النشاط السياسي في ذروته.. دمشق و الرياض و لندن تنشغل بالملف العراقي
القوات الاضافية تصل بغداد والخطة تستمر ستة اشهر والمواطنون واثقون من نجاح المالكي فيها
تؤكد المؤشرات العسكرية والسياسية اقتراب موعد تنفيذ اكبر خطة امنية في العاصمة، ففضلا عن بلاغات غير رسمية ومعلومات مدنية عن حركة قوات اميركية من الكويت وقوات عراقية من اربيل باتجاه بغداد، فان النشاط السياسي يبلغ ذروته بتحذيرات اميركية لايران من مغبة التدخل في العراق ومحادثات الرئيس الطالباني في دمشق وانتقال رايس الى الرياض والمباحثات بين غيتس وبلير في لندن.
في هذه الاثناء اعرب مواطنون عن ثقتهم بقدرة رئيس الوزراء نوري المالكي على قيادة الخطة الامنية والخروج بالعراق فيها الى شاطئ الامان، وقالوا لـ”الصباح “ (لقاءات ص4) ان التلميحات التي يطلقها المالكي تشير الى انه جاد هذه المرة بعزم على مواجهة التحدي الامني بكل اصرار وقوة.
ومن الواضح ان تبدأ ملامح الخطة الامنية بالانكشاف مع تقدم استكمال ادواتها الضرورية سيما القوات العسكرية التي قالت مصادر البيت الابيض انها ستصل الى 132 كتيبة.
ونسبت وكالة رويترز الى مصادر سياسية عراقية كبيرة ان الحملة الامنية في بغداد قد تستمر ستة اشهر على الاقل متوقعة ان تبدأ العمليات في الاسبوع المقبل.
واشارت الى ان اللمسات النهائية توضع على الخطة الان ولم يبق سوى بعض الاجراءات المتصلة بالامداد والنقل مثل استقدام الجنود الاضافيين الى بغداد وكسب اكبر تأييد لها.
واعلن القائد العسكري لقوات التحالف في العراق الجنرال جورج كيسي امس الاثنين ان طلائع القوات الاميركية وصلت الى بغداد.
وكانت قوات اميركية دخلت الحدود العراقية قادمة من الكويت بحسب شهود عيان في صفوان قالوا لمراسلنا في البصرة سعد السماك ان قطعات اميركية بدأت بالتدفق الى العراق متوجهة الى بغداد عبر الخط السريع، فيما لاحظ متابعون ان اعدادا كبيرة من ناقلات الدبابات الاميركية الفارغة تتوجه الى الكويت في اشارة الى انها ستقوم بنقل قوات مدرعة اميركيةاخرى.
على الصعيد ذاته قالت مصادر عسكرية ان وحدات في اربيل قد تكون تحركت الى بغداد او ان بعضها سينقل جوا.
وباستكمال القوة المعدة للخطة الامنية يتسنى لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة اعلان البدء بها وتسمية قادتها الميدانيين.
الى ذلك قال المسؤولان الاميركيان زلماي خليزاد وجورج كايسي ان الفرق والطواقم الامنية ستتضاعف وان المساعي لوضع حد للتدخلات الايرانية والسورية ستستمر، واكدا ان هناك مؤشرات كبيرة بنجاح الخطة الامنية، وكشفا في مؤتمر صحفي مشترك امس ان فريق عمل لهذه الخطة تم تأليفة من وزير الامن الوطني شيروان الوائلي وكايسي وعدد من القادة، وبين كيسي ان بغداد تم تقسيمها الى اربعة اقسام اثنين في الكرخ واثنين في الرصافة مؤكدا ان الخطة عراقية وانها ستتسم بالالتزام الكبير(تفاصيل موسعةص4).
وتعزز التحركات السياسية مؤشرات اقتراب موعد بدء تنفيذها فقد حذر الرئيس الاميركي جورج بوش ايران من أي تدخل في العراق واعتبر بوش في مقتطفات نشرت من برنامج ستين دقيقة الذي تبثه شبكة سي بي اس نيوز الاميركية ان اي فشل في العراق سيعزز موقف ايران التي تمثل تهديداً كبيرا للسلام العالمي ودافع عن قرار اسقاط النظام السابق موضحا ان رحيل صدام كان امرا ضروريا.
من ناحيته اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان اي انسحاب للقوات الاميركية من العراق الان سيكون الخطأ الافدح، مشيرا الى ان الادارة الاميركية لا تريد ان تكون هناك امكانية لايران في زعزعة الوضع في العراق.
في وقت كان فيه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس يجري محادثات في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونظيره دنس براون بشأن الوضع في العراق واكد غيتس ان الاولوية الاساسية الان هي المضي قدما في العراق مشيرا الى عزمه الى التوجه الى البصرة واستطلاع الاوضاع هناك.
وأبدى غيتس قلقه من تأثير ايران على استقرار الاوضاع في العراق معتبرا ان الحدود الطويلة والمفتوحة بين البلدين توفر فرصة لتهريب اسلحة ومتفجرات ومقاتلين لمهاجمة القوات الاميركية وزعزعة الاستقرار في البلاد.
الحكومة العراقية من جانبها تحركت باتجاه دمشق المتهمة بتسهيل مرور الارهابيين الى العراق حيث وصلها رئيس الجمهورية جلال الطالباني امس الاول والتقى
نظيره السوري بشار الاسد وعددا من كبار المسؤولين السوريين.
وفيما اكد الطالباني تصميم بلاده على تحسين وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات الامنية والتجارية والاقتصادية ابدى الاسد استعداد سوريا في مساعدة الحكومة العراقية على تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق وحدة وسلامة واستقرار العراق.
ومن المتوقع ان تنتهي هذه الزيارة بتوقيع اتفاقيات للتعاون الاقتصادي خاصة مع تأكيد الرئيس السوري ان امن البلدين مشترك وما يسيء لاحدهما يسيء للاخر وعندما يكون العراق سليماً سينعكس ذلك على سوريا {تقرير مفصل ص3}.
وبقدر اكبر مما تلعبه سوريا يتكهن مراقبون ان تلعب السعودية التي من المفترض ان تصلها رايس بعد انتهاء مهامها في اسرائيل دورا مهما في الشأن العراقي اذ من المحتمل ان تجد رايس طروحات جديدة تركها لارجاني لدى الرياض اثناء زيارته لها هذا الاسبوع.
ويتوقع محللون ان تسعى ايران الى تخفيف الضغوط الاميركية المتصاعدة ضدها عبر وساطة سعودية غير ان كل ذلك سيبقى مرتبطا بتطورات الشأن العراقي.