 |
-
( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
يغمرني شعور بالسعادة لانتمائي لمذهب أهل البيت عليهم السلام و تأخذني الرعدة لعظمة الفكر الشيعي الذي قدموه
فبحمد الله لا زال باب الاجتهاد مفتوح وفق خطوط عامة و أسس بناها الإسلام ...
ويعتريني الحماس الشديد عند قراءة محاورة فكرية أو عقائدية بين عالمين شيعيين لأنني أرى حرية الفكر الذي يحملونه على أرض الواقع ....
يحصل الاختلاف أحيانا بين العلماء نتيجة الانفتاح في الفكر الشيعي فكل عالم لم يتبن رأيه اعتباطا بل توصل إليه بعد إعمال الفكر في المعقول و المنقول....و هو أمر متوقع بديهياً و المفترض أن يكون مقبولاً
لدى الجميع...
أحياناً تأخذ حمية الدفاع عن العقيدة بعقول بعض العلماء فتفوته تلك الحقائق وهو ما حصل في أكثر المدارس الفقهية من جميع المذاهب الإسلامية بل إن بعض تلك لمدارس تذهب لتكفير من يخالفها الرأي و إهدار دمه و بحمد الله لم نصل لتلك المرحلة في مدرسة أهل البيت.
ينتج عن الحمية الناشئة عن نية حسنة بغية الذب عن العقيدة الحقة أو الرأي الفقهي الأصوب قليل من التصادم الفكري يُترجم بشكل توهين للرأي المخالف و إقصائه بل ومهاجمته على أنه رأي فاسد مضل قد يضل العوام إن استمعوا له و من واجب النخبة أن تحذرهم و تبين لهم طرق الرشاد رغم أن ذلك الرأي المخالف ما خرج إلا وفق المقاييس ذاتها التي خرج بها الرأي الآخر....
في السنين الماضية لم تتوفر للناس سبل الإطلاع على آراء العلماء و اجتهاداتهم و كانوا بمعزل عما يدور بين أولئك العلماء من اختلافات فقهية و فكرية...
إلا أن تطور وسائل الاتصال الحديثة و وفرة الكتب المنشورة ساعدت العوام على مشاركة الخواص في تفكيرهم و التفاعل معهم سلباً أو إيجاباً...
المشكل الذي وقع فيه العوام هو فقد بعض الاحترام لمقامات العلماء و إسقاط لهيبتهم لأنهم رأوا أن بعض العلماء لا يتبادلون الاحترام فيما بينهم وهم من كان يُفترض بهم أن يكونوا مصدراً لحُسن الخلق يلهم العوام ليتبعوه.
فعلى من يجد نفسه مبتلى بتفريق الطائفة و محاولة جعل الاختلافات بين المرجعيات كأنما هي اختلافات مذهبية أن يراجع نفسه.....
هل الأولوية تُوجب تبيان فساد رأي فقهي أو عقيدة للعامة على حساب توهين مقامات العلماء.الأمر الذي يرجع ضرره على مقام المبتلى نفسه و علماء الطائفة كافة؟
أم
انتهاج الحكمة و الموعظة الحسنة و تجنب التشنج في هداية المخالف لنا في رأينا الذي نظنه الرأي الأصوب وحتى غض الطرف عنه في سبيل المحافظة على وحدة الطائفة في مواجهة الهجمات؟
نعيب على العامة خوضهم التافه في أحاديث تتناول من يقلد زيد و من عدل في التقليد عن عمرو , فضلا على أن يكون الخواص هم المتورطون في تلك التوافه !
ترى بعض العوام ينافح دفاعاً عن رأي و يجرح في من يتبنى رأياً آخر وهو لا يعلم أن مرجعه في التقليد يتبنى الرأي الآخر . فإذا علم , عاد للتجريح في من يتبنى رأيه الأول ! وهذا التناقض ما هو إلا الثمرة المرة للتعصب الأعمى.فأحرى بالخواص أن يترفعوا عن صغائر الأمور.
على العالم أو الكاتب الإسلامي أن يعي التطورات الحاصلة و يأخذ بالحسبان أن من يسمع له و يقرأ هم أفراد من مشارب مختلفة و عقول ذات قابليات متفاوتة فبعضهم لا يتعد مستواه العلمي أبجديات العربية و الآخر مستبصر جديد على المذهب ولكلٍ لغة يُخاطب بها و يتجاوب معها وليس من الحكمة أن ننفر الناس من مذهب أهل البيت الرباني المقدس بسبب نقص في وعي من ينتسب للعلم أو من يلبس رداء العلماء و تنازعه النفس الأمارة لتحقيق مآرب دنيوية لا تليق بمن هم في مكانته.
إخوتي يا شيعة آل محمد يا أبناء علي و فاطمة ...الأمر خطير و يستحق التفكير بجدية لما فيه صلاح الدنيا و خير الآخرة حتى لا ينتهي بنا الحال أن نكون مصداقاً لما ذكره الحكيم في كتابه الكريم : ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الحشر 14.
وفق الله الجميع لعبادته حق العبادة....
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |