النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    افتراضي نوري المالكي اخر رئيس وزراء لعراق واحد

    نوري المالكي اخر رئيس وزراء لعراق واحد



    كتابات - محمد السيد محسن



    بسم الله الرحمن الرحيم

    منذ عام 1991 وبعد عقد المؤتمر الوطني العراقي في مصيف صلاح الدين وما رافقته من تحالفات لم نكن نعرف بها على الاقل نحن الصحفيين لقصر المسافة الزمنية بيننا وهذه اللغة الجديدة التي بدأت تسود في التعاملات السياسية بالنسبة للشأن العراقي , منذ تلك الايام التي عشناها ونحن معجبين ومستنكرين للكرد العراقيين على تعاملهم مع العرب العراقيين القادمين من خارج العراق لتغطية المؤتمر , يومها كنت قادما مع جمع من الصحفيين كلنا هاربون من موت مفترض في اقبية سجون الامن او المخابرات في بغداد , وبعد تثقيف البريطانيين على الثلاثية العراقية التي تمثلت بشعارالمؤتمر الوطني العراقي ومازال الدكتور الجلبي رئيس المؤتمر يتخذ من الشعار ذاته ولم يتنازل عنه و حتى اللجنة التحضيرية للمؤتمر وقتذاك طالبتنا بثلاث صور فقال عز الدين سليم ولم يكن صحفيا بالطبع وانما سياسي مدعو للمشاركة قا ل متهكما : لا تجزعوا , صورة للشيعة واخرى للسنة وثالثة للاكراد مع ضحك الجميع الذين كانوا يجلسون امام احد فنادق مصيف صلاح الدين .

    كانت تلك اول بادرة للثلاثية العراقية .......... استطاع محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبر ممثل المجلس ولم يكن الحكيم وقتها يحب تسمية السيد محمد طاهر الحيدري بممثله الشخصي لينئى بما يضمره المجتمعون من قرارات قد تتسم بالتقسيم

    الحكيم استطاع ان يحاصر المثلثين للعراق بطلبه ان تكون الهيأة الرئاسية للمؤتمر خماسية وليست ثلاثية وحين سئل اجاب : اذا كنتم تقصدون الثلاثية بالتقسيم الطائفي والقومي للعراق فان التقسيم الخماسي هو الاولى لاننا نرى ان بغداد التي وضعها التقسيم الامريكي البريطاني بين خطي 36 – 32 فان بغداد مدينة ذات اغلبية شيعية ولدينا شيعة في كردستان العراق وصلاح الدين والرمادي والموصل مثلما للسنة وجود في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء . فاجهض الحكيم ثلاثية امريكية بريطانية كانت معدة سلفا ليتم الاتفاق عليها .

    للحق نقول منذ ذلك المؤتمر واللغة السائدة في مناقشة الامر العراقي انطوت على الفرز والتقسيم وفق الطائفة والقومية حيث راينا ان مسعود البارزاني حرص على ارتداء زيه الكردي التقليدي فيما ارتدى الطالباني زيه الافرنجي وكان الكرد هم المحركون الاساسيون واللاعبون من وراء الستار وبالواجهة كان احمد الجلبي يتحرك ويعقد الجلسات على هامش المؤتمر ليتهيأ لرفع ما وصل اليه المؤتمرون الى المراقب الامريكي الذي رايناه اول مرة حيث حطت طائرته وحظر الاجتماع دون القا ءكلمة في الاجتماع .

    حزب الدعوة الاسلامية الذي يقود الحكومة العراقية منذ الجعفري والمالكي لم يكن حاضرا في المؤتمر ومعه الحزب الشيوعي العراقي , حيث اعترضا على الصيغة التي تاسس بسببها المؤتمر وهي مناقشة الفيدرالية العراقية فيما اذا سقط نظام صدام حسين , وبقيت الامور على منوالها حتى جاء قطار لندن , المؤتمر الذي ارسل رسائل سقوط نظام صدام حسين وان القطار سائر لبغداد لا محالة فالامريكان سيسقطون نظام صدام حسين ليجعلوا معارضيه يركضون وراءهم بدلا من ان تركض الحكومة الامريكية وراء حكومة انقلابيين يقودهم شيعة اسلاميون قد يكونون متشددين , مؤتمر لندن عضد ما ذهب اليه مؤتمر صلاح الدين وهذا سر اتفاق الجميع على التحاصص في مجلس الحكم والذي يتهم به المعارضون جزافا بريمر الذي جاء ووجد الاخوة المعارضين لنظام صدام حسين متفقين حتى قبل اسقاط النظام حول كيفية قيادة البلاد , وهي ذات الصيغة التي تم تقاسمها في مجلس الحكم وما توارثته حكومات علاوي والجعفري والمالكي .



    العراق يسير اليوم نحو التقسيم , مسالة بقدر ما يتقزز منها الرافضون الا ان اكثر الرافضين يسيرون الى التقسيم دون غيرهم حيث ان تسليح الشعب وسلطة الجماعات المسلحة وتفتيت قوة الحكومة العراقية وجعلها ضعيفة ازاء بعض القوات المتواجدة بفاعلية على ارض الوطن هي الصيغة الامثل للتقسيم . فما الذي يسعى اليه الامريكان غيرهذا الهدف؟ والا ماهو سر اختفاء اكثر من 250000 مائتين وخمسين الف بندقية كلاشنكوف على طريق الرمادي وعجز القوات الامريكية من حمايها ؟ بل ماذا يعني تكبيل قوات امن حكومة المالكي واجهزته الامنية من العمل لمحاولة افشال الخطة الامنية ولم يسبق ان يتم التصعيد الامني ايام خطة امنية وتطبيقها وهذا ما تحدث فيه النواب الشيعة في مجلس النواب العراقي قبل السنة والاكراد الذين لم يكن امامهم الا تجريح المالكي وخطته الامنية بل منهم وهو صالح المطلك من ذهب الى تقويض العملية السياسية واجهاضها برمتها وبدأ يعزف على نغمة عفى عليها الدهر وهي المطالبة بحكومة انقاذ وطني بقيادة مما لا شك به اياد علاوي الرجل الجاهز دائما والمشروع الامريكي المبيت والذي راهن السنة على المقارنة بين السيء والاسوا فاذا كانوا يعتقدون انه سيء فان بديله سيكون اسوا وهو قائد اسلامي شيعي

    محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي لم يتحمل هذا الامر وتحدث بصراحة غير معهودة متهما الامريكان بتقويض ومحاصرة الاسلاميين ومحاولة افشالهم في قيادة العراق مثلما فعلوا مع حماس في فلسطين وقال اذا كان التداول السلمي للسلطة جاء بي – والحديث للمشهداني - وانا السني السلفي وقاد الحكومة نوري المالكي وهو احد كوادر الدعوة الاسلامية فانهم اي الامريكان كانوا يعتقدون ان البلاد ستعود الى الوراء الا انهم تفاجأوا ان السني السلفي والدعوة والمجلس الاعلى اتفقوا على قيادة البلاد بافق مفتوح الامر الذي لم يرق للامريكان فبداوا بالضغط على حكومة المالكي من خلال هذا التصعيد في الشارع العراقي .



    لذلك فنحن الذين تركنا العراق ولا ندري هل سنستطيع العودة قريبا ام بعيدا سنعود حتما يوما من الايام وسنرى ان نوري المالكي اخر رئيس وزراء لعراق واحد قد تعد هذه احلام مزعجة لكنها قائمة ويفكر بها جميع قادة العراق الجديد لذا فان جرأة مناقشتها لا تنطوي على اي تخاذل وخيانة للعراق الواحد انها محاولة لاستقراء المستقبل حيث انن سنرى :

    اقليم الجنوب :

    يقوده تياران اسلاميان هما المجلس الاعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة الثلاثي ابو اسراء وابو احمد وابو بلال ومجموعة من الاحزاب بعضها اسلامي مثل الفضيلة الذي لن يستمر وسينصهر مع احد الاحزاب والمرجح انه سيتشظى على الاحزاب الشيعية الاسلامية الثلاثة الدعوة والمجلس والصدر . حدود الاقليم من الشمال المحمودية ومن الجنوب الكويت ومن الشرق ايران ومن الغرب المملكة العربية السعودية وسيخوض هذا الاقليم تقاتل داخلي لمحاولة الاستحواذ على خيراته ومناطقه الزاخرة .

    اقليم بغداد :

    سيقوده التيار الصدري لفعل التواجد المزدحم لانصار التيار في الثورة سابقا – الصدر حاليا – والشعلة في الكرخ والحرية ومناطق غيرها ومعه وجود غير مؤثر لتيارات اسلامية شيعية واسلامية وغيرها ليبرالية وديمقراطية. وحدوده تمتد من المحمودية الى ابو غريب حيث ستنفصل عن بغداد فيما يسيطر الشيعة على مناطق الدورة والخضراء واحياء الجامعة والعامرية والتاجي من الشمال والشمال الغربي وسياخذ هذا الاقليم محافظة ديالى او بالاحرى الاجزاء العربية من ديالى لكي يؤمن منفذا حدوديا تجاه ايران .

    اقليم كردستان :

    سيضم هذا الاقليم محافظات الاكراد الثلاثة دهوك واربيل والسليمانية وستنضم اليها محافظة كركوك بالاضافة الى قضاءي خانقين من محافظة ديالى مع مناطق قوره تو وجلولاء فيما سينضم اتراك قضاء طوز خورماتو الشيعة الى اقليم كردستان لان الاكراد سيحمونهم ليس لانهم اتراك بل لانهم شيعة وهو البديل الافضل من تواجدهم بين سنة يكفرونهم وهذا ما يضمن مطا اختياريا لاقليم كردستان , وليس هذا فقط بل ان سهل نينوى سينضم مع اقليم كردستان فهو يضم المسيحيين والشبك واليزيديين وجلهم ممن يتعايشون مع الاكراد وليس مع سنة الموصل المتشددين . وبهذا تكون حدود الاقليم الجديدة زاخو من الشمال حدودا مع تركيا وسورية , وصلاح الدين جنوبا وشرقا تمتد حدودهم مع ايران من مندلي ونفط خانة وقزانيا اللتين سيتم التنازع فيما بينهم وشيعة اقليم بغداد كون سكان هذه المناطق من الاكراد الشيعة , وغربا ستكون حدود الاقليم ممتدة من الموصل الى اطراف صلاح الدين .

    اقليم الانبار:

    وهو الاقليم السني الوحيد الذي سيضم اطراف بغداد في ابو غريب ومحافظات الرمادي وصلاح الدين والموصل السنية فقط له حدود مع سورية والاردن له مساحة برية شاسعة تمتد نحو سورية والاردن وله حدود مع بغداد ويتنازع مع شيعة اقليم بغداد حول منطقتي بلد والدجيل الشيعيتين .سيشهد هذا الاقليم تنازعا بينه وبين العرب الذين يحاولون سيطرة على قيادة هذا الاقليم وسيتاثر هذا الاقليم بالتدخل العربي خصوصا الاردن وسورية ونفوذ سعودي وسيبقى هذا الاقليم اخر الاقاليم التي تستقر .

    هذا هو الفرز الطائفي الذي نراه الان وكانه سينفذ حتى ولو رفض عربيا لان الامر العربي لن يكون نافذا ومؤثرا مع طول معاناة العراقيين .

    وهكذا تتحقق الرؤية الامريكية للعراق وقبولها بالتقسيم لبلاد الرافدين تطبيقا للديمقراطية المستوردة وعدم قدرة الحكومات ومنها امريكا الضغط على الشعوب ورغباتها . انه وطننا الذي تركناه واحدا وافتقدنا امنه ليصبح مجتزءا . انه من كان العراق ,,,,, وليس بالامر اي قيمة للذكريات التي ترسم حدود بلدنا من زاخو الى الفاو , فلا غضاضة من التغيير. هذه رؤية اعتبرها حلما مزعجا لن يتحقق لكن التوجس من تحققه اكبر لدي من عدمه فالامر قائم وان كرهناه ورفضنا الخوض في تطبيقه.



    [email protected]



    عمان 2006

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد-سامراء-والمهجر!
    المشاركات
    115

    افتراضي

    أشو كثر الكلام هو هذه الفدراليات والأقليمات ورغم أن لدي يقين أن أمريكا لن تسمح بشكل أو آخر إلى إقامة أقاليم ودويلات على أساس مذهبي إلا أنني ألاحظ تخبط في سياستها وغموض ويبدو أنها كانت تراهن على قيادة من قبل علاوي أو فتاها المدلل لكنه مع سقوطه سقط مشروعها وصارت الحرب الأهلية وتطور موضوعاته هاجس مقلق لها ..

    ولي ملاحظة على الكاتب يصف سنة الموصل بأنهم متشددون ولا أدري على ماذا بنى تصوره؟ ولماذا يتم تعميم النظرة بسبب شخص أو جهة معينة.
    اللهم احفظ العراق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني