[align=justify]السادة الأعضاء والقراء الأعزاء
السام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعتقدون معي كعراقيين نعيش الألم كل يوم ... نعيش المعاناة ... نعيش دون أن نشعر أننا أحياء أحياناً ... الدم في كل مكان ... الرؤوس المقطوعة .. الجثث المتفسخة المنكل بها والممثل بها في أبشع الصور ... أفلام القتل والذبح ... التهجير الطائفي ... الكره والعداء والبغضاء ... الإقصاء والتنكيل , وغيرها كثير كثير .... حتى أننا ملئنا أرشيف الفضائيات والقنوات الإخبارية بإخبارنا البائسة والغريبة .... وللأسف لم يعد في العراق غريب غير الأمن والسلام .
من المسؤول ؟؟ هل هي جهة واحدة المسؤولة عن كل ما يحصل ؟؟
كل شئ غريب في العراق الآن .. نسجله ضد مجهول !!!!
سقائف ومؤتمرات تعقد , الكل يصيح أين حقي ؟؟ أين حصتي ؟؟ أين حقيبتي ؟؟
ماذا حصل للجميع ؟؟
سقيفة كنا نعتقد فيها كل الخير والبركة تعاونت وشد بعض المؤتمرين فيها على يد البعض من اجل إسقاط أساس البلاء العراقي ( صدام وزبانيته ) ... تأملنا فيها خيراً وكنا سابقاً لا نسميها بالسقيفة لان كل من فيها كان متفقاً مع الآخر .. لا يفكر غير بشعب العراق الذي كان تحت وطأة الاحتلال العفلقي البغيض .
ولكننا سرعان ما اكتشفنا بعد أن فرج الله علينا أن ما كان لا يقل أو لايختلف عن مسمى السقيفة والتي الكل يعلمها وان اقصد هنا سقيفة بني ساعدة , والدليل على ذلك أنها سرعان ما انقسمت إلى سقائف والسقائف الى سقائف اخر .
وآخرها سقيفة ائتلافنا الموحد والسقائف المنبثقة عنه .
لماذا يحصل هذا , ما هو المطلوب ؟ هل أننا نمارس ونطبق شريعة الغاب التي يحكم فيها مبدأ الافتراس من اجل البقاء ؟ ثم من هو الذي سيبقى , غير وجه الله ؟ هل حقاً لم نعتبر من الماضي ؟
في الحقيقة أنا لست شيوعياً ولا انتمي لهذا الفكر لا من قريب ولا من بعيد ... بل إنني أحياناً أتصور أن الفكر الشيوعي هو آفة في جسد المجتمعات رغم معرفتي من أن الشيوعية استشرت في المجتمع العراقي بشكل كبير جداً قبل حكم العفالقة الأنجاس , وعندا كنت اقرأ قصيدة ( أين حقي ) للشاعر محمد صالح بحر العلوم الذي كان يسمى بشاعر الشعب في تلك الفترة كنت أقول تباً لهذا الفكر .. وتباً لمن يؤمن فيه , ولكنني الآن ورغم أنني لازلت على فراق وبعد من هذا الفكر والحمد لله ولكنني وجدت بعد الذي حصل أن قصيدة أين حقي واقع مر حقيقي علينا تقبله .
وأورد لكم أخوتي الأعزاء بعضاً من هذه القصيدة بما يتناسب وهذا المقام آمل أن تنال رضاكم .. مع الشكر . [/align]

ما لبعض الناس لايحسب للتفكير فضلا
ومتى ناقشته الرأى تعداك وولى
زاعما ابقاء ما كان على ما كان أولى
من جديد يعرف الواقع منه: أين حقى ؟!

ليتنى أستطيع بعث الوعى فى بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوى تحت العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقى؟!

يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
أتريكنى أنا والدين فما أنت ودينى
أمن الله قد استحصلت صكاً فى شؤونى
وكتاب الله فى الجامع يدعو: أين حقى؟!

أنت فسرت كتاب الله تفسير فساد
واتخذت الدين احبولة لك واصطياد
فتبلبست بثوب لم يفصل بسداد
وإذا بالثوب ينشق ويبدو: أين حقى؟!

بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائر
فاستعار القوم ما يستر سوءات السرائر
هو ثوب العنصريات وهذا غير ساتر
وصراخ الأكثريات تعالى: أين حقى؟!

كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقى؟!

أمن القومية الحقة يشقى الكادحونا
ويعيش الانتهازيون فيها ناعمونا
والجماهير تعانى من أذى الجوع شجونا
والأصولية تستنكر شكوى: أين حقى؟!

حرروا الأمة ان كنتم دعاة صادقينا
من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينا
وأقيموا الوزن فى تأمين حق العاملينا
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقى؟!

يا قصورا لم تكن الا بسعى الضعفاء
هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء
وبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماء
فسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقى ؟!

حاسبينى ان يكن ثمة ديوان حساب
كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب
وتناسوا أن شعبا فى شقاء وعذاب
يجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقى؟!

كم فتى فى الكوخ أجدى من أمير فى القصور
قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقى؟!

وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحى ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كى تملك بعد الموت قبرا
وإذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقى؟!

برياء ونفاق يخدعون الله جهرا
أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا
إن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمرا
وسيبقى الله مثلي مستغيثا: أين حقى؟!

ليس فى وسعى أن أسكت عن هذى المآسى
وأرى الأعراف والأعراف من دون أسى
بين مغلوط صحيح وصحيح فى التباس
وكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقى؟!

خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياع
وصواب حكم العرف عليه بالضياع
وسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداع
لقطيع يلحق الذئب وينعى: اين حقى؟!

ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاة
وجهوا الأمة توجيه فناء لا حياة
وتواصوا قبل أن تفنى بنهب التركات
وإذا الحراس للبيت لصوص: أين حقى؟!

دولة يؤجر فيها كل أفاك عنيد
أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود
لم يواجه نعمة الأمة إلا بالجحود
وإذا النعمة تغلى فى حشاه: أين حقى؟!

من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب
وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب
فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب
أيسمى مجرما ان صاح فيهم: اين حقى؟!

من حفاة الشعب والعارين تأليف الجنود
ليكونوا فى اندلاع الحرب أخشاب وقود
وسراة الشعب لاهون بأقداح وغيد
وجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقى؟!

عائشا عيشة رهط لم يفكر بسواه
همه أن ينهب المال لاشباع هواه
أين من يفتح تحقيقا يرى عما جناه
ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقى؟!

أيها العمال هبوا وارفعوا هذى البراقع
عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع
واصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافع
وترانى صادقا عنها بقولى: أين حقى؟!

أيها العمال أين العدل من هذى الشرايع
أنتم الساعون والنفع لأرباتب المصانع
وسعاة الناس أولى الناس فى نيل المنافع
فليطالب كل ذى حق بوعى: أين حقى؟!

كيف يقوى المال أن يوجد فى غير جهود
أين كان النقد لولا جهد صناع النقود
ومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديد
فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقى؟!

لم يؤثر بيقينى ما أقاسى من شجون
فشجونى هى من أسباب تثبيت يقينى
ولتكن دنياى ما بين اعتقال وسجون
وليكن آخر أنفاسى منها: أين حقى ؟!