النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    AUSTRALIA
    المشاركات
    552

    افتراضي ما بين الضاري والحكيم! رشيد الخيون

    ما بين الضاري والحكيم!

    رشيد الخيون ( كاتب عراقي شيوعي سابقا علماني حاليا)

    كان نبأ صدور مذكرة تحقيق، أو توقيف، ضد الشيخ حارث الضاري كشفاً لحقيقة عمق الخلاف الطائفي المسيس بالعراق. وسائل إعلام السيد عبد العزيز الحكيم أثنت على المذكرة. ومن جانبه أصدر حزب الدعوة الإسلامية بياناً داعماً، مع أن لسان حال الحكومة تبرأ من الأمر. وبالمقابل، نددت بالمذكرة المفترضة وسائل إعلام الشيخ الضاري، حتى جعلتها القشة التي قصمت ظهر العراق، لا ظهر البعير. وأسرع ما جاء في الردود على بيان الدعوة: كيف أغفل الحزب مذكرة قضائية لا لبس فيها، بينما حث على اعتقال الضاري بتهمة أخف وطأة من تهمة قتل نجل مرجع الشيعة الأعلى عبد المجيد الخوئي!

    في حراجة وضع العراق، لا يسع النائي عن الثقافة الطائفية الهابطة، إلا التمثل بقول سديد: «إن البقر تشابه علينا». هل كانت مقاتل مثلث الموت باللطيفية واليوسفية وطريق الفلوجة، ضد الشيعة، هي بداية المواجهة؟ أم أن البداية كانت باقتحام مساجد ببغداد على خلفية أنها كانت مساجد شيعية سلمها صدام حسين لأهل السُنَّة؟ ومعلوم ماذا يصاحب احتلال أو استرجاع مساجد بالقوة من عبث، وما يترك من حزازات! عموماً، لا بد من بداية، شيعية كانت أو سُنَّية. لكن، قطعاً كان الزرقاوي وجماعة القاعدة، وهم ليسوا عراقيين، سبقوا الجميع إلى فتح بوابات جهنم، ومدوا الخطوط في ما أُطلق عليه بحواضن الإرهاب. هذا، وليس لأحد إغفال حقيقة أن بين سُنَّة العراق وشيعته ما يكفي من الأشرار لهدم عشرة بلدان، وبالمقابل، فيهما من الأخيار ما يكفي لتحويل صحارى العراق إلى «جنات معروشات»، غير أن من طبيعة الشر هو انفجاره الكارثي، أما الخير فينساب وبتأنٍ.

    أين يضع الشيخ الضاري والسيد الحكيم نفسيهما من انفجار الشر بهذه الكارثية؟ ونسألهما لا بدماء الأباعد من العراقيين بل بدماء أخويهما آية الله محمد باقر الحكيم، والشيخ ضامر الضاري (قُتل مع الأول حوالي ثمانين شخصاً، ولحق بالثاني من قتلى هيئة علماء المسلمين 183 عضواً): هل تفاتشا وتباصرا في أمر التداخل بين الضحايا والمجرمين؟ أم أن الضراوة بينهما تقدمت على الحكمة؟ أخذ الشيخ والسيد يلعبان لعبة التأجيج الخطيرة. الشيخ يتحدث عن آل الحكيم وأتباعهم مثل جالية من الغرباء، وبالتالي يتفرع النعت إلى الرمي بالمؤامرة على العراق، والعمالة للجار الذي ما من جيرته بدُ، واستخدام كل مفردة لا ينفع بعدها صلح ومصالحة. ويحضر كثيراً اسم أبي مسلم الخراساني (قتل 137هـ)، كأصل (للمتآمرين الغرباء). مع أن التاريخ يشهد للخراساني أنه قطع الأمل العلوي والشيعي عموماً في دولة شيعية عقائدية، وقد أتى إلى جعفر الصادق، فقال له الأخير: «ما أنت من رجالي، ولا الزمان زماني» (الشهرستاني، الملل والنحل).

    وبحكم التَّواد ما بين التحالف الكوردي والائتلاف الشيعي، دخل الرئيس جلال الطالباني طرفاً في المعركة الإعلامية الأخيرة. ولا أجده قادراً على البراءة من نسبه إلى ذلك (المتآمر) الكبير أبي مسلم الخراساني، برواية الشاعر الظريف أبي دُلامة (ت 161هـ)، حين قال هاجياً: «أفي دولة المهدي حَاولتَ غدرةً.. ألا أن أهل الغدر أباؤك الكُرد» (ديوان أبي دُلامة). وهذا ما أفاض به مدير الأمن العام السابق فاضل البراك في كتابه «مصطفى البارزاني الأسطورة والحقيقة». ولو علم المؤرخ محمد أمين زكي (ت 1948) أن سيكون هذا الاسم مثبلة على قومه، ويأخذه على محمل الجد مدير أمن دولة البعث، لاستثقل ظرافة أبي دُلامة، ولم يجعل، في كتابه «خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان»، لأبي مسلم نسباً كوردياً.

    وعلى الضفة الأخرى نجد الخطاب الإعلامي للسيد، يُقدم مفردة النواصب، ومحاولة تغليب مصطلح أتباع آل البيت على مصطلح العراق والعراقيين. وتحويل ما مارسه خليفة أو والٍ، في صراعات سياسية لها زمنيتها، إلى تهمة مؤبدة يشار بها خفية، وعلانية في أحايين، إلى طائفة يُراد مشاركتها في الوطن. عموماً، في فقه المغالبة وحزبية الطائفة تُعمى الحدود بين الحق والباطل. يصبح الإرهابي مقاوماً شريفاً، ويمسي العابث بحياة الناس، في الطرقات والجامعات، من أتباع آل البيت! لقد ضاقت النجف نفسها بهذا الخطاب، فكيف ببلدات العراق الأخرى؟

    سألت رئيس منظمة بدر، عضو البرلمان العراقي، هادي العامري، في لقاء غير متوقع في رواق مكتبة الاستشراق البريطاني، حول ما حصل مع الشيخ الضاري؟ قال: «لا يكف من نعتنا بالصفويين والفرس! وأنا عامري عربي، وأفخر بصاحب المعلقة لبيد بن ربيعة العامري»! وحينها كتمت في نفسي ما كان على طرف اللسان، لممازحته بالقول: كان عمرو بن عبد ود العامري من أبطال الخندق (الخامسة هجرية)، وربما تغير مجرى التاريخ لو قدر على قتل الإمام علي بن أبي طالب عند مبارزتهما الشهيرة! لذا لا يُعتد كثيراً بالأُصول!

    ويرى حفيد الشاعر، مثلما انتسبَ، لا حفيد فارس جيش الأحزاب: أن الشيخ الضاري لا يريد الاعتراف بتبدل الأزمان، فهو ما زال متشبثاً بحكم الطائفة الواحدة! مع أن المعادلة السياسية ماعادت كما هي قبل التاسع من أبريل 2003! ولا بد من قبول الشراكة. ولما سألته عن ملابسات القتل؟ قال: «عندما يقتلُ شيعي سُنِّياً ينساب بين الأبرياء من الشيعة، وكذلك ينساب القاتل السُنِّي بين الأبرياء من السُنَّة. وهكذا يظهر الأمر وكأنه حرب أهلية بين الطائفتين، وهي ليست كذلك».

    وبطبيعة الحال، تحتم طبيعة وجود وتأسيس بدر بإيران السؤال التالي لرئيسها: «هل تحمل مشروعاً إيرانياً»؟ قال: «أنا عراقي، واعتز بعروبتي، وبيدي مهام دولة. وتبنّى تنظيمنا ما كان محرماً، وهو الديمقراطية، كوننا إسلاميين، فما هي حاجتنا لتبني مشروع دولة أجنبية»؟ وعندما سألته هل لهدر الأرواح الكارثي من نهاية؟ أجاب: «ما زال الوضع الأمني بيد الأميركان، ليس هناك نهاية»! وهنا يلتقي منطق رئيس منظمة بدر مع منطق رئيس هيئة علماء المسلمين، فهو يعتبر رفع يد المحتل نهاية الكارثة!

    ما بين الشيخ والسيد أكثر من آصرة للتعايش، وبودنا جعل الدين هو الآصرة الأولى قبل الوطن، إلا أن تجاوز حاجز الطائفية السياسية بين الجهتين بات مستحيلاً. لذا الأنسب لهما ولأهل العراق كافة، من فجر وجود تعدد الطوائف، هو مبدأ: «الدين لله والوطن للجميع»، بأقل ضراوة وأكثر حكمة.
    اهواك يا خــير الورى بعد النــبي الا تراني
    كم في هواك معذب انا يا علي وكم اعاني
    اني احبك يا علي وغير حبك ما سباني
    من الاله بها علي محبة هزت كياني
    فأكاد من طربي اطير وحار في المعنى بياني
    ثملا بلا خمر أصير اذا ذكرت علي على لساني
    سلام الله عليك يا امير المؤمنين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    اصبحت الموده بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ان لجا المثقفين والباحثين الشيوعيين الى البحث في الاديان كل على دينه وطائفته فخرج من هؤلاء الكثير بالوسط الشيعي على اعتبار الحزب الشيوعي العراقي اكثره شبعة


    ومن هؤلاء هو هذا الكاتب رشيد الخيون بدا هذا الكاتب بحوثا قيمة حول الشيعة والتشيع وعندما خلص ما عنده اصبح يكتب في الشرق الاوسط مقالات واضحة المقصد الا وهو المال


    والا فالمتابع لمقالاته سيجد ان ما يسطره هو في خدمة ما تنشره الشرق الاوسط الصحيفة السعودية لا بل اصبح يهاجم الشيعة بدل ان يكون حياديا في هذا الامر , لا بل بحجة نبذ الارهاب يتحامل على الشيعة ويصفهم باوصاف قاسية كل ذلك ارضاءا لرحمن عبد الراشد صاحب جريدة الشرق الاوسط

    انها الدونية عند ما يسمون المثقفين العراقيين الشيعة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني