علي الشاعر
من المشاكل التي تواجه الفلاح وخاصة في المناطق الجنوبية هي شحة المياه سواء أكانت هذه المياه للشرب او مياه سقي هذه المعاناة لم تكن وليدة الظروف التي نمر بها اليوم بل انها ممتدة عبر عقود من الزمن عندما كان النظام البائد يسعى الى محاربة ابناء الجنوب بشتى الوسائل والسبل ومنها حرمانهم من حصصهم من المياه لسقي مزروعاتهم من نهر دجلة مما ولد حالة من اليأس والاحباط لدى الكثيرين وخلق مشكلة لايمكن تجاوزها.. يقول الفلاح (رهيف سلمان) اننا نعاني ومنذ عقود من الزمن من شحة المياه التي تصل الى اراضينا الزراعية حيث كان النظام البائد ينتهج سياسة مقصودة تهدف الى ايذاء ابناء الجنوب وهذا ما اثر على الزراعة في هذه المناطق وبالرغم من تخلص العراقيين من هذا النظام الاان التبعات لازالت قائمة خاصة وان هناك اراض زراعية هي اعلى من مستوى المياه الواصلة من نهر دجلة يضاف الى ذلك بعد بعض الاراضي الزراعية عن بدايات الانهار وهذا يجعل من السقي مشكلة صعبة ويضيف نطالب من وزارة الزراعة ان تساعدنا من خلال تجهيزنا بمضخات تستطيع نقل الماء من دجلة الى الانهر الواصلة بالاراضي الزراعية..
اما الفلاح (مكوطر ناشي) يقول ان شحة المياه لم تؤثر فقط على الارض وما تنتجه بل اثرت حتى على الماشية من الابقار اضطررنا الى بيعها خاصة بعد ان وصلت الحالة عدم حصول هذه المواشي على الماء لاكثر من يومين متتاليين.. ويضيف (مكوطر) ان هناك عدة اسباب ومنها ارتفاع الارض وكذلك تجاوز البعض من الفلاحين على حقوق الاخرين من خلال فتح انهار اضافية اضافة الى ان هناك اراضي زراعية تزرع في موسمين ويقوم اصحابها بحجز الماء والتجاوز على حصص غيرهم خاصة بعد غياب المتابعة وتبخر الجمعيات الفلاحية التعاونية وانشغال رؤسائها بالسياسة حتى اصبحت بعض الاراضي ارض صحراء قاحلة..
اما الفلاح (مهدي طاهر حامي)يقول بعد ان كانت ارضنا ارض خير بما تنتجه من حنطة وشعير وكذلك بعض الخضروات في فصل الصيف اصبحت هذه الارض جافة فاقدة لكل انواع الحياة يضاف الى ذلك ان هناك بساتين فيها الكثير من الثمار التي تستورد الان قد اصبحت مجرد اشجار تنتظر الموت بعد ان فقدت المياه التي تصل لها خاصة وان هناك من يتجاوز على حقوق الاخرين دون وجه حق ولقد حاولنا جاهدين الاستغناء عن المياه التي تصل من نهر دجلة وقمنا بحفر الابار لغرض السقي الاان مياه الابار ظهرت مالحة وهذا ما ساعد على قتل مئات الاشجار المثمرة ومنها اشجار العنب والمشمش والتفاح ويضيف الفلاح (مهدي)اننا نطالب وزارة الزراعة بتزويدنا بمضخات ماء لغرض سقي اراضينا وبساتيننا..
اما الفلاح (عيسى شمس)يقول لقد كنا ننتج انواع الفواكه وكذلك الحنطة والشعير اضافة الى الخضروات اما اليوم فا صبحنا نستورد كل ذلك خاصة ونحن فلاحين ولانملك مصدر رزق غير هذا المصدر ويضيف الفلاح(عيسى)نحن نعرف ان هناك سياسة مقصودة كان يسلكها النظام لغرض ايذاء ابناء هذه المناطق وحرمانهم من الانتاج والانتفاع وجعلهم منساقين دائما للحاجة للنظام وهذا ما كان قائما خلال ثلاث عقود من الزمن وهي فترة التسلط للنظام البائد لذلك نسأل لماذا لاتحاول الحكومة الجديدة وخاصة وزارة الزراعة من انتشال الفلاح من هذه الظروف ومساعدته على تجاوز الصعاب والعقبات وكذلك اعادة العراق الى مصاف الدول المصدرة للحبوب والخضر والفواكه وليس مستوردا لها هذه بعض من هموم الفلاحين في المحافظات الجنوبية وخاصة في محافظة ذي قار وهذا لايعني ان هذه الهموم التي ذكرت هي الوحيدة بل هناك الكثير. وهذا يعني ان الفلاح العراقي والزراعة العراقية بحاجة الى ثورة حقيقة من اجل اعادة العراق كمصدر للانتاج الزراعي وليس مستوردا له