النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي لماذا يثق أصحاب الفضيلة في علماء الطب ولا يثقون في علماء الفلك؟

    لماذا يثق أصحاب الفضيلة في علماء الطب ولا يثقون في علماء الفلك؟
    Gmt 200 2006 السبت 14 أكتوبر
    الوطن السعودية



    --------------------------------------------------------------------------------



    عبدالله ناصر الفوزان


    لو أن عدة شهود عدول تقدموا لأصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القضاء الأعلى ليلة السابع والعشرين من شهر شعبان مؤكدين أنهم رأوا هلال رمضان فهل يقبل أعضاء مجلس القضاء الأعلى منهم ذلك ويعتمدون على شهادتهم، على اعتبار أنهم شهود عدول وقد رأوا الهلال بعد غياب الشمس حسب قولهم ولا بد من الأخذ بشهادتهم والإعلان عن دخول شهر رمضان تطبيقا للحديث الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته..".
    الإجابة بالتأكيد بالنفي، فأصحاب الفضيلة لن يقبلوا شهادتهم حتى لو تقدم مئات الأشخاص لتعديلهم، والسبب بسيط وهو أن أصحاب الفضيلة مقتنعون بأن الهلال سيغيب يوم السادس والعشرين قبل الشمس بوقت طويل، وبالتالي تستحيل رؤيته بعد غيابها، ولا بد أن هؤلاء الشهود واهمون وأنهم رأوا شيئا آخر غير الهلال وهيئ لهم أنه الهلال لأن هذا الأمر غير مستحيل أما رؤية الهلال فهو الأمر المستحيل.

    طيب.. علماء الفلك في السعودية وفي غيرها كانوا قد أجمعوا اعتمادا على مسلمات علم الفلك أن الهلال سيغيب قبل الشمس في يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر شعبان بتقويم أم القرى، وأن رؤيته مستحيلة في ذلك اليوم بعد غياب الشمس، ولا بد أن أصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القضاء الأعلى لديهم علم بذلك ومع هذا فعندما جاءتهم شهادات شهود عدول في ذلك اليوم برؤية الهلال لم يقولوا إن الرؤية مستحيلة ويرفضوا الشهادة، بل قبلوها وأوصوا ولي الأمر بالأخذ بها والإعلان عن بداية شهر رمضان في اليوم التالي (السبت) أخذاً بالرؤية وتنفيذا للحديث الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته..إلخ" ومعنى هذا أن غياب الهلال قبل الشمس في ذلك اليوم حسب رأيهم ليس مؤكدا وأن رؤيته بعد غيابها ليست أمرا مستحيلا، وهذا يعني أنهم لم يأخذوا بأحكام علم الفلك مأخذ القبول، وأنهم لا يثقون بعلماء الفلك ولا يسلمون بأحكامهم أي إنهم غير مقتنعين بعلم الفلك وبأحكام علمائه.

    إذاً المشكلة في رأيي ليست في طريقة فهم مضمون الحديث الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.." كما يقول بعض الإخوة المجتهدين الذين يحاولون إزالة اللبس وحل الإشكال بإيجاد تخريجات لمعنى هذا الحديث الشريف، ولكن المشكلة تكمن في عدم اقتناع أصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القضاء الأعلى أو أغلبهم بأحكام علم الفلك، وعدم ثقتهم في مسلماته وأحكام علمائه، ولو كانت تلك الثقة موجودة لما كانت الرؤية مشكلة على الإطلاق لأن ما ينطبق على الرؤية ليلة السابع والعشرين من شهر شعبان لا بد أن ينطبق على الرؤية في ذلك اليوم الذي قال علماء الفلك إن الهلال سيغيب فيه قبل الشمس ورؤيته بعد غيابها مستحيلة.

    وللدخول بشكل صحيح في لب المشكلة ومحاولة فهمها بشكل أدق وأعمق نسأل أصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القضاء الأعلى عن الفرق بين علماء الطب وعلماء الفلك ولماذا ينال الأطباء ثقتهم وقبولهم بعكس الفلكيين مع أن علم الفلك بلغ مرحلة متقدمة جدا من الدقة والإتقان لم يعد هناك معها أي مجال للشك في أحكامه.
    في كل محكمة شرعية الآن من تلك المحاكم المنتشرة في مدن المملكة الكبرى لجنة طبية يأخذ القضاة بأحكامها ويعتمدون عليها وعندما يؤكد متخصصو الأشعة أن شخصاً ما قد فقد إحدى كليتيه أو جزءاً من كبده فإن القاضي لابد أن يقبل هذا التشخيص، وعندما يقرر الطب الشرعي من خلال فحصه أن الوفاة حصلت منذ عدة أشهر ويحدد أسباب الوفاة فلا يمكن قبول شهادة من يقول إنه رأى ذلك الشخص الميت يوم أمس ولا يمكن أن يعتمد سبب آخر للوفاة يختلف عن السبب الذي حدده الطب الشرعي بناء على إفادة شهود، أما عندما تسقط إحدى البنايات ذات الأدوار المتعددة على رؤوس ساكنيها ويقرر المهندسون أن السبب مخالفة من بناها للمخططات وإنقاصه كميات الحديد والإسمنت فلا يمكن تبرئة من بنى العمارة اعتمادا على إفادة شهود غير متخصصين يقولون إن من بنى العمارة وضع الكميات الكافية من الإسمنت والحديد، فلماذا يا ترى تقبل أحكام الأطباء والمهندسين ولا تقبل أحكام الفلكيين..؟.

    إن أصحاب الفضيلة يدركون جيداً أن أقطار العالم الإسلامي بكل دولها وشعوبها تتجه إلى المملكة دائماً في أمورها التعبدية بشكل عام وتتجه لها بشكل خاص في تحديد بداية شهر رمضان الكريم وأوقات مناسك الحج. وهذا العالم الإسلامي الكبير هو جزء من هذا العالم المتحضر الذي تقدم كثيرا في جميع شؤونه بفضل تطور العلوم المختلفة بما فيها علم الفلك، لذلك فإنه عندما يتفق علماء الفلك في العالم الإسلام بل في العالم أجمع على أن الهلال سيغيب قبل غياب الشمس في العالم الإسلامي يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر شعبان 1427هـ وتستحيل رؤيته تبعاً لذلك بعد غيابها ثم تفاجأ الشعوب الإسلامية بأن المملكة قد أعلنت في ذلك اليوم أنه قد تمت رؤية الهلال بناء على إفادة شهود وأن اليوم التالي هو اليوم الأول من أيام رمضان فإن ذلك لابد أن يسيء كثيراً إلى مكانة المملكة في نظرهم وفي مصداقيتها ويهز ثقفتهم فيها وفي علمائها.

    بصراحة... هذا أمر بالغ الغرابة.... علماء الفلك المتخصصون يؤكدون أن الهلال غاب ذلك اليوم الجمعة قبل الشمس وأن رؤيته بعد غروبها أمر مستحيل... فيصرف النظر عن حكمهم العلمي الدقيق ويتم الأخذ بشهادة شهود قالوا إنهم رأوا الهلال بعد غياب الشمس مع أن احتمالات خطأ الشهود واردة جداً في حين أن أحكام علم الفلك بالغة الدقة .
    إنني أقدر تماما موقف بعض أصحاب الفضيلة الذين يرون الأخذ بأحكام العلم ورد الشهادة إذا كانت الرؤية مستحيلة في نظر علم الفلك، ولكن المشكلة تكمن في موقف أصحاب الفضيلة الآخرين الذين هم أكثر عدداً والذين يثقون في شهادة الشهود أي شهود أكثر من ثقتهم في أحكام علم الفلك وعلماء الفلك في وقت أصبح العلم فيه هو سيد الساحة في العالم أجمع.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    افتراضي

    هو هذا "هم" سؤال؟
    عيد الاضحى اخذوه ال سعود
    حاسدينا على عيد الفطر والاول من رمضان؟
    والله زمن!!!!!!!!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني