بغداد، العراق (cnn) -- استأنفت المحكمة العراقية الخاصة الاثنين أولى جلسات محاكمة الأنفال دون الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اُعدم شنقاً حتى الموت في 30 ديسمبر/كانون الأول الفائت، بعد أربعة أيام من مصادقة هيئة التمييز العراقية على حكم محكمة "الدجيل".
ومع استئناف جلسات المحاكمة، أمرت المحكمة بإسقاط كافة التهم بحقه وذلك بعد تسعة أيام على تنفيذ حكم الإعدام على صدام.
وقال القاضي محمد العريبي الخليفة إن المحكمة قررت وقف كافة الإجراءات القانونية بحق صدام حسين منذ تثبيت قرار المحكمة بإعدامه، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وتواصل محكمة "الأنفال" خلال جلستها الـ34 استعراض أدلة الاتهام وتحديد دور ستة من أعوان صدام في الحملة العسكرية التي استهدفت الأكراد عام 1988، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأكراد.
وتم خلال هذه الجلسة عرض عدد من الوثائق التي تبين تورط المتهم علي حسن المجيد للمجيد، المعروف بلقب "علي كيماوي" في عمليات قتل وقصف مناطق كردية بالأسلحة الكيماوية، إضافة إلى شريط فيديو وتسجيلا صوتياً وهو يقول إنه لا يهم مصرع الآلاف من جراء القصف بالأسلحة الكيماوية.
كذلك عرضت المحكمة تسجيلات صوتية لصدام حسين يؤكد على ضرورة عدم استخدام أسلحة كيماوية إلا بأمره الشخصي، وتنفيذ عمليات إعدام في المناطق الكردية من دون رحمة.
وكان صدام قد أعدم في أول أيام عيد الأضحى بعد مصادقة هيئة التمييز العراقية في 26 ديسمبر/كانون الاول على قرار حكم الإعدام في قضية الدجيل، التي راح ضحيتها 148 شيعياً، في أعقاب محاولة لاغتياله بالبلدة المذكورة خلال الحرب العراقية الإيرانية في أوائل ثمانينيات القرن العشرين.
وتواصل المحكمة خلال جلستها الـ34 استعراض أدلة الاتهام وتحديد دور ستة من أعوان الرئيس العراقي السابق في حملة "الأنفال" العسكرية التي استهدفت الأكراد عام 1988 وأدت إلى مقتل المئات وتدمير قرى بأكملها خلال الحرب العراقية الإيرانية.
موجز عن الجلسة 33
استعرض الادعاء خلال الجلسة التي عقدت في 21 ديسمبر/كانون الأول عدداً من الوثائق المتعلقة بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية فيما نفى عدد من المتهمين، من بينهم حسين رشيد التكريتي وسلطان هاشم التهم الموجهة إليهم، موضحين أن قضية الأنفال كانت تتعلق بمهاجمة الجيش الإيراني على وجه التحديد.
كما عرض وثائق ذكر أنها "سرية للغاية،" يُطلب فيها منح بعض كبار الضباط في الجيش العراقي، أوسمة خاصة، لدورهم في حملة الأنفال، ويتساءل "لماذا سرية المذكرة إذا كان العمل بالفعل بطولي؟"
وكشف الإدعاء كذلك وثيقة جديدة، تطلب فيها قيادة الجيش العراقي، من اللواء الذي كان يقوده المتهم سلطان هاشم، ضرب منطقة باليسان "بكل ما يتوفر" من عتاد وسلاح، عبر المدفعية والطيران.
لم يتم تحديد موعد تنفيذ حكم الإعدام بحق التكريتي
وعرضت أثناء الجلسة وثيقة صادرة عن قيادة أركان الجيش العراقي، تطلب من الفيلق الخامس، تحديد "التجمعات السكانية" الموجودة في منطقته، وضربها "بالوسائل المناسبة،" مع طلب عدم التعرض للقرى الحدودية مع تركيا.
كما كشف المتهم حسين رشيد التكريتي خلال الجلسة أن الإدعاء عرض عليه صفقه لكي يتم خلالها تحويله إلى شاهد مقابل تعاونه.
وأضاف قائلًا إن الأنفال خطة وضعت للتصدي لمشروع إيراني بالتقدم نحو شمال العراق وضرب سدود المياه وإغراق بغداد أثناء الحرب.
وأشار الإدعاء أن المتهمين يدافعون عن نفسهم بذكر الحرب الإيرانية وطالبهم بحصر ردودهم في قضية الأنفال التي وجهت ضد الأكراد، مضيفاً بأنهم مسؤولون مسؤولية تبعية عن أعمال جنودهم لأنهم كانوا في موقع قيادي.