قراءات في استراتيجية بوش الجديد ..استدراك للأخطاء ولتجاهل دور السنة ودول الجوار - د. ليث كبه
(صوت العراق) - 23-01-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
واشنطن - د. ليث كبه:
انصتت عواصم اوروبا والشرق الاوسط الى خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش الاخير الذي اجمع المراقبون على انه الاهم منذ غزوه العراق، وانه سيترك اثارا لعدة سنوات على اميركا ودول الشرق الاوسط، وانه سيحدد مسار ومصير العراق لعقود من الزمن.
بوش وجه خطابه الى الشعب الاميركي، واستبقه البيت الابيض بتسريب متعمد لبعض النصوص، تاركا مهمة القراءة وشرح ما وراء النصوص الى وزيرة خارجيته كونداليسا رايس التي زارت العواصم الاوروبية والشرق اوسطية طالبة الدعم لخطاب بوش الذي تجاوز العراق ورسم سياسة اقليمية عن ايران وسوريا والارهاب.
قراءة الخطاب من منظور أميركي
كان بوش قد بدأ وضع سياسته الجديدة عن العراق بعد فوز الديموقراطيين بالانتخابات وسيطرتهم الكاملة على الكونغرس. وتزامن اعلانه اياها مع تدني شعبيته الى نسب قل نظيرها في تاريخ رؤساء اميركا، علما ان الكونغرس والشارع الاميركي كانا اجمعا عام 2003 على دعم قرار غزو العراق، مما ساهم في رفع شعبيته الى نسب قياسية.
وامام هذا التحول الكبير، لم يبق امام الرئىس عام 2007 الا ان يلعب في هذا الخطاب الورقة الاخيرة لاستعادة شهرته والاحتفاظ بشيء من الذكر الحسن في تاريخ اميركا، ولرفع حظوظ الجمهوريين قبل بدء موسم الترشيح الرئاسي في شهر نوفمبر المقبل.
لقد مثل الخطاب ما يسمى بالخطة 'ب' التي جاءت بعد ثلاث سنوات ونصف من الاصرار على تطبيق الخطة 'أ'، وهي التي اعدتها شلة صغيرة من المحافظين الجدد وتبناها بالكامل مكتبا نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وعارضتها الخارجية الاميركية بقوة. الا ان الخارجية خسرت المعركة مع صقور البنتاغون وانفردوا بالرئيس واقنعوه بالاصرار عليها، وان الزمن كفيل بالنتائج. ومع ذلك جاءت النتائج مخيبة للامال.
كان جوهر خطة اميركا في العراق هو وضع جدول زمني محدد لانتخاب برلمان ووضع دستور، وتدريب قوات عراقية، وتحريك الاقتصاد عن طريق الاستثمار. وتجاهلت الخطة، بالكامل، ردة فعل العرب السنة الرافضين لمرحلة ما بعد صدام حسين، وان لا رفاه بدون استقرار ولا استقرار بدون اتفاق. وتجاهلت الخطة 'أ' دول جوار العراق، من اصدقاء واعداء، ومنعتهم من التدخل في شؤون العراق. وهمشت دور اوروبا والامم المتحدة، في اصرار مسبق على انها 'اميركا' وحدها قادرة على العمل مع النخب السياسية العراقية لانجاح المهمة. وفي هذا السياق كان من الغريب ان يشير بوش في تحليله الى جوهر المشكلة في العراق بأنه امني، وان علاجه يتم بمضاعفة القوات واطلاق يدها في المداهمات بدلا من تشخيص السياق السياسي والاقليمي على انه اساس للحل.
وقد اقر بوش في خطابه بأن الخطة 'أ' فشلت ولم تحقق نتائجها، وان اخطاء كثيرة وقعت في ادارة ملف العراق قال انه يتحمل مسؤوليتها. وفي كل هذا خروج بالكامل عن الموقف العنيد الذي اتسمت به كلماته. ويقول بوش انه قد استمع الى الناخب الاميركي وانه حان وقت تعديل استراتيجية اميركا في العراق.
تقرير بيكر ليس وحده
وفي هذا السياق، وقبيل تقديم خطابه، اظهر بوش العديد من المؤشرات الايجابية على ان مراجعته ستكون جذرية وانه سيضع اميركا، مجددا، على الطريق نحو استقرار العراق وخروج اميركا منه. واستبق خطابه بتسريب تحفظاته على تقرير 'بيكر - هاملتون' هو واحد من مجموعة تقارير، ومنها تقارير اعدها البنتاغون ومكتب تشيني ومكتب هادلي للامن القومي وانه سيقرر بنفسه 'الاصح' لاميركا.
ولإكمال المشهد التحضيري للخطاب استضاف بوش نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي ورئيس كتلة الائتلاف عبدالعزيز الحكيم والتقى رئيس الوزراء المالكي في عمان. وكان الهدف المعلن من كل اللقاءات هو التشاور في تعديل استراتيجية اميركا في العراق، وليقول ان الخطة تمت بعد التشاور المكثف مع قادة العراق.
اضافة الى استماعه طيلة الاشهر الثلاثة الماضية للمشورة الاميركية والعراقية، فقد اجرى بوش تعديلات وتعيينات في ادارته بدأت بقبوله استقالة رامسفيلد ليؤكد ان مراجعته لخطة العراق ستكون جذرية، وانه تخلص من الطاقم المسؤول عن السياسة السابقة المرتبكة ثم تغيير جنرالات الحرب (جون أبي زيد وجورج كايسي) وسفير اميركا السابق في بغداد زلماي خليل زادة. وبذلك اكتمل المشهد للاعلان عن الخطاب.
هذه الاشارات، وغيرها، هي التي دعت ساسة اميركا، من جمهوريين وديموقراطيين الى التفاؤل بان بوش قد تخلى عن 'شلة' المحافظين الجدد وانه قد استنار بعد تجربة العراق المريرة.
جاء الخطاب مخيبا لساسة اميركا. والاصوات الرافضة لسياسة بوش الجديدة تتضاعف بشكل اسبوعي، وبدأت ملامح عزلة سببها النقد اللاذع لسياسته. وبدأ الكونغرس جلسات منظمة لمراجعة ملف العراق وستشتبك الايدي بشكل تقليدي مألوف بين البيت الابيض والكونغرس حول تشريعات وتخصيصات مالية. الا ان كل ذلك لن يمنع بوش من ارسال القوات الاضافية الى العراق. وسيواجه اسئلة داخلية صعبة عن اختلاف ارادته وارادة الكونغرس. وهو يعلم جيدا ان ما تبقى من فترة رئاسته ستكون مليئة بقيود الكونغرس المسيطر على انفاق حرب العراق، وان انتخابات الرئاسة عام 2008 ستجري على ورقة العراق وفيه تكمن مصالح استراتيجية لاميركا تتجاوز خلافات الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
كلمة أخيرة عما يحتاجه العراق
العلة الحقيقية وراء انتشار الميليشيات والإرهاب والقتل الطائفي والجريمة المنظمة هو ضعف الدولة وغيابها وعجزها عن حماية المواطنين وبسط النظام والقانون. والعلة الرئيسية وراء عجز الساسة العراقيين المنتخبين عن بناء الدولة هو افتقارهم إلى خارطة بناء مشتركة، وتكمن مشكلة عدم الاتفاق في غياب الرؤية وعمق الخوف من الآخر والتحريض على التأجيج والانقسام الطائفي، وملفات دموية لفترة ما قبل صدام والعنف الدموي المستمر تساهم فيه دول واحزاب كارهة لعرب العراق وخائفة من قوة العراق ووحدته. ولن يستقر العراق ما لم يصمم عرب العراق (شيعة وسنة) على الخروج من الفخ الطائفي، ويتفقوا بصدق على رؤية مشتركة لبناء عراق قوي مستقل عن نفوذ الاجانب.
ومن منظور اقليمي
جاء الخطاب ليقدم ضمنا الاجابة عن تساؤلات مهمة عن صناعة سياسة بوش في الشرق الاوسط: كيف اتخذ بوش قراره في اهم واعقد ملف اقليمي؟ الى اي حد يستمر تأثير شلة المحافظين الجدد ومكتبي تشيني وهادلي؟ لماذا رفض بوش التعامل مع ايران وراهن بنجاح العراق من اجل مواجهة ايران وعزلها؟
لقد كشف الخطاب عن استمرار نفوذ شلة المحافظين الجدد رغم بعض المؤشرات عن تقلص نفوذهم والمتوقع بعد فشلهم الذريع في التخطيط لعراق ما بعد صدام ان تتخلص الادارة منهم، وبدا، ولو لفترة قصيرة، ان احتكارهم لاذان الرئيس طيلة السنوات الست الماضية قد انتهى. الا ان خطاب بوش اثبت ان همسهم لا يزال مؤثرا، خصوصا فيما يتعلق باعطاء الاولوية لملف النزاع الاسرائيلي- الايراني على ملف اميركا في العراق، وان مكتبي الامن القومي ونائب الرئيس لا يزالان مشبعان بعقلية وافكار وشخصيات المحافظين الجدد.
ورغم ضعف المحافظين الجدد داخل الادارة الاميركية فان نفوذهم لا يزال قويا خارجها، فقبل خطاب بوش باسابيع شنت مجاميع الضغط المعنية بالصراع الايراني الاسرائيلي حملات اعلامية منظمة ضد توصيات 'بيكر- هاملتون' على ان مصلحة اميركا في العراق وفي المنطقة تقتضي حوارا مع سوريا وايران واشراك السعودية وتركيا في ملف العراق الامني، بينما خالف ذلك، وبقوة، مجاميع الضغط المعنية باسرائيل وشلة من المحافظين الجدد. وشنوا حملة معارضة للحوار مع ايران اولا، وبدرجة اقل مع سوريا، باعتبار ان خطر نمو ايران النووي هو اكبر من خطر الفشل في العراق.
ومن الواضح ان هذه الحملة المنظمة داخل واشنطن وخارجها قد اقنعت الرئيس الاميركي بالتخلي عن الحوار مع ايران وسوريا وتبني المواجهة والتصعيد، وستعتمد سياسة اميركا الخارجية في الاشهر المقبلة على اشراك السعودية وغيرها من دول الخليج سياسيا في مواجهة ايران وتجنيب اسرائيل عناء مواجهة عسكرية جديدة بعد حرب لبنان الاخيرة.
وفي سياق المواجهة مع ايران، اعلن بوش التعيينات الاخيرة لقائدين كلاهما برتبة ادميرال: الاول بدلا عن جون نيغروبونتي لمهمة المجلس الاعلى للمخابرات، والثاني بدلا عن جون ابي زيد كقائد اعلى في حرب العراق. واعلن ايضا تحريك قطع بحرية الى الخليج لدعم الجبهة البحرية المرتقبة بين ايران واميركا ولتصعيد الضغط على طهران وتحسبا لاي تهديد ايراني بغلق تدفق النفط.
وعلى الصعيد السياسي بدأت اميركا حملة منظمة، اعلامية ودبلوماسية، لتعبئة المنطقة في الخطة الجديدة. ففي نفس اليوم الذي اعلن فيه بوش خطابه داهمت القوات الاميركية مقرا ايرانيا في اربيل (شمال العراق) واعتقلت خمسة دبلوماسيين، وصعدت وزيرة الخارجية خطابها في اتهام ايران بمسؤوليتها عن الارهاب والفشل في العراق، ودفعت الحكومة العراقية الى البدء بحملة لتجريد الميليشيات الشيعية من اسلحتها.
ومن منظور عراقي
قل من يقرأ اوراق اميركا في العراق؟! فعلى الرغم من كثرة المغتربين العراقيين العاملين في الحكومة العراقية فإنه لا الحكومة العراقية ولا مكتب رئيس الوزراء يملكان اي مركز محترف لإعانته في قراءة سياسة اميركا والتعاطي معها، ولم تعتمد الحكومة العراقية اي مؤسسة استشارية لإعانتها في واشنطن، وهو ما تفعله اغلب دول العالم، والسبب هو ان الحكومة العراقية في جوهرها فرق وكتل غير متجانسة افرزتها الانتخابات في ظل اجهزة دولة مفككة ومنهارة، واجتمعت هذه الفرق على تقاسم السلطة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
والطرف العراقي الوحيد الذي يحسن قراءة اميركا ويجيد الرقص معها هم الكرد لخبرتهم السياسية الطويلة ونجاحهم في السيطرة على اقليم كردستان العراق لعقدين من الزمن، ولتواجدهم السياسي المكثف في واشنطن. وابرز هؤلاء ديفيد بلكويل الذي سبق ان اشرف على عمل الحاكم الاميركي السابق بول بريمر، كما ان بلكويل كان المستشار الاول لرايس. وهناك ايضا السفير بيتر كلبريث الذي مكث في بغداد ستة اسابيع في ضيافة مسعود البرزاني لإعانة الكرد على كتابة مسودة الدستور العراقي عام ،2005 لهذا رحب الكرد بخطاب بوش، خصوصا انه تخلى عن توصيات 'بيكر - هاميلتون' في اشراك جيران العراق وتأجيل مستقبل كركوك، وبالمقابل فسح المجال امام الكرد لبسط المزيد من نفوذهم في بغداد واعطائهم دورا امنيا اكبر.
الحملة على 'جيش المهدي'
جوهر خطاب بوش هو دفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتنفيذ خطة امنية طموحة تتولاها القوات العراقية الجديدة مدعومة بثلاثة ألوية من البشمركة ومن قوات اميركية مكثفة في بغداد لاستعادة السيطرة على المناطق المغلقة من قبل الميليشيات. وقد بدأت الخطة فعلا في شارع حيفا (قبل اكثر من اسبوعين) لكنها لم تدم طويلا مما سيجعل السيطرة على مدينة الصدر مهمة مستحيلة بسبب كبر مساحة المدينة وكثافتها السكانية وعمق روابطها ببقية الكتل السياسية الشيعية.
الا ان اميركا، وبدعم من القوات العراقية بدأت مبدئيا في تجريب حظها في مدينة الصدر. والارجح ان المالكي سيدعم تقليم اظافر جيش المهدي وتطهيره من عصابات القتل والسرقة على امل ان يتم التفاوض على مستقبل الصدر سياسيا من خلال دمج اعضاء جيش المهدي في الدولة.
لقد وضع خطاب بوش المالكي بين المطرقة والسندان وتركه امام خيارات مرة لا حلاوة فيها. حتى ان رايس وصفت مستقبل المالكي بعبارات قاسية عندما قالت ان 'وقته قد انتهى وانه يعيش على الوقت المستعار'، في إشارة واضحة الى انه يمكن اسقاطه بانقلاب برلماني.
ولن تنتظر اميركا فشل خطتها الجديدة، وقد بادرت، ومن الآن، في إعداد الخطة 'ب' الجديدة اذا ما فشل المالكي في تنفيذ تعهداته بكبح الميليشيات وخصوصا الشيعية منها، ولذا كشفت اميركا، في تسريبات مستشار الامن القومي ستيف هادلي، عن سعيها لبناء كتلة برلمانية من شيعة وسنة وكرد هدفها دعم المشاريع الجديدة سواء تمت على يد المالكي او من يليه. واذا ما تعرض المالكي الى محاولة برلمانية من كتلة الصدر لاسقاطه ومنعه من تنفيذ الخطة الامنية تقوم الكتلة البرلمانية بدعم حكومته. واذا ما حاول هو التمرد على الخطة او عرقلتها تقوم الكتلة البرلمانية باسقاطه.
الشيعة أمام خيارات صعبة
وضع بوش ساسة الشيعة أمام خيار صعب في قراره مواجهة حليفهم الطبيعي إيران وفرض عليهم الخيار المر في العراق، وهو 'إما ان تكونوا مع اميركا في مشروعها للعراق وتثبتوا ذلك من خلال منع ايران من مد نفوذها في البلاد، وإما ان تكونوا مع إيران وتتحملوا نتيجة المواجهة'.
ويلقى التوجه الاميركي بالقضاء على جيش المهدي وبقية الميليشيات ترحيبا حارا من قادة الكتل السياسية المتحدثة باسم العرب السنة باعتبار ان القتل الطائفي للسنة يحصل على يد مسلحين شيعة باسم جيش المهدي، وفي ذلك يتفق ساسة الشيعة والسنة على ان تكون السيادة للدولة اولا والا لا مجال للمجموعات المسلحة خارج الدولة، الا ان الكل يصطدم بواقع تطبيق هذا القرار، خصوصا في اجواء ضعف الدولة واختراق اجهزتها وضعف انضباط الشرطة وعجزهم عن حماية المواطنين.
ولم يكن غريبا ان سكت قادة المقاومة عن مهاجمة بوش ورحب بعضهم بالتوجه الاميركي الجديد لانه يصب مجانا في استراتيجية المقاومة على المدى البعيد، من منطلق انه يديم اضطراب الحكومة ويدفعها لمواجهة ايران، بينما تستمر المقاومة في تحقيق اهدافها وهي التعجيل برحيل اميركا، وتعجيز حكومة العراق عن توفير الامن والخدمة وتعبئة السنة خلف المقاومة لإعادة النظر في الدستور والطعن بشرعية العملية السياسية التي تلت سقوط صدام.
ومن المتوقع ان تستمر المقاومة في الاستفادة من التوجه الاميركي الجديد من دون التخلي ايضا عن استفادتها من شبكات القاعدة التي تصر على ان تجعل العراق ارض مواجهات دموية بهدف إعداد المقاتلين العرب لمهام جهادية خارج العراق.
إن خطاب بوش قد بعث بشيء من الأمل في محاولة ، قد تكون الأخيرة، لإنقاذ ما تبقى من دولة العراق من التفكك والانهيار، في حين تستمر هجرة الطبقة الوسطى خصوصا من أهالي بغداد التي اختلفت عن بقية مناطق العراق بكثرة تزاوج عوائلها ما بين شيعة وسنة، واختلاط مناطقها بأمن وسلام طيلة العقود الماضية، الا انها تعيش اليوم رعبا مستمرا، بسبب القتل الطائفي وانتشار الفساد وغياب النظام وقلة فرص العمل للشباب، وتتخوف من تحول العراق الى مسرح كبير لتصفية الحسابات الإقليمية والمحلية، ولا تزال تتعلق باليسير من الامل بقدرة العراقيين على الخروج من الحفرة الطائفية وبمصلحة اميركا في استعادة العراق عافيته رغم كثرة المستفيدين من خرابه والمراهنين على فشله.
* المتحدث السابق باسم رئيس وزراء العراق
القبس الكويتية