يافطات سوداء وبيضاء تنعت الموتى بالأسف او بالبطولة ..منظر مألوف في الشارع العراقي الآن..لكن اهالي السماوة ابتكروا وعلى وفق مقولة (شر البلية مايضحك) طريقة جديدة للتأبين والعزاء لميت من طراز خاص..إنه "التيار الكهربائي"!!.
اليافطات التي علقت في شوارع السماوة لاتختلف كثيرا عن يافطات نعي الموتى الأخرى ،ولكن مايميزها هو أنها جميعا لميت واحد هو (التيار الكهربائي) حيث كتب على إحداها "ينعى أهالي السماوة ببالغ الحزن والأسف فقيدهم الراحل (التيار الكهربائي)".
بعض اليافطات أشارت الى أن "مجلس استقبال المعزين بالفقيد الغالي سيقام عصرا في أحد الشوارع وسط المدينة."
موقع استقبال المعزين لايختلف كثيرا عن مجالس العزاء التي عرفتها المدينة من حيث المظهر ،فهناك كراسي للمعزين صفت بإهتمام كبير ،وهناك ايضا مستقبلون تقدم لهم التعازي ،والمستقبلون لاتربطهم اي رابطة غير الفجيعة بفقد (المرحوم).
المعزون توافدوا بكثرة ليصافحوا المستقبلين ومن ثم يجلسون لقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد.
شيء واحد ينفرد به مجلس العزاء هذا هو ان المعزين والمستقبلين عندما يتقابلون يضحكون ولايبكون.
احد منظمي مجلس الفاتحة قال:"أقمنا هذا المجلس بعد أن يئسنا من عودة الكهرباء الى الاستمرار ولنقول بأننا أصبحنا لا نرجوها بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط النظام السابق ولا جديد بما يتعلق بالكهرباء."
وقال أحد المعزين الذين حضروا المجلس وقدموا العزاء بالفقيد الراحل إن "الفكرة أضافت شيئا من المرح لمأساة الكهرباء وما تسببه للعراقيين من أذى".
وأضاف:"ربما ستكون هذه المبادرة كما نأمل ان تكون عامل ضغط على المسؤولين عن هذا القطاع الحيوي من أجل ايجاد حلول جذرية لمشاكل انقطاع التيار الكهربائي."
وعلى أمل تحسن واقع التيار الكهربائي في محافظة المثنى والعراق عموما يقضي أهالي السماوة أكثر من ثلثي يومهم بلا كهرباء.
أصوات العراق