عندما اقرأ لـ ... توفيق التميمي يعود بي الزمن الى الوراء .. والى كل ما كان يكتب من ترهات في جريدة الثورة أو الجمهورية .. عن النصر الذي لم نراه يوماً وعن العبور والانجازات العظيمة للثورة والحزب وعن الفكر الملهم للقائد ... فكل كتابات ذلك الزمن هي تشويه للحقيقة وقفز على الواقع المر .. وكان كل هم الكتاب هو استرضاء القيادة الحكيمة والقائد الملهم طمعا بالمكارم والهبات والمناصب .
فالنصر العظيم الذي كان يتغنى به قواد الأعلام ومرتزقته وعلى حساب الحقيقة كان وهما يحاولون تسويقه .. فمروجي الثقافة السوداء كانوا لا يأبهون لمعاناة الشعب العراقي ... ويبدو ان التميمي هو خريج هذه المدرسة والتي خرجت الكثير من أصحاب الضمائر الموبؤة والأقلام المأجورة ولكن بعد تغيرت الأسماء مع بقاء نفس النهج الذي اعتادوا عليه من تجميل القبيح والضحك على ذقون القراء ...
فقبل أيام قرأت له مقاله منشوره في جريدة الصباح يحث يعمل وهو وغيره من خريجي مدرسه أعلام القائد المنصور.. امتدح فيها بتملق واضح أعضاء مجلس النواب لمناسبة أجازتهم الصيفية وأشاد بالانجازات العظيمة لهذا المجلس والتي لم يلمسها احد من الشعب العراقي غيره .. ولا ندري حقيقة ما هي هذه الانجازات التي تغنى بها ..ففي الوقت الذي يغرق فيه العراق بالدم والفقر والفساد الإداري الذي يشترك فيه كل السادة المسئولين ومن خلفهم أحزابهم المصونة والذين يعيشون في ترف وبحبوبه العيش وكل ما فعلوه أنهم استخدموا الشعارات الدينية أو القومية البغيضة لخداع المواطن العراقي البسيط وخاصة الشيعي .. حيث اثبت أحداث لبنان بحق فشل هذا الأحزاب (الشيعية) المتهالكة على التعاون مع أمريكا التي ساهمت وبشكل مباشر في قتل الشيعة في لبنان.
إن ما يتمتع فيه السادة النواب من امتيازات ورواتب خياليه تفوق ماكان يتمتع به أعضاء المجلس الوطني في النظام السابق .. ففي الوقت الذي يستمر نزيف الدم العراقي يتمتع هولاء النكرات بأجازة أمدها شهر تاركين المواطن العراق غارقا بهمومه اليومية التي باتت مستعصية عن الحل من بطالة وإرهاب وأزمة وقود وانعدام الخدمات ..
ودون ان يلمس شيئا لامن مجلس النواب ولا من الحكومة التي تعلق فشلها على شماعة الإرهاب .. فأين هذه الانجازات يا تميمي ولماذا هذا التملق الواضح ثم هل صار الكذب والتملق سمه من سمات الإعلامي العراقي وخاصة العاملين بشبكة الصدر العراقية ان كانت عراقيه ... والذي يقرا ما كتبت يتصور انك خارج العراق ..فأزمة الوقود والكهرباء باتت بحق مشكلة كبيرة لم يسمع الموطن العراقي الى إلا الوعود في حل الأزمة .. كما ان السكوت على مايحدث في العراق من إرهاب تمارسه المليشيات المرتبطة بقوى وأحزاب مشاركه بالحكومة .. ومحاولة الحكومة التعتيم على ما تقوم به هذه المليشيات من قتل وتصفيات وسرقات .. ودون ان نجد احد يستنكر هذا وخاصة من الجريدة التي يعمل فيها التميمي ..
هل عدنا الى إعلام السلطة البغيض ودوره في تعزيز روح المعركة .. وهل قول الحقيقة صار من المحرمات .. وصار لزاما على المرتزقة الكتاب التغني بالنصر العراقي وبالانجاز العراقي وعبقرية القيادة العراقية وعبقرية المرجعية الدينية التي شرعنت الاحتلال وأذنابه ..
اننا نشهد عودة الأعلام الموجه وأعلام السلطة البغيض الذي لاهم له سوى التصفيق والإشادة بالانجازات الوهمية للسادة المسوؤلين وان شبكة الأعلام هي صوره لوزارة الأعلام الصحافي .. والدليل ان اغلب من يحتلون المناصب المهمة هم من خريجو الأعلام الصدامي وفدائيو عدي أمثال فلاح المشعل الذي لا يختلف في كتاباته عن أخونا التميمي بل انه بارع في التملق ومسح الأكتاف ..فهنيئاً للعراق رجال أعلامه الذين غلبوا مصالحهم الفردية على حساب مصلحة الوطن والحقيقة.. وعاش أعلام دولة رئيس الوزراء المنصور.