 |
-
آخر الرجال المحترمين....
أعرف أن التقسيم واقع لا محالة .... وأفهم أن التهجير القسري هو البداية التي ستتبعها واقعية التقسيم فلا يكون باليد حيلة ، يتم بعدها أقراره بالقلم دستورياً حتى لا يكون هناك منفذ لكلمة الحق !
لا نسب سكانية يعتد بها في الجنوب ، وبالمقابل فإن شيعة الوسط يقضون أما تقتيلاً وإما تهجيراً ...
ترى هل يستحق هذا الإنسلاخ من جسد العراق-الأم- كل هذا الرعب والقتل ؟
ثقوا بي أيها السادة ، أيها المشرفون على شلالات الدم العراقي ، لو أعلنتموها منذ ثلاث سنوات لما وجدتم معارضة تذكر....
لن يمانعكم إلا القلة من الذين لا حول لهم ولا قوة...من الذين خذلهم هذا الشعب المسكين الذي ضل الطريق منذ اكثر من ألف عام !
صدقوني لن تجدوا من يعارضكم أو بالأحرى من يعارض مشروعكم الصهيو-أمريكي ..ألم يسكتوا عن كل شيء ؟!
ألم يسكتوا عن الإعتقالات والتعذيب والقتل الجماعي ؟
أم يتقبلوا الزيادات الدورية في اسعار الوقود بكل رحابة صدر ؟ في البلد الأغنى طاقة في العالم!!
بشارة جديدة لكم أيها الخونة...دعوني أهمس في آذانكم الصماء عن كل ما هو غير أمريكي : هناك فينا من يبرر لكم كل ما فعلتموه وتفعلوه !
أما أنت أيها الألق العراقي في زمن الخونة....
يا من عانيت الكثير في سبيل العراق والعراقيين ... فإني لا املك إلا أن اعتذر لك عن كل ما فعله السفهاء ...
كان لك أن تصبح الرمز والعنوان في بلد غير البلد وفي شعب غير شعبنا المبتلى بحب جلاديه !
وحده العدل الإلهي هو من سينصفك في النهاية ، ولا أقول التاريخ ، فهو الآخر قابل للتزوير بحفنة من الدولارات...ألم يكن ابن العاص بطلاً للعرب والمسلمين ؟ ذلك الذي أظهر عورته خوفاً من سيف علي ؟
ألم يمجد العرب-ولا زالوا – بعدو العراقيين الأول صدام ؟
وتبقى المأساة الأزلية لشعب لا يعرف كيف يقود التغيير ويصنع مصيره ..
إذا الشعب يوماً أراد الحياة...
إذا امريكا يوماً أرادت الغزو فلا بد أن يستجيب المغفلون !
أقتنعوا سابقاً أن الهدام هو الحل لذلتهم وتهاونهم وبلاءاتهم التي أنزلها الله بهم لقلة ورعهم ومخافتهم لخالقهم ، فما أن زال وانقضت سني حكمه حتى أخذوا يتمسحون برداء امريكا رافعين يد العوز والتظلم ...
ولكن الأخيرة ليست كالبعث الفاجر ، ليس لديها مزاج ومكان لتربية المنافقين بعد أن أمتلأت أجندتها منهم ، فسقتهم العلقم مهانةً وإذلالا ، فباتوا منتشين بظلم أمريكا و "الدول الصديقة " ...
أما من يقاوم ، أما من يقول "كلا" ، فهو يغرد خارج السرب عادة ، أو يتهم في سلوكه وولاءه ، حتى قال قائلهم أن المقاومة لا تأتي إلا من إيران أو سوريا !!
وماذا أنتم ؟ غنم بلا راع ؟ أم همج رعاع تنعقون مع كل ناعق ؟
إن لم ترغبوا في جهاد المحتل فحاصروا الإيرانيين والسوريين في مناطقكم واطردوهم وأنذروهم بأننا شعب الحضارات لا نحتاج من يدافع عن حريتنا وشرفنا ..
أما أن تلتحفوا بخيبتكم وذلتكم وأنتم تشاهدون نساءكم تغتصب وبيوتكم تهدم وشبابكم طعماً للسجون والإغتيالات ، ولا تملكون إلا بث الإشاعات والتحريض على كل من يرفع صوته في وجه اسيادكم الأمريكان ،فكـــلا ..
شلش اللاعراقي ، وناهدة رمان ، قادة التغيير القادم من بلاد العهر والفجور امريكا...
الإثنان يكتبون من خارج البلد ، على أنهم من ابناء البلد..
وقد تأكد أخيراً بأن الأول على صلة وثيقة بإعلام البيت الأسود ، وان الاخيرة ليست أمرأة !
ربما يكون الناس هنا قد تعودوا على اجترار كل ما تردده السلطة ، وأقصد بالسلطة كل من يملك زمام الأمور في البلد وأعني هنا امريكا وليست حكومة التوافق الإتحادية المنقسمة على نفسها.
ربما اعتدنا على تصديق كل ما تنطق به الصحف الرسمية سابقاً ، لأننا نعتقد اعتقاداً راسخاً أن كل ما يصدر عن الحكومة أو " القوي " فهو حق لا باطل فيه !
وربما ان امريكا قد وعت أهمية التجديد في الطرح ، فاستبدلت الصحف الرسمية بـ"كتاب الإحتلال" .
وكاتب الإحتلال ليس بالضرورة ان يمجد بالاحتلال ويرسم له صوراً وردية كما كان يفعل اعلام البعث المقبور ..
فيمكن أن يخوض في مواضيع ليست سياسية بالمرة ، ولكنها تصب في النهاية في خزانة المتصهينين من أتباع بوش الثاني.
الشلش يضاعف من كتاباته التحريضية في أوقات الأزمات بين المحتل وابناء العراق الغيارى ، ورمان يكتب باسم انثى حاله حال (الدكتورة ...) التي تبين لي فيما بعد انه شاب يخاف حتى من ذكر اسمه !
الملفت في كتابات رمان أنه يدعو الى إنصاف الأنثى في مجتمعنا بأساليب أقرب ما تكون الى الإنحلال والتفسخ الخلقي !
حقاً قول المصطفى صلوات الله عليه وآله فيما يروى عنه :[ يأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من نار ].
نار الإعلام المأجور ، ونار الفضائيات الفاسدة والمفسدة ، نار المفخخات العمياء وليست بعمياء ، نار الهمر القذرة.....الخ
شعاري الوحيد الذي أتخذه إزاء كل هذه النيران هو قول المصلح العظيم محمد الصدر رضي الله عنه : (إن أمريكا وإن زعمت فرض سيطرتها على العالم حتى أصبح العالم كالقرية الصغيرة كما يعبرون ، إلا انها لن تستطيع أن تزيل إيمان المؤمنين ، وعزيمة الشجعان المجاهدين ).
مشتاق طالب
mushtaq_t_e@yahoo.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |