 |
-
نجاح محمد علي من مستنقع الدفاع الآثم الحلقة الثانية والأخيرة
نجاح محمد علي من مستنقع الدفاع الآثم 2
إلى ((أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) بالمعنى الجاهلي ، وليس النبوي . . .
محامي الشيطان لن يكون إلا شيطان آخر
. . . ولكنه قد يفتقر الشطارة ! :
وعى ذلك أم لم يعِ !
بين الشيعة الصفوية والشيعة العلوية
(4)
موقع عربستان ـ باقر الصراف
الحلقة الثانية والأخيرة
بين الشيعة الصفوية ونقيضها الفعلي الشيعة العلوية علاقة سببية قوية وراهنة ، هي علاقة شبيهة بعلاقة الدعاية بالإعلام ، وقد اِنتظم ممارساتهما على الأرض مسار تاريخي طويل تخللته جميع الأفعال البشرية على أرضية : ((وليس للإنسان إلا ما سعى)) كما يذهب إلى ذلك القرآن الكريم ، منذ نشوء مفاهيم التشيع في المدرسة العربية الإسلامية ، التي أرسى مدرستها الفكرية الإمام السـادس : جعفر الصادق بن محمد الباقر ، عليهما أفضل السلام ، من ناحية ، ومصادرة الرؤية الفارسية الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل لتلك الظاهرة التي نشأت في تاريخ الفقه العربي الإسلامي ، لحساب الرؤية الفارسية الإيرانية ، من ناحية أخرى ، وهي في الواقع الراهن السياسي الملموس ، كالعلاقة بين موقف الإمام علي بن الحسين بن علي أبي طالب ، عندما قال دعاء الثغور نصرة لجيش المسلمين في المرحلة السياسية الأموية في مواجهتهم للروم : القوة العالمية آنذاك ، وناصر الدولة الأموية من خلال سك العملة عبر الإمام الخامس : الإمام الباقر ، كما يقول محمد باقر الصدر ، مساهمة في دحر الروم الذين حاولوا حصار دولة المسلمين في المرحلة الأموية ودرءاً للبيزنطينيين الذين أرادوا إذلال المسلمين ، من جهة أولى ، وفتاوى الطوسي بمناصرة الغزاة المغول المشركين ، من جهة ثانية ، وكذلك تحريض الفرس المعاصرين الولايات المتحدة : القوة العالمية الراهنة على غزو العراق ، والمساهمة بتدميره ، من جهة ثالثة .
لقد تناسى الصفويون مفهم الجهاد وضروراته في الواقع : ((أما بعد ، فإنَّ الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة . فمن تركه رغبة ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاد . وديث بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالأسداء وأديل الحقُّ منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومُنع النصف . ألا وأني وقد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً ، وسراً وإعلاناً ، وقلت لكم أغزوهم قبل أنْ يغزوكم ، فو الله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات عليكم وملكت عليكم أوطانكم)) . هذا هو تصور الإمام علي بن أبي طالب [ك] عن رؤيته لأحد أهم المفاهيم العربية الإسلامية ، مفهوم الجهاد عند مواجهة الأعداء الغزاة المحتلين ، فما هو الموقف الذي كان سيتخذه ضد الهجمة الصليبية الصهيونية على العراق ؟ هل كان سيعاونهم مباشرة مثلما عاونهم الإيرانيون : الفرس الصفويون وسار خلف الغزاة المحتلين الأتباع الحكام المتسلطون على العراق المحتل الذين يتحكمون في شـؤونه الإستراتيجية الأمريكيون المحتلون : ورؤية المحافظون الجدد : المسيحيون المتصهيونون ، على وجهٍ أخص . . . الحكام الذين هم ((أخوة)) السيد محمد علي كما جاء في تعبيره الذي ورد في تلك المقالة ! .
وأحب أن أذكـِّر هنا بالرؤية الفكرية التالية والمكتوبة من قبل العلاَّمة المرحوم السيد محمد باقر الصدر في مقدمته للصحيفة السجادية الكاملة لأدعية الإمام علي بن الحسين الملقـَّب بزين العابدين ، في الكتاب الذي أصدرته ((دار المرتضى)) التي تتخذ من بيروت مقراً لها في العام 1999 ، قبل صيرورة صاحبها رئيساً للبرلمان العراقي : السيد خالد العطية ، الذي يتناسى اليوم الرؤية الشيعية العلوية لصالح الرؤية الصفوية الفارسية . . . نورده هنا بغية المقارنة بين الرؤيتين لذوي أنصار الرؤية ((الشيعية)) الراهنة ، بغية صحوة ضمائرهم الدينية ، إنْ بقيت لهم ضمائر صادقة لم يعمها الحقد الطائفي : ((ولم تكن ثقة الأمة بالإمام زين العابدين على اِختلاف اِتجاهاتها ومذاهبها مقصورة على الجانب الفقهي والروحي فحسب ، بل كانت تؤمن به مرجعاً وقائداً ومفزعاً في كل المشـاكل الحياة وقضـاياها بوصـفه اِمتداداً لآبائه الطـاهرين ، ومن أجـل ذلك نجد أنَّ عبد الملك ، حينما اِصطدم بملك الروم وهدده الملك الروماني باِستغلال حاجة المسلمين إلى اِستيراد نقودهم من بلاد الرومان لإذلال المسلمين وفرض الشروط عليهم وقف عبد الملك متحيراً وقد ضاقت به الأرض كما جاء في الرواية وقال : أحسـبني أشـأم مولود ولد في الإسلام ، فجمع أهل الإسلام واِستشارهم فلم يجد عند أحد منهم رأياً يعمل به ، فقال له القوم : إنك لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر ! فقال ويحكم مَنْ ؟ قالوا : الباقي من أهل بيت النبي [ص] ، قال : صدقتم ، وهكذا كان . فقد فزع إلى الإمام زين العابدين فأرسـل ولده محمد بن على الباقر إلى الشام وزوده بتعليماته الخاصة، فوضع خطة جديدة للنقد الإسلامي وأنقذ الموقف.
وقد قدِّر للإمام زين العابدين أنْ يتسلم مسؤولياته القيادية والروحية بعد اِستشهاد أبيه ، فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول في مرحلة من أدق المراحل التي مرت به الأمة وقتئذٍ ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الأولى فقد اِمتدت هذه الموجة ، بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي ، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة وضمت شعوباً مختلفة وبلاداً واسعة إلى الدعوة الجديدة وأصبح المسلمون قادة الجزء الأعظم من العالم المتمدن وقتئذٍ خلال نصف قرن)) ، [ص 8 ـ 9 من ذلك الكتاب المنوه عنه أعلاه] . ومعلوم أنَّ تلك الفترة لعب فيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : الخليفة الراشدي الثاني ، والمؤسس الحقيقي للدولة الأموية عبد الملك بن مروان الدور الأبرز في رسم معالم التاريخ العربي آنذاك ، وهو ليس بخافٍ على إدراك الإمام زين العابدين وفهم معانيها ، وموقفه ذاك هو الموقف التاريخي الملموس للإمام المعصوم الرابع عند طائفة الفرقة الإثنا عشرية .
أما الموقف الصفوي الفارسي فقد تبينت مفاهيمه وممارساته على ضوء تصرف محمد خاتمي : رئيس الجمهورية الإيرانية ، عند رحلته لإيطاليا ، عندما أهدى لبابا الفاتيكان الكتاب المذهب الذي يتضمن أشعار الفردوسي المضادة التاريخ العربي الإسلامي ، على ما فيها من غطرسة فارسية مسعورة ، وكلمات فارسية عنصرية أدانها الإسلام وقال حولها الرسول محمد [ص] مَنْ أبغض العرب فقد أبغضني.
أولاً . والسلوك الإيراني الفاشي في عربستان الذي تتضمن خطوطه العملية التهجير والقتل والإعدام والاِعتقال ومصادرة الأرض وتفريس الوظائف ، بله حتى الأسماء العربية للمواليد الجدد ، التي تعبر عن مكنون التاريخ العربي الإسلامي ، ممنوعة من تسجيلها في سجل النفوس الإيراني ! ؟ أذلك كله يمثل الرؤية العربية الإسلامية . . . ((رؤية تعارف الشعوب والقبائل)) .
ثانياً . أم أنَّ الرؤية الصفوية الفارسية التي يمثلها خامنئي ونجاد ورفسنجاني وغيرهم من المعممين الذين اِرتضوا مساعدة الصليبيين الصهاينة في العراق وأفغانستان .
ثالثاً . وغير ذلك من المفاهيم التي يعرفها القاصي والداني ، وهي كثيرة المعالم وعديدة الشواهد ، والتي نعتقد أنَّ السيد نجاح محمد على يتستر عليها بوعي صفوي وفارسي بشكل تام منه .
كانت أبرز محددات الرؤية العربية الإسلامية في رؤيتها الإمامية العلويَّة ، وفي الممارسات الحياتية في هذه الدنيا ، التي يتقدمها ((الفرار من الزحف)) أمام قدوم العدو الصليبي الصهيوني إلى العراق ، كما يقول الإمام جعفر الصادق الذي يضيف ، ((ومّنْ يولهم يومئذٍ دبره إلا متحرقاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير)) ، [كتاب الإمام الصادق : علم وعقدة ، نقد ودراسـة رمضان لاوند ، منشـورات دار مكتبة الحياة . بيروت / لبنان ، طبعة أولى عام 1979 ، ص 21] ، وهو معيار موضوعي فكري وسياسي خالد ، بينه وبين أصحاب السلطة الطائفيين الصفويين بيدٌ دونها بيد ، ليس بقرينة الفرار من الزحف في مواجهة الغزاة الصليبيين الصهاينة ، فقط ، بل في مناصرتهم لرؤية الأعداء الغزاة من المحافظين الجدد ، ومطاردة خصومهم وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم . وممارسة البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، إذ يقول الإمام الصادق ((البدعة : لقوله عليه السلام : مَنْ تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه)) [ ص 22 من الكتاب] والتطبير واللطم وضرب السلاسل هي بدعة لم يأتِ بها أي مسلم حقيقي في مختلف العهود الأولى ، ودليلنا على ذلك الموقف النبوي من اِستشهاد عمه الحمزة بن عبد المطلب عليه رضوان الله في معركة أحُـد ، ناهيك عن قول الصادق ((ومَنْ ضرب يده على فخذه عند مصيبته فقد حبط أجره)) [ص 121 م . ك] وقوله ((لا يسـتكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصـال ثلاث : الفقه في الدين ، وحسـن التقدير في المعيشة ، والصبر على الرزايا)) ، [ 126 م . ك] . وضرورة ((اِجتناب قول الزور)) ، [ص 74 م . ك] ، في الحياة الدنيا ، وليس أبرز من قول الزور سوى حبس الأسماء وإخفاء الأحساب ، كما هم مَنْ على شاكلة مزوري أسمائهم كالمالكي والربيعي والموسوي والبياتي ، وغيرهم الكثير .
لقد كان الإمام الصادق يوجب ((تعلم الصدق قبل الحديث)) ، [ص 171 م . ك] فليس المبالغة هو سـلوك عربي إسـلامي ، ومبالغة الفرس الصفويين اليوم هي بضاعتهم الأثيرة على أنفسهم ، وبضاعة عملائهم المعميين والمثقفين من الذين يسوقون الأكاذيب الأيديولوجية ، سواء على المنابر أو أجهزة الدعاية الحديثة ، ((فالخـُلق الصادق شيء يأتي قبل المعرفة . المعرفة فن وتقنية (تكنيك) ، إنها أسلوب في جمع الحقائق وطريقة في التمحيص ، ومنهج في جمع الشواهد وتصنيفها أما الخلق الصادق فهي روح الأمة))، [172 م . ك] ، ويبدو اليوم أنَّ البعض الصحفي الدعائي قد تشرب العادات الفارسية الصفوية .
الآن بتنا ندرك جيداً لماذا كان أبرز الأئمة من المدرسة الإثنا عشرية ، يقول : كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا ، فقد كان المقصود بالشَيَن القبيح الذي يسيء لتراث الرؤية العلوية كما اِصطفاها الأئمة الأوائل من أصحاب المدرسة الإمامية ، هم الفرس الصفيون ، فليس بين الباطل والحق سوى الممارسة اليومية الدالة على المواقف العملية ، كما بينته الوقائع وأوضحته المسارات العملية خلف الرؤية الصليبية الصهيونية التي أعتبر فيها أبرز المحافظون الجدد ((الإسلام دين شيطاني جداً)) و((الرسول العربي الكريم الشخص الإرهابي الأول في التاريخ)) .
الشجاعة الفردية هبة من الله
تصقلها التجارب التاريخية
(5)
ليس بطولة السيد صدام حسين موضع شك ، لا أمام نجاح محمد على ولا أمام غيره ، منذ أنْ مارس مضمون الآية القرآنية القائلة ((الذين قال لهم الناس إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاِخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)) [الآية الرقم 173 ، من سورة آل عمران] في مواجهته للقطب العالمي المتوحد بالشر الإمبريالي الصهيوني ، كان يعي ما يقول حول المواجهة ، وهو الجانب الأول من أي موقف سياسي ، وعندما تأتي الممارسة لتترجم ذلك الوعي الإستباقي ، فتصبح المصداقية العملية هي المعيار في تحديد الموقف من أية ظاهرة إنسانية .
لم تسِل لعاب الرئيس العراقي على مغانم السلطة العراقية ، على ما فيها من مغريات التي بتنا نرى فيها البعض يتناسون رفاق الأمس الذين أمروهم بالتضحية من أجل الموقف الحسيني الإنساني النبيل ودفعوهم للمعتقلات ومقاصل الإعدام ، أنهم كانوا يجاهدون من أجل مُثل محددة ، كما عبروا أو اِعتقدوا أو توهموا ، لم يلبث أنْ خانها القادة الأتباع المتهالكون على أطماع السلطة وبهارجها وأموالها ، كما زعموا ، فلم يهرب من المواجهة ضد الأعداء ، ولم يتنصل من المسؤولية في مواجهة الغزاة المحتلين ، ولم يقبل العروض المغرية والمخاتلة التي كلف بها الأمريكيون البعض الخليجي لتقديمها إلى السيد رئيس الجمهورية وعائلته ، نقول . . . لتقديمها إليه بعد أن رفض بعض المسؤولين الأتراك تقديمها له بلسان تركي ، وعقل أمريكي صهيوني .
المحاكمة التي نصبت للترهيب والتأثير على قناعات ذوي الضمائر التي تربت في حومة الحضارة العربية الإسلامية ، لم تؤسس لشجاعة الرئيس العراقي ، مثلما لم تكن المشنقة الاِختبار الأخير لشجاعته الفذة ، بل أن الشجاعة هي منحة ربانية يصطفيها هدية للأعز من خلقه ، وكان جديراً بها ، وكفى قولاً صادقاً ومثالاً عمليا منسجماً مع مضمون الرؤية القرآنية عن ((الذين آمنوا وعملوا الصالحات)) . وإنَّ البعض الذي ((أذل المؤمنين)) كما قال أحد أنصار الرؤية العلوية في تحيته على الإمام الثاني : الحسن بن أبي طالب ، كونه ساوم على الحق وقبل برؤية معاوية بن أبي سفيان لمضمون الخلافة والتمرد على الشرعية الراشدية ، لم يتكرر في مواجهة الأمريكيين على يد السيد صدام حسين ، والممارسة العملية هنا هي المعيار لا الأقوال والفذلكات والفتاوى ، ((فالممارسة هي الوحيدة التي بإمكانها أنْ تصبح في خضم الصراع الذي لا مساومة فيه ، معيار الحقيقة المطلقة)) ، والمعيار ذاك هو الذي ينطبق على جميع الممارسات النظرية والعملية الموسومة بالتاريخية ، وعظمة المثال هنا هو المعيار الأخلاقي تجاه جميع الظواهر .
إنَّ ما هو مطلوب من قبل الذين وُضِع الغبش على عيونهم والضلال الذي تملك عقولهم هو مراجعة ذاتهم الفكرية والسياسية ، والقول العلوي المعروف : الحق الذي به يعرف الرجال ، وليس شخوص الرجال وأقوالهم ، هي المعيار في معرفة الحق ، وهو مقياس موضوعي وضعه الإمام الأول للطائفة ((الإثنا عشـرية)) ، على أرضية تكوين قناعاتهم الفكرية : إنْ كانت صادقة ، أو الرجوع إلى أنسابهم وأحسابهم ، إنْ كانوا عرباً ، كما ورد في الرواية المعروفة عن الشهيد الإمام الثالث للرؤية الإمامية : الحسين بن علي بن أبي طالب ، عليهم السلام ، الذي واجه ظلم مَنْ يقول عن نفسه مسلما : أي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .
والذي حذا حذوه الشهيد المعاصر : السيد صدام حسين الذي لم يجابه الظلم الإمبريالي الصهيوني فقط ، بل جابه الغزو الصليبي الصهيوني لبلد عربي مسلم ، بقيادة جورج بوش الذي طالما تحدث عن ((الفاشية الإسلامية)) ، في حين أنّ الذين يدعـُّون الإسـلام قد صرح بعضهم علناً : بأنه لولا إيران لما اِحتل الأمريكيون بغداد ، كما جاء في تصريح مشـهور لمحمد على أبطـحي الممثل البرلماني للرئيس الإيراني محمد خاتمي ، ونائب رئيس الجمهورية آنذاك .
إنَّ الخزعبلات الدعائية التي يروجها السيد نجاح محمد على حول هوس السيد الرئيس ((بجنون العظمة والضجيج الإعلامي)) ، كما جاء في مقالته البائسة ، هو تعبير عند كل الذين لا يفهمون معنى الشخصية التاريخية ، ولا يدركون سر عظمة الأحداث التاريخية التي تفرز الشهداء : أبطال التاريخ الحقيقيين ، كونهم أمثلة بشرية مفعمة الوجدان الإنساني [كما يذهب إلى ذلك السيد محمد حسنين هيكل في كتابه عن الثورة الإيرانية والمعنون : آيات الله] الرفيع : الوعي الداخلي والضمير السياسي ، والإيمان المتناهي الذي يتملك العقول والقلوب على حدٍ سواء ، بالقناعات الفكرية الحقة والعادلة والمستقيمة .
وفي السياق ذاته يقول عنها آية الله محمود الطالقاني كما سمعته من اِبنه السيد مجتبى : أبو كفاح إبان نشوب الثورة الإيرانية ضد الشاه الراستاخيزي العنصري ـ على سبيل المثال ـ وقبل اِستحواذ الفرس الطائفيين الصفويين على السلطة ، ((إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات)) ، هي محددات فكرية للجميع المخلص للقناعات الفكرية ، وبغض النظر عن مفهومي الزمان والمكان ، وبغض النظر ـ كذلك ـ عن الطابع الأيديولوجي لذلك الإيمان ، الذي يتقدمها رؤية مبدئية : سياسية وفكرية ، للصراع الكوني وعلى كل الصعد ، ببصيرة واضحة ومشرقة على ضوء مقولة الصراع بين الحق والباطل حتى يقضي الله أمراً للبشرية مرسوماً .
إنّ المقولة المحمدية ، للرسول العربي الأمي ، محمد بن عبد الله [ص] ، التي يرددها جميع مناصري الرؤية العربية الإسلامية في كل الأزمنة ، والتي عاتب فيها [ص] أسامة بن زيد عندما قتل ((كافراً)) نطق بالشهادتين من خلال تساؤله / الإدانة لسلوك وتصرف الشخص الذي تبناه : هل شققت قلبه لتعرف عما إذا كان الذي قتلته مسلماً أم لا ، ينبغي أنْ تكون حاضرة في الوعي الديني عند الفرد المسلم ، وعلى الدوام ، فليس هناك هرطقة ما في الدين العربي الإسلامي وتوزيع الوعود وصكوك الغفران بيد البشر ، وصدور الأوامر بالذهاب إلى جنة الفردوس العليا ، فيما إذا ذهبتَ إلى صندوق الاِقتراع الاِنتخابي الذي نصبه المحتلون الصليبيون المتصهينون ، أو الدخول في سعير جهنم في حالة عدم الذهاب للاِنتخابات ، فالدخول إلى الجنة هو منة إلهية وثواب على الأعمال الخيرة . وتوسد النيران في جهنم وشرب زقومها هو عقاب إلهي بحت . وتلك مهمة الله الواحد الأحد ، وليس مهمة ((المرجع آية الله)) سيستاني ومَنْ لف لفه من بقية المراجع والعلماء غير المعصـومين في أدنى الأحوال مقياسـاً وأقلها تفكيراً ومعياراً .
8 / 1 / 2007
كاتب عراقي مقيم في هولندا
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |