النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    عقائد الجنوب ... العبادة والاستعباد- طالب الشطري

    عقائد الجنوب ... العبادة والاستعباد



    كتابات - طالب الشطري



    التعرف على الحرية وتقبلها ليس بالامر اليسير على مجتمع يشهد تراكما لعقائد عبادية في بدايتها وظاهرها, افضت الى استعباد قد لانجد له نظيرا في اكثر المجتمعات تخلفا وبدائية في مجال الاعتقادات الدينية والاجتماعية.



    يولد الفرد في مجتمع الجنوب عبدا ويتربى على العبودية ويعيش حياته كذلك وقد يحمل العبودية اسما مثلما تكون له نمطا سلوكيا وباستثناء عبودية المراة جسدا وروحا فان عبودية الجسد اختفت وبقيت عبودية الفكر والاعتقاد في اقوى حالاتها بالنسبة للرجال ...عبد السيد وعبد السادة وعبد الحسين وعبد العباس وعبد الحسن وعبد علي وعبد الزهرة وفي التصغير نجد عبيد وعبود وعبيد(مشددا) ومعوبد وعبدان ونظير عبودية التسمية نجدها في المجتمعات الدينية المغلقة والمتشددة في افغانستان وباكستان ...كلب حسين وكلب الدين وكلب علي .



    تدور حياة الجنوب حول الضريح...الامام والشفيع والسيد والولي والعلوية ...مسيرة الحياة من الولادة الى الموت مرورا بالزواج والانجاب والعمل مركزها الضريح ...يحمل الوليد في معصمه خيطا اخضرا لجلب رعاية صاحب الضريح وبركته وحفظه (العلك) وفي مهده يعلق (الخضرم) وعندما يشتد ساعده قليلا يوضع فيه (الحرز) أي التميمة التي كتبها السيد او الشيخ لطرد الامراض والارواح الشريرة وقد يكون لدفع اذى العيون( النجسة) او (المالحة) التي (تجيس) أي تجلب الحسد.



    من خلال ماتحمله المركبات من تعابير مكتوبة ومرسومة يمكن التعرف على طبيعة تفكير المجتمع الجنوبي الذي يؤمن ب (الحظ) (النصيب) (البخت) (الشارة) (الحوبة) (الحسد) (القسمة) ومن اللغة اليومية بامكانك اصطياد ماتشاء من اعتقادات راسخة في شعور الناس ولاشعورها( دخيل جدك) (دخيلك) (دخيل بختك) (دخيل الحسين)( دخيل العباس) والدخالة لاتزال بسبب غياب الدولة نظاما متعارفا عليه يلجا اليه الافراد لحماية حياتهم وغالبا مايكون مصحوبا بمفارقات كان يطلب القاتل دخالة ابو القتيل والدخالة قد تكون من خلال الاستعانة باشياء مادية لكنها مرتبطة بقيم معنوية كان تطلب المراة الدخالة بشارب الرجل والاعتقاد بشرف الشارب مكون اساس في طريقة تفكير اهل الجنوب وعليه فان حلاقة الشارب نادرة قياسا الى حلاقة اللحى ومع المد الاعتقادي الديني اخذ الشكل الجنوبي بالتغير نحو الوجه الملتحي مع شارب ليزيد من تجهم الوجه الجنوبي على مافيه من تجهم بسبب طبيعة البيئة القاسية حيث اطراف الصحراء والرمال التي زحفت على الريف والمدينة.



    وهناك عقيدة الفداء...نجدها في اللغة اليومية والشعر والغناء (فدوه لعينك) (فدوه اروح لك) (بروحي افديهم) ووفقا لعقيدة الفداء فان الاخ لابد ان يفدي الاخ وابن العشيرة لابد ان يفدي عشيرته وتطبيقات الفداء اظهر ماتكون بفداء المراة للرجل فتدفع المراة ثمنا في التسويات باحكام الدماء وتسمى عندها(الفصلية) ولعل التسمية ماخوذة من الفصل في المنازعات.



    لاتنافس الجنوب في كثافة الاضرحة الا ايران وتقول حكاية طريفة شائعة التداول ان اهل قرية ايرانية عمدوا الى قتل احد السادة المستطرقين ثم بنوا على قبره ضريحا لان قريتهم ليس فيها ضريحا مثل القرية المجاورة وقد كتبنا مطولا عن الضريح في الجنوب لكن في سياق العمارة والبنيان لا في مجال الاعتقادات ففي طول الجنوب وعرضه تنتشر اضرحة اكثرها لاشخاص مجهولين تدور حول كراماتهم حكايات وحكايات وكون صاحب الضريح مجهولا لايقلل من شان كراماته وقد يصبح الجهل به ذاته كرامه مضافة ففي احدى المناطق يوجد ضريح لسيد يسيطر على منطقة شاسعة اسمه (سيد علي المجهول) ومنطقة النفوذ تعني ان لكل منطقة ضريحها وسيدها الذي تعتقد به وتزوره وتهب له التقدمات وتؤمن ب (شارته) وقدرته على اتيان الخوارق وهي غالبا تتعلق بالمنازعات والخلافات والمشاحنات الشخصية والعشائرية وتلك التي تشكل تفاصيل الحياة اليومية من عراك بين الكنة والحماة والجار وجاره والقبيلة ومنافستها والسارق والمسروق والقاتل واهل القتيل.



    لايمكن فهم الجنوب دون التعرف على علاقته بالضريح ففي بعض الارياف يكون الضريح القطب الذي تدور حوله الحياة بمركزية شديدة ولايمكن للناس هناك ان يتصوروا الحياة في الخارج دون (السيد الاخرس) او (فوادة ام هاشم) او (سيد مالك) او( سيد صروط )ومن الحوادث المؤرخة في الذاكرة الشعبية ان متخاصمين قدموا للتقاضي امام محكمة رسمية فطلب القاضي من المتهمين المنكرين القسم بالقران فاقسموا انهم ابرياء من سرقة الابقار هنا طلب اصحاب الدعوى ان يكون القسم ب العلوية( فوادة ام هاشم) ووسط دهشة القاضي رفض المتهمون القسم واقروا بجريمتهم.



    الضريح والسيد ثم حديثا الركن الثالث وهو الشيخ يشدون الجنوب الى نمط حياتي فريد من نوعه في المنطقة والعالم وهؤلاء يمثلون سيادة الدولة الدينية بما في الكلمة من معنى اما شيخ العشيرة فيمثل سيادة القانون الوضعي او يجسد صورة الدولة العلمانية.



    الحسين والعباس وكربلاء هم حياة الجنوب ووجدان الناس وذروة عاطفتها الانسانية والدينية ولعل كلمة الجنوب لاتعني أي اتجاه جغرافي بالنسبة لاي مكان اخر بقدر ماتعني التوحد على حب الحسين وتبني مبادئ كربلاء واحياء ذكرى عاشوراء ومع مرور الزمن دفعت عاشوراء الى الحياة الجنوبية باعتقادات اقرب الى الاستعباد منها الى العبادة.



    الحسينية والاسلام في الجنوب خطان متقاطعان الان ويمكن القول ان في الجنوب دين اسمه (الحسينية) مقابل(الاسلام) تتقابل فيه (الحسينية و(المسجد) (خطبة الجمعة) و(مجلس التعزية) (رمضان) و(عاشوراء) (القران) و(الردات) وبدل (مسلم) يقال( حسيني) والحسينية التي لانعني بها مطلقا تاييد الحسين مقابل يزيد او التاثر بفاجعة كربلاء انما الذي نعنيه على وجه التحديد اشتقاق دين جديد من خلال استغلال عاطفة كربلاء لايتقيد بسياقات الدين الاسلامي في ترجيح العقل وتهذيب السلوك والاخذ بالنواهي.



    الحسين دين والحسينية دين اخر الاول عبادة والاخر استعباد...الاول جاء لتحرير الناس من الاوهام والثاني مهمته ايجاد الوهم وترسيخه ...في دين الحسين تهاجر الناس الى الله وفي الحسينية تهيم الجموع على وجهها الى الضريح وفي دين الحسين يمشي المؤمنون الى فروضهم بتؤدة ووقار والى اعمالهم بهمة ونشاط وفي دين الحسينية تتراكض الناس في الشوارع تجلد ظهورها وتلطم وجوهها ولاتذهب لممارسة أي عمل بانتظار بركات الحسين ...في دين الحسين توجد مرتبة العالم واهل الذكر وفي دين الحسينية يوجد قارئ ورادود ومداح ولطامه و(قامة زني) ضاربي القامات .



    دين الحسين يدعو الى احياء ذكرى الحسين ودين الحسينية دفن الحسين وشهادته تحت ركام لاتسهل ازالته وتحت هذا الركام يرزح الجنوب بانتظار جهود حثيثة ومتضامنة وكتابات متواصلة تزيح الستار عن وجه الدين الجديد الذي يخشى كثيرون من التعرض له خوفا من التكفير والتسقيط



    في الجنوب تحولت العبادة الى استعباد ...واخطر مافي الامر انه من النوع الطوعي الذي تجد فيه الجماهير متنفسا من جحيمها اليومي فلا غرابة ان تطرح الرياضة على بساط البحث باعتبارها من المحرمات او ان يحارب اللون مالم يكن اسودا على اعتبار ان اللون الاسود هو لون الدين الجديد ويقرن الضحك بالمقت مقابل البكاء الذي يضمن لصاحبه الجنة.



    ان هجمة الاستعباد على العبادة واضحة في الجنوب ولاتجد من يقف بوجهها وهذا وضع طبيعي مادمت تستطيع جمع جيشا من حفظة الدين الحسيني وليس بينهم من يحفظ من القران اكثر من سورتي الحمد والتوحيد ونختم معتذرين عن شططنا حينما قلنا (سورة الكرسي) بدل( اية الكرسي) في مناسبة سابقة حيث من اعتقادات الجنوب ان (الغلطة بالمصحف).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    موضوع جرئ و لكن ... ربما كان حاداُ في تناوله بعض المفردات....بكل حال اتمنى ان ينهض اصحاب المشروع الاسلامي الحقيفي لنفض الركام ..
    والا جاء من ينقض على البناء باكمله...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني