النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي الأخطاء الأميركية في العراق لا تحصى ... ففكروا مطولاً قبل تقسيمه

    الأخطاء الأميركية في العراق لا تحصى ... ففكروا مطولاً قبل تقسيمه
    أنتوني كوردزمان الحياة - 30/05/06//

    لا شيء أسهل من الدعوة الى تقسيم العراق، وكأن التقسيم يحل متاعب الأمة ويؤمن مخرجاً للولايات المتحدة. إلى جانب ذلك، يرى بعض أعضاء اللوبيات، ممن يشنون الحملات من أجل الاستقلال أو الحكم الذاتي الكردي، في هذه الدعوات الطريق الذي يضمن النجاح. إنما يتوجب على الولايات المتحدة أن تفكر مطولاً وعميقاً قبل دعم سياسة من هذا النوع. وفيما يظهر أن الحرب الأهلية والتقسيم أمران لا يمكن تفاديهما، فهما سيسفران عن نتائج بعيدة كل البعد عن الإيجابية.

    - التطهير الطائفي والإثني: لا خطوط محددة وواضحة تفصل بين الإثنيات في العراق. فما عرفت البلاد أبداً إحصاء جدياً يوضح تقسيم العرب السنّة والعرب الشيعة والأكراد وغيرهم من الطوائف والفصائل وأماكن سكنهم. غير أن الانتخابات الأخيرة أظهرت أن المدن والمحافظات الثماني عشرة تضم نسباً كبيرة من الأقليات، ما يستدعي موجة كبيرة من النزوح وتغيير السكن في حال تقسيم البلاد.

    فضلاً عن ذلك، يُعتبر العراق من الدول التي تتميّز بالتمدّن العالي النسبة، إذ يقطن 40 في المئة من السكان تقريباً في مناطق بغداد والموصل. أما كركوك فهي برميل ديناميت على وشك الانفجار في أي وقت، في حين تشهد البصرة عملية «تطهير» على يد الإسلاميين الشيعة. لقد سبق وأظهرت مسألة البلقان صعوبة تقسيم المدن، والحال نفسه ينطبق على العراق حيث البنية التحتية المركزية والمنهارة والاقتصاد الفقير يجعلان من المستحيل فصل العنف عن الاقتصاد.

    - الجيش وقوى الأمن: على رغم تماسك الجيش النظامي إلى حينه إلا أنه يتألف بمعظمه من الشيعة ويضم أعداداً كبيرة من الأكراد.

    والأمر ينطبق على القوات التابعة لوزارة الداخلية ذات الغالبية الشيعية، فيما تختلط قوات الشرطة مع الميليشيات وقوى الأمن المحلية المقسمة وفقاً للانتماءات القبلية والطائفية والإثنية المحلية. ويترادف تقسيم البلاد أساساً مع تقسيم الجيش وقوى الأمن، ما يخلق قوى محلية تتشكل بحسب الانتماءات الطائفية والإثنية ويعظّم نفوذ الميليشيات ويؤدي إجمالاً إلى تزايد العنف.

    - النفط والمال: تستمد حكومة العراق ما يزيد على 90 في المئة من إيراداتها من تصدير النفط. وفيما يفتقر الغرب السنّي العربي إلى إيرادات نفطية حالياً، يسعى الأكراد الى وضع يدهم على حقول النفط الشمالية، لكنهم لا يتمتعون بحق فعلي في هذه المنطقة كما انهم يفتقرون الى الطريق الآمن لتصدير النفط عبره. أما الجنوب الشيعي فليس أفضل حالاً إذ أن التقسيم يظهر هناك عبر كلام شيعة البصرة عن منطقتهم الخاصة المنفصلة عن مناطق شيعة آخرين. ما إن ينقسم أحد الشعوب فعلياً حتى تنقسم موارده الأساسية في شكل يعطل العمل في المناطق الجغرافية الخاسرة التي لا نفط فيها. ولا تقدر الحكومة المركزية أن تحكم أمة منقسمة وتتأمل مع ذلك بأنها ستسيطر على نفط البلاد وبنيتها التحتية ومنشآت التصدير فيها في آن. ولا تفتح هذه الاحتمالات المجال أمام «الخاسرين» سوى لتعظيم الصراع.

    - الانتماءات الخارجية: دخلت المجموعات الإسلامية السنية السلفية الجديدة المتطرفة التي ترتبط بالقاعدة البلاد للهيمنة على المتمردين السنّة. في حال تقسيم العراق، إما تسيطر هذه الجماعات على العرب السنّة من العراقيين أو تضطر الدول العربية السنية، كمصر والأردن والسعودية، الى فرض هيمنتها الخاصة على السنّة، والتنافس ليس مستبعداً هنا.

    وستدخل إيران ميدان المنافسة لكسب الشيعة مستغلة فراغ السلطة في حال خرجت الولايات المتحدة. أما الأكراد، فلا صديق لهم: إذ ستهددهم تركيا وإيران وسورية وتعمل على تقسيمهم واستغلالهم.

    لقد ارتكبت الولايات المتحدة أخطاء جسيمة وفادحة في العراق، وليس مستبعداً بالتالي أن ينقسم البلد على ذاته تلقائياً. إنما من المؤكد أن استراتيجية تقسيم العراق ستزيد الأوضاع سوءاً بدل تحسينها، وستفرض على الولايات المتحدة مشاكل جديدة وضخمة في منطقة تضم حوالى 60 في المئة من احتياطي النفط العالمي و37 في المئة من احتياطي الغاز الطبيعي.

    حتى إن وضعنا جانباً تحطيم الولايات المتحدة العراق وما يترتب على ذلك من مسؤولية تجاه 28 مليون عراقي تقريباً، لا يعد فراغ السلطة العنيف في منطقة خطرة أصلاً استراتيجية بل هو مجرد تخلٍ عن المسؤولية الأخلاقية والمصلحة الوطنية.


    باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية في واشنطن.


    <h1>الأخطاء الأميركية في العراق لا تحصى ... ففكروا مطولاً قبل تقسيمه</h1>
    <h4>أنتوني كوردزمان الحياة - 30/05/06//</h4>
    <p>
    <p>لا شيء أسهل من الدعوة الى تقسيم العراق، وكأن التقسيم يحل متاعب الأمة ويؤمن مخرجاً للولايات المتحدة. إلى جانب ذلك، يرى بعض أعضاء اللوبيات، ممن يشنون الحملات من أجل الاستقلال أو الحكم الذاتي الكردي، في هذه الدعوات الطريق الذي يضمن النجاح. إنما يتوجب على الولايات المتحدة أن تفكر مطولاً وعميقاً قبل دعم سياسة من هذا النوع. وفيما يظهر أن الحرب الأهلية والتقسيم أمران لا يمكن تفاديهما، فهما سيسفران عن نتائج بعيدة كل البعد عن الإيجابية.</p>
    <p>- التطهير الطائفي والإثني: لا خطوط محددة وواضحة تفصل بين الإثنيات في العراق. فما عرفت البلاد أبداً إحصاء جدياً يوضح تقسيم العرب السنّة والعرب الشيعة والأكراد وغيرهم من الطوائف والفصائل وأماكن سكنهم. غير أن الانتخابات الأخيرة أظهرت أن المدن والمحافظات الثماني عشرة تضم نسباً كبيرة من الأقليات، ما يستدعي موجة كبيرة من النزوح وتغيير السكن في حال تقسيم البلاد.</p>
    <p>فضلاً عن ذلك، يُعتبر العراق من الدول التي تتميّز بالتمدّن العالي النسبة، إذ يقطن 40 في المئة من السكان تقريباً في مناطق بغداد والموصل. أما كركوك فهي برميل ديناميت على وشك الانفجار في أي وقت، في حين تشهد البصرة عملية «تطهير» على يد الإسلاميين الشيعة. لقد سبق وأظهرت مسألة البلقان صعوبة تقسيم المدن، والحال نفسه ينطبق على العراق حيث البنية التحتية المركزية والمنهارة والاقتصاد الفقير يجعلان من المستحيل فصل العنف عن الاقتصاد.</p>
    <p>- الجيش وقوى الأمن: على رغم تماسك الجيش النظامي إلى حينه إلا أنه يتألف بمعظمه من الشيعة ويضم أعداداً كبيرة من الأكراد.</p>
    <p>والأمر ينطبق على القوات التابعة لوزارة الداخلية ذات الغالبية الشيعية، فيما تختلط قوات الشرطة مع الميليشيات وقوى الأمن المحلية المقسمة وفقاً للانتماءات القبلية والطائفية والإثنية المحلية. ويترادف تقسيم البلاد أساساً مع تقسيم الجيش وقوى الأمن، ما يخلق قوى محلية تتشكل بحسب الانتماءات الطائفية والإثنية ويعظّم نفوذ الميليشيات ويؤدي إجمالاً إلى تزايد العنف.</p>
    <p>- النفط والمال: تستمد حكومة العراق ما يزيد على 90 في المئة من إيراداتها من تصدير النفط. وفيما يفتقر الغرب السنّي العربي إلى إيرادات نفطية حالياً، يسعى الأكراد الى وضع يدهم على حقول النفط الشمالية، لكنهم لا يتمتعون بحق فعلي في هذه المنطقة كما انهم يفتقرون الى الطريق الآمن لتصدير النفط عبره. أما الجنوب الشيعي فليس أفضل حالاً إذ أن التقسيم يظهر هناك عبر كلام شيعة البصرة عن منطقتهم الخاصة المنفصلة عن مناطق شيعة آخرين. ما إن ينقسم أحد الشعوب فعلياً حتى تنقسم موارده الأساسية في شكل يعطل العمل في المناطق الجغرافية الخاسرة التي لا نفط فيها. ولا تقدر الحكومة المركزية أن تحكم أمة منقسمة وتتأمل مع ذلك بأنها ستسيطر على نفط البلاد وبنيتها التحتية ومنشآت التصدير فيها في آن. ولا تفتح هذه الاحتمالات المجال أمام «الخاسرين» سوى لتعظيم الصراع.</p>
    <p>- الانتماءات الخارجية: دخلت المجموعات الإسلامية السنية السلفية الجديدة المتطرفة التي ترتبط بالقاعدة البلاد للهيمنة على المتمردين السنّة. في حال تقسيم العراق، إما تسيطر هذه الجماعات على العرب السنّة من العراقيين أو تضطر الدول العربية السنية، كمصر والأردن والسعودية، الى فرض هيمنتها الخاصة على السنّة، والتنافس ليس مستبعداً هنا.</p>
    <p>وستدخل إيران ميدان المنافسة لكسب الشيعة مستغلة فراغ السلطة في حال خرجت الولايات المتحدة. أما الأكراد، فلا صديق لهم: إذ ستهددهم تركيا وإيران وسورية وتعمل على تقسيمهم واستغلالهم.</p>
    <p>لقد ارتكبت الولايات المتحدة أخطاء جسيمة وفادحة في العراق، وليس مستبعداً بالتالي أن ينقسم البلد على ذاته تلقائياً. إنما من المؤكد أن استراتيجية تقسيم العراق ستزيد الأوضاع سوءاً بدل تحسينها، وستفرض على الولايات المتحدة مشاكل جديدة وضخمة في منطقة تضم حوالى 60 في المئة من احتياطي النفط العالمي و37 في المئة من احتياطي الغاز الطبيعي.</p>
    <p>حتى إن وضعنا جانباً تحطيم الولايات المتحدة العراق وما يترتب على ذلك من مسؤولية تجاه 28 مليون عراقي تقريباً، لا يعد فراغ السلطة العنيف في منطقة خطرة أصلاً استراتيجية بل هو مجرد تخلٍ عن المسؤولية الأخلاقية والمصلحة الوطنية.</p>
    <p>

    <h3>باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية في واشنطن.</h3>

    </p>
    </p>

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    افتراضي

    كنت حاطط ايدي على قلبي
    خفت لايكون السقيفة من اخطاء امريكا نستجير بالله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني