باقة نرجس من جبال ووهاد قرداغ الى القاضي محمد العريبي
المحكمة العراقية الجنائية الكبرى التي تحاكم الطاغية وازلامه كادت ان تتحول الى مهزلة العصر عوضا عن محكمة العصر وذلك للاداء المهزوز للقاضي عبدالله العامري والذي توج اداءه الضعيف بتجريد الطاغية من اهم لقب له والذي كان وما يزال ,وسيبقى ابد الدهر متلازما لاسمه المسخ الا وهو( الديكتاتور صدام )الذي كان بحق وحقيقة يعبر عنه وعن حقبة حكمه الاسود...... الشهود الذين كانوا ضحية جوره وطغيانه في اكبر مجزرة في عصرنا الراهن (جريمة الانفال) قد تحولوا بقدرة قادرالى متهمين عليهم ان يدافعوا عن انفسهم امام جوقة من المجرمين العتاة ومحاميهم المرتشين من فاقدي الوازع الانساني والمهني الذين وصل الاستهتار بهم الى حد الاستهزاء بمعاناتهم الانسانية حينما جابهوا الاسلحة الكيماوية الفتاكة بردود افعالهم المتواضعة كشعب اعزل امام جبروت التكنولوجيا المدمرة ووفق امكانيات لم تكن تتعدى الابتعاد عن موقع الضربة الكيماوية الى استخدام القماش المبلل للتقليل من خطر هذا السلاح الفتاك.....واصبح المتهمون يتصيدون اية زلل او اخطاء في الترجمة او التعبير لانسان قروي بسيط واقف امام جلاديه وقاتلي ابناءه ومغتصبي بناته حاملا معانات عقود من الرعب والخوف واليأس والجزع والكمد ,مستغلين (رحابة صدر الحاكم) وفهمه الخاطئ لمديات الديمقراطية الجديدة لمرحلة ما بعد الطاغية... واصبحت قاعة المحكمة منبرا مجانية للطاغية وازلامه ومحاميه للتبشير بمبادئ الحزب الفاشي ومكرمات قائده المهزوم والذي كان مغرما بحب (شعبه الكوردي) لدرجة (دفنهم احياء ) في صحارى غرب العراق...
اليوم فقط اثلج الحاكم الشهم صدور اهالي الضحايا ومعهم كل الشرفاء من اهل العراق حينما جابه وبكل حزم الطاغية وازلامه باجراءات تتناسب اولا مع هيبة المحكمة(باخراجه الطاغية بالاسلوب الوحيد الذي يفهمه من قاعة المحكمة) وثانيا ايصاله رسالة واضحة الى بقية شلة الاجرام المتواجدين في المحكمة ومن يساندهم خارجها من اليقايا الباقية لعهد الظلم والطغيان من البعثيين والتكفيريين ان عراقا جديدا قد ولد وان عصر العنتريات الصدامية والكلام البعثي الفارغ قد ولى والى الابد .....
اليوم لا يسعنا نحن الكورد الا ان نبعث بباقة نرجس عطرة الى الحاكم الشهم (محمد العريبي ) الذي دشن عصر القضاء العراقي الجديد بكل هيبة ووقار واعاد لهذه المحكمة جدواها ومغزاها الحقيقي و التي قد انشأت اصلا لتعرية صدام وجلاوزته , واطلاع الرأي العام العراقي والعربي والدولي على مدى ايغال الفكر البعثي العفن في الجريمة ...
فالف تحية وتحية من قلب كل كوردي قاسى وعانى من فضائع الانفال .... والف تحية وتحية من كل انسان عراقي شريف اكتوى بنار البعث طيلة اربعة عقود, وعلى الباغي تدور الدوائر