 |
-
خفايا ما يحدث في السجون الكردية
خفايا ما يحدث في السجون الكردية
(صوت العراق) - 27-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
خفايا ما يحدث في السجون الكردية .. المئات يحتجزون بدون محاكمات في زنازين صغيرة
نيويورك – الملف برس
كشف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز ما يعانيه السجناء المحتجزين في السجون الكردية، لاسيما اولئك الذين مضى على احتجازهم بضع سنوات من عمليات تعذيب وتجويع.
وبحسب التقرير فان السجون الكردية التي تمتلئ بالنزلاء تضم ايضا المئات من المشتبه بانهم من المتمردين ، الذين يعانون من غياب نظام قانوني لتقرير مصيرهم، بينما تقول حكومة اقليم كردستان انهم يشكلون خطراً، وان بينهم من يرتبط بالارهابيين او المجموعات المسلحة في العراق وافغانستان. لكنها تعترف ايضا انها محرجة بسبب الميزانية الصغيرة، ومحدودية مساحة السجن والقدر المحدود من الاجراءات القضائية لمتابعة القضايا.
وقال سركوت حسن قائد قوات الامن في السليمانية :" ليست لدينا محاكم لهم ، وليس لدينا قانون ضد الارهاب واي قانون نصدره لن يسري عليهم لانه لن يكون باثر رجعي". وتعود المشكلة الى المرحلة التي سبقت الاحتلال الاميركي للعراق حينما كان الاقليم الكردي منفصلا عن سلطة صدام حسين، ووقتها كان الاكراد يحاربون انصار الاسلام وهي مجموعة متمردة ارهابية صغيرة فرضت سلطتها في منطقة متاخمة للحدود الايرانية عام 2002 .
وقد القى الاكراد القبض على الكثير من الارهابيين المشتبه بهم ، من دون ان تكون لديهم فكرة واضحة في كيفية التصرف معهم سوى القاءهم في المعتقلات، وبعد عدة اسابيع من بدء الحرب عام 2003 قام الاميركيون والقوات الكردية بهجمات استهدفت انصار السنة وقتلت الكثيرين وشتت الباقي ، ولكن الحدود مع ايران بقيت مفتوحة لذلك هرب معظم المتمردين. لكن ايديولوجية انصار الاسلام وجدت لها رواجاً في مناطق السنة العرب في العراق واصبحوا يشكلون خطراً اكبر كمتمردين، بينما امتلئت السجون الكردية بالاشخاص المتهمين بالاشتراك معهم .
وبينما يطلق الكثير من المحتجزين التهديدات ، الا ان الاخرين يقولون بانهم ابرياء، ويتذرع المسؤولون الاكراد ان لديهم وسائل محدودة للتمييز بينهم. يقول حسن نوري المسؤول الامني الكردي عن السجون في كردستان ، ان السجناء في وضع متشابه مع المحتجزين من قبل الاميركيين في غوانتنامو " نحن لا نستطيع اطلاق سراحهم وسنحتفظ بهم الى الفترة التي يجب استمرارها ". ولا يعرف عدد السجناء ، ولكن في هذا السجن الذي يدار من احدى القواعد العسكرية الكردية في السليمانية ، فان هناك 120 محتجزا بتهمة التمرد .
هنية مفتي ، الباحثة في منظمة العفو الدولية التي تحقق في ظروف السجن وغياب الاجراءات الحالية للمحتجزين ، قدرت عدد المعتقلين بنحو 2500 شخص محتجز من قبل السلطات الامنية التابعة للحزبين الكرديين ، لافتة الى ان ثلثي عدد المحتجزين متهمين بالتمرد.
وقالت المفتي انها شجعت القادة السياسيين الاكراد لتعين لجنة مستقلة لمراجعة قضايا جميع هؤلاء المحتجزين . وتابعت " لا تقول افتحوا ابواب السجون ، ولكن بدلا من ذلك اقترحنا تهيئة الاليات التي تسمح ما يستحقه كل محتجز وتقرير مصيره وتحديد لماذا وكيف تم احتجاز كل واحد منهم والى متى وتحت أي ظروف".
وبحسب تقرير النيويورك تايمز فان المسؤولين الاكراد لم يطوروا لحد الان مثل هذه السياسة ، اذ ان السجون عبارة عن مستودع لخزن هؤلاء الناس. ونبه الاحتجاج في بداية هذا الشهر الى حجم المعاناة التي يتسبب به الاحتجاز بسبب قرارات الحكومة الكردية في الحالات المشابهة في اربع زنزانات المرئية بمساحة 50 متر مربع لكل منها ويحتجز في كل واحدة ثلاثين شخصا .
ونقلت الصحيفة الاميركية عن شخص يدعى يونس احمد من كركوك قوله: انه محتجز منذ سنتين بدون توجيه أي تهمة له، وقال لقد احتجزت ببساطة من قبل الجيش الاميركي ثم سلمت الى الاكراد . وتابع ان الاميركيين عاملوه بشكل مقبول وكانوا يحترمونه ويطعمونه ، ولكن منذ تسليمه الى الاكراد وهو يتعرض للضرب والاهانة والتجويع والزجر والكثير من التصرفات الاخرى .
اما السجين احمد جميل الاسترالي الجنسية والبالغ من العمر 24 عاماً فقد قال انه احتجز منذ عام 2004 بدون أي تهمة، وشكا من ان السلطات الكردية لاتعطيهم الماء الكافي للشرب ولا الادوية . لكن السلطات الكردية قالت ان هذا الشخص جاء الى العراق للانضمام الى المتمردين ولكنه يراوغ في عدم الاعتراف بذلك .لكن انرو تود احد الناطقين باسم وزارة الخارجية الاسترالية قال ان جميل شخص استرالي وقد زاره القنصل الاسترالي في السجن وتباحث مع السلطات الكردية بشأنه دون ان يقدم تفاصيل اخرى لكنه اشار الى ان جميل كان في زيارة لاهله في العراق .
احد السجناء الاخرين اسمه الحاج اسماعيل ابراهيم وهو عراقي عربي تدرب مع طالبان في افغانستان قبل هجمات الحادي عشر من ايلول، قال انه محتجز بدون اتهام او أي تحقيق قضائي منذ اكثر من خمس سنوات، وقال ان 10 الى 15 سجين اخر اختفوا وانه يخاف من انهم اعدموا " . واضاف " سألنا الصليب الاحمر للبحث عن هؤلاء الاشخاص ولكنهم لايعرفون مصيرهم ". وقال ان احد السجناء واسمه قيس ابراهيم خضير هو مفقود الان وكان قد اعتقل في عام 2002 بتهمة محاولة اغتيال برهم صالح الذي كان في حينها رئيس وزراء الجزء الشرقي من الاقليم الكردي. وقد اراد برهم صالح بعدها اطلاق سراح السجين المذكور لكن بقية المسؤولين الاكراد رفضوا وقالوا يجب اعدامه، ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر فرع السليمانية بانها تقوم بزيارات الى السجن وبانها على اتصال مع السلطات الكردية حولهم . لكن الجيش الاميركي يؤكد بانه غير ضالع بهذه السجون بشكل مباشر ، وقال احد المسؤولين العسكريين الاميركيين هناك انهم ليسوا في طور ممارسة دور في النظام القانوني في اقليم كردستان ، ولدينا دور امني في المنطقة التي يوجد فها السجن ولكن ليس لدينا دور حالي او مباشر في ذلك السجن ".
وكان السجن قد شهد تمرداً مطلع الشهر الجاري احتجاجاً على سوء المعاملة وقالوا انه لم يسمح لهم بوجود القرآن ، وان الطعام سيء وفي الغالب متعفن، فضلاً عن تعرضهم للضرب على ايدي بعض الحراس ، لكنهم اوقفوا احتجاجهم في الرابع من هذا الشهر ، حينما سمحت السلطات المحلية بنقل ثلاثة حراس غير مرغوب بهم ، والسماح باقتناء ثلاثة نسخ من القرآن في الزنزانات.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |