النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    42

    افتراضي العمق الحضاري للعراق.. المنهج والسلوك لفكر الصدرين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه المنتجبين.
    لطالما راودني شعور بالكتابة في احدى المواقع عبر الانترنيت.. ولم اصل الى قناعة تامة لاجد موقعا ملائما للنشر (مع جل احترامي واعتزازي لجميع المواقع الاخرى) حتى من الله علي بالعثور على موقعكم المبارك وعن طريق الصدفة, وما احلى هذه الصدفة .. وبدأت أتابع ماينشر فيه بدقة و (تحرشت) بكم عبر مشاركة بسيطة.. فتوصلت لقناعة على ان أتوكل على الله وابدء بهذه المشاركة المتواضعة عسى ان تتم الاستفادة.. فسأل الله على شأنه التوفيق والخدمة.
    (( العمق الحضاري للعراق.. المنهج والسلوك لفكر الصدرين ))
    سمي العراق بلد الرافدين او بلاد مابين النهرين, وشهد العديد من الحضارات الانسانية التي ترجع اقدمها الى 3700 سنة قبل الميلاد. فأولى الحضارات هي الحضارة السومرية التي يرجع اصل سكان العراق للقبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية الى وادي الرافدين في الالف السادسة قبل الميلاد.. وكان اول حرف وجد وكتب في العالم هو من العراق (الكتابة المسمارية)اضافة الى هندسة الري والزراعة وصناعة الادوات المختلفة والتجارة الداخلية والخارجية, واسسوا العديد من المدن مثل مدينة (اوروك).. وامتد تأثير هذه الحضارة الى العيلاميين في الابلدان المجاورة للعراق كايران وبلاد الاناضول بالاضافة لمصر...
    ثم جاءت الحضارة الاكدية والتي اشتهرت بصناعة البرونز , وتعاقبت بعدها الحضارة البابلية الاولى التي اشتهرت بالاضافة لما موجود في الحضارات السابقة .. بسن القوانين وخير دليل هي مسلة حمرابي. ثم جاء الحكم الكاشي, بعدها جاءت الدولة الاشورية ثم الدولة الكلدانية ( البابلية الثانية).. فالسلوقية (المقدونيون) ثم البارثينيون ومن بعدهم الساسانيون .. وهكذا الى ان جاء الاسلام وحرر العراق على ايدي المسلمين واستمر الحال لزعامة العراق بأيدي حكام معينين من قبل الخلفاء الراشدين.
    ثم جاء الحكم الاموي الذي امتاز بالحروب ... حتى جاءت الدولة العباسية .. تألق العراق وعاصمته بغداد لتصبح عاصمة العلم والترجمة عن مختلف الحضارات السابقة. الى ان جاء سقوط بغداد على يد المغول وتعرضت للهدم والسلب واهلها للقتل وقسم العراق الى قسمين جنوبي عاصمته بغداد وشمالي عاصمته الموصل. ثم بدأ الحكم العثماني الذي امتاز بالاضطرابات بسبب الصراع بين المحافظين وتيار التجديد.
    دخل العراق في معمعة جديدة وهي الاحتلال البريطاني المباشر حتى اندلاع ثورة 1920 التي قادها علماء الدين والسياسيين الوطنيين(سبحان الله.. ما أشبه البارحة باليوم).. ثم تعاقبت الثورات في 1958 وسقوط الملكية وانتهاء الاحتلال.. وتلتها ثورة 1963 المشؤومة ثم 1968 المقبورة.........
    ان القصد من هذا الاستعراض المختصر والسريع لما مر به العراق. هو لبيان عمق الارث الحضاري والثقافي والسياسي والديني وربطه بالوعي الفكري والسياسي الحالي لاطياف التيارات والحركات والاحزاب المتواجدة في الساحة العراقية بوجود الاحتلال الامريكي البريطاني.. ولكي أذكر بماضي العراق العتيت والاستلهام منه واخذ العبر واحترام حرمته وحرمة هذا التراكم الهائل والعظيم من الحضارة وعدم العبث به.
    ان أسؤ عصر مر به العراق ولم يشهد مثله التاريخ هو العصر الصدامي البغيظ, لم يستطع احدا ان يقف بوجه هذا الطاغوت المتكبر فرعون العصر ويتصدى الى هذا الحكم الفاشي الجاثم على صدور العراقيين الا رجل رائد وقائد معارض هو سماحة الشهيد السعيد الصدر الاول(رض), فلو أخذنا الفترة مابين استقلال العراق في 1921 حتى سقوط الطاغية كفترة لدراسة خصائص الحركة المرجعية الدينية في العراق .. نرى وبدون تردد ان الشهيد الصدر الاول آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر هو اول مرجع ديني معاصر يطرح ويتبنى فكرا" واضحا" ومتكاملا" عن التغيير الجذري للاوضاع السياسية في العراق والامة نظريا" وعمليا". فقد بنى ووفر الوسائل والادوات اللازمة لمسيرة حركة التغيير هذه.
    فمنذ ان توقفت ثورة العشرن اكتفى الفقهاء ومراجع الدين في الحوزاة العلمية بالتدريس والتأليف لرسائلهم العملية واصدار الفتاوى الشرعية للمقلدين, بل لم يكتفوا بذلك وانما راحوا يتصدون لاي فعالية تبليغية وسياسية وحتى الاجتماعية. وبهذا اصبحت الحوزة حوزة غير معبرة عن آلام المستضعفين. من هنا برز اصالة وريادة المنهج الذي طرحة وتبناه عمليا المرجع الشهيد السعيد الصدر الاول قبل اكثر من ربع قرن.. وهو تشخيصه المبكر والسليم لخطورة النظام السياسي الحاكم في العراق الذي يعمل على تأجبج الصراعات السياسية والقومية والمذهبية والعرقية بين ابناء العراق وشن الحروب بحجة حماية بوابات العراق..بالاضافة الى الاطروحة القومية وفق الرؤية البعثية التي تسعى من خلال التلاعب بالالفاظ افراغ الاسلام من محتواه الحقيقي, ناهيك عن الاطروحة الاشتراكية وفق الرؤية الصدامية التي تعطي امتلاك العائلة الحاكمة لكل العناصر والوسائل الاقتصادية في البلاد.لقد ادرك سماحته هذا كله واكثر من ذلك بخصوص خطورة بقاء هذا النظام وماسيحل من ويلات في المنطقة وفي عالمنا العربي والاسلامي... فخطط وصمم على المواجهة وهو يعرف ثمن مايفعله بانه غال وسيكون على حساب وجوده المرجعي وحريته با وحتى على وجوده الشريف. ولكن لم يكن يطمح بجاه او مال او منصب او دنيا.. فهو قدس الله سره كجده الثائر سيد الشهداء الحسين سلام الله عليه.. اراد التلاحم مع القضية التي ثار من اجلها الامام الحسين(ع) , هذا التنلاحم لايكون ببضع قطرات من الدموع واللطم, وانما يكون بحمل هموم الرسالة والنهوض بوجه الطاغوت. ففي كل حرف من السطور التي كتبها الشهيد الصدر الاول ينبض بروح حسينية تأبى الاذعان للواقع المرير الذي فرضه النظام الصدامي المقبور الذي حاول اخماد الحس الثوري الاسلامي على الامة وفصلها عن رسالتها وعقيدتها وقمها الاصيلة. وعمليا فقد قدم روحه الطاهرة الزكية قربانا للاسلام والعقيدة. وماكان استشهاد اخته العالمة الفاضلة آمنة الصدر(بنت الهدى) الا رمزا" زينبيا" آخر في عصرنا, شاركت اخاها في نهضته المباركة وتضمخت بدم الشهداء. لقد كان ومايزال الفكر الصدري ظاهرة متميزة في معالجة قضايا الامة المختلفة, وقد أجمع المنصفون بان ذلك النتاج أرخ لمرحلة كبيرة ومهمة من تاريخ الامة, حيث دفع بها الى واقع متقدم جدا" من مواقع الصراع والتعرف بالاسلام وافكاره العميقة. ان الطروحات الفكرية التي قدمتها المدرسة الصدرية جاءت لتعالج واقعا" تعرض فيه الاسلام لهجمة شرسة وقاسية استهدفت اقصاء دوره في الحياة. لقد كانت المهمة الاساسية عند الامام الصدر هي اعادة بناء الامة في ضؤ المفاهيم الاسلامية الحضارية المشرقة. فبدأ رحلة العمل الكبير وحدد مشروعه الرائد وصمم على اختراق الواقع الراكد وصمم دستورا" اسلاميا" رصينا" ينتظم من خلاله هيكلية الدولة ونظامها السياسي, وطرح (البنك اللاربوي في الاسلام) في اروع نظرية اقتصادية ساهمت في التخلص من العديد من المعاملات التجارية من الاشكالات الربوية في نظام المصارف في بلداننا المسلمة, ناهيك عن الاطروحات العديدة في كافة المجالات وفق هذه النظرة. كما تقدم بخطوة عملاقة في اطار معالجة القيادة الاسلامية في عصر الغيبة والمتمثلة بمفهوم المرجعية. تلك المرجعية الرشيدة التي اراد ان يعيد الدور الحقيقي والطبيعي لواقع المرجعية في الامة وباشر فعلا" في تحقيق ذلك من خلال سلوكه ومواقفه التي كلف ذلك حياته الشريفة. وقد تحققت ثمرة ذلك الموقف من خلال التفاعل المنقطع النظير بين الامة والمرجعية في الوقت الذي استطاع فيه الامام الشهيد المظلوم سماحة السيد محمد محمد صادق الصدر الشهيد الثاني(رض) بتبني اطروحته المرجعية الرشيدة وتكريس منطلقاتها داخل الامة, تلك المرجعية الرشيدة التي هي حصن الدين والوطن.ولا اريد الدخول في تفاصيل الركود والسكون الذي مرت فيه الحوزة بعد رحيل الامام سماحة السيد محسن الحكيم(رض) وفترة استشهاد الامام الصدر الاول لحين نهوضها من جديد على يد المرجع المظلوم محمد الصدر... لكنه بكلمة مقتضبة لا مرجعية بعد الصدر الاول و لا مرجعية بعد الصدر الثاني وفق المنظور آنف الذكر.
    لقد كان الصدر الثاني يضع عينا" على الامة ورأى جراحاتها الدامية وصمم على النهوض معها وبها مجددا" مستلهما" طريق الجهاد الذي خطه استاذه الصدر الاول. لقد صمم على ان يضع كل فئة من فئات الامة داخل وخارج الوطن امام المسؤولية التاريخية وبدأ خطابه للجماهير بصفة عامةة وهو يعلم بان الجماهير دائما في حالة انذار ومستعدة للعمل والتضحية والجهاد اذا ما شاهدت قائدها المؤمن بالله, وخاطب الساكتين وابدى استعداده للصلاة خلف اي مرجع يتقدم الى ذلكك ودعاهم الى وحدة الكلمة ورص الصفوف فلم يحركوا ساكنا..... لكنه لم ييأس فقد ترك الباب مفتوحا للم الشمل ووحدة الصفوف والكلمة وهذا واحد من اهم اهدافه السامية التي عمل من اجلها. ثم بدأ يخاطب فئات المجتمع الواحد بعد الاخر ولم يضع امامه حاجزا مذهبيا او قوميا يل انه وجه خطابه حتى الى ابناء الوطن من المسيحيين وغيرهم هادفا من ذلك ارساء اسس وحدة وطنية رصينه لكي يسحب البساط من تحت اقدام النظام الذي طالما لعب بورقة الطائفية والقومية..لقد قال رسولنا العظيم سيد الخلق والبشرية حبيب الله محمد صلى الله عليه وعلى آله(( ان الحسد ليأكل الايمان كما تأكا النار الحطب)) فقد كان البعض يعتقد بان التفاف الناس حول المرجع الشهيد المظلوم وبروزه بهذا المستوى الذي ليس له نظير سوف يؤثر على وضعهم الشخصي وغيره.. والبعض الاخر في الخارج من الذين يدعون للجهاد والقتال في سبيل الله وزعموا انهم يسيرون على خطى وهدى الصدر الاول ويرفعون لواءه.. انزلقو هؤلاء الى ذلك المنحدر وسخروا انفسهم في التجريح والتشكيك بالمرجع المظلوم كما فعلو ذلك من قبل مع الشهيد الاول واغتالوهم معنويا قيل ان يغتالهم صدام اللعين ماديا(على قول احد العلماء) وحتى بعد استشهاده ونجليه اية الله مصطفى الصدر ومؤمل الصدر... استمروا بالعداء والاتهام لنجله الموعود سماحة السيد مقتدى الصدر حفظه الله.
    (فماذا اقول .. انهم يرجون الدنيا ويبتعدون عن الاخرة) فبدلا من ان يقفوا لجانبه ويكفرو عن ذنوبهم بحق الصدرين ويستثمرون هذا المد والقاعدة الكبيرة من الناس لتيار الصدرين.. راحوا يستصغرون ويقللون من شأن سماحته ويشككون ويتهمون.. سامحهم الله.
    ان الصدر خالدا"... اجل انه خالد وان دم شهداء الصدر يتكلم وسيظهر صدر جديد في كل زمان او عصر ولن يركن الفكر الصدري على الرفوف مادام الملايين يحملوه في ضمائرهم وعقولهم ووجدانهم وسيبقى نهجا عمليا وشعلة للامة. وددت التنويه وطرح الحقيقة , وعلى قول الشاعر عبد اللهخ الفضلي:
    دماء الصدر منهاج وفكر
    وخط في قراع الظلم أسمى
    أيا صدر العراق وذاك عهد
    ستبقى في ضمير الشعب دوما
    لذا ورغم كل هذا الظلم الجائر بحق المرجع الشهيد الصدر الثاني وبحق نجله.... ادعوا ومن هذا الموقع المبارك نبذ كل الخلافات ونسي الماضي برفع اصواتكم عالية لتوحيد الصف وتوحيد الكلمة وجمع الشمل ووحدة الفكر والعمل ورص الصفوف خاصة من قبل مراجعنا الكبار ووضع اياديهم بيد هذا السيد الشبل الموعود نجل شهيد العراق والامة الصدر الثاني , وان اكرمكم عند الله اتقاكم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    أحسنت وأجدت أخي الكريم
    فإن هناك عمقا صدريا في العراق وهو ما يهون الخطب .
    تحياتي لك


    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    58

    افتراضي

    موضوع جيد اخ محمد الصدر قدس الله روح الصدر

    سؤالي هل يصمد العراقيون امام التحديات والحفاظ على العمق الحضاري والصدري

    * اقصد الرياح عاتية قد تخفت امامها الجذوة الصدرية ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    canada
    المشاركات
    24

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي محمد الصدر
    اليك هده الابيات التي انشدها الشهيد جليل الزبيدي من على مقصلة الاعدام

    خافوك حيا كما خافوك جثمانا ...............ياصدر امتنا الغالي ويامولانا
    القوه في حفرة ليلا وظنهم .............ان التراب يواري فيه بركانا
    اخي العزيز لقد اجج الشهيد الصدر _رض_ ثورة الحسين فينا ولن تخمد حتى ينجز الله للمؤمنين الصابرين ماوعدهم
    انها ثورة ويالها من ثورة كتبها بدمه الطاهر واستوعبها الخلص من ابناء العراق الغيارى فكانوا كاصحاب الحسين للحسين وما هده المقابر الجماعية الا دليلا على ما قدمه العراقيون نهرا من الدماء لتدوم هده الثورة والعراق الدي انجب الصدرين سينجب بادن الله صدرا ثالثلا ولنا يرضى بمرجع قائد سوى على وزن الصدرين _قولا وعلما وعملا وتواضعا وايثارا_
    bint al iraq
    فانا معك يااخي وولدي السني بقدر ما انا معك يااخي وولدي الشيعي , انا معكما بقدر ما انتما مع الاسلام, وبقدر ما تحملونه من هدا المشعل العظيم , لانقاد العراق من كابوس التسلط والدل والاضطهاد.

    الشهيد محمد باقر الصدر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني