الحكيم يبحث مع بوش إنهاء دوامة العنف الطائفي
(صوت العراق) - 05-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
الحكيم يبحث مع بوش إنهاء دوامة العنف الطائفي بأسرع ما يمكن
عارض سحبا فوريا للقوات الأميركية في العراق
واشنطن: طلحة جبريل
اعلن رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم اثر لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في واشنطن، معارضته لسحب فوري للقوات الاميركية من العراق.
كذلك بحث مع الرئيس الاميركي جورج بوش «وضع حد لدوامة العنف الطائفي في العراق باسرع ما يمكن» بالتزامن مع اعلان اللقاء المرتقب بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لبحث وضع خطط جديدة في العراق. وقال الحكيم لدى خروجه من وزارة الخارجية ان الحكومة العراقية «طلبت من القوات الاميركية البقاء في العراق، مع تسليم مزيد من المسؤوليات الى المسؤولين العراقيين والقوات العراقية، لكي تتمكن من حل مشاكل الارهاب» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
والتقى مسؤول ابرز حزب شيعي عراقي رايس قبل توجهه الى البيت الابيض لاجراء محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش، واشار الى انه اجرى محادثات «واضحة وشفافة وصادقة» مع رايس. وردا على سؤال عن الرسالة التي يمكن ان يحملها النظام العراقي الى الادارة الاميركية بواسطته، قال الحكيم انه «لا يحمل أية رسالة».
وقال مصدر في البيت الابيض لـ«الشرق الاوسط» ان اللقاء مع الحيكم تم على اساس انه يقود أكبر تكتل نيابي في البرلمان العراقي يضم 128 نائباً، وليس بصفته المذهبية.
ويعتقد الرئيس بوش الذي عقد الاسبوع الماضي اجتماعاً مع نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية في الاردن، إن دعماً اميركياً لحكومة المالكي من شأنه ان يقود العراق نحو الاستقرار، بيد ان لقاء امس بين بوش والحكيم يشير كذلك الى ان الادارة الاميركية ترغب في «علاقات مباشرة» مع الاطراف التي تعتقد انها تؤثر على القرار السياسي والأمني في بغداد.
وترى بعض التحليلات ان لقاء البيت الابيض يشير الى ان ادارة بوش قررت ان تتعامل كذلك مع الزعامات التي تتبع لها مليشيات مسلحة، مثل الحكيم الذي يقود مليشيا «بدر» المتهمة بالتورط في أحداث العنف. لكن ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي نفى هذه النظرية نفيا قاطعا. وقد فسرت بعض التحليلات استقبال بوش للحكيم الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع ايران باحتمال ان يقنع المسؤول العراقي بوش بأن على واشنطن ان تشرك غريمتها طهران في البحث عن حل للوضع في العراق. واشارت التكهنات الى وجود ميل لدى ادارة بوش الى السعي لايجاد وسائل جديدة للمساعدة في ارساء الاستقرار في العراق.
ويقوم الحكيم، زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، بزيارة لا سابق لها الى البيت الابيض في حين يسعى الرئيس الاميركي ومستشاروه الى وقف انزلاق العراق في حرب اهلية، في حين اقروا بضرورة اجراء تغييرات على السياسة الاميركية في العراق.
ولا يتولى الحكيم اي منصب في الحكومة الحالية بسبب قرار اتخذ بعدم اشراك رجال دين فيها، لكنه يتمتع بنفوذ كبير بسبب الجناح العسكري في المجلس الاعلى وهو منظمة بدر التي يقدر خبراء اميركيون انها تضم اربعة آلاف الى عشرة آلاف عنصر.
وقال احد معاوني الحكيم من واشطن في اتصال مع «الشرق الاوسط» ان الحكيم سيعقد مؤتمرا صحافيا بعد لقائه بوش يوضح به مضمون لقائه والمباحثات مع الرئيس الاميركي.
وكانت دعوة بوش الزعيم الشيعي النافذ عبد العزيز الحكيم لزيارته في واشنطن، قد اثارت تكهنات حول ما اذا كانت ادارة بوش قد قررت، في وجه العنف المتصاعد، ان تعمل مع الاكثرية الشيعية. لكن هادلي نفى هذه النظرية نفيا قاطعا.
وقال في مقابلة تلفزيونية، «هذا غير صحيح بتاتا. اننا نعمل بطبيعة الحال من اجل قيام عراق ديمقراطي». وشدد هادلي على ان الميليشيات العراقية الناشطة خارج اطار القانون يجب ان تحال الى القضاء، موضحا ان القوات الاميركية والعراقية بدأت تنظم عمليات «لمطاردة قادة فرق الموت». واكد السفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد ان زيارة الحكيم الى البيت الابيض تهدف الى «تشكيل جبهة معتدلة لرص الصفوف في وجه المتطرفين». واوضح ان «على شيعة العراق ان يسيطروا على المتطرفين في صفوفهم»، لكنه لم يذكر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يقود ميليشيا «جيش المهدي».