من إبراهيم ذنون
الموصل–( أصوات العراق)
رغم تأكيد خبر مقتل زعيم تنظيم ( القاعدة) في العراق أبو مصعب الزرقاوي على لسان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وقائد القوات المتعددة الجنسيات الجنرال جورج كيسي ومسؤولين عراقيين وأمريكيين آخرين ،إلا أن بعض أهالي مدينة الموصل الذين تبادلوا الخبر عبر موبايلاتهم ظلوا غير مصدقين للخبر.. يخشون أن يكون مجرد ( إشاعة) ،لكن مشاعر الفرحة بدت واضحة على وجوه الغالبية.. ولكن مع تحفظ تقليدي معروف عن الموصليين .
مدير إعلام محافظة نينوى السيد داوود سلمان أخذ يقلب جهاز التحكم ( الريموت كنترول) بين القنوات الفضائية، وهو يقول لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة "هناك مثل بغدادي يقول: ( لا تقول سمسم.. حتى تلهم ) ،فقد يكون الأمر مجرد ( لعبة أمريكية) جديدة لإلهاء الشعب العراقي.. وعلينا انتظار بعض الوقت للإدلاء بآراءنا."
أبو أحمد ( بقال) يقف وسط دكانه الصغير ، تحيط به سلال الفاكهة والخضرة.. وهو ممسك بمذياعه الصغير يفتش من خلاله على محطة تؤكد خبر مقتل الزرقاوي ،وعلق قائلا " إذا قطعت رأس الأفعى.. فبقية جسمها لا يخيف."
ويضيف " لقد سمعت الخبر منذ ساعة ،وأنا في غاية الذهول.. وأريد أن اتأكد لأوزع بعدها المرطبات على أصدقائي ،فهذا الحدث لا يمر دون احتفال."
أما بشرى كريم (معلمة تراقب في أحد المراكز الامتحانية) فسمعت خبر مقتل الزرقاوي من إحدى زميلاتها ،وعلقت لـ ( أصوات العراق) المستقلة قائلة " الخبر السعيد كالخبر الحزين.. كلاهما يجعل الإنسان مذهولا ،وها أنا من فرحتي.. وبالرغم من تأكدي من صحة الخبر ،إلا أنني غير مصدقة حتى الآن."
وتزيد " أريد أن اتأكد أكثر.. لأنني لا أريد أن اتفاجأ بظهوره على الشاشة مجددا ،أو بإعلانه عن قيامه بعملية إرهابية جديدة يذهب ضحيتها المئات من العراقيين."
وتلمع الفرحة في عيني المهندس سعيد عبد الباقي ،وهو يقول " أخيرا أزيحت عن كاهلنا ( إسطورة الزرقاوي).. وفرحتنا الكبرى ستكون مع خروج آخر جندي أمريكي من العراق."
ويتابع ".. لكن علينا في الوقت نفسه ألا ننسى اتباعه ( يقصد الزرقاوي) ولانستهين بهم ، فلربما كان ثأرهم لمقتله بليغا.. والله هو الستار الرحيم."
وتشير منى طه (طالبة جامعية) إلى أن مقتل الزرقاوي يشكل " نهاية كل طاغية وظالم" ،
وتقول " المصيبة أنه كان يدعي لنفسه ألقابا ومميزات ومناصب.. كتزعمه لتنظيم ( القاعدة
في بلاد الرافدين) ،رغم أن العراقيين لم يطلبوا منه شيئا."
وتضيف منى لـ ( أصوات العراق) "وأخيرا.. فقد ذهب الزرقاوي إلى غير رجعة."
أما السيد منير أحمد (محام ) فقال لـ ( أصوات العراق ) المستقلة "سأبقى محتفظا برأيي ومتحفظا في كلامي لحين عرض الفيلم الذي يبين جثة الزرقاوي.. لأن إشاعات مقتله تظهر على السطح بين آونة وأخرى ، ثم يصدر بعدها شريطا بصوته ينفي هذه الإشاعة."
وينظر السيد ياسين حميد (مدرس جامعي) للخبر من زاوية أخرى ،إذ يقول " لأهالي محافظة نينوى خاصية تميزهم عن بقية المحافظات.. وهي أنهم يأخذون الأمور بعقلانية وروية ،فمما لاشك فيه أن الأمر ( مقتل الزرقاوي) مفرح.. لكن ياترى هل ستبقي
( القاعدة) دون زعيم."
ويتابع ".. أقصد بذلك أن مقتل الزرقاوي ليس معناه القضاء على ( القاعدة).. فنحن نفكر ونحذر ،ونخاف من ( زرقاوي آخر ).. ومن الحكمة ألا نطلق العنان لعواطفنا واحساسنا بالسعادة دون مرور بعض الوقت."