صوت الإسلام .. السيد فضل الله: نداء إلى الشعب العراقي
في نداء وجّهه إلى الشعب العراقي
فضل الله: كل قطرة دم تسقط بعيداً عن التصدّي للاحتلال في العراق هي دم حرام
وجّه سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نداءً إلى الشعب العراقي، دعا فيه إلى التحرّك السريع لتطويق أيادي الفتنة التي أفسح الاحتلال في المجال أمامها.
وناشد العلماء في طول العالم الإسلامي وعرضه لاستصدار موقف إسلامي موحّد يؤكّد حرمة دماء المسلمين جميعاً في العراق، محذّراً من أن الفتنة العمياء التي تضرب العراق يمكن أن تمتد إلى كل مكان لتجعل بلداننا مسرحاً للقتل الوحشي.
كلام سماحته جاء في البيان ـ النداء الذي وجّهه إلى الشعب العراقي، وجاء فيه:
لقد هالنا ما نسمع ونقرأ ونشاهد من صور في كل أعمال القتل التي تدور فيها رحى الفتنة على أبناء العراق جميعاً، فتأكل من لحمهم وتشرب من دمائهم، والكل يصرخ ويستغيث، وتنطلق الأصوات هنا لتشير إلى ذلك الطرف وهناك لتتهم الطرف المضاد والاحتلال الأمريكي يقهقه والموساد الإسرائيلي يتنفّس الصعداء... إن العراق الجريح، عراق الحضارات، عراق الأصالة، عراق الإسلام والعروبة، العراق الذي تصدى لكل الاحتلالات المكشوفة والمقنّعة والذي قاوم الاحتلال الانكليزي بشيعته وسنّته وبعربه وكرده وبمسيحييه ومسلميه، العراق الذي عاش الوحدة بأبهى صورها حتى في مواجهة الاحتلالات المقنّعة ووقف كل أهله في خط واحد بعيداً عن كل الحسابات المذهبية والطائفية... إن هذا العراق لحريٌ به أن يكون تاريخه نبراساً لحاضره وعوناً على مستقبله بدلاً من أن يسير في خطوط الفتنة التي رسمها الاحتلال الأمريكي وبدأ بتنفيذها جهلةٌ ممن لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا يدركون إلا رسمه...
يا أهلنا في العراق...
إننا نعلم جيداً أنّ الذي أطلق شرارة الفتنة هو الذي خطّط لها سابقاً. إنها المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن من قبيل المصادفة أن يتحدث كبار ضباط الاحتلال عن الحرب الأهلية وأن يمهّدوا كل السبل الإعلامية والسياسية وحتى الأمنية أمامها ليبدأوا ـ بعد ذلك ـ التحضير لاستمرار احتلالهم ومشروعهم على أنقاض الجثث المشوّهة ومن فوق ركام الأجساد الممزّقة...
لذلك، فإنني، من موقعي الإسلامي الشرعي، أؤكّد على إخواني وأبنائي في العراق لأي طائفة انتموا أو لأي جهة انتسبوا ألا يسلكوا الطرق التي يريدها الاحتلال أو التي خطّط لها "الموساد"، لأن أية قطرة دم تسقط بعيداً عن التصدي للاحتلال هي دم حرام لا يجوز إهراقه، ولأن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، فأي مسلم شيعي يتعرّض لإخوانه من السنّة يكون قد ارتكب الحرام الذي سيعاقبه الله عليه، وأي مسلم سني يفعل الأمر نفسه مع أخيه المسلم الشيعي يكون قد ارتكب الحرام الذي سيعاقبه الله عليه...
ومن هنا، فإنني أدعو أخواني العلماء في طول العالم الإسلامي وعرضه إلى استصدار موقف إسلامي موحّد يؤكّد حرمة دماء المسلمين الشيعة، وأن يتحرّكوا سريعاً لتطويق أيادي الفتنة التي أفسح الاحتلال في المجال أمامها لتسرح وتمرح في العراق كله لتحرق البلد بأهله فيرتاح الاحتلال في مواقعه.
أيها المسلمون، أيها العرب: إنّ عليكم أن تتحمّلوا مسؤولياتكم أمام الجريمة الكبرى والفتنة العمياء التي تضرب العراق والتي يمكن أن تمتد إلى كل مكان لتجعل إسرائيل أكثر راحة وتجعل بلداننا مسرحاً للقتل الوحشي وليلحق الدمار بكل قضايانا الكبرى...
وإننا في الوقت الذي نؤكّد ضرورة مواجهة الاحتلال الأمريكي في العراق، والذي هو سرّ المشكلة، المأساة الذي تضرب هذا البلد العزيز والجريح، ندعو جميع الغيارى في العالم الإسلامي والعربي إلى السعي الحثيث لتطويق الفتنة التي يرعاها الاحتلال، والعمل على طرده قبل أن تحلّ علينا جميعاً لعنة الله بعد لعنة الاحتلال وبعد كل هذه الهجمة علينا، من فلسطين إلى العراق إلى أفغانستان إلى كل بقعة يطمع فيها طامع ويطمح فيها مستكبر.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت: 17 جمادى الثانية 1427هـ / الموافق: 12 تموز 2006م
http://arabic.bayynat.org.lb/nachatat/bayan12072006.htm
قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."