دمشق - إبراهيم حميدي (الحياة) أجرت الحكومة السورية اتصالات مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى لـ «توضيح» موقف دمشق المبني على «الالتزام الكامل» بما جرى الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس جلال طالباني الى سورية الشهر الماضي، وأن اتصالات دمشق مع «بعثيين» عراقيين و «هيئة علماء المسلمين» برئاسة الشيخ حارث الضاري «أمر طبيعي لإنجاح المصالحة العراقية».
وأوضحت مصادر سورية مطلعة لـ «الحياة» أمس أن «اتصالات سياسية جرت بين سورية والعراق لتوضيح الموقف بعد الغمامة التي مرت بين الطرفين بعد التصريحات والإجراءات الأخيرة»، مشيرة إلى ان الموقف السوري يتضمن «الالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه خلال زيارة طالباني التي تعتبر تاريخية وناجحة».
وكان الرئيس العراقي زار في 19 و20 كانون الثاني (يناير) الماضي دمشق حيث جرى توقيع عدد من الاتفاقات الأمنية والاقتصادية، قبل إصدار بيان تضمن النقاط المشتركة بينها دعم العملية السياسية ورفض الإرهاب الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات العراقية.
إلا أن زيارة طالباني انتهت بالتزامن مع إصدار السلطات السورية تعليمات لـ «تنظيم» وجود العراقيين في الأراضي السورية، وانعقاد مؤتمر لقياديين «بعثيين» عراقيين في وسط سورية، ومع استقبال الشيخ الضاري لتأكيد «وقوف سورية على مسافة واحدة من الجميع»، وهو ما أثار تساؤلات لدى مسؤولين عراقيين.
وقالت مصادر سورية أمس إن دمشق «تدعم المصالحة الوطنية، وأن أحد الأمور التي جرى الاتفاق عليها مع طالباني دعم جهود المصالحة، وبالتالي فإن ما تقوم به سورية من اتصالات مع مجموعات عراقية (بعثية وإسلامية) ليس بينها وبين السلطة حوار، هو أمر طبيعي يقتضيه نجاح المصالحة».
وفي هذا السياق، جددت المصادر ذاتها تأكيد مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار المقرر في بغداد الشهر المقبل، مشيرة إلى أن الزيارات التنسيقية التي قام بها المعلم إلى طهران وأنقرة كان هدفها وضع تصور مشترك للدول الثلاث إزاء الإستراتيجية الجديدة للرئيس جورج بوش وكيفية التوصل إلى الحل السياسي في العراق. و قالت هذه المصادر إن «سورية ستواصل جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مع التأكيد على أن أمن العراق واستقراره جزء حيوي من هذا الجهد».
وفي خصوص قرار دمشق وقف الرحلات العراقية، أوضحت المصادر ذاتها أن سورية «لم تغلق مطاراتها» أمام الخطوط الجوية العراقية، ولا تزال ترحب برحلات منتظمة بين بغداد ودمشق شرط التزام قواعد «اياتا» المتعلقة بشروط السلامة، علماً أن أربع طائرات عراقية كانت تقوم برحلات يومية بين البلدين تنقل فيها حوالي ألف شخص.
الحياة