- قال رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني إن البرلمان حريص على مناقشة مسألة علم العراق وشعاره ونشيده الوطني "في أسرع وقت" بما يرمز إلى جميع مكونات الشعب العراقي .
وأعرب المشهداني ،في رسالته الجوابية إلى رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني.. ردا على رسالة الأخير إلى رئيس البرلمان قبل يومين حول الموضوع ذاته ،عن تفهمه "لحقيقة المشاعر التي صدرت عن بعض القوى والشخصيات السياسية العراقية التي عبرت عن حرصها وإعتزازها بالرموز الوطنية العليا للعراقيين."
وأضاف في الرسالة التي تلقت وكالة أنباء ( أصوات العراق) نسخة منها اليوم "إلا أنه لا يساورني أدنى شك في حرصكم قبل غيركم على سلامة العراق ووحدة العراقيين ،وتبجيل الرموز والقيم والثوابت الوطنية العليا التي يلتف حولها جميع أبناء الشعب العراقي." وتابع ".. وإنني مدرك لطبيعة الوقائع والمبررات التي إستندتم إليها في إتخاذ موقفكم من علم العراق الحالي."
وكان البارزاني وجه رسالة إلى المشهداني ،إنفردت ( أصوات العراق) بنشرها السبت ، إستغرب فيها الضجة التي أثيرت حول قراره إنزال العلم العراقي من المؤسسات الرسمية بإقليم كوردستان ،مطالبا رئيس البرلمان العراقي بسرعة إقرار علم ونشيد جديدين للبلاد .
ومضى المشهداني يقول "وهنا أود الإشارة إلى أن إقليم كوردستان ، بعد أن أنعم الله عليه بنعمة الأمن والإستقرار.. وتمتعه باستقلاله لأكثر من عقد ،إختار بإرادة قيادته السياسية وتأييد شعبه أن يكون جزءً من العراق.. ومساهما فاعلا في وضع لبنات العراق الجديد ، وملاذا آمنا يحتضن العراقيين من باقي مدن ومحافظات العراق الجريح."
وزاد "وقد استشعر العرب في محنتهم الحالية عمق الروابط الأخوية الازلية التي تجمعهم مع الكرد ،الذين عكست مواقفهم أصالة معدنهم وسعة كرمهم.. وتساميهم فوق الضغائن والأحقاد والإساءات المتكررة والحيف الكبير الذي أصابهم لسنين طويلة من قبل الأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم العراق."
وعبر المشهداني عن مشاطرته الكورد في رأيهم حول العلم ، بقوله " أشارككم الرأي أن العلم العراقي شهد تغييرات عدة منذ قيام الدولة العراقية الحديثة.. دون أن يثير هذا الأمر حفيظة البعض ،أو يدفعهم لإثارة ضجة مماثلة كالتي حدثت مؤخرا.. على الرغم من أنها لم تحدث (التغيرات) بطرق ديمقراطية عبر مؤسسات دستورية ،ولم يؤخذ فيها رأي الشعب."
وإستطرد قائلا "وإذ أعرب عن رفضي وإستهجاني لاستخدام لغة العنف والتلويح بالقوة كأداة لإقرار الحقوق ووسيلة لحل الخلافات بين العراقيين ،أدعو الجميع إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم.. وتنسيق المواقف الوطنية بين مختلف القيادات والقوى والأجهزة والمؤسسات ،والمساهمة في خلق الأجواء الإيجابية لإنجاح المشروع الوطني العراقي." وتابع ".. وتعزيز روح الأخوة والمواطنة والتلاحم بين العراقيين ،وتجنب كل ما من شأنه تعكير
صفو أجواء ( المصالحة الوطنية) التي نعول عليها كثيرا لتحقيق الاستقرار والأمن لمواطنينا وبلادنا التي دمرتها حروب الأنظمة الشمولية الدكتاتورية.. سواء الداخلية منها أم الخارجية ،والمباشرة الفعلية في مشاريع إعمار العراق الديمقراطي الفيدرالي."
وختم المشهداني رسالته إلى رئيس إقليم كوردستان موضحا أن البرلمان "ملتزم بتطبيق وتفعيل العمل بمواد وفقرات الدستور العراقي.. وما يقره ممثلو الشعب داخل قبة البرلمان."
وأشار إلى حرصه الجاد "عبر الآليات المعتمدة في عمل المجلس.. وبما يتفق مع نظامه الداخلي ،على مناقشة ووضع الآليات المناسبة لتطبيق جميع المواد الدستورية المتعلقة بالقضايا والمسائل الوطنية الملحة ،وتحقيق إتفاق وإجماع وطني بشأنها."
وأضاف قائلا "ومنها مسألة علم العراق وشعاره ونشيده الوطني ،وبما يرمز إلى جميع مكونات الشعب العراقي ويعبر عنها أصدق تعبير" ،مشددا على "حرص البرلمان على مناقشتها في أسرع وقت."