- التواطىء السعودي مع الإرهاب في العراق -
- علي آل أحمد -
( 23 فبراير، 2006) ... جريمة تفجير مشهد الأماميين وحفيدي الرسول علي الهادي وأبنه الحسن العسكري في مدينة سامراء، لم تحصل بمعزل عن المحرضين عليها، والمؤيدين لها، والممولين لفاعليها في خارج العراق وبالتحديد في العديد من الدول الخليجية مثل الإمارات والسعودية وقطر.
في هذا المضمار تستمر سياسة الحظر الإعلامي التام على الشيعة في السعودية، وامتنعت وسائل الإعلام السعودي قاطبة من نقل أي بيان إستنكار لرجال الدين الشيعة في البلاد وعلى رأسهم الشيخ الشيعي حسن الصفار، أو البيان الجماعي الذي أصدره عشرات من الشيوخ الشيعة في المنطقة الشرقية. فيما لم تصدر عن رجال الدين السنة أو الوهابيين أي إشارة إستنكار لما حصل.
تدنيس القران مر بصمت:
واشتملت الجريمة أيضا على تدنيس وتفجير مئات المصاحف القرانية الموجودة بالمرقد، والآيات القرانية التي تزخرف جدران المكان. ولم يثر هذا التدنيس المتعمد لمئات المصاحف أولئك الذين استغلوا تدنيس مصاحف قليلة من قبل افراد أمريكيين لخدمة مصالحه السياسية. لقد اصبح القران أداة بيد هؤلاء، متى أرادو فجروه وحرقوه بكل سرور، ومتى أرادو استغلاله سياسيا زعمو الدفاع عنه، وارتكبوا بأسمه المزيد من أعمال العنف. فلم يصدر بيانا واحد، او كتب سطر واحد عن تدنيس القران في سامراء علي يد الإرهابيين، كما لم يصدر أي اعتراض منه هؤلاء حين قام الطاغية صدام بتدنيس القران وكتابته بالدم، وهو مايعادل كتابته بالبول والعياذ بالله.
حكوميا أمتنعت الحكومة السعودية عن إصدار اي إدانة، والصمت هنا تأييد وارتياح مما حصل. والحكومة السعودية هي التي بادرت الى إدانة تفجيرات مدريد، ولندن في اليوم نفسه عبر اتصال من الملك بنظرائه في تللك الدول.
وفي إشارة الى دعمها لجريمة التفجير، أمتنعت (رابطة العالم الإسلامي) الوهابية عن إدانة عملية التفجير رغم انها تمس مركزا اسلاميا يديره سنة مسلمون، لكونه مركز مهما للشيعة أيضا. وهي نفس الرابطة التي أدانت إزالة بعض النقوش الإسلامية في أسبانيا في 2003.
من جهته مهد موقع (الإسلام اليوم) لمالكه الشيخ الوهابي سلمان العودة وأحد أبرز حلفاء تنظيم القاعدة الإرهابي، مهد للجريمة بمقال نشره قبل الحادثة بيومين فقط بعنوان (سامراء..هل تستعيد مكانتها مجددا ً؟) في إشارة الى وجوب تصفية الوجود الشيعي منها، وعودة هيمنة الأقلية السنية على العراق.
ومن المعروف وجود ترابط عضوي وعملي بين العودة وبين الإرهابيين السعوديين في العراق، عبر فتواه الشهيرة بإشعال الفتنة في العراق وقتل رجال الشرطة والأمن فيها وتخريب الأمن والسلام في آرجائه. كما ويقيم العودة علاقات مالية وعملية مع العديد من أفراد في القبيلة الحاكمة (آل سعود) منهم محمد نايف مساعد وأبن وزير الداخلية، وعبد العزيز فهد ابن الملك السابق.
ماحصل يكشف عن هزال الإعلام السعودي حرفيا، وعن إنعدام المخزون الأخلاقي للنخب السياسية والدينية والثقافية. شيء لم يعد يثير العجب.