طهران 5 أكتوبر تشرين الاول /رويترز/ - أصبحت رسالة قديمة للزعيم الايراني اية الله الخميني تقول ان الجيش طلب الحصول على قنابل ذرية لمواصلة حرب ايران في الثمانينيات مع العراق محور جدال مع اقتراب موعد الانتخابات.




ونشر الرسالة الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني الاسبوع الماضي في خطوة قال محللون انها تهدف على ما يبدو الى الدفاع عن دوره في الحرب التي استمرت بين عامي 1980 و 1988 وتوجيه انتقادات للرئيس محمود احمدي نجاد والمتشددين الاخرين الذين قد يجرون ايران الى ازمة جديدة بسبب برنامجها النووي.


ويأتي ذلك في وقت يحتدم فيه الجدال السياسي قبل الانتخابات المقررة في ديسمبر كانون الاول لاختيار هيئة دينية قوية كما يتزامن مع تصاعد التوتر فيما يتعلق بأزمة ايران النووية مع
الغرب الذي يتهم طهران بالسعي للحصول علي قنابل ذرية.
ولكن في أسلوب معتاد لتسجيل النقاط السياسية في الجمهورية الاسلامية لا سيما عندما يتعلق الامر بقضايا حساسة مثل القضية النووية فان الهدف من نشر الرسالة الان غير واضح وعرضة للتأويل كما يقول المحللون.
وقال ناصر هاديان جازي استاذ العلوم السياسية السبب الرئيسي /لنشر الرسالة/ هو ابراء نفسه /رفسنجاني/ .
وكان رفسنجاني الذي من المتوقع ان يخوض انتخابات ديسمبر كانون الاول لاختيار اعضاء مجلس الخبراء تعرض لانتقادات من قبل المتشددين بسبب تشجيعه للخميني على انهاء الحرب. ويقول معظم المحللين ان الحرب كانت قد وصلت الى مأزق دموي. ويشرح الخميني في
الرسالة الاسباب التي جعلته يوقف القتال.


وكتب الخميني يقول ان الجيش أعد قائمة طويلة من الاسلحة التي يحتاجها اذا أرادت ايران مواصلة القتال والانتصار في الحرب منها 2500 دبابة و300 طائرة وعدد كبير من الاسلحة النووية والليزر .
ولكن بالنظر الى مثل هذه القائمة بالاضافة الى بواعث قلق اخرى مثل احتياطيات ايران المالية التي كانت تحت الصفر وتداعي الارادة الوطنية للقتال قرر الخميني على مضض انهاء الحرب
قائلا هذا القرار مثل تجرع كأس السم .
وكان قد تم حذف الاشارة الى مسألة القنابل الذرية من الرسالة في النسخ التي اعقبت ظهورها الاول يوم الجمعة رغم ان السبب لم يكن واضحا علي الفور. وقال احد المحللين ان الرسالة
تشير الى ان ايران لم تختار السلاح النووي حتى وهي في حالة حرب.
وقال هاديان جازي ان رفسنجاني الذي هزم امام أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة العام الماضي يستخدم الرسالة كهجوم عام على التشدد.


وقال المحلل السياسي محمود علي نجاد ان رفسنجاني بدا انه يحاول تذكير الناس .. بان هناك مجموعات معينة تحاول مرة اخرى ان تدفع البلاد نحو مواجهة مع العالم الخارجي من اجل تحقيق /اهدافها/ السياسية الخاصة .
وقال انه مثلما اتخذ الخميني قرارا صعبا عندما واجهت ايران الخراب فان المعنى المتضمن هو ان تبحث ايران الان عن التوصل الى اتفاق وهي تواجه ازمة جديدة بشأن برنامجها النووي.
ويسعى الغرب الى اقناع ايران بتعليق تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن ان تنتج مواد لصنع قنابل رغم اصرار ايران على أن اهدافها مدنية. وتواجه طهران الان تهديدات بالتعرض لعقوبات
لرفضها التخلي عن انشطتها النووية.
واحمدي نجاد من المعارضين بشدة للتوصل الى حل وسط بشأن النقاش النووي وكان قد شارك في حرب ايران ضد العراق. وانتقد بشده الذين يسعون لتحقيق مكاسب سياسية من وراء رسالة الخميني.


ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عنه قوله لحكومته يوم الاحد اولئك الذين يعتقدون ان بامكانهم اعاقة العزيمة القوية للامة الايرانية العظيمة على تحقيق التقدم والتنمية من خلال اثارة الشكوك.. لن يكتب لهم النجاح .