تشبعتَ بالربِّ عشقاً و حبَّا
فأصبحتَ للطالب العشقِ ربَّا
وأشرعتَ قلبكَ ملء الكتابِ
لزوار نبضك صفحاً و توبا
وقطعتَ أوصالكَ الطاهراتِ
ليصبح صدرك كالكون رحبا
نزيفٌ . دمائك تروي القلوبَ
وتجعل تيماءها/الرينَ خصبا
يهيئها لالتقاء الفيوض
دعاءٌ تجارى بكاءاً و حَبَّا
ليزهر عشقُ الإلهِ/هواكَ
بروض الخلايا ويزدان عشبا
كأنَّكَ خبئتَ من عالم الذرِّ
في ترب صلصالهم أمسِ تربا
فلما أحسوا بطهر الترابِ
أتوكَ وقد صلبوا النفسَ صلبا
بأعينهم رسم رأسك عالٍ
وقد جزَّه الغدرُ ظلماً و غصبا
منيراً يرتل آي الكتابِ
وأضراسه قد تكسَّرنَ دربا
وجسمك بين السنابك موجٌ
دعاه الإلهُ إليه فلبَّى
وخرَّ سجودَ امتنانٍ وشكرٍ
وعفَّرَ في التربِ صدراٌ وقلبا
وليس كمثل السجود طريق
به العبد يدنو إلى الربِّ قربا
وقربك رفَّ رسولٌ رضيعٌ
يقيكَ المنونَ لقد كان صَلبا
يمزِّقُ قيد القماطِ جهاداً
ويحتضن السهمَ إلفاً محبَّا
ويستعذبُ السمَّ في ساحليكَ
فيمسي له السمُّ كالماءِ عذبا
يروك وعيناك بين الحياضِ
فخيل العداة استباحتهُ نهبا
ومشهد آلك بين الشظايا
وقد صُبَّت النار كالموتِ صبَّا
وصوت الصغار العطاشى طنينٌ
يذيبُ الصخورَ وقد ذابَ رعبا
ودمع النساء الثكالى غديرٌ
يساقونَ سبيا وسلبا وضربا
لذاك أتوكَ بنبض القلوبِ
وقد أوهنوا الصدر لطماً وندبا
برغم العواذل والمارقين
ومن هزَّ للكفرِ أنفاً و عَجْبَا
ورغم النواصبِ والملحدينَ
وهطل الرصاصِ أرادوكَ حزبا
يفوزون بالنظرة المشتهاةِ
وكلٌّ شهيدٌ إلى الفتحِ هبَّا
تُفجَّر أعضائهم في العروجِ
يعبون من عشقك الحرِّ عبَّا
وأنتَ تلملمهم في يديكَ
وترفعهم نحو مولاك حُبَّا
تقبل إلهي قرابيان رفضٍ
وبارك خطاهم تباركتَ ربَّ
........
خجلون نقبل تراب أرجلهم
.....