النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    1,748

    افتراضي العلاقات الاجتماعية مفيدة للقلب والروح معا


    الوحدانية .. مرض العصر

    الصلات الحميمة أفضل علاج له.. والعلاقات الاجتماعية مفيدة للقلب والروح معا


    تقرير هارفارد

    * كامبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط» * القلب، ليس كما يقول الشاعر الاسكتلندي وليام شارب، صيادا وحيدا، على الاقل ليس ذلك من طبيعته، لأن الوحدة في الواقع تضغط على القلب، وعلى نظام القلب والشرايين والأوعية كلها، وتلحق الأذى بها تماما، كما يفعل ضغط الدم العالي، او تزايد نسبة الكوليسترول في الدم. اما الذي يجعل القلب والشرايين تحيا وتنتعش فهي الصلات الاجتماعية والحب والعلاقات الحميمة.

    والعديد من الناس لا يتنعمون بالكثير من ذلك، فالأميركي العادي له شخص واحد أو شخصين، يمكنه الحديث اليهما في أمور اساسية ومهمة، كما ان ربع السكان ليس لديهم شخص قريب منهم، استنادا الى احصاء قومي نشر في يونيو العام الماضي في نشرة «أميركان سوسيوليجكال ريفيو». كذلك يصنف نحو 20 من الاميركيين انفسهم كوحدانيين.

    ومنذ أواسط التسعينيات ظهر اهتمام كبير، مع دلائل حول تأثير الوحدة والصلات الاجتماعية على الصحة. وكان الباحثون قد ربطوا بين الوحدة والمشاكل الطبيعية التي تراوح بين ضعف نشاط النظام الدفاعي في الجسم وحصانته وقصر فترة الحياة. وقد تركز قدر كبير من الاهتمام والتدقيق على نظام الشرايين والاوعية، من هنا لا بد لنا من اخذ هذه النتائج بعين الاعتبار:

    - الناجون من النوبات القلبية الذين يعانون كثيرا من الوحدة الاجتماعية هم عرضة اربعة اضعاف للوفاة خلال السنوات الثلاث التي تعقب اصابتهم، من اولئك الذين يملكون شبكات وصلات اجتماعية كثيفة ويعانون قليلا من التوتر.

    - الاشخاص المسنون الذين لا يتلقون ابدا، أو يتلقون القليل من الدعم العاطفي، الذين عولجوا في المستشفيات بسبب الفشل القلبي، معرضون ثلاثة اضعاف الى خطورة النوبات القلبية، او الوفاة، في السنة التي تلي اصابتهم مقارنة باولئك الذين يتمتعون بصلات اجتماعية جيدة.

    - في احصاء شمل 229 من سكان مدينة شيكاغو كان الضغط الدموي 30 نقطة اعلى لدى الاشخاص الوحدانيين من اولئك الذين لا يعانون من هذه المشكلة. والمواطنون السويديون الذين يتهيأون لاجراء عمليات القلب المفتوح، والذين وقعوا على بيان دونت فيه عبارة «نعم أنا وحيد»، كان احتمال وفاتهم خلال الخمس سنوات التي تعقب العملية الجراحية ضعف الذين لم يوقعوا هذه العبارة.

    * الوحدة ومعيارها والوحدة مثل الجمال تعتمد على نظرة الشخص المعني لها، اي انها نظرة ذاتية قد ترغب في المزيد من العلاقات الاجتماعية، او المختلفة، وقد يشعر صاحبها بأنه معزول تماما، ولا يمكنه الانسجام مع البيئة المحيطة. والوحدة ليست بالضرورة هي العيش وحيدا، فبعض الذين يعيشون بمفردهم، يرون مع ذلك افراد العائلة والاصدقاء بين الحين والاخر، ويشعرون تماما انهم مدعومون وعلى اتصال دائم مع الاخرين، في حين يشعر البعض الاخر، رغم انه يعيش محاطا بالعائلة والاصدقاء، بالوحدة.

    ولا أحد يعرف تماما كيف ان الوحدة تلحق الاذى بنظام الدورة الدموية، وكيف ان العلاقات الجيدة تقوم بتغذيتها. لكن الاحتمال هو ان العلاقات الاجتماعية تؤثر نوعا ما على بعض مناطق الدماغ التي من شأنها ان تهدئ الجسم، او ان تضعه على إهبة الاستعداد لمواجهة الخطر. والنتيجة مزيد من الهرمونات التي تؤثر على ضغط الدم ومرونة الشرايين والتهابها، وهي السبب الكامن الاساسي للامراض القلبية.

    ورغم ان الاحتمالات واردة في ان اي شخص بمقدوره ان يكون وحيدا، الا انه أمر شائع بين المسنين. غير ان الاتجاه الاميركي في الحركة الدائمة يجعل الاطفال والاصدقاء معرضين الى الانتقال الى مناطق مختلفة من البلاد، او العالم، مما يعرض شبكاتهم الاجتماعية الى التصدع الدائم.

    والاشخاص الذين يعانون من الوحدة يدركون قبل غيرهم ان تأسيس علاقات جديدة ليس بذلك الامر السهل. والقليل منهم يملك الشجاعة الكافية للدخول في معترك الحياة الاجتماعية عن طريق الانخراط في النوادي، او في صفوف لتعلم بعض الهوايات، او الاشتراك في النشاطات الخاصة بدور العبادة. وبالنسبة الى العديد من الاشخاص الوحيدين فان القيام بذلك هو من الصعوبة بمكان كتسلق قمة ايفرست. وقد يبدأ الحل بالنسبة اليهم في فهم واستيعاب جذور المشكلة التي قد يكون سببها النشاط او المزاج. كما ان التوتر قد يجعل الاوضاع الاجتماعية تبدو شديدة الوطأة، او قد لا يملكون لأسباب كثيرة موهبة صنع الصداقات والمحافظة عليها.

    * القلب المفتوح وبالنسبة الى العديد من الاشخاص فانهم بحاجة الى عملية قلب مفتوح، لكن من نوع اخر يمارسه محترفون يفتحون مغاليق الذات، اي العلاج بالكلام وتبادل الحديث، فاذا كانت الوحدة مشكلة دائمة في الحياة، فان الحديث مع احد المتخصصين بالنصح والمواساة، او طبيب نفسي، او اي محترف اخر للصحة العقلية، قد يساعد في تفهم ما يعترض عملية اقامة الصداقات والعلاقات وتلقين المهارات الجديدة للشروع فيها وتطويرها. فاذا كانت هناك مشكلة كامنة تتعلق بالتوتر، او الكآبة، فان تناول عقار قد يساعد في تخفيف الحالة.

    واذا كنت من المصابين بالوحدانية وتحاول انقاذ نفسك فالإيثار وحب الغير هي الخطوة الاولى. حاول ممارسة شيء تعرفه جيدا، كالرياضيات مثلا لمساعدة الاخرين، فالمدارس المختلفة ترحب بالمعلمين المتطوعين الذين بمقدورهم مساعدة الاطفال في تحسين مستواهم في الرياضيات وقدرتهم على القراءة والمهارات الاكاديمية الاخرى. وهناك مجموعات مثل «ميندد هارتس» وهي جمعية دعم وطنية للاشخاص المصابين بأمراض قلبية تقدم فرصا لعقد الصداقات والاتصالات مع محاولة مساعدة الاخرين.

    ومن شأن بذل المزيد من الوقت والجهد في سبيل العلاقات الاجتماعية ان يجني فائدة كبيرة كالعناية بضغط الدم العالي، او اعتماد وجبات غذائية صحية، والاشخاص الذين يرفلون بشبكات اجتماعية غنية يعيشون بشكل عام فترة اطول، وتكون مدة نقاهتهم اقصر بعد النوبات القلبية والنكسات الصحية الاخرى، فضلا عن تنعمهم بحياة اكثر سعادة.

    * خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    1,748

    افتراضي


    إهمال معاناة مرضى القلب من الاكتئاب قد يُهدد حياتهم

    الاهتمام بالجوانب النفسية لديهم ضروري



    الرياض: د. حسن محمد صندقجي
    أربع دراسات صدرت خلال الخمسة أسابيع الماضية تسترعي، في غزارة عددها ومدلولات نتائجها والتصنيف العلمي للمراكز الطبية التي أجرتها، انتباه الناس والأطباء على السواء حول دور الحالة النفسية لمريض القلب على مستقبل حياته ومستقبل حالته المرضية. وعلى وجه الخصوص إصابة مريض القلب بحالة الاكتئاب دون غيرها من الاضطرابات النفسية. الأولى صدرت في الحادي عشر من شهر مارس (أذار) الحالي عن الباحثين من جامعة ديوك تقول لنا إن وجود مرض السكري لدى مرضى شرايين القلب ممن يُعانون أيضاً من الاكتئاب، كعاملين مجتمعين لدى مرضى القلب، يرفع من معدلات الوفيات فيما بينهم بشكل يفوق تأثير الاكتئاب وحده. وقال الباحثون إن كلا من الاكتئاب ومرض السكري عامل يرفع من معدلات الوفيات بين مرضى القلب، لكن اجتماعهما معا يرفع النسبة بمقدار 30% مقارنة بوجود الاكتئاب وحده لدى مرضى القلب حين تمت متابعتهم لمدة تفوق أربع سنوات.
    والثانية أعلن عنها الباحثون من جامعة ليفربول ببريطانيا في السابع من شهر مارس الحالي أكدوا فيها أن الاكتئاب شائع بين المرضى عموماً من كبار السن. وبمتابعتهم لمدة سنتين فإن نسبة وفاة المرضى المكتئبين تتجاوز الـ 40%.

    والثالثة نُشرت في عدد 26 فبراير (شباط) الماضي من مجلة أرشيفات الطب الباطني الأميركية للباحثين من جامعة كارولينا الشمالية وجامعة ديوك، وفيها خلصوا إلى أن الاكتئاب عامل رئيس، أسوة بارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول ومرض السكري، في رفع معدل الوفيات بين مرضى هبوط قوة عضلة القلب، وأيضاً في رفع معدل حاجتهم إلى الدخول إلى المستشفيات للمعالجة من انتكاسات حالة القلب لديهم.. ما يعني أن الاكتئاب عامل أساس في ضعف فرص الاستمتاع بالحياة لدى مرضى هبوط قوة عضلة القلب. وشملت الدراسة أكثر من 200 شخص من الذين لديهم هذا الهبوط. وتبين للباحثين أن اختبارات فحص الاكتئاب أظهرت أن 46% منهم لديهم هذه الحالة النفسية. وبالمتابعة لمدة ثلاث سنوات تبين أن من يُعانون من الاكتئاب كانوا عُرضة للوفاة أو تكرار دخول المستشفى بنسبة تتجاوز 50%، مقارنة بمن لا اكتئاب لديهم من مرضى هبوط قوة عضلة القلب. ما حدا الباحثين القول إن التأثيرات السلبية للاكتئاب تجعله في مصاف العوامل الأخرى لخطورة الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول ومرض السكري والتدخين.

    والرابعة نُشرت أيضاً في عدد فبراير من مجلة أرشيفات طب النفسية العام الأميركية للباحثين من جامعة إنديانا الأميركية حول دور الاكتئاب كعامل مستقل، في زيادة تراكم الضيق داخل الشرايين التاجية للقلب والدماغ وغيرها من شرايين الجسم. وقالوا إن متابعتهم الطبية دلتهم إلى أن الاكتئاب، وليس الغضب أو القلق، هو ما يرفع من زيادة نسبة ضيق مجاري الشرايين. وهو ما تبين من متابعتهم لمدة ثلاث سنوات مدى تراكم الكولسترول على جدران شرايين الرقبة عبر تلك السنوات.

    * الاكتئاب والقلب إن المحاولات الطبية في معالجة مرضى القلب يجب أن لا تقتصر على التعامل المجرد والجاف مع القلب والشرايين والصمامات وغيرها من أجزاء الجهاز الدوري، على أنها تراكيب تشريحية في أجسامهم أصابها ضرر ما، بل تحتاج وحدها إلى الرعاية الطبية. بل ثمة مُؤشرات، لا يُمكن بحال إهمالها، تقول لنا إن الجوانب النفسية لهؤلاء المرضى هي عوامل مُؤثرة أيضاً، سلباً أو إيجاباً، على تلك التراكيب التشريحية المجردة وأدائها لوظائفها، كما أنها عوامل أسهمت، مع غيرها، في نشوء الإصابة بأمراض القلب لدى المرضى بالأصل وتسببت أيضاً بجوانب من اضطراباتها في حصول نوبات حالات التداعيات الحادة لتلك الأمراض القلبية، فإنها كذلك قد تكون عوامل تُحدد نوعية المسار الذي ستتخذه حالة المرضى لاحقاً و سلامة حياتهم فيما بعد. والشأن هنا ليس ترفاً في مستوى المعالجة لمرضى القلب لا يتوجب تقديمه إلا للبعض منهم، ولا هو توفير لنوعية خاصة من استمرارية متابعة الأطباء ودور الرعاية الطبية لمن يطلب ذلك من أولئك المرضى. بل هو أساسٌ في نجاح الحد الأدنى من المعالجة الطبية المعتادة والواجب تقديمها لكل المرضى، سواء تنبهوا لها أو لم يتنبهوا. وسواء طلبوا ذلك أم لم يطلبوه. وفي الأسابيع القليلة الماضية، كما تقدم، تحدثت بعض الدراسات الطبية عن جانب الاكتئاب، كأحدى الحالات النفسية التي قد تعتري بعضاً من مرضى القلب بدرجات متفاوتة، ودوره في التأثير على مستقبل حياة المرضى ونجاح معالجتهم. واتخذ غالب الباحثين عنصرين من تلك العناصر لإيضاح تأثيراته على مرضى القلب، وهما نسبة الوفيات ومدى تكرار الحاجة إلى الدخول إلى المستشفى للمعالجة من انتكاسات استقرار حالة القلب وأدائه لوظائفه. واللافت لنظر البعض إما بالدهشة أو بتأكيد المعلوم مسبقاً، هو أن أطباء القلب بدأوا ينظرون إلى الاكتئاب بنفس النظرة التي يُوجهونها نحو عوامل ثابتة في قوة رفعها من خطورة الإصابة أو انتكاس وتدهور الحالات القلبية، مثل مرض السكري أو اضطرابات الكولسترول والدهون أو ارتفاع ضغط الدم. كما أنها لا تزال ثمة مناقشات علمية حول مدى تأثير طريقة معالجة اكتئاب مرضى القلب على استقرار حالتهم أو نسبة الوفيات فيما بينهم، وتحديداً تأثيرات أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب، ما قد يطرح على الأطباء النفسيين وأطباء القلب ضرورة وضع إرشادات واضحة لكيفية معالجة مرضى القلب حينما تعتريهم حالات الاكتئاب، باعتبار أنهم شريحة متميزة من دون بقية مرضى الاكتئاب بشكل عام لأسباب واقعية شتى. وهذا الجانب بالذات قلما يتنبه له الكثيرون, لأن أدوية معالجة الاكتئاب بذاتها لها آثار جانبية على القلب والجهاز الدوري إما بشكل مباشر أو عبر تأثيراتها على هرمونات الجسم الحساسة. وأيضاً لأن الاكتئاب أيضاً بذاته يُؤثر على مدى اتباع تطبيق إرشادات سلوكيات نمط الحياة الصحية من التغذية والرياضة وعدم التدخين أو تناول المشروبات الكحولية، وعلى مدى الالتزام بتناول الأدوية والحرص على الحضور إلى عيادة الطبيب لاستكمال المتابعة الطبية والموافقة على الإجراءات الجراحية أو التدخلية بالقسطرة في معالجتها و غيرها من الجوانب.

    * الاكتئاب والسكري والشرايين اجتماع مرض السكري مع حالة الاكتئاب لدى مرضى القلب يرفع من خطورة الوفيات لديهم. وهما وإن كانا عاملين يرفع كل منهما خطورة الوفاة، إلا أن اجتماعهما يجعلهما أكثر تسبباً في الوفيات. ومعلوم بداهة أن كون شيء ما ضارا مع آخر ضار أيضاً، ليس بالضرورة يرفع مقدار الضرر الكلي، بل تأثير ذلك يتفاوت. وبدعم من المؤسسة القومية للقلب والرئة والدم في الولايات المتحدة، تبين للباحثين النفسيين من المركز الطبي بجامعة ديوك الأميركية أن بمتابعة أكثر من 930 مريضا مُصابين بأحد أمراض شرايين القلب يقيناً، فإن اجتماع وجود إصابة بالسكري وإصابة بالاكتئاب شأن يختلف عن مجرد الإصابة بالاكتئاب وحده أو السكري وحده، وذلك على وجه الخصوص في نسبة خطورة الوفاة خلال الأعوام الأربعة القادمة من أعمارهم.

    وتوصل الباحثون إلى أن النظر إلى فئة من لديهم مرض السكري من مرضى شرايين القلب، يدل على أن الوفاة بينهم ترتفع بنسبة 30% فيما لو كانوا أيضاً مُصابين بدرجات عالية من الاكتئاب، وذلك بالمقارنة مع من لديهم مرض السكري وحده من بين مرضى شرايين القلب عامة.

    وقالت الدكتورة أنستازيا غيورغياديس، الباحثة الرئيسة في الدراسة، «وجدنا أن ثمة تأثيراً يُظهر أن احتمالات الوفاة ترتفع كلما ارتفع مستوى اكتئاب مرضى شرايين القلب المُصابين بالسكري. ونتائج دراستنا تُبين أهمية التفاعل فيما بين الاكتئاب والسكري» ما يعني، على حد قولها، أن على الأطباء أن يُراقبوا عن كثب قلوب مرضاهم الذين يُعانون من السكري والاكتئاب مجتمعين.

    وأضافت ان هناك «نوعاً من التأثير السلبي التعاوني بين السكري والاكتئاب تحديداً، وهو ما لا نفهمه بشكل كامل حتى الآن. وبالرغم من ضبطنا في الدراسة تأثيرات عوامل أخرى كشدة مرض القلب أو التقدم في مقدار العمر، إلا أننا لا نزال نلحظ الزيادة في الوفيات بين مرضى القلب حين اجتماع إصابتهم بالاكتئاب ومرض السكري. والاتجاه المستقبلي للبحث هو لجلاء حقيقة الآلية التي يحصل بها هذا الترابط. إلا أنها أبدت بعض التفسيرات الظاهرية المقبولة ليس وحدها. إذْ قالت إن مرضى السكري يحتاجون بشكل خاص إلى عناية مكثفة بالنفس، والتي تشمل الوجبات الغذائية وتناول الأدوية العلاجية وممارسة التمارين الرياضية بشكل متواصل ومتابعة مراجعات العيادات الطبية. وما يبدو أن الإصابة بالاكتئاب قد تُضعف الحماس اللازم للقيام بهذه الأمور كلها، ما يرفع من احتمالات الخطورة على سلامة الحياة، وهو تعليل مفهوم، بالإضافة إلى أن من المعلوم ارتباط الاكتئاب بارتفاع احتمالات الإصابة بعوامل من المؤكد رفعها خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب وتدهورها، مثل ارتفاع ضغط الدم والشراهة في التدخين وتناول المشروبات الكحولية وتدني النشاط البدني الرياضي والسمنة وزيادة مقاومة أنسجة الجسم لمفعول هرمون الأنسولين.


    * الاكتئاب حالة نفسية قد تُصيب أي إنسان.. المهم معالجتها من دون خجل ما يظنه البعض من أن الاكتئاب شيء في الذهن فقط ، وأن الإنسان لو جد في المحاولة لأمكنه إزالته أو التغلب عليه، هو غير صحيح. والاكتئاب هو اضطراب يُؤثر على التفكير والمزاج والمشاعر والسلوكيات، وحتى الصحة البدنية. وما يراه الأطباء هو أن الاكتئاب ليس دليلا أو علامة على الضعف في الشخصية أو فقدان الرغبة في بلوغ الأفضل، بل في الغالب ليس بإمكان المرء التغلب عليه بذاته. بل يرون أنه من بين الاضطرابات المرضية التي تحصل نتيجة لخلل ذي أسس حيوية وكيميائية، ما يجعل من الصعب على خلايا الجهاز العصبي التفاهم فيما بينها. وربما تكون له أسباب جينية، وربما يظهر بعد إحدى الحوادث المُحزنة من فقد عزيز أو غيره، وربما نتيجة لتناول المشروبات الكحولية أو الإدمان على المخدرات، وربما أيضاً بسبب الإصابة بأحد أو مجموعة من الأمراض العضوية المسببة للإعاقة أو المهددة لسلامة الحياة. كما يُؤكدون أن الإنسان من جميع الأعراق أو المناطق الجغرافية أو في أي عمر، عُرضة للإصابة به.

    وثمة علامتان أساسيتان للاكتئاب، تُعتبران مفتاح تشخيص الإصابة به، وهما، أولاً فقد الرغبة أو الاستمتاع في الاهتمام بالقيام بأنشطة الحياة اليومية التي تعود المرء عليها وعلى حبها. وثانياً انخفاض وتدني مستوى المزاج أو الحالة النفسية. بمعنى الشعور بالحزن أو فقدان العون أو فقدان الأمل، وربما مع نوبات من البكاء.

    هذا بالإضافة إلى عناصر أخرى تُوجد في الشخص المصاب لمدة أسبوعين على أقل تقدير. وتشمل أولاً اضطرابات النوم، ككثرة النوم لمدد طويلة أو صعوبة الدخول فيه. أو الاستيقاظ، بعد الخلود إلى النوم، فيما بعد منتصف الليل أو مبكراً جداً في الصباح. ثم عدم القدرة على العودة إلى النوم. وثانياً اختلال التفكير أو التركيز عند اتخاذ القرارات مع صعوبات في التذكر. وثالثاً تغير الشهية للأكل ووزن الجسم، وغالبها فقد الشهية ونقص الوزن أو العكس. ورابعاً الاهتياج والتوتر وسهولة الانزعاج لأبسط الأسباب. وخامساً الخمول والكسل والشعور بالتعب والضعف، عند الاستيقاظ من النوم أو الذهاب إليه. وسادساً تدني النظرة إلى الذات واحتقار قدراتها، مع الشعور بعدم الفائدة في خدمة الآخرين وكثرة لوم النفس. وسابعاً تدني الرغبة في ممارسة الجنس أو أي درجات من التواصل الجنسي مع الشريك، وثامناً كثرة ورود أفكار الموت إلى الذهن.

    أهم عنصرين في الاكتئاب هما ملاحظة وجوده ومن ثم معالجته. وأساس النجاح في هذين الأمرين هو متابعة المرء لملاحظة نفسه أو من يعيش معهم، وعدم الالتفات إلى خشية وصم الغير له، ممن يجهلون حقيقة الأمراض . وهذا الأمر تحديداً لو التفت المرء إليه لما عالج في نفسه أي مرض!.

    * ارتباط وثيق بين الاكتئاب والوفاة المبكرة لدى عموم المرضى الكبار > ما نظر إليه الباحثون من جامعة ليفربول كان من زاوية أخرى في تلك العلاقة الغريبة بين الاكتئاب والإصابة بالأمراض عموماً لدى كبار السن، حيث تابعوا في دراستهم المنشورة في العدد الأخير من المجلة الدولية لطب النفسية في الشيخوخة، أكثر من 300 شخص ممن أعمارهم تجاوزت الخامسة والسبعين الذين خرجوا للتو من أحد المستشفيات بعد أن تلقوا فيه معالجة طبية لأحد الأمراض بصفة عامة. وكان أكثر من 17% منهم قد سبق تشخيص وجود اكتئاب لديهم بالتعريف الطبي. وتبين لهم أن من بين من عانوا من الاكتئاب فإن 7% منهم تُوفوا خلال السنتين التاليتين لخروجهم من المستشفى. وأن 41% منهم استدعت حالتهم الصحية معاودة الدخول إلى المستشفى لتلقي معالجة أمراضهم الأخرى، وفي الغالب كان السبب في ذلك عدم معالجة الاكتئاب بشكل فاعل بالأصل.

    وقال الدكتور كين ويلسون، الباحث الرئيس في الدراسة، إن مشروع البحث بين أن الاكتئاب شائع بين ممن خرجوا حديثاً بعد تلقي المعالجة في المستشفيات من المرضى الكبار في السن. وغالباً لا يتم تشخيص تلك الإصابة بالاكتئاب، بل يظل المرضى والأطباء في حيرة هل علامات الاكتئاب البادية عليهم هي بسبب التقدم في العمر أو بسبب الأمراض العضوية التي يشكون منها. الأمر الذي يُشير بشكل حاسم على سلامة حياتهم وعلى تكرار دخولهم إلى المستشفيات للعلاج.

    وأضاف كلاماً بمنتهى الدقة والواقعية لما يجري في متابعات المرضى الطبية، إذْ قال إن الاكتئاب لا يزال مرضاً جديداً نسبياً من ناحية المعالجة والخدمات التي يتم توفيرها للمعانين منه، وكثير من المتقدمين في العمر لا يزالون غير مُدركين لأعراضه. بل غالباً يُكررون الزيارة للطبيب للشكوى مما يعتقدون أنه مظاهر لأمراضهم العضوية. في حين أنها حقيقة علامات حالة الاكتئاب المرضية، ولذا فإنه بالنتيجة لا يتلقون معالجة للاكتئاب.

    وقال الباحثون إنهم يأملون أن تكون نتائج دراستهم حافزاً للهيئات الصحية على وضع برامج للكشف عن وجود الإصابات بالاكتئاب لدى المرضى أثناء وجودهم في المستشفى.
    [align=center]




    [/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني