ما إن تهدأ دوامة القتل والتفخيخ حتى ينفخ علماء هيئة موظفي أوقاف صدام النار في فتنتها التي باتت تهدد مصير العراق بل وضعته في مهب الريح .. ويتبارى أعمدة الطائفية السنية في الحديث عن ملاحقات للسنة وتصفيات لرجال الدين .. نتذكر كيف أطلق هزاز الوقف السني عدنان الدليمي صرخته المدوية بما زعمه من تطهير طائفي لإفراغ بغداد من السنة .. لتنطلق بعدها حملة قتل جاوزت كل الحدود .. وحملة تهجير لم تدع بيتا شيعيا في منطقة سنية الا واصابته بنكبة .. وبدا واضحا الآن ان الطائفية السنية تريد تحويل منطقة الكرخ من بغداد بكاملها الى إمارة سنية تتمتع بحماية مباشرة من قوات الإحتلال التي بات تواطؤها مع عصابات الارهاب البعثي الوهابي لا يحتاج الى جهد كبير لإثباته ..
لقد دأب أركان الطائفية السنية من سياسيين ومستعميين على تحويل الحبة الى قبة من تطورات الوضع العراقي اليومية المشهودة والمعروفة .. وقد يقتل السني لسبب عارض .. كأن يتعرض للسلب والقتل على يد عصابات الجريمة المنظمة مثله مثل أي مواطن عراقي آخر .. لكن هذا السني يتحول الى رقم في حملة التأجيج والتحريض الطائفيين .. ويصبح مادة للتشجيع على الانتقام بالمفخخات والتفجيرات الإنتحارية التي لا يمر يوم الا وتسجل أرقاما مضافة الى سجل ضحايا الارهاب البعثي الوهابي في العراق ..
كنا قد قلنا في هذه الشبكة في وقت مبكر جدا .. إن جذر المشكلة الطائفية في العراق يكمن في أن القوى الطائفية السنية تريد ان تمنح حصانة طائفية لمجرمي البعث ملطخي الايدي بدماء أبناء الشعب العراق .. وهذا خلاف للعدل والمنطق و ما جبلت عليه النفس الانسانية .. فكيف يمكن منع من فقد عائلة بكاملها وتعرض لأبشع ما يمكن من قمع وإنتهاك للأعراض والحرمات من أن ينتقم خاصة في غياب القانون ودولته .. وفي غياب اي بادرة لتطييب الخواطر ..
وقلنا ايضا في وقت مبكر جدا في هذه الشبكة .. ان مجرمي النظام الديكتاتوري المنهار قد استبدلوا ثياب الزيتوني والمرقط بالدشداشة القصيرة والأمر ليس عفويا .. بل هو خطة منسقة لجأت اليها عصابات البعث من أجل الإحتماء بالطائفة السنية كي ينجوا من إنتقام الشعب .. وقد إنجرت هذه الطائفة للأسف لهذا المخطط .. وأضافت اليه تأمين ملجأ لعصابات الارهاب والتكفير المستوردة ..
نسمع ونقرأ من هيئة موظفي أوقاف صدام بقيادة المجرم الهارب الضاري .. ومن أطراف سنية عديدة .. ان رجل دين سني قد تعرض لتصفية على يد الشيعة .. مع ما يعنيه الاعتداء على رجال الدين من إنتهاك حرمات كانت محط قدسية العراقيين قبل ان ينتهك البعث أبشع إنتهاك ..
نقدم اليوم نموذجا لرجال الدين الذين تستنكر هيئة موظفي أوقاف صدام مقتلهم ..
اللواء خير الله حمادي عبد التكريتي .. والرجل اعرفه معرفة وثيقة فضلا عن اني وعائلتي من ضحاياه .. كان مدير أمن بلد .. ثم مدير أمن تكريت .. فمدير أمن بغداد .. فمدير الشرطة العام قبيل سقوط نظام البعث المجرم .. مسؤول مسؤولية مباشرة عن تصفية ثلاثمائة وتسعة وخمسين شهيدا في مدينة بلد .. وبحسب زعم صدام وأخيه برزان في المحكمة بأن الأمن هو المسؤول عما حصل للدجيل التي كانت تتبع بلد يومذاك .. في محاولة لتبرئة المخابرات مما حصل من جرائم في الدجيل .. وبهذا يكون هذا المجرم مسؤولا عما حصل في الدجيل .. هرب بعد سقوط النظام الى سوريا وبقي فيها فترة من الزمن ثم عاد الى العراق ..
ضابط الأمن غير العادي هذا اليوم هو الشيخ خير الله حمادي عبد إمام جامع الشرقاط وعضو هيئة أوقاف صدام سابقا التي يرأسها حارث الضاري .. ويتمتع بالحماية الأمريكية الكاملة تبعا للاتفاقات التي جرت بين أركان الطائفة السنية والسفير الامريكي زلماي زاد ..
هذا المجرم النموذج لو قدر الله ووفق من ينتقم منه لضحاياه من أبناء الشعب العراقي .. سنرى هيئة حارث الضاري وذئاب الطائفية المجرمين كيف سيملؤون الدنيا بالصراخ عن جريمة تصفية رجل دين سني .. وإنتهاك لحرمة إمام جامع .. وملاحقة للسنة المساكين العزل الآمنين الذين لم يقتلوا ذبابة ..