا عن المسرح الاسلامي استمرارا للبحث الذي قدم في العام الماضي وقدم القاص المثابر ابراهيم سبتي بحثا جميلا عن القصة القصيرة جدا العراقية مستعرضا اهم كتابها واختتم المهرجان بتكريم الباحثين وتلاوة التوصيات الختامية من قبل الحاج هادي الفتلاوي
المربد بين زمنيين
في ربيع بصري تفتحت ازهاره واورقت اشجاره وجملت ايامه احتفلت البصرة الفيحاء بأبناء الرافدين من الشعراء والكتاب والمبدعين في كرنفال مربدي ثالث ثغر العراق الباسم وحاضرة المدن ونافذة التاريخ مدينة الابداع ومدينة النخيل , مدينة ابو الاسود الدؤلي ,الفراهيدي ,سيبويه ,ابن دريد, المقفع ,السياب ,البريكان ,محمود عبد الوهاب ,عبد الكريم الكاصد ,طالب عبد الخزيز وعشرات المبدعين الاخرين اقيم في مدينة البصرة الفيحاء مهرجان المربد الثالث من 15- 17 نيسان تحت شعار(مبدعو العراق ضميره الحي ) افتتح على قاعة المركز الثقافي النفطي بتلاوة من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على ارواح شهداء العراق ثم كلمة وكيل وزارة الثقافة جابر الجابري القصيدة لن تعود سبية بيد اقزام البعث ولا رهينة للاستبداد والدكتاتورية في البصرة الشهيدة الحية ام العلماء والادباء والمفكرين والشعراء نطلق عصافير الفرح واقواس قزح مع بالوناتنا الملونة التي تحلق إلى جانب فراشات الربيع لتشكل سرا امام الاحزمة الناسفة والعبوات المجنونة والسيارات المفخخة التي تقتل اطفالنا ونساءنا واباء نا واخواننا في كل شارع وحي وسوق شعبي اما محافظ البصرة محمد الوائلي اكد ان اهتمامنا ان تستعيد البصرة حاضرة العرب ومدينة السلام ومربدها الذي شوهته ايدي النظام الفاشي لتجعل منه اقرب إلى مهزلة يضحك منها القاصي والداني بعد ان حولتها إلى مسخرة اما كلمة اتحاد الادباء القاها الناقد فاضل ثامر جاء فيها نحن نقف امام منبر عريق من منابر الابداع والثقافة والاصالة واكد وفاء الاديب العراقي لموروثه الثقافي والحضاري واصراره على بناء عرق المعرفة والثقافة والفكر بعيدا عن كوابيس الدكتاتورية والارهاب والتكفير اراد النظام الدكتاتوري المقبور تحويل مهرجان المربد إلى بوق من ابواق التملق والتزوير والتطبيل لسيلسة دكتاتورية مستبدة بغيضة لقد شارك العديد من عشاق الكلمة الجميلة واول الشعراء محمد علي الخفاجي في قصيدة نزهة الخوف
هاهي الساعة الثالثة
الدوائر تقفل ابوابها
ويغادر العاملون على عجل
والفتيات
على عجل ينفرطن
ومن دون ان ينشغلن بزينتهن
او يتسكعن في شارع النهر
يهرعن في الطرقات
ثم يكملن مافاتهن من الكحل في الحافلات
اما الشاعر البصري المبدع فقد عودنافي كل مهرجان بقصيدة ذات صدى محتجا على مايجري في جدارية النهرين
ارض السواد
الامهات على السواتر
ينتظرن اجازة الابناء
من يأتي
ومن يؤتى به
وفي رائعته عن وطنه المذبوح يستمر الحجاج في تصوير الواقع بين زمنين
احلف بالزيتون وبالتين
اني اتعجب من عمري
رغم ثلاث حروب
كيف تعديت الستين ؟
ويختم القصيدة بالولاء للوطن اولا واخيرا
هذا وطن لايحتمل
الحولان
اصحاب الوطنين قادم
لقد شارك الشعراء بقصائد تتغنى بالوطن رغم جراحاته والامه ومحنه المتكررة فهو في حدقات العيون والافئدة فقرأ المبدع العراقي احمد عبد الحسين وابراهيم الخياط وعدنان الصائغ وسبتي الهيتي وعمر السراي ومروان وعارف الساعدي ومجاهد ابو الهيل وحازم عجيل ورزاق الزيدي وحيدر عبد الخضر وناجح ناجي وعشرات المبدعين الا ان المهرجان خلا من الشاعرات الامن نجاة عبد الله ورسمية محيبس وتخلل القراءات الشعرية مسرحيتين عن الوطن والكاصد وعرضين سينمائين (احلام الجواميس) (والمربد) وكذلك معرضاللكتاب ومعرض تشكيلي واخر فوتغرافي و
في جلستين نقديتين عن ثقافة العنف والليلة الثانية عن قصيدة النثر واختتم المهرجان بشهادات عن الشاعر عبد الكريم الكاصد من خلال شهادات جميل الشبيبي نزهة الالام وحسين عبد اللطيف زهريات وعبد العزيز عسير ثم قرأالكاصد بعض قصائده الرائعة واختتم المهرجان إلى ملتقى بصري قادم نتمنى تجاوز الهفوات لكي يتقى المربد متألقا بشعراء الرافدين فعلى اللجنة التحضيرية ان تعد البرنامج بشكل جيد مع اتحاد الادباء وان تفحص النصوص قبل المهرجان عن طريق ارسالها بالبريد الالكتروني لكي لاتتسلل نصوص غير جديرة بالقراءة في المهرجان وكذلك اعداد البحوث بشكل صحيح غير متسرع ,,,,, وفي اربيل اقيم مهرجان المدى الثقافي افتتح يوم 22-4-2006 وتضمن المهرجان دراسات اقتصادية وفكرية وثقافية ومهرجان فني وعروض مسرحية وتشكيلية شارك فيها نخبة من المفكرين والادباء والمسرحين والمبدعين العراقيين ومن خلال اصدار ملحق المدى الثقافي تابعنا المنجز الابداعي للمبدعين العراقين والذي شارك فيه من العرب من دول عربية مختلفة ان مهرجانات الثقافة العراقية في نيسان تؤكد فاعلية الثقافة العراقية وتجددها رغم قساوة الارهاب لكن المشروع الثقافي العراقي متألقا يؤسس لفكر عراقي تنويري وتوعوي ونهضوي على ركام ثقافي مؤدلج
الباحث
صباح محسن كاظم سعيد
عضو المجمع العلمي العراقي للدراسات والابحاث / الناصرية
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |