النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي الشيعة في العراق من مشروعية المعارضة الى مشروعية السلطة

    الشيعة في العراق من مشروعية المعارضة الى مشروعية السلطة



    كتابات - عباس عبود سالم



    ربما يكون سقوط نظام حكم البعث في العراق بعد الحرب في العراق عام 2003م اكبر المؤشرات على ظهور الشيعة الامامية او مفهوم الشيعة بشكل عام مما مهد لمخاوف سياسية واجتماعية على المستوى العربي وتغييرات واضحة على المستوى الاقليمي.

    ففي الواقع ظهر الشيعة بقوة في العراق بعد سقوط صدام والبعث وظهر انهم يمتلكون مؤسسات قوية فاجئت الاوساط العربية ولمع نجم اية الله العظمى علي السيستاني كصاحب مشروع اساسي لسياسة المقاومة السلمية بعد ان نادى بظرورة قيام هيئة عراقية منتخبة لكتابة دستور عراقي وهو ماتحقق فعلا.

    وتعتبر المسألة الشيعية من اكثر المسائل الهامة التي اثارت جدلا في الشرق الأوسط اذا لم تكن أكثرها تعقيدا، ومما زاد في تسليط الضوء على الدور السياسي المحتمل للشيعة هو نجاح الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني في اواخر السبعينات من القرن الماضي.



    ومع سقوط نظام حكم صدام حسين في العراق، ظهر للعالم ان هناك تيار شيعي قوي في هذا البلد الذي يحتل الشيعة فيه حسب تقديرات الباحث والكاتب العراقي حنا بطاطو إلى مايقارب نسبة ال55 بالمائة ، في حين يرى باحثون ان نسبة الشيعة العرب في العراق ربما تكون اكثر أي تقترب من ال60 بالمائة أضف إليهم التركمان الشيعة والكورد الفيلية والشبك وسواهم ،مما يرفع نسبة الشيعة في العراق ،ويجعل منهم أكثرية مطلقة ،ومن المعلوم ان تطبيق نظام ديموقراطي قائم على التصويت الحر المباشر سيضع الشيعة في موقع اخر بالنسبة لمستقبل العراق.



    وللشيعة الامامية تأريخ ثري في المعارضة السياسية اذ قضوا حقب زمنية طويلة خلال العصر الاموي والعباسي والعصور الأخرى يمثلون نهجا منظما في المعارضة السياسية الواضحة الأهداف والمناهج.



    وتقوم فكرة التشيع على الايمان بوجود النص من النبي على إمامة على بن ابي طالب ، واتخذ الشيعة من صفات علي شروطا أساسية للإمامة يجب ان يتصف بها كل من يتولى الخلافة بعد الرسول.



    والامامية يختلفون عن سائر المذاهب الإسلامية في مسألة إطاعة الحاكم الجائر ففي حين لم يجوز اكثر فقهاء المسلمين الثورة على الحاكم الجائر فقد جاءت أقوال وأحاديث اغلب علماء الشيعة مفضلتا الحاكم العادل غير المسلم على المسلم الظالم ، ووجبت الخروج على الظالم.

    لذلك يزخر التاريخ السياسي للشيعة الامامية بالأحداث الدامية والثورات المهمة ابتداء من ثورة الحسين بن علي مرورا بسائر الثورات والأحداث الدامية التي شكلت بمجملها ارث سياسي مثير للجدل والاهتمام من قبل فرق الإسلام المتعددة.



    أضف الى ذلك فلم تكن للشيعة الامامية على الاغلب علاقة حسنة مع ملوك زمانهم ،اذ ينظر اليهم بشيء من الريبة والشك لانهم لايمكن ان يقروا بمشروعية الحكم.



    فهم لا يؤمنون بمشروعية الدول التي حكمت الإسلام في العصور المختلفة ،واصبحت العلاقة بين عامة الشيعة وخلفاء بني امية وبني العباس تتأرجح بين الصدام المباشر او الصراع السياسي الواضح.



    والشيعة في العراق يشكلون جوهر مشكلة هذا البلد الذي تشكلت أحزابه واتجاهاته السياسية وفق اعتبارات مذهبية، فتمسك السنة العرب بفكرة القومية العربية بقدر تمسك الشيعة والكورد بفكرة الوطنية او الماركسية، بعيدا عن الربط المذهبي القومي، وقد يكون الامر مباحا للسنة العرب في العراق والمدعومين إقليميا ودوليا في ان يحكموا العراق منذ قيام دولته الحديثة عام 1921م لغاية سقوط نظام صدام حسين في 9 نيسان عام 2003م.

    ويمكن لنا ان نرى ان عراق قومي تحكمه شوفينية عربية يعمل على عزلة الشيعة والكورد وسائر الاقليات او الطوائف التي لاتمثل شيئا إذا ما قارنها الشوفينيون بوطن عربي يحوي اكثر من 255 مليون نسمة اغلبهم من الطائفة السنية.

    والأمر سيكون معكوسا إذا تبنى العراقيون الفكرة الوطنية او الماركسية فسوف يتحول سنة العراق من أكثرية ساحقة الى أقلية.



    ان تفجر الثورة الايرانية أواخر سبعينات القرن الماضي أعطى زخما هائلا للعمل السياسي الشيعي، وفي ذات الوقت وجه اشارة واضحة المعالم للأطراف الدولية ان منطقة الشرق الأوسط مقبلة على انقلاب في المفاهيم والأفكار والحدود الجغرافية ،فالإرث الإمبراطوري لبلاد فارس يجعل مها ارض قابلة للتمدد غربا باتجاه منابع النفط الاستراتيجية المهمة عالميا وهو ما دعى الرئيس الأمريكي في حينه جيمي كارتر إلى إطلاق تهديده الشهير بعدم السماح لأي قوة في العالم على ان تستحوذ على منابع النفط في العالم الموجودة في منطقة الخليج حيث الوهن الجغرافي والطبوغرافي اضافة الى ماتحمله الشخصية الايرانية من تناقضات تثير مخاوف جيرانها العرب.



    ويمكن لنا ان نستنتج بسهولة ان الحرب العراقية الإيرانية ليست حربا من اجل المياه او نزاع حدودي بقدر ماهي حرب أيديولوجية بين القومية العربية المتطرفة ،التي تعتبر نفسها الغطاء الأمثل للتوجه السني، وحل لوائها العراق، وبين ايديولوجية اسلاميوية بدأت تظهر ملامحها بوضوح ويمكن ان يكون لها شأن اكبر في العراق منه في ايران اذا تركت وحالها حيث يمكن ان تتمدد الى الخليج ولبنان واليمن ومناطق اخرى من الشرق الاوسط.



    لقد كانت حرب الخليج الاولى حربا بالنيابة انتصر فيها التيار القومي العروبي الشوفيني لكن هذا النصر لم يمنح بلدان الجوار العربي ان تتمكن من الفرز الدقيق بين الأحلام الامبراطورية الفارسية وبين نمو العقيدة الشيعية ونضوجها سياسيا بعد اكثر من الف عام من المعارضة السرية او العلنية.

    ولم تكن السنوات التي اعقبت الحرب الا امتداد لتاثير هذه الحرب التي ولدت تداعيات أدت إلي سقوط نظام حكم صدام حسين وربما تؤدي الى سقوط النظام العربي برمته، بعدما توضح الخط الفاصل بين التشيع بالمفهوم السياسي المجرد اسلاميا وبين تطويع مفهوم التشيع قوميا بالنسبة للقوميين العرب او الفرس.



    وتحول شيعة العراق من طور الأداة والوسيلة بيد الآخرين إلى لاعبين كبار قادرين على صناعة مستقبلهم، واصبح هناك اكثر من مفهوم سياسي للتشيع، عبر حدود التدين منطلقا الى وهج العلمانية المغري.



    وظهر ان هناك تيارات شيعية استفادت من تجربتها الطويلة في السياسة وتبنت اتجاهات توفيقية بغاية الحصول على الحكم وإرساء اسس الديموقراطية التي تضمن للشيعة ان يحكموا (بضم الياء) بعدالة وإنصاف.



    وهذا هو السبب الاساسي في الجدل الذي دار بين علماء زعماء السنة والشيعة في العراق حيال مسألة اجراء الانتخابات في العراق والتي حتما لايمكن ان تضمن عودة السنة العرب للهيمنة على مفاصل الدولة العراقية، لذلك وبعد ان أصبحت اطروحة القومية عاجزة ان تلعب دورا فاعلا في تحريك الوضع.

    وكذلك اي جدل اخر بشأن اشكالية تعريف المقاومة والارهاب والموقف من ايران والعلاقة مع دول الجوار والموقف من حزب البعث ومختلف القضايا التي القت الطائفية والمصلحة الخاصة بظلالها عليها واصبح الجميع يبحثون عن كلمات حق يرردونها للتعبير عن مطالب تقترب من الباطل.

    http://www.kitabat.com/i17470.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    مقاله جديرة بالقراءة ..
    أتمنى أن نقرأ أراء كم ... الناقده لإثراء هذا الموضوع الحيوي...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني