النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    16

    افتراضي ماذا فعلت يا نصر الله؟

    ماذا فعلت يا نصر الله؟
    زكي لطيف
    نعم ليس هذا وقت محاسبة أو جدل لن يفضي إلى شي، فلا ضحايا القصف البربري سيعودون للحياة ولن يمتلك أحدا عصا سحرية تعيد البنى التحتية المدمرة وتشفي الجرحى والمعوقين ، نعم... لا بد منا جميعا أن نقف صفا واحدا ضد العدوان الوحشي وآلة التدمير الإرهابية التي تشن عدوانا مجردا من الإنسانية ضد الشعب والوطن والإنسان، ولكن... ليس هذا معناه أن تتحكم قوى معينة بمقدرات شعب كامل وتلغي مؤسساته الرسمية من اجل تحقيق أهدافها الأيدلوجية أو تلك المرتبطة بمصالح من يدعمها ، أن لبنان ليس ملكا للشيعة أو حزب الله ، لذلك ليس من حقه أن يغامر بمقدراته وأرواح شعبه لمجرد أن هناك حقوقا لبنانية لا بد أن تنتزع من العدو الغاصب كتحرير الأسرى ومزارع شبعا المختلف عليها ما بين سوريا ولبنان.
    صور مروعة
    شاهدت اليوم صور أزواج وزوجات وأطفال استشهدوا ولم يبقى منهم سوى الأشلاء، نظرت صور لفتيات في مقتبل العمر قتلن جراء القصف الوحشي، أليس هؤلاء مواطنين لبنانين يستحقون العيش؟ لماذا لم يفكر قادة حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله بان عشرات المواطنين من الممكن أن يقتلوا إذا ما أقدم على مغامرة محسوبة العواقب أو غير محسوبة العواقب، الم يعاين قادة المقاومة ردة فعل إسرائيل المدمرة جراء خطف احد جنودها في غزة؟ فلماذا إذن أقدموا على مغامرتهم؟
    الثمن الباهظ
    عندما خطفت المقاومة الجنديين الإسرائيليين داخل حدود فلسطين التاريخية أي بالمنطق الدولي داخل إسرائيل ، تهيأ حزب الله للعدوان الإسرائيلي وذاب قادته في لبنان بحيث أصبحت قيادته السياسية والعسكري والمخابراتية والدينية غير منظورة من قبل آلة الحرب والاستخبارات الإسرائيلية إلى حد كبير، إلا أن الضحايا كانوا بالعشرات ، وآلة الموت والدمار الإسرائيلية حصدت ودمرت البشر والبنى التحتية والاقتصادية في لبنان ، ماذا كان يهدف حزب الله من مغامرته المتهورة، الأسرى ، مزارع شبعا،؟ ثمن باهظ ومكلف كان من الممكن أن يتحقق من غير دفع هذه الفاتورة الباهظة ، وأما أذا كان حزب الله يعمل من اجل سوريا وإيران فان لبنان ليس ملكا لحزب الله لكي يغامر به ، وان كان قادة الحزب الله يعتقدون بأنهم يحاربون العدو الإسرائيلي نيابة عن الأمة وتحقيقا لأهداف واسعة فأنهم بذلك يقعون في آتون المعتقدات الدينية النرجسية والنظريات البارسيكلوجية الحالمة ، فأي حرب نيابة عن الأمة في ظل أنظمة استبدادية وشعوب تعيش على قواعد اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية وثقافية محطمة ؟
    تفاعل من شعوب محطمة
    لقد صفق الصدريون في العراق لحزب الله! وأعلن الغوغاء من الشيعة والسنة في كل مكان عن تأييدهم لحزب الله وما قام به من مغامرة غير مدروسة، واصدر رجال الدين بيانات التأييد وارتفعت حمى الحماسة الساذجة بين الشعوب المغلوبة على أمرها ، بينما يقتل اللبنانيون كل ساعة بل كل دقيقة جراء عدوان يدمر كل شي في طريقه والذي أيقظته مغامرة نرجسية جاءت كرد فعل على صراعات داخلية بين القوى اللبنانية المتصارعة.
    أين هي الديمقراطية في أجندة حزب الله؟
    عوضا عن أن يشارك حزب الله في درء خطر الفتن المحتدمة في لبنان ويعمل بفاعلية في تعزيز سلطة الدولة وتنمية الديمقراطية والاقتصاد وحل كافة المشاكل العالقة داخليا والتفرغ لبناء البلد وإيجاد مخرجا عمليا توافقيا داخليا وإقليما على الأقل للقرار الدولي القاضي بحل الميلشيات العسكرية والمقصود منها ميلشيات حزب الله ، وتجنب مواجهة العدو المتغطرس بقدر الإمكان،إلا أن ذلك ليس من أجندة حزب الله كحركة دينية راديكالية يسيطر عليها رجال الدين، الذين ليس من ثقافتهم التقليدية مفاهيم الديمقراطية وقيم الحرية مقابل المفاهيم الدينية التقليدية التي تمجد الرمز الديني والقيم الدينية واعتبارها منزهة عن النقص والنقد أين كان مصدره .
    هل من الممكن أن يخرج حزب الله من مغامرته دون محاسبة داخلية، ودون الاعتراف بأخطائه الفادحة؟
    أسئلة للجماهير الشيعية؟
    أقول للجماهير الشيعية الممجدة والمتحمسة دون وعي: ألا يعتري حزب الله التعثر والنقص والتخبط كباقي البشر؟ هل هو منزها عن الخطأ ؟ قيادته الدينية والسياسية وكوادره الثقافية والفكرية والإعلامية والأمنية إلا يعتريها ما يعتري بني البشر من الهفوة والذنب والغرور والعجب والزهو وكافة الأمراض النفسية والروحية الأخرى؟ هل هم بشر معصومون يا ترى؟ عندما حارب حزب الله الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان كانت الجبهة الداخلية موحدة تقف إلى جانب المقاومة الباسلة عدا نفر قليل لا يمثل إلا نفسه ، ولكن هل هذا معناه أن كل سياسات المقاومة وأنشطتها الداخلية والخارجية منزهة عن العثرات والوقوع في براثن الأخطاء الفادحة التي من الممكن أن تجلب الكوارث والويلات على الشعب؟ قام حزب الله بمغامرته دون علم الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ومن داخل الخط الأزرق، الم يكن يتوقع ردة فعل الإسرائيلية وأمطار الصيف في غزة لم تتوقف بعد ؟
    في التاريخ البعيد والقريب عظة وعبرة
    في التاريخ السياسي لائمة الشيعة نقاط جديرة بالاهتمام تشكل في الوجدان الشعبي الشيعي مرتكزات عقائدية، فالإمام الحسين لم يبدأ بني أمية بالحرب قائلا أني اكره أن أبدئهم بقتال، وهكذا كان أبيه الإمام علي ، فلم يكن ليبدأ مناوئيه في الجمل والنهراون والصفين بحرب إلا أن بدئوا ، أنها معادلة من المفترض أن تكون حاضرة في ذهن قيادات حزب الله ، فإسرائيل دولة لا يحدها قانون دولي أو منظومة أخلاقية، لذلك فان تجنب الانزلاق في مواجهة معها بقدر الإمكان من المفترض أن تكون القاعدة الرصينة التي يسير عليها حزب الله كحركة مقاومة وتحرير،الدولة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ومن بعده السيد الخامنئي كانت وما زالت رصينة في هذا المبدأ، فلم تبدأ صدام بالحرب إلا أن بدء، وباعتراف الأمم المتحدة كان العراق هو المعتدي، عندما خطفت طالبان الدبلوماسيين الإيرانيين إبان حكمها وقتلهم لدوافع طائفية معتمة،حشدت القيادة الإيرانية أكثر من 150 ألف جندي على الحدود إلا إنها لم تغامر بدخول أفغانستان،وعندما حشدت تركيا قواتها مهددة بتحطيم سوريا على خلفية إيوائها لعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردي المعارض تصرفت سوريا بحكمة وأوجدت حل للقضية دون الدخول في معركة ستصب في صالح إسرائيل، دائما في منطق السياسة والعسكر لا تمنح عدوك فرصة للاعتداء عليك وفي نفس الوقت اعمل بهدوء لبناء قواتك الرادعة ، أن هذا ما عملت به إيران خلال السنوات الماضية بعد انتهاء حربها مع العراق ، بينما اوجد صدام لأمريكا فرصة ذهبية لتدمير جيش العراق الذي بني من مدخرات وقوت الشعب العراقي ، وعوضا من أن يبني صدام العراق ويتعظ من مغامرته المجنونة في حرب إيران وغزو الكويت أخد يماطل الأمم المتحدة ويلج في مواجهات عسكرية متكررة مع الولايات المتحدة إلى أن صدر بحق العراق عشرات القرارات التي كانت مبررا لغزو العراق وإزاحة النظام في نهاية الأمر،لا نريد تشبيه حزب الله بنظام البعث فتلك مقارنة غير أخلاقية، ولكن لا بد من استشفاف العبر التي وقع فيها الغير مهما كانوا، على حزب الله بعد انتهاء هذه المواجهة أن يستفيد من أخطائه السابقة ويساهم بفاعلية في أعمار لبنان وحل مشكلاته العضال وتجنيبه خطر الحروب الكارثية والمغامرات الغير متوازنة ،نصر الله المقاومة الباسلة في لبنان ، عاش الوطن ،عاش الشعب كريما عزيزا على خطى الحرية.
    حق عدل حرية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    615

    افتراضي

    عزيزي كاتب المقال :
    المسألة هي ليست بكثرة الكلام فخير الكلام ما قل ودل .
    الحسين عليه السلام لم يبدأ الأمويين بقتال ولكن ماذا تسمي إصرار الحسين على القتال وأصحابه لا يتجاوزون السبعين رجلاً ومعهم عدد من النساء وفي المقابل كان جيش يزيد على أقل تقدير ثلاثين ألف رجل .
    هل تسمي فعل الحسين هذا مغامرة وأنه لم يحسب للحرب حسابا صحيحاً .
    لدينا مثل يقول (أبي لا يقدر إلا على أمي )..
    ليت اقلامكم هذا تركز على جرائم الصهاينة وعلى الحكومات العربية المتخاذلة التي اعطت لأسرائيل الضوء الأخضر لعدوانها إن لم تكن هي على تنسيق مع الصهاينة في هذا الأمر .فالمسألة ليست عملية قام بها حزب الله بل إن العدوان كان قد خطط له من قبل إسرائيل منذ شهور .
    وبدلاً عن أن تكتب عن مشاعرك التي لم تتحمل رؤية المآسي على شاشات التلفزة ...إذهب الى لبنان وإستمع الى ما يقوله المنكوبون في لبنان فلديهم قولاً غير قولك لاسيما وهم يعيشون الواقع ويعرفون من يضرهم ومن ينفعهم .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني