المسلم الشيعي ومنطق الشهادة

يبدو من استقراء بسيط لتاريخ الشيعة أو المسلم الشيعي ، سوف يوقعنا على حقيقة مرة ، لا نقول مطلقة ولكنها نسبية ، فهو ببساطة أم أسود أو أبيض ، أما ثوري لا يبارح سلاحه أو مستسلم يخاف ظله ، أما يطالب بتحرير العالم كله وأما يعلن الانزواء كاملا ، أما نعم أو لا ، أما أسود أو ابيض
ويبدو إن هذا من أساب كون التاريخ الشيعي غير مستقر ،بل ربما بسبب هذه القلق والتناقض الهائل ، كانت الشخصية الشيعية بشكل عام قلقة .لم يكن هناك تاريخ شيعي مستمر ، بل هناك تاريخ شيعي على شكل نتف، نقصد ليس هناك وضوح شيعي في المسيرة ، ربما يقولون لا ، نحن تاريخنا الشهادة ، مسيرتنا الشهادة ، الشهادة بالنسبة لنا عادة !

لا نريد أن نناقش هذه المقولة ، فما هو معنى الشهادة ؟
وهل كل دم شيعي يهدره السلطان هو شهادة ؟
وهل الشهادة شهية أم تخطيط ؟
وهل الشهادة تعني الموت قتلا فقط ؟
هناك ثقافة شعبية أو بالأحرى شعبوية ، ساهمت في قتلنا جماعات ، وبلا رحمة ، ومنها هذه الثقافة المنبرية التي تطرح مفهوم الشهادة بطريقة عشوائية ، فوضوية ، لا تحسب للتاريخ والحياة وقوانين الحرب والسلم ، ومتطلبات الزمن ، لا تحسب لكل مقترب من هذه المقتربات حسابا .
كان أحد الفقهاء الكبار يقول ( يجب علينا كلنا أن نكون شهداء على طريق الإسلام ) ، فانبرى أ حدهم ليقول بصريح العبارة ( إذن لما بعث الله محمدا نبيا ، ولِمَ جاء الإسلام ، إذا استشهدنا جميعا ) هي كلمة حق كما نرها !
ولكن لماذا لم يستشهد الإمام الصادق مثلا ؟
لماذا لم يستشهد الأمام الحسن مثلا ؟
لماذا لا يستشهد بعض الذين يحثون على الاستشهاد ؟
مفارقات عجيبة
إنها الفوضى !
فوضى فكرية ... سياسية ... فقهية ... نظمية ...
إلى متى ؟
لا ندري