 |
-
سهيل احمد بهجت: كــردستان العــراق".. شريعة السراديب و الكهـــوف
سهيل احمد بهجت: كــردستان العــراق".. شريعة السراديب و الكهـــوف
* سهيل احمد بهجت
12 / 06 / 2006
تعتبر "الدكتاتورية" أحد أهم الأسباب الخلاّقة للإرهاب ، و هذه الحقيقة هي التي جعلت "الولايات المتحدة" و التحالف الغربي ، تسقط النظام الإرهابي "البعث" ، و لكن و الآن و بعد الإنجازات الكبيرة للأمريكيين في العراق
آ ـ إسقاط صدام ـ ب ـ التصويت على الدستور ـ ج ـ إنتخاب حكومة دائمة ـ د ـ قتل الإرهابي الزرقاوي.
فإن أمورا أخرى بقيت معلقة و على الحكومة العراقية و الغرب الإلتفات إليها ، فإعلان "الحكومة المحلية" في شمال العراق "كردستان"!! إغلاق كــــــلية "الشريعــة و الدراســات الإسلامية" تحت عنوان دعمها الإرهاب ، لم يكن حلا لمعضلة و مشكلة هذه الكلية الداعمة للإرهاب ، بل هذا يعني ، فيما يعني ، أن تنتقل كلية "الشريعة" ذات الصفات الشنيعة ، إلى سراديب تحت الأرض أو إلى أطراف المساجد و الجوامع التي تبنيها مؤسسات "خيرية"!! إرهابية أو في الكهوف و جبال "تورابورا" ، و ما أكثرها في كـــردستان العراق.
إن حزب البارتي "بزعامة مسعود" ، يتعامل مع هذه الأمور بطريقة "الطبيب الإرهابي" ، الذي يعالج كل قضية بطريقة البــــتر و القـــــطع ، و من الطبيعي ، أن تكون نتيجة هكذا أسلوب ، و هو مقصود و متعمد لإثارة المزيد من التطرف الإسلامي ، أن يصبح الحل جزءا من المشكلة ، معروف عن كلية الشريعة هذه ـ و أكثر روادها من جماعات السلفية و الإخوان "يككرتوو ـ أنها لا تثقف إلا باتجاهين ، ترسيخ دكتاتورية "البارزاني" و عصابته ، و خلق سلاح من التطرف الديني لمواجهة أي تيار "ديمقراطي عـــلماني حقيقي" ، لأن السلطات الكردية هي جزء من التطرف و هي ليست علمانية أو لبرالية.
و حقيقة أخرى علينا أن لا نغفلها ، و هي أن شريحة لا بأس بها في شمال العراق ، تعاطفت مع الإرهابي الزرقاوي "المجاهد"!! كما يسمونه ، و هذا يعني أن كلية "الشريعة"!! لم تغلق أبوابها بل تحولت إلى العمل السري ، و ربما كان هذا متعمدا ، و الملاحظ هنا أن "حزب الإتحاد الوطني" هو الوحيد الذي دخل حرب مع الإسلاميين ، بينما احتفظ البارتي بعلاقات ممتازة معهم ، و كان من الممكن حل مشكلة "المدارس الإسلامية" و "كلية الشريعة" المفرخة للإرهاب و التطرف ، ليس بالغلق ، بل عبر وضع مــناهج تتسم بثقافة "التسامح" و "المنطق الإنساني" الذي يرفض احتكار الحقيقة ، و الواضح هنا أن "البارزاني" لا يملك شخصية العبقري الكبير "مصطفى كمـال" الذي أقام أُمّة كاملة قائمة على ثقافة علمانية حقيقية ، دعك من أخطاءه في تبني القومية ، لكننا هنا معنيون بمعالجة مشكلة تتعلق بتسخير الدين لخدمة "الحـــــاكم".
إن تعاطف "التحالف الكردستاني" مع "التوافق" ـ الكتلة الإرهابية في الحكومة العراقية ـ لا يعني إلا شيئا واحدا ـ فالطرفان لا يجمعهما أي رابط ، فكلاهما من قومية مختلفة و كلاهما لا يؤمنان بالعراق ، أحدهما يؤمن بـ"الجامعة العربية" و الآخر يؤمن بـ"الجامعة الكردية" ، و الرابط الوحيد هو "الطائفية" و التطرف ضد الغرب و الشيعة ، و لسنا إلى كثير عناء لندلل على ما نقول ، و لكن لا بد لنا من ملاحظة أن التطرف لا يوصف من قبل "التوافق" بأي نعت مستهجن ، فلا سـلام الزوبـــــــعي و لا ظــافر العــــاني أو طـــــــارق الهاشـــــمي أو مشــــــعان الجبوري "نديم البارزاني" و صديقه ، لم يصفوا "الإرهـــابي الزرقاوي" بالإرهاب ، بل الواضـح أنهم "حــــــــزينون و متألمـون" على "المجاهد الفاتح الذابح" حــــفيد صــــلاح الدين.
إن الأمريكيين و الشيعة و قطاع كبير من الأقليات و بعض السنة ، فرحوا بمــقتل المجرم القذر "الزرقاوي" ، أما التوافق "البعـــث" و جماعة "البارزاني" و من وراءه من المتطرفين الإرهابيين الإسلاميين ، فقد تألموا جدا للزرقاوي ، و خاب فأل مسئول حزب البارزاني الذي قال: أننا سننشيء دولتــــنا بفضــــل الزرقــــــــاوي.."!!.
sohel_writer72@yahoo.com
http://www.sohel-writer.i8.com/
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |