سؤال الى مسعود البرزاني والحكومة العراقية
أرض السواد : كريم صافي
[email protected]
مسعود البرزاني حزم حقائبه اليوم صوب الكويت والصين في زيارة رسمية لهذين البلدين الأول بلد جار وللعراق معه مصالح وعلاقات مشتركة وأخرى شائكة ومسائل ديون وحدود وغيرها الكثير من الأمور والثاني بلد كبير وعضو دائم في مجلس الأمن وله حق الفيتو وعملاق اقتصادي وسياسي وعسكري في العالم . زيارة البرزاني رئيس مقاطعة كردستان الى هذين الدولتين وربما الى دول أخرى غير مفهومة السياق والعراق لا زال في طور تشكيلة الحكومة , ولم ينته بعد من تشكيل حكومته , والسؤال الأول : لماذا لم ينتظر البرزاني اسبوعين فقط حتى تتشكل الحكومة ويذهب لزيارته ؟
فهل هذه اشارة من الكورد بأن أمر حكومة العراق في المركز لا يهمهم ؟ بعد أن شكلوا حكومتهم المكونة من 27 وزيراً ؟
والسؤال الثاني - أليس الشؤون الخارجية هي شأن حكومة المركز ؟ وفي أدنى الحالات واسوءها أن تُنسق حكومة الاقليم مع الحكومة الاتحادية حول العلاقات الخارجية ؟ واذا قال أحدكم ما يدريك ان البرزاني لم ينسق مع الحكومة الاتحادية ؟ فتقول : مع من نسق ؟ هل مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته أم مع رئيس الوزراء المكلف والذي لم يمنحه مجلس النواب الثقة حتى الآن ؟
والسؤال الثالث والأهم - الاعراف الدبلوماسية والتقاليد السياسية بين الدول أن يتم رفع علم دولة الضيف الى جنبه وعلم الدولة المضيفة . يعني أن علم الكويت سيكون الى جانب المسؤول الكويتي الذي يلتقيه البرزاني والعلم الصيني الى جانب المسؤول الصيني ولا نعرف أي علم سيكون الى جنب البرزاني . هل هو العلم العراقي الذي لا يعترف به البرزاني أم علم مقاطعة كردستان ؟
فاذا كان العلم العراقي فالبرزاني يناقض نفسه واذا كان علم مقاطعة كردستان , فالجواب متروك لاعضاء مجلس النواب .
هل تصح مقولة أحد كبار الساسة الاكراد وتتجسد في زيارة البرزاني , تلك المقولة التي تنص عن لسان حالهم (أردنا كردستان فقط فأخذنا كردستان وبغداد) .
والسؤال الأخير - هل يعمل ساسة الكورد للعراق أم لكردستان , وبكلمة أخرى ماهو شعار الساسة الكورد ؟ العراق أولا أم كردستان أولاً .
اسئلة بحاجة الى اجوبة واشباع في الاجابة من اجل وضع النقاط على الحروف , ليعرف المواطن العراقي في الوسط والجنوب والغرب وبعض الشمال مكانه من الاعراب ومكان الكورد من الاعراب ايضا . على ساسة الكورد وقادتهم توضيح موقفهم بشكل نهائي أما مع العراق فليلتحموا فيه ومعه ويعطوه ويأخذ منه لا أن يأخذوا منه فقط , أو قيام دولتهم وانفصال كردستان واعلان استقلالهم وهنيئا لهم ذلك وسنكون أول المهنئين . أما العمل كالمنشار يأكل في جسد العراق وخيراته والمواطن في بقية المحافظات يتضور جوعا وعطشا ونزفا للدم فهذا ما لا يقبله منصف .
ماهي فائدة وجود اقليم او مقاطعة كردستان ؟
العراقي من غير المحافظات الثلاث ومن غير الكورد لا يدخل أرض اقليمهم الا بكفيل , وربما في الايام القادمة يحتاج ابن الموصل وديالى الى فيزا لدخول دهوك . ميزانية مدن اقليم كردستان وهي المدن الآمنة والعامرة تزيد على ميزانية المدن الجنوبية المنهكة . حكومة كاملة ب 27 وزيرا ولا ادري اي فدرالية هذه التي يحكمها هذا العدد من الوزراء وهي تمثل ثلاث محافظات صغيرة . الداخلية والدفاع لا علاقة لها بكردستان والبيشمركة هو الأمن والجيش والشرطة لهم ويصرفون رواتبهم من ميزانية المركز . النفط والمعابر الحدودية والضرائب على الحدود تحت سيطرتهم وهي ملكهم الصرف .
انهم لا يرتبطون بشيء في العراق الا بأخذ المزيد من الأموال ورئاسة الدولة ووزارية الخارجية وخمسة او ستة وزارات أخرى ورئاسة أركان الجيش ومناصب أمنية كبيرة أخرى . وكل هذا وهم لا يعلنون علاقتهم الحقيقة بالعراق فهل هم جزء من العراق لا يتجزأ أم انها مرحلية الانفصال ؟ فاذا كان الانفصال فما على العراقيين في الوسط والجنوب الا أن يطالبوا بانفصال كردستان مع بطاقات تهنئة ملؤها العطر والمحبة , فلا فائدة في جزء شكلي من العراق يعيش عالة على أموال فقراء العراق من الوسط والجنوب والغرب .