النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    في ما كسبته المقاومة في الحرب على لبنان

    في ما كسبته المقاومة في الحرب على لبنان
    GMT 0:30:00 2006 الأربعاء 6 سبتمبر
    الخليج الاماراتية



    --------------------------------------------------------------------------------



    د. عبدالإله بلقزيز




    لم يكن “حزب الله” مَنْ أراد الحرب حتى يُسأل عما إذا كان أحرز نصراً عسكرياً فيها أو عمّا إذا كان قد أفلح في تحقيق أهدافه السياسية التي رامها منها، أو عما إذا كان قد خسر الحرب عسكرياً وأضاع أهدافها سياسياً، وإنما “إسرائيل” هي من أراد الحرب وذهب إليها، وهي بالتالي من يسأل عن رصيدها منها. ومع ذلك، يجوز السؤال عن حصيلة الحزب من الحرب أو عن حصيلة الحرب لدى الحزب. لكنه (أي السؤال) لن يكون هنا على النحو التالي المفترض: ماذا حقق الحزب من أهداف في الحرب؟ فهو لم تكن له أهداف فيها لأنه لم يكن وراء إطلاقها، وإنما سيكون: ما الذي أسقطه الحزب من أهداف اندلعت الحرب من أجلها؟

    يمكن القول، بقدر كبير من الاطمئنان، إن المقاومة أسقطت معظم أهداف العدوان “الإسرائيلي” عليها وعلى لبنان، وفي ذلك نصر كبير لها. حافظت على قدرتها الصاروخية التي تطلع العدوان الى هدف تدميرها تدميراً كلياً. وحافظت على سلاحها الذي أتت الحرب “الإسرائيلية” تعلن عن نيتها في نزعه بالقوة العسكرية وتنفيذ القرار 1559 نيابة عن مجلس الأمن. ومنعت “إسرائيل”، بصمود عسكري مذهل، من احتلال جنوب لبنان الى نهر الليطاني بهدف إخراج المقاومة من الجنوب، ثم احتفظت بالأسيرين “الإسرائيليين” لديها مسقطة هدف “إسرائيل” استعادتهما دون قيد أو شرط. وحين اكتشفت “إسرائيل” في سياق حربها على لبنان ان الأهداف التي وضعتها لعدوانها أعلى بكثير مما تستطيع تحقيقه بعد أن فاجأتها المقاومة بصمودها الأسطوري فاضطرت الى خفض سقفها للقبول بصيغة تشكيل قوة دولية (أطلسية أو متعددة الجنسيات) للانتشار في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتمتيعها بصلاحيات قتالية واسعة تصل الى حد نزع سلاح المقاومة في الجنوب، نجحت المقاومة مجدداً في إسقاط هذا الهدف وفي فرض العودة الى صيغة “اليونيفيل” المعمول بها في الجنوب اللبناني منذ العام 1978 مع توسيع عددي لها لا يمس صلاحياتها التقليدية، ولا يحدد عملها تحت أحكام الفصل السابع من “ميثاق” الأمم المتحدة على نحو ما أرادت “إسرائيل” والإدارة الأمريكية.

    النتيجة أن المقاومة خرجت من الحرب محتفظة بقواها الذاتية من عملية التدمير “الإسرائيلي” الشاملة، ومحتفظة بقدرة الردع المضاد لديها، الأمر الذي سيتعزز به الموقع الدفاعي للبنان أمام أية مغامرة عسكرية “إسرائيلية” يحتمل قدومها مستقبلاً على نحو ما توحي به تصريحات قادة العدو العسكريين والسياسيين منذ نهاية القتال، وعلى نحو ما يخشى من أن يسوغه غموض فقرات القرار 1701 الملغوم.

    لم تكن المقاومة وحدها من حقق هذا النصر على العدوان “الإسرائيلي”، لبنان كله دولة وشعباً ومقاومة حقق النصر: حققه حين صمد وفرض على العدوان أن يتوقف دون أن يحرز الأهداف العسكرية والسياسية التي من أجلها انطلق. وهو نصر لا تستبين قوته وأهميته إلا متى أدركنا أن “إسرائيل” لم توقف حرباً من حروبها إلا بعد ان تكون قد أحرزت فيها شيئاً ذا بال.

    وحقق النصر حين رفض بالإجماع القبول بوصاية عسكرية دولية تنال من سيادته أو تجدد حرباً عليه من قوى أجنبية على مثال تلك الوصاية التي حملها اقتراح تشكيل قوة دولية من “حلف شمال الأطلسي” أو من قوات متعددة الجنسيات تنتشر في جنوبه وتقوم بمهام قتالية ضد وجود المقاومة في الجنوب، وبانتصاره عليها، انتصر على حرب “إسرائيلية” بالوكالة تقوم بها قوى عسكرية على شاكلة تلك التي قامت في كوسوفو أو في أفغانستان.

    وحقق النصر حين قطع الطريق على سيناريو الصدام بين الدولة والمقاومة الذي اشتغلت عليه السياسة الأمريكية والعملية العسكرية “الإسرائيلية” طويلاً وأعاد إنتاج تفاهم بينهما على القواسم الوطنية المشتركة وأولها كف أذى العدوان على لبنان وحماية النسيج اللبناني والتماسك الداخلي من مخاطر التمزيق، وهكذا ألحق لبنان الهزيمة بمشروع التفتيت والحرب الأهلية الذي حملته الغزوة “الاسرائيلية” شكلاً من أشكال الضغط على البنية اللبنانية لتفجيرها من الداخل واطلاق مفاعيل ذلك التمزيق كي تستكمل ما بدأته الغزوة “الاسرائيلية” تلك.

    ثم انه حقق النصر حين فرض صموده على “المجتمع الدولي” وقوى القرار في هذا “المجتمع” أن تأخذ مطالبه الوطنية وحقوقه في مزارع شبعا المحتلة في الاعتبار عند إصدار القرار 1701 بعد أن تجاهل هذا المجتمع الدولي تلك المطالب منذ ستة أعوام، أي منذ الإعلان الدولي عن تنفيذ القرار 425 عقب انسحاب “إسرائيل” من الجنوب اللبناني ورسم “الخط الأزرق” على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

    وقد يكون هناك من هو مستعد للتشكيك في هذا النصر المؤزَّر الذي حققه “حزب الله” ولبنان، أو التقليل من قيمته ومن مداه الاستراتيجي، بالقول إن كلفته كانت كبيرة وربما أعلى من عائداته، لأن لبنان فقد كثيراً في هذه الحرب: بشره وبناه التحتية واقتصاده وعمرانه.. إلخ. أما أن يكون لبنان قد فقد ذلك كله، فهو مما لا يقبل جدلاً: إذ ما الذي يمكن أن ينتظره المرء من الكيان الصهيوني غير الإبادة والتدمير الوحشيين؟ ولكن من قال إن الحرب من دون ثمن؟ والأهم من ذلك من قال إن “اسرائيل” لم تتلق من الخسارات ما تلقاه لبنان؟ بل لعلها المرة الأولى في تاريخ الحروب العربية “الإسرائيلية” التي يحصل فيها توازن في الخسارة بين العرب و”إسرائيل”: إن على صعيد الخسائر البشرية أو المادية.

    وقد يقول القائل إياه إن حصول لبنان على القرار 1701 يدل على أنه لم يظفر من الحرب بغنيمة سياسية توازي حجم ما تعرض له من خسارات أو ما قدمه من تضحيات، فالقرار ما أنصف لبنان في حقوقه المشروعة، وما أقسط إليه في شروط “وقف الأعمال العدائية”، بل غرمه أشد التغريم، وحمَّل مقاومته مسؤولية إعلان الحرب، ومنح “إسرائيل” “حق الدفاع عن النفس”، ووفر للاحتلال “الإسرائيلي” لبعض المواقع الحدودية في الجنوب ذرائع ومسوغات.. إلخ. وذلك كله صحيح، غير أن الأصح من هذا أن القرار 1701 لا يعكس البتة ميزان القوى العسكري في الحرب، ولا النتائج الموضوعية التي ولدها القتال وأفضى إليها، ولا يصح الاستناد اليه كنص يترجم موازين النصر والهزيمة. إن هذا القرار ولد من رحم أخرى غير الحرب، وأتى يعبّر عن ميزان قوى آخر غير ميزان القوى في الحرب هو ميزان القوى الدولي وضمنه ميزان القوى داخل مجلس الأمن. إن قوة أمريكا في النظام الدولي هي ما أنتج القرار 1701 وليست قوة “إسرائيل” في ميزان الحرب. وكما كان في وسع أمريكا ان تستصدر قرارات ضد لبنان من دون حرب مثل القرار 1559 والقرار 1614 والقرار 1680 كذلك في وسعها أن تستصدر القرار 1701 وأسوأ منه. وعليه، ليس من معنى لأية محاولة تروم النيل من صورة انتصار “حزب الله” متأبطة شر القرار 1701.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    177

    افتراضي

    لم يكن “حزب الله” مَنْ أراد الحرب حتى يُسأل عما إذا كان أحرز نصراً عسكرياً فيها أو عمّا إذا كان قد أفلح في تحقيق أهدافه السياسية التي رامها منها، أو عما إذا كان قد خسر الحرب عسكرياً وأضاع أهدافها سياسياً، وإنما “إسرائيل” هي من أراد الحرب وذهب إليها، وهي بالتالي من يسأل عن رصيدها منها
    وهذا هو جوابنا الذي اقرح حناجرنا من كثر ماقد كرر من هذا السؤال؟
    ماذا حقق حزب الله من هذه الحرب التي شنها؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني