 |
-
تأطير المسلمين ونشوء المذاهب (الوهابية كنموذج
في عام 656 للهجرة النبوية سقطت الخلافة الاسلامية وتم احتلال بغداد عاصمة الخلافة على يد المغول , وكان سقوط الخلافة قد مثل مشكلة كبيرة, ليس لى مستوى السياسة فقط بل تعداه الى نشوء مشاكل عقائدية وفقهية ذلك ان المسلمين السنة يرون الخلافة قرشية الهوية ، ولحل هذا الاشكال ولكون المماليك والسلاجقة هم الأقوى سياسياًفي تلك الفترة قام المماليك باستدعاء عم المستعصم (الخليفة ألذي قتل في بغداد) وتم تنصيبه أميرأً للمؤمنين وبشكل رمزي في احتفال بهيج ، وفي ذلك العهد وهو عصر الضعف سادت البدع في العالم الاسلامي وتم قفل باب الاجتهاد أمام العلماء الجادين وحمل المماليك الناس على التقيد بأصحاب المدارس الفقهية الاربع المعروفة فكان هذا التأطير مدخلا لتحول النظرة الى هولاء العلماء من كونهم اصحاب مدارس علمية الى كونهم طوائف من البشر مما أوحى الى كثير من غير المسلمين أن الاسلام عبارة عن طوائف !! رغم أن الاختلافات بين أقوال العلماء تكاد لاتتعدى الاجتهادات ,فكان ظهور ابن تيمية وعدم تقيده بهذا الوضع السائد قد سبب اصتدامه بالسلطة الاجتماعية قبل السياسية فكان هذا العالم يدعوا لمنهج السنة النبوية
وسنة صحابة الرسول (ص) والأخذ منها بشكل مباشر مع فتح باب الاجتهاد لكل مؤهل من العلماء .
وتوفي العالم ابن تيمية في السجن دون أن تجد اطروحاته الطريق ،واستمر التأطير ففي كل مدينة واقليم في العالم الاسلامي يوجد أربع قضاة لكل (طائفة!) وأربع ائمة لكل مسجد , وأنتشر التصوف فكل عالم يموت يتم دفنه والبناء عليه ثم يتطور الأمر بالصلاة عند مقامه الى أن يصل الأمر الى التوسل به عند الله!!!
وزاد من خطورة الأمر تبني الدولة العثمانية لهذه العقائد بعد استلامها زمام الخلافة منذ عام 923ه ,فكان من الطبيعي ظهور من يدعو الى الرجوع الى منهج السلف الأول ونبذ مااحدث ,فكان ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة 1158ه وتبني آلسعود لدعوته الى اصلاح حال المسلمين ولو بالقوة اذا ماقيمت الحجة عليهم فكانت سياسة السعوديين هي الرسائل والمنشورات (أورد الجبرتي المؤرخ نص أحدهذه المنشورات في تاريخه) ومن ثم القتال على المخالفين(العثمانيين) ,ولأن الصراع السعودي العثماني كان على المسائل الدينية لجأت الدولة العثمانية الى تأطير السعوديين وتصويرهم أمام ا لمسلمين بأنهم اصحاب مذهب مخالف لاهل السنة (الوهابية) وأنتقل هذا الاسم الى جميع أنحاء العالم الاسلامي واوربا فجميع الدراسات عن تاريخ الدولة السعودية والمكتوبة في اوربا لابد وأن تحمل في عناوينها كلمة (الوهابية) ، ففي اثناء الصراع السعودي العثماني كان جنود العثمانيين يقراون صحيح البخاري وهم يترنمون اعتقاداً منهم انه سينصرهم !!!
جذور وعوامل التاطير
في الحديث يقول الرسول (ص) مامعناه أن المسلمين سينقسمون الى بضع وسبعون فرقة....الخ ، وقد نشط المسلمون الى تتبع الفرق في محاولة الى ايصالها الى العدد المذكور في
الحديث ، فكان هذا مايدعو المسلمين الى اعتبار أي مقولة شاذة لشخصين أو أكثر مذهبأ وفرقة جديدة !!! بل ومن العجيب أن انه في كتاب الملل والنحل للشهرستاني أن تجد فرق الشيعة مثلاً بهذا العدد ، اي أن الشهرستاني لم يفرق بين الطائفة كمجموعة بشرية قد تكون شعبأً بأكمله ، ومقولة شخص أو اثنين ، فمن غير المقبول اعتبار المعتزلة طائفة ، بل هي مدرسة في العقيدة قال بها مجموعة من العلماء , واعتبارها فرقة من الناس أمر في من المبالغة الشيء الكثير ، وليس يعني ذلك عدم انطباق الحديث على الأمة فلربما المقصود هو تفرق المسلمين سياسياً كما حدث في العصر العباسي أو كما هو الحال اليوم وقد ذهب الباحث أحمد امين الى أن اًصل المذاهب هو السياسة ، والمنصف ليرى أن( منصب الخلافة) عند المسلمين هو محور الاختلاف ويبدأ الصراع في العادة بسلاح التأطير ، فمن يقول بمقولة ما في الدين ويجهد في نشرها يتم تاطيره من قبل مخالفيه ومحاولة ابعاده عن اسم الاسلام بنبزه بأسم آخر، فأسماء الفرق في الكتب التي تناولت البحث في العقائد هي في الاغلب نبز من المخالفين والغريب ان من يتم نبزه يرتاح لتسمية خصمه اعتقاداً أن هذه التسمية تغيضه!! فردة الفعل هي بلا شك من عوامل التاطير السابقة التي تبذر لنشوء مذهب جديد مايلبث ان يتطور من قبل بعض المتحمسين ليصبح مع مرور الزمن طائفة جديدة ومذهب جديد .
وتاكيداً على ذلك فان مذهب الزيدية مثلاص نشأ وعرف بهذا الاسم كردة فعل على النظام الاموي ، يقول السيد علي بن عبدالكريم في معرض كلامه عن تسمية الزيدية مانصه :
( لأن هذه النسبة لم يطلقها الإمام زيد على نفسه ولا على أتباعه ولا أطلقها أتباعه على أنفسهم في البداية ، وإنما أطلقها عليهم حكام بني أمية ، ثم بني العباس على أي ثائرٍ عليهم من بعد الإمام زيد عليه السلام من أهل البيت النبوي الشريف . فالتسمية إذاً تسميةً سياسية في الأصل ولكن الزيدية الطائفة رضيت بهذه التسمية ، واعتبرتها شعار حرية وكرامة وجهاد وتضحية في سبيل الله والمستضعفين ...الخ
وهي كلمة تؤكد ان هدف الخصم تحقق في التأطير وان اتباع الامام زيد وقعوا في الفخ السياسي .
تأطير الاسلام في السعودية
وفي هذه الايام توجد محاولة لتأطير الاسلام في السعودية على اساس أنه (وهابي ) وقد تنبه الامام عبد العزيز آلسعود الى خطورة ذلك في الخطبة التي القاها في مكة عندما دخلها فقال بالحرف الواحد ( لم نتبع مقولات محمد بن عبد الوهاب الا ماوافق منها كتاب الله وسنة نبيه...) ،ويجهد البعض وخاصة من الشيعة في الوقت الحالي الى ترسيخ هذا النبز في محاولة لفصل أهل السنة عن بعضهم فهم يصرون على أن السعودية ذات مذهب مخالف لأاهل السنة!!! والجدير بالذكر أن الباحث الاسلامي المعروف محمد جلال كشك قد استخدم مصطلح ( الوهابية) في كتابه (السعوديون والحل الاسلامي ) وبرر استخدامه للتسمية من باب الخطأ الشائع أفضل من صواب مجهول ، كما استخدمها الكاتب الراحل (عبدالله القصيمي ) اعتقاداً منه بان ذلك يغيظ المتصوفة !!
ومهما كانت المبررات لاستخدام تسمية الخصوم فهي تدل على نجاحهم في التأطير وان من يؤيد الشيخ عبد الوهاب ويستخدم مصطلح الوهابية يعني انطباق ردة الفعل ألتي اشرنا اليها وهي تؤدي الى نتائج غير محمودة في أغلب الأحيان.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |