النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    Question موضوع للمناقشة:هل التشيع في مأزق؟؟؟

    مأزق التشيع



    حسام عيتاني
    يصعد التشيع في المنطقة مستفيداً من الانتكاسات التي أصيبت بها المشاريع القومية العربية وإخفاقات الحركات الاسلامية السنية سواء في الحقل السياسي أو الثقافي بمعناه الواسع أو الحقل الاجتماعي. غير ان التشيع في صعوده المرتكز الى عوامل قوة ذاتية محدودة الاتساع، يعيد إنتاج أسباب الاخفاقات التي سبقته اليها قوى إسلامية وعلمانية متنوعة.
    نبدأ من مركز الاسلام الشيعي، من ايران. يجوز الاعتقاد ان الثورة الاسلامية بعد أكثر من ثمانية وعشرين عاما على انتصارها، لم تستطع تقديم نموذج ايديولوجي وعملي ـ تطبيقي شامل وقادر على بث إشعاعه في ما يتجاوز الدائرة الشيعية المباشرة. أسباب ضآلة الاشعاع هذا كثيرة تبدأ مع الطوق الدولي الذي قوبلت الثورة به، ولا تنتهي مع شعور الكثير من الشعوب العربية والاسلامية بالريبة حيال النزعة القومية المفرطة في الخطاب السياسي الايراني. وبعد الوهج الاول للثورة التي جعلت عدداً من اليساريين العرب والاوروبيين يعلقون عليها آمالا عريضة، وبعدما شكلت ايران جاذبا لعدد من كبار المثقفين الغربيين الذين أملوا في إيجاد حلول جديدة لأزمات الانسان المعاصر في مساجد طهران، انكفأت الثورة الى سلطة معادية للديموقراطية يتداولها عدد من رجال الدين غير المعنيين كثيرا بما يتجاوز المصالح المباشرة لنظامهم. أطاح الانكفاء هذا بجميع عناصر الجذب باستثناء تلك التي تتوجه الى عصبية قومية وطائفية صريحة. غني عن البيان أن المقصود في هذه السطور هو التشيع «الممانع» إن جاز القول.
    ولم يكن غريبا، والحال على النحو هذا، ألا تصدّر ايران منذ ثورتها الاسلامية، فكرة واحدة يجدر التمعن فيها، أو كتابا يصلح للقراءة، مع استثناء موجات من الحماسة الثورية التي استهلك العرب على امتــداد عقود صراعهم مع اسرائيل، كل ما يمكـن أن يخطر على البال من صنوفها، وايضا مع استثناء مقولة ولاية الفقيه التي ينقسم الشيعة أنفسهم حيالها.
    الضحالة الثقافية والفكرية هذه (التي لا تمت بصلة الى الثراء الكبير للحضارة الفارسية) تمثل أرضية المأزق الذي يعاني منه المشروع السياسي الحامل للتشيع. وإذا نزعت الممارسة اليومية المناهضة للتوغل الاميركي في المنطقة، واذا توقفت ايران عن دعم الممانعة والمقاومة بالمال والسلاح والخبرات العسكرية، لا نجد ان شيئا كثيرا يبقى من مشروع قلنا انه لم يجلب الكثير من الانجازات الى بلد المنشأ (وفقا لأرقام تقارير التنمية البشرية التي تصدرها الامم المتحدة، على الاقل).
    على هذه الارضية تريد قوى إقليمية ولبنانية أن تقنع سكان المنطقة بجدوى الانخراط في التصدي لمشروع مقابل يسمى مشروعا أميركيا أو اسرائيليا. غير ان انعدام جاذبية المشروع الاول وضيقه بالتنوع وتصوره المبتسر القائم على ثنائية عقيمة للعالم، يحول تماما دون انخراط شرائح مؤثرة من الجمهور العربي واستطرادا اللبناني فيه.
    واذا أخذت المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وسلوك حزب الله السياسي، عموما، في لبنان كمثال، لرأى المراقب من دون كبير عناء أن القوم لا يأبهون كثيرا لما يمكن أن يُطلق عليه حوار نقدي يتأسس من موقع الندية، بل هم يأنسون أكثر ما يأنسون الى تسليم بعصمة فكرهم وسلوكهم ونهجهم وقادتهم قبل أن يفتحوا باب نقاش لا يتجاوز القشور.
    والحال ان أزمة المشروع الايراني ـ السوري وأزمة حلفائه في لبنان تجد بعض تفسيراتها في افتقارها الى أدوات معرفية جدية، من ناحية، والى امتلاك لناصية المبادرة على المستوى السياسي والعسكري. وحزب الله ما زال يرفض أي ربط بين تحركه المعارض للحكومة اللبنانية وبين نية في تغيير النظام، وما زلنا حتى اليوم نسمع تأكيدات أن المقاومة لم تبادر الى شن حرب تموز. وللمفاجأة، تغيب المبادرة على المستوى الثقافي ايضا.
    التركيز على المستوى الثقافي هنا، يستند الى مقولة العلاقة بين البنية الفوقية والبنية التحتية. واذا كنا لا نجد قصيدة أو أغنية أو كتاباً فكرياً سجالياً واحداً، يستطيع أن يشير الى أي جمهور يتجاوز ولو قليلا جمهور وسائل الحشد والتعبئة الاعلامية التابعة للقوى المعنية، فإن ذلك ينبغي أن يقرع أجراس الانذار ليس عند المتخوفين من نهوض مشروع فقير الى هذا الحد الى المكون الثقافي، بل ايضا عند أصحاب المشروع أنفسهم الذين يتعين أن يلتفتوا الى معنى انحباس الابداع الثقافي عند أنصارهم. ولا مناص من وضع علامة تشديد تحت علاقة الثقافة بالحرية كقيمة إنسانية عليا، بغض النظر ما اذا كانت أرض الانسان محتلة أم محررة، وتحت مقولة ان الحرية هي المكون الاساس للكرامة والعزة وليس أي شيء آخر.
    نجمل القول ان ندرة الديموقراطية واحتقارها ونمطية الرؤية الى العالم وضحالة العنصر الثقافي، سمات رئيسة لمشروع يحمل أزمته في بذوره. بذلك يترك لشعوب هذه المنطقة الاختيار بين مأزقين: مأزق المشروع العربي التقليدي المصادر من قبل القوى الاسلامية السنية، أو مأزق مشروع الممانعة بمكوناته التي ذكرنا.

  2. #2

    افتراضي

    الكاتب يحصر التشيع في إطاره الإيراني وهذا خطأ جل الكتاب العرب المعاصرين. إن كان يتكلم عن التشيع بمفهومه الثوري أو الممانع فهذا ليس كل التشيع ولكن هو جانب مهم منه.
    المشكلة أن التشيع مازال يعامل بإطاره السياسي والحركة السياسية وهذا ما يلغي قوة التشيع الأساسية ألا وهي التنوع الداخلي في المجال السياسي وحرية الإجتهاد. طبعا سياسيا الحركة الإسلامية في الداخل الشيعي دائما كانت حركات مطلبية وثورية وكانت الإنطلاقة مع فكر الإمام الخميني والإمام الشهيد الصدر في المرحلة الحديثة واستقت هذه الحركات من مباديء أصول التشيع مثل الإمامة والعدالة ولكن ليس صحيحا أن التشيع هو دائما مختزل في جانبه الثوري العقائدي. يجب ان لا نغفل ان لدى التشيع فقه وقانون تشريعي وهذا دائما يصادر على حساب العقائدي في حركة التشيع السياسية.
    قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني