النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي يا سادة يا كرام ... قد أعدم صدام -4 كتابات - أيــــــوب

    يا سادة يا كرام ... قد أعدم صدام - 4



    كتابات - أيــــــوب



    ثم أعدم برزان



    مشروع التصفية ضد مجرمي العصر مستمر ، سلب حق الحياة من طغمة الفساد يتم على أكمل وجه ، دائرة الموت تقترب كثيرا ً ممن حالفوا الشيطان قسطا ً من الزمان .

    هذه الإعدامات ليست طبيعية في مقاييس الجريمة والقصاص ، إنها وبلا شك دروس في غاية الدقة والخطورة لمن يتمعن فيها ، لمن له قلب أو يلقى السمع وهو شهيد . هؤلاء الذين يموتون تترى لم يفكروا لحظة واحدة بأن يكون مصيرهم هكذا ... وهكذا مصيرهم وإلا ّ فلا . إنها تحف دموية بغاية الجمال السوداوي القاتم ، إنها لوحات موت راقصة على أنغام زمن لا يُـفهم ، إنها أسرار حياة تخرج للملأ في ساعة غفلة من حزن كاد يدوم ويدوم .

    صدام لم يمت ، لم ينفذ به حكم الإعدام ، هو الآن جالس في مكان سرّي يعدّ خطاباته التعبوية للمرحلة القادمة ، وأجرى عمليات تجميل دقيقة وغيّر ملامحه وسيسافر في أول رحلة الى إحدى دول أمريكا اللاتينية ويختفي فيها ، صدام يتصل بالعائلة وبالمقربين منه ويدعوهم الى انتظار ساعة الصفر ... هكذا كان حلم ابنة الرئيس يا سادة يا كرام ...

    فلقد { وليسمع من لم يسمع هذا } اتفقت ابنة الرئيس المعدوم عن طريق تاجر سلاح قديم كان في حاشية والدها مع شبكة مافيا من الطراز الأول ، ومن ستة أشهر مضت ، وجرت معظم اللقاءات السرية بين الوسيط والشبكة في ضواحي موسكو ، حيث تم الترتيب لعملية تهريب مؤكدة ، منظمة ودقيقة الى درجة الضمان بحتمية نجاحها . كما وزار عدد من أعضاء تلك الشبكة العراق مؤخرا ً وتفقدوا مناطق عديدة ، ومنها منطقة جبال حمرين في مدينة بيجي شمال تكريت ، حيث كان من المرجح ان تكون تلك المنطقة مهبطا ً آمنا ً للسمتيات التي سيستخدمونها في عملية تهريب الرئيس الراحل ، أما قيمة الصفقة ، فلقد فتحت السيدة رغد صكا ً مفتوحا ً أمام الشبكة ، وتقول أقوى الأخبار بأن المبلغ المتفق عليه وصل الى { مليار دولار أمريكي } تم تسليم نصفه الى ثلاثة من أعضاء الشبكة الذين يترأسون شركات عملاقة للشحن البحري ، وتجارة السلاح . كانت العملية تستهدف تهريب الرجل الأول الموجود في سجن المطار عن طريق إنزال ليلي بسمتيات أمريكية عدد 3 تقوم إحدى دول الجوار بتجهيزها لهم وتهيأتها في منطقة بيجي ، فيما تقوم مجموعة أخرى بقصف وهمي للمنطقة الخضراء ومقر السفارة الأمريكية تحديدا ً بصواريخ غاية في الدقة ، مع تشويش الاتصالات بين المطار ومقر قيادة القوات الأمريكية عن طريق أجهزة متطورة { تعهدت نفس الدولة أيضا ً بتجهيزها } . أغلب عناصر الشبكة من جهاز الكي جي بي السابق ومن المتمرسين والمتدربين بشكل تقني عال .

    ما جرى يا سادة يا كرام ، هو أن التوقيت أختلف ، وأن ساعة الصفر تغيرت أكثر من مرة ، وأن آخر محاولة كانت للتنفيذ وحسب الأخبار كانت ستبدأ الساعة { السادسة وخمس وأربعون دقيقة صباح تنفيذ الحكم حسب توقيت بغداد } أي بفارق 45 دقيقة فقط بين التنفيذ والمداهمة ... لكن ... يا سادة يا كرام ، حدث ما لم يكن في الحسبان ، وتم التعجيل في التنفيذ وصعد الرئيس الى المشنقة وهو حتى آخر لحظة كان يظن أن ما يجري هو ضمن ما وصل الى مسامعه همسا ً عن طريق محاميه الدليمي ، لذا فإن من إحدى تفسيرات رباطة جأش الرجل كانت تلكم الأخبار التي تأملها حتى آخر لحظة .

    ما يعنينا من كل هذه التسريبات والأخبار هو شيء واحد وحقيقة واحدة ، أن الرجل الذي كان يخاطبنا بالموت ويعجل في زهق أرواحنا ولا يدع لنا فرصة بسيطة في الحياة ، هذا الرجل ، قد مات ... ونحن الآن في الأسبوع الثالث لذكرى رحيله ، وقد التحق به أخوه والبندر .

    ماذا جرى لبرزان يا سادة يا كرام ؟

    لقد قطعت رأسه !

    هذا أمر فظيع ! أمر في غاية العنف والدموية ، لقد أفسد هذا الأمر سرورنا بخبر إعدامه ، فالمشهد دمويٌ وليس من السهل استيعابه ، ولعل من واجبات الأمور توثيق سبب هذا الأمر ... والذي تطرق له البعض وتركه البعض ...

    ينفصل رأس الإنسان في حالة الإعدام لعدة أسباب :

    • إما أن يكون المعدوم قد مورس ضده عملية تشفي ! وهي حالة حكم نادرة ، كانت سائدة في عهد النظام البائد ، وهي إصدار عقوبة الإعدام مع تشفي ، حيث يتم تمزيق أوصال المغدور قبل تنفيذ حكم الإعدام به ، شريطة أن لا تزهق روحه ! وعليه فعند وجود فتحة أو جرح في رقبته سيكون هذا المكان بداية للقطع مع السقوط أثناء الشنق ، مع ضغط وزن الجسم مضافا ً إليه التسارع في السقوط على منطقة الرقبة ... { حديث مريح ! }

    • أن يتعلق أحد المتواجدين في ساحة المقصلة بجثة المعدوم ويقوم بسحبه الى نحو الأرض ، وهذا المنظر شاهدناه في إحدى حفلات إعدام المعارضين الليبيين في ساحات طرابلس العامرة .

    • تماس يحدث بين رقبة المعدوم وحافة الفتحة الحديدية التي يهوي منها أثناء السقوط مما يؤدي الى فتح جرح في الرقبة أو تحت الفك السفلي ، وهذا احتمال وارد حينما يرفض المعدوم العملية ويتحرك يمنة يسرة . التماس لو حصل وانفتح جرح فهو بداية للاحتمال الأول الذي ذكرناه .

    • طول الحبل ، أي المسافة ما بين سقوط المعدوم واستقرار الحبل على رقبته ، وهي مقدار التعجيل في سرعة السقوط ، فكلما زادت المسافة تسارع الجسم أكثر وبذلك تتزايد الطاقة داخله متمثلة بوزنه مضروبة في جيب تمام القبوط الذي كان يرتديه سيادة الرئيس.

    • الاحتمال الأهم والأورد في هذه القضية يا سادة يا كرام هو الحبل ، وتلك القبضة العملاقة التي في بداية الدائرة التي تستقر حول رأس المعدوم . إن عمليات الإعدام الطبيعية تجري بطريقة متعارف عليها وهي { وضع عقدة الحبل التي لا تكون بهذه الضخامة في الجهة الخلفية للرقبة تحت الجمجمة } وعندما يهوي المعدوم يلتف الحبل ويضغط على منطقة الرقبة من الأمام الى الخلف ، سوف ينقطع عنه الهواء أولا ً ثم يتوقف تدفق الدم من والى الرأس ، وإذا كان سقوطه سريعا ً أو وزنه فوق المعتاد قد تنفلت الفقرتان العنقيتان الثانية والثالثة عن بعضهما ويترتب على ذلك قطع النخاع الشوكي الذي يقطع مجموعة الأعصاب والأوامر الى أعضاء الجسم ، لذا نرى في مثل هذه الحالات حركة لفترة وجيزة في جسم المعدوم وهي مقاومته للألم وحلاوة خروج الروح منه . أما في الحبل الذي رأيناه في عنق السيد الرئيس فلم يكن حبلا ً عاديا ً البتة ، ولم تكن تلك عقدة طبيعية ، فهي كانت كافية لشنق فيل أو كركدن دون أيّ احتمال لنجاته ، والمصيبة هي أن من وضع الحبل في عنق سيادته ، وضعه بطريقة قد تؤدي الى قطع رأسه ، حيث أن العقدة ستجمع كل القوة المتكونة نتيجة وزن المعدوم مضروبا ً في التعجيل المتكون من تسارع السقوط ، يجمعه ليركزه في منطقة واحدة وهي تحت الأذن اليسرى بأربعة أصابع ، وهي منطقة عضلات مملوءة تنقل الصدمة ، بعكس مقدمة الرقبة التي تحوي البلعوم وتجويف الحلق السفلي والتي ستكون بمثابة وسادات هوائية لامتصاص ضغط الحبل عليها . فحين تأتي القوة على جانب الرقبة فعلى الفور ستكسر هذه القوة { التي تبلغ وزن سيادته مضروبا ً في عشرة ، مضافا ً لها وزن القبوط في معادلة رياضية لحساب القوة ومركز الثقل } والتي قد تصل الى ألف كيلو غرام ! ستكسر العظام التي تمثل بداية العمود الفقري .عليه فإن وضع الحبل والعقدة بهذه الطريقة هو أحد أسباب التي أدت بوفاة الرئيس السابق بعد لحظات سريعة لم تتجاوز عشر ثوان ، حيث تفتت عظام الرقبة وانقطع الحبل الشوكي وتوقف تدفق الدم في لحظة واحدة ... وصار ما صار ... يعني المشكلة بعقدة الحبل ، فلقد وضعت في رقبة الرئيس من الجانب { وكما يُـقال بلغة أهل الحل والعقد ... انطاهياه صَفحْ ! } وكذا أخو الرئيس حسب رواية شهود العيان أيضا ً يؤكدون أن العقدة كانت بجانب رقبته { أكله صفح } أما بندر فيقول نفس الراوي ولعنه الله لو كان كاذبا ً ... يقول { أن عقدة الحبل كانت من خلف رقبته ... أي ... انطوهياه من وَرَة واخذ راحته } .

    وكل هذه الاحتمالات هي احتمالات فقط ... والحقيقة عند من لا تزوّر عنده الحقائق ، فلقد طار رأس آخر من عائلة الطغاة ، وترملت امرأة أخرى من بناة العوجة ، واحترقت قلوب لم تعرف اللوعات زمنا ً ، وبكت عيونٌ كانت كحيلة بمصابنا ، وولولت نساء كانت ترقص في مآتمنا ، وطأطأت رؤوسٌ على جنائز لم تكن قبل اليوم مطأطئة ، ودفنوا جثتان ورأس.

    قتلنا أخو صدام ، قتلنا برزان ، وأنزلنا القصاص به ، أنزلنا في قلبه رعبا ً رهيبا ً وخوفا ً لا يطاق ، جعلناه يعيش لحظات عصيبة من العنف والزلازل والانشطار ، في الليل ، في العتمة ، في أجواء مرعبة ، سحبناه الى المقصلة ، وقلنا له سنقطع رأسك ، قلنا له ستموت ، الليلة الليلة ، أذقناه مرارة أنسته كل حلاوة ذاقها في حياته الأسطورية ، بصقنا عليه ، زجرناه ، فتوسل وتوسل ، وارتعد وركع ، ثم هذى وبال على نفسه ، وخارت قواه ، لقد أفقدناه خواصه الآدمية التي كان يتمتع بها في منتجعات جنيف ، سقناه الى المقصلة ، ربطنا يديه ورجليه ورفعناه مكانا ً عليّـا ً ، الى هناك يا بن الجماعة ، لا أمّ لك ، اصعد واستعد لهذه الهدية ، ألبسناه كيسا ً في رأسه ، فكانت تلك اللحظات هي اختصار لعمره الذي أفناه في التكبر والتجبر وسحق حقوق الناس ، لحظات الظلام التي عاشها ورأسه داخل الكيس الأسود عادلت له الموازنة ، وأفهمته حقيقة نفسه ، لقد أكثر في تلك اللحظات من ترديد كلمة ( لا لا لا لا ) فلربما كشف الغطاء عنه ، ورأى مكانه في الجحيم ، لكنه لم يزل بيننا والساعة تقترب من الواحدة صباحا ً ، في سهرة مع نجوم الجلادين العمالقة ، أنت تحت يد لا ترحمك بعد اليوم .

    قطعنا رأسه ، فرأسٌ برأس ، ورأس بألف عربة مفخخة أرسلتموها الى أحياءنا الفقيرة ...

    وقسما ً ليسبينكم هذا الزمن الأعوج يا آل صبحة وآل المجيد وآل طلفاح وآل عوجة وآل من هتكتم أرض العراق ، وسيعدم الحرافيش الغوغاء ما تبقى من نسلكم ، سيعدمون علي حسن المجيد ، سبعاوي ووطبان ومن يقع تحت نعالهم يسومونه سوء العذاب بما كانوا يفعلون ...

    واسمعوا مني هذه واندبوا حالكم ... يقولون أن رأس برزان وقبل أن يُسلم الى ذويه ، أخذه الغوغاء الى الكوفة ! أتدرون لماذا ؟ لأن هذا عهد معهود ... في كتب أجدادنا ...

    { أن يصبح رأسه في سكك الكوفة ، يتراماه الأطفال ويتخذونه غرضا ً بينهم }

    ولعلمكم فلقد بال طفل من يتامانا على رأس أخو الرئيس فتذكروا ذلك .

    تالله أنه القصاص ، وعن قريب نمدد ثالثهم معهم ، ونمدد الآخر ، ولا ندري أيّ جزء سيطير منهم يا نسل راعية الكلاب حين سنشنق رجالاتكم ، ونسلط مصائبنا من الأهوار الى الأنفال على رؤوسكم ... فانتظروا جثث من بقى ، واندبوا من رحل ، فما أحلى العتمة في بيوتكم ، وما أشجى نحيبكم يا سُـفلية القوم ... و( خل ياكلووووووووون )



    ayoobeat@hotmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    يا سادة يا كرام ... قد أعدم صدام - 5

    مصاب آل العوجــــــــــة



    كتابات - أيــــّوب



    وقبر في العوجة لنفس شريرة ... حشرها الله بالدفراتِ

    ثم لحد لجثة بلا راس ... قطعوها الغوغاء بالكركاتِ

    قبور آل المجيد تكاثرت ... تكاثرت عليهم اللعناتِ

    وحريمهم في البلاد مشردة ... كأنهن بقايا التـنكاتِ

    تركن زرق الشفاه بالسليكون ... صبغن الوجوه بقير الطرقات

    لبسنَ سواد الخام لحزنهن ... وكن قبل اليوم راقصاتِ

    ولولن الليل بطوله ... تركن أكل الموز والكيت كاتِ

    حتى وصل الشاعر الى ...

    أصَبحَـة ُ لو خلتِ الرئيس في حبله ... يترنح الهُوينا كبندول الساعاتِ

    إذا ً لكفخت الخد صبحة ... وصحتي به ........... { بياض في الأصل }

    ...

    في العوجة ... ظلمة ، سماء قريبة من الأرض ، غيوم تحمل مطر سوء .

    في العوجة ... بُـني قبر غريب ، لنفس غريبة .

    في العوجة ... بين بيوت الطين والحارات العتيقة ، وبعدما يحل ّ الظلام ، تسمع عواء النساء وولولتهن ، تسمع طبول الحزن ، وشق الجيوب ، تسمع ضرب الصدور وخدش الخدود ، وبين فينة وأخرى تسمع صوتا ً لامرأة تصرخ بهم ...

    : { استمروا ... فيستمر الطبل ... طم طك طك ... طم طك طك } .

    في العوجة ... رجال حيارى حزانى ، فيالله والزمن الذي جعلهم حيارى حزانى ، رجال يأتون ويروحون على قبر الرئيس ...

    : أيْ وامصيبتاه ... هل تحت هذا القبر السيد الرئيس ؟ ... فيأتي النداء من بطنان القبر { بَـلا ... مَن تحت هذا القبر هو السيد الرئيس } و ... و ...

    كـَومي العبي وسليـّـني ( يسجودة )

    وصدر بوجه لا كـَيني

    فرحان لـَـتأذيني

    وخايب يا بختج خايب

    ظلـّي اتحملي مصايب

    ...

    مالي أرى الرفاق يذهبون فلا يرجعون ؟ أرضوا بالمقام فأقاموا ؟ أم ( قـُـتلوا ) هناك فناموا .

    ...

    وقفتُ على أطلال العوجة ، رأيت جمهرة ً وسرادقات حزن ، أناسا ً يبكون ، وآخرون يهيلون التراب على الرؤوس ، يندبون حظهم الذي أنزل سيادته في قبر مظلم ... التفتُ يمنة يسرة ولم أجد بُدّا ً من الدخول اليهم ... فصحت بهم ...

    يوم إلة يومين ما مَرْ عليّه

    ومنين أجيبه امنين ... يصعب عليّه

    يمكن عدموه هَلــه ... يمكن علسوه هَلـه

    ولو رحت يَمـّه وأهلهَ شافوني

    شنو العذر مو ذوله عدواني

    ويمكن سمطوه هلــه ... يمكن رفسوه هلــه

    ويحيّـه يم راسين خـُـشـّي بجدرهم { وإذا أكو مجال خـُـشـّي بغير مكان ! }

    سمّي لي أهل البيت حتــّه بنتهم

    يمكن نكــَروه هلـــه ... يمكن زرفوه هلـــه

    يللي وكـَعت بالبير ناوشني اصبعك

    لوما حجايا الناس لأنزل وارفسك

    يمكن طكـَوه هلــه ... يمكن دفنوه هلـــه

    ...

    حلّ في العوجة حزن رهيب ، لقد قتلوا السيد الرئيس ، ثم قطعوا رأس أخيه ، ثم أعدموا الدفتردار الذي كان يحكم الغوغاء والكرد بحكم الرئيس ... مصارع ٌ لا تقبلها عقولهم ، وجثث لم يتصورا يوما ً أن يستلموها على بيكبات دبل قمارة ، إنهم مصدومون الى حد الجنون ... فذرية الرئيس تبخرت ، وهو تبخر ، والآخر طار رأسه ، ويدفنونهم في عتمة الليل ... ويا ليل يا بو الحزن ... عجل صدكك هذا الحزن ؟ إيْ وربي حق هذا الحزن .

    ...

    برقية تعزية

    تلقيتم يا آل العوجة ببالغ الأسى والحزن نبأ إعدام الرئيس ، رغم أننا تلقينا نفس الخبر ببالغ الفرح والسرور ، والفرق بينا وبينهم يا سادة يا كرام { هو أننا أمـــّـة ... وهم إمّـعـة }

    يا آل العوجة : لقد أنزلنا القصاص بمن تسموه السيد الرئيس وبمن نسميه بن راعية الكلاب ، وفي الحقيقة أن هذه التسمية لم تأتي من فراغ ، لأن امرأة تربي مثل هذا النسل الخطير وترضعهم ، وتقويهم ، ثم تتركهم ينهشون جسد هذا البلد الذي فقد خواصّه مؤخرا ً ، حريّ بها أن تكون راعية للكلاب ، لا راعية للبشر ، كما هو ديدن البشر .

    يا آل العوجة ... مات رئيسكم ، مات تاج راسكم ، عضيدكم ، خويكم ، أخو هذلة ، اللي فات بيهه وما عرف تاليهه . هي حقيقة عليكم تقبلها ، رغم الأسى والحزن الذي انتابكم ...

    ففراقه كان لكم فجيعة ، ورجوعه على ظهر بيكب كان رجعة مريعة ، وهتاف الغوغاء لحظة شنقه شر صنيعة ، ثم قتل أخيه وإرجاعه ( قطعتين لا غير ) كان بلوة فظيعة ، ودفنهم جوف الليل دون تشيع كان شنيعة ... { وسيدي ماذا يهيجك إن صبرت لوقعة الشنق الفظيعة ... أترى تجيء فجيعة بأمض من تلك الفجيعة } وهلهولة للبعث الصامد هلهولة ...

    يا آل العوجة ... ندائي لكم بالحزن أبد الدهر على رجالاتكم ، ندائي أن حق عليكم أن تغصّوا بشربة الماء ، ولا تهنئوا بلذيذ العيش وبرد الهواء ، فهذا أبو عدي لا غيره قد عانق السماء ، وهذه عصابته قد استعدت للبلاء .

    نحن نكره سيادته ، كرها ً لن تتصوروه ، لأننا نحن أبناء المحنة وأخوه الحزن وآباء اليتامى وأحبة الأرامل والثكالى ، نحن من صبّ علينا صاحبكم قدور غضبه بلا وجهة حق أو خطيئة ارتكبناها .

    { فما ذنبنا إن جاش دهرٌ بحورنا ... وبحركم ساج لا يواري الداعمصا }

    وما ذنبنا إن كانت أقدارنا جعلتنا في أرض اسمها العراق ؟ ما جريمتنا أننا فتح عيوننا وكراديس الموت لرعيانكم تطاردنا ؟ أم أيّ حقيقة هي تلك التي تعطيكم الحق في سبينا وسلب آدميتنا ؟

    هل أنتم شعب الله المختار ؟ ونحن شعب الله السشوار ؟

    هل لكم عند الله كرامة ؟ وليس لنا عنده حق أو ظلامة ؟

    يا آل العوجة : لقد ولولت نساءنا سنين عجاف أيام حكمه ، وقتل خيرة شبابنا { ممن شسع نعله أشرف من عشائركم } ، لا ، وبعد ، فلقد هتكت أعراض حرائر عندنا ، أشرف ألف مرة من راقصات القصر المرتميات الآن في أحضان الملوك والأمراء .

    لقد حكمَ جورا ً وظلمَ دهرا ... فعاشَ سعيدا ً وعشنا قهرا ... كنـّا حسينا ً وكان شمرا ... حتى دارت الدنيا ، فمات شنقا ً وكتبنا سطرا .

    بات أطفالنا في عهده يتامى ، على قارعات الطرق وأطراف الأنهار ، فالرئيس الذي تبكون رحيله جعل جيلا ً بأسره يعيش اليتم ويتحسر للحظة حياة صادقة ، لقد أفقد المقبور عندكم معنى الحياة عندنا ، فذوات العز والدلال وبنات البيوت العامرات ، صرن ذليلات ، يبعن الخضرة في سوق الخضار ، وأطفالنا مشردين ، يبيعون الحلوى عند وقوف السيارات .

    ثم هام شعب بأسره على وجهه في بلدان الله البعيدة ، لقد وصلت أفواج النازحين من ظلمهِ ، الى التبت وجبال الهمالايا ، الى طوكيو ونيكاراغوا ، ووصل آخرون الى جزر الموت وآكلي لحوم البشر ، ومات الكثير منهم في طريق الوصول الى الحرية ، وصارت بطون الحيتان مراقد لأبنائنا ، وجثث ممزقة ، وأخرى طائفة على المحيط ، نعم ، فلقد لاحق جرم صاحبكم ضحايانا الى حدود العالم المفقود .

    حتى جاء الغضب الساطع ، وحل في البلاد الموت الواقع ، وهرب رئيسكم القندرة ، واختفى في حفرة ، كأنه خرقة ، وخانه ربعه بدراهم معدودة ، ورأيتموه ورأيناه ، كأنه من نسل الحوافر المنقرضة والدواب المنتفضة ، أهذا رئيسكم القذر القميء ؟

    ثم حاكمناه واستمعنا له ، رأيتموه ورأيناه ، في أيام وليالي طوال ، نجرع الغصّـة بعد الغصّـة ، ننتظر بفارغ الصبر آخر القصّـة ، وآخر القصة كانت قتله { كـَصّة بكـَصّة } . نعم قتلنا رئيسكم انتقاما ً ، والله أجاز لنا ذلك في محكم كتابه ، قتلناه من أجل مصائبنا ، وكوارثنا ، وما حلّ علينا ، قتلناه بجرمه ، والرب يقول { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ؟ } نعم كان لصاحبكم فيل كبير داس على كل آمالنا في أن نحيا كبشر في وطن اسمه العراق ، فيلٌ هدّم كعبة الحب بين أضلعنا...

    فجرم بجرم ، وقتل بقتل ، وفيل بفيل ... و ... و ...

    وكـَصري زبونج كـَصري زبونج ( يسجودة )

    خلي الحجل يـبان ... كـَصري زبونج

    ولطمي خدودج ... لطمي خدودج

    خلي الحزن يـبان ... لطمي خدودج

    ومن يسألونج ... من يسألونج

    كـَولي مات الريّس ... بالكاظمية

    ...

    وليالي الحُـكم راحت فلا تعود ... ليالي البعث راحت فلا تعود ... وليالي الفجل راحت فلا تعود ...

    وأنـة الشامت مادامَ الله موجود

    ويسجودة البَخت من بعده مسدود

    دوريلج فحل يشبه المكـَرود

    وليحفكم ... يحفني

    روحي متعلكـَه بلحفكـم !

    أحفكم ... أحفكم
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني